الصفحة 12 من 92

[المؤمن بين الرجاء والخوف]

17 -وله عن أبي هريرةً - رضي الله عنه - مرفوعًا: (( لو يعلم المُؤْمِنُ ما عند اللهِ من العقوبةِ ما طَمِعَ بجنَّتِهِ أَحدٌ، وَلوم يعلمُ الكافرُ ما عند اللهِ من الرحمة ما قنِطَ من جنَّتِهِ أَحدٌ ) ) [1] .

[قرب الجنَّة والنَّار من الإنسان]

18 -وللبُخاريِّ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( الجنَّة أَقربُ إلى أحدِكُم من شِراكِ نعلِهِ، والنَّارُ مِثلُ ذلك ) ) [2] .

(1) رواه مسلم كتاب التوبة (4/ 219) رقم: (2755) . رواه البخاري كتاب الرقاق (11/ 301) رقم: (6469) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة بمعناه وفيه زيادة.

قال وله عن أبي هريرة ـ - رضي الله عنه - ـ مرفوعا: (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته قط، ولو علم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد ) )هذا فيه ذكر صفتي العذاب والرحمة، وهما صفتان متقابلتان وعذابه ـ - سبحانه وتعالى - ـ لمن عصاه أو من كفر أو من نافق هذا لو اطُّلِعَ عليه لوجد أن الجنة لا يطمع فيها طامع كما قال سبحانه { ... } ولكن رحمة الله سبقت غضبه، ولهذا في هذه الصفة الآية ذكر ثلاث صفات من صفات الرحمة، وذكر صفة عقاب واحدة؛ لأن رحمته سبحانه غلبت غضبه فقال: { ... } وهذه من فروع الرحمة ثم قال: { ... } هذا عقوبته سبحانه، ذم ذكر فرعا من فروع الرحمة وهو قوله: { ... } يعني ذي الإنعام والفضل والإحسان على خلقه أجمعين. وهذا الحديث في معنى ما ذكرنا.

(2) رواه البخاري كتاب الرقاق: (11/ 321) رقم: (6488) .

الشِراك: هو السير الذي يدخل فيه إصبع الرجل ويطلق على كل سير وقي به القدم.

قال وللبخاري عن ابن مسعود (( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) )وإيراده لهذا الحديث لأصل الإيمان باليوم الآخر، والإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة، إيمان بالجنة والنار، والحديث الذي بعده حديث المرأة البغي، والذي بعده هو في هذا المعنى.

والمؤمن ما بين خوف ورجاء يعمل الأعمال الكثيرة من الخير، ويعمل أعمالا من السوء، فإذا هو غلب جانب الرجاء رأى الخير فيه طاغ، فقال: سيغفر لي فنبه عليه الصلاة والسلام أن امرأة دخلت النار في هرة بسبب أنها حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض لماذا تحبس الهرة؟ الهرة مثلها لا يحبس فماتت بسبب تعديها عليها فدخلت النار بهذا السبب؛ لأنها ظلمت وتعدت، هذا يجعل المؤمن خائفا مثل كما قال لئلا يتكل أحد على عمله الصالح، ولئلا ييئس أحد من المغفرة إذا أناب وتاب، وتفسير الزهري واضح في هذا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام