[عظمة الله - سبحانه وتعالى -]
15 -وعن أَبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أن تئطَّ ما فيها موضِعُ أَربَعه أَصابِعَ إلا وفيه مَلَكٌ ساجدٌ للهِ تعالى، واللهِ لو تعلمونَ ما أَعلمُ لضحِكْتُم قليلاً وَلَبكيتُمْ كثيرَا وما تلذَّذْتُم بالنِّساء على الفُرَشِ ولخرجتُم إلى الصُّعُدَاتِ تجأرونَ إلى الله تعالى ) )رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ [1] قوله: (( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولَبكَيْتُم كثيرًا ) )؛ في"الصحيحين من حديث أَنس."
[حرمة التَّألِّي على الله]
16 -ولمسلمٍ عن جُنْدُبٍ - رضي الله عنه - مرفوعًا: (( قال رجلٌ: واللهِ لا يَغفِرُ اللهُ لِفلانٌ، فقال الله - عز وجل: من ذا الذي يَتَأَلَّى عليَّ أَنْ لا أَغفرَ لفلانٍ؟ إنِّي قد غفرتُ له وأَحبطتُ علمك ) ) [2] .
(1) رواه الترمذي كتاب الزهد (4/ 481) رقم: (2312) ، وابن ماجه كتاب الزهد (2/ 1402) رقم: (4190) ، وأحمد (5/ 173) ، والطحاوي في"مشكل الآثار" (2/ 44) ، وأبوالشيخ الأصبهاني في كتاب"العظمة" (4/ 982) رقم: (507) ، والحاكم في"المستدرك" (2/ 510) ، وأبونعيم في"دلائل النبوة" (ص:379) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (1/ 484) رقم: (783، 784) ،
كلهم من طريق إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد
بن مُورِّق عن أبي ذر به.
ثم ساق بعد ذلك حديث أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد لله تعالى ) )الحديث.
فيه عظمة الحق- جل وعلا - وعبودية الملائكة له سبحانه وتعالى وأن السماء مملوءة بعباد الله - جل جلاله - مملوءة بالملائكة الذين هم بين ركوع وسجود وقيامك للحق - سبحانه وتعالى -
(2) رواه مسلم كتاب"البر والصلة" (4/ 2023) رقم: (2621) . يتألى: يحلف، والأليَّة اليمين.
والحديث الذي بعده قال: ولمسلم عن جندب ـ - رضي الله عنه - ـ مرفوعا قال: ... (( قال رجل والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله ـ - عز وجل - ـ من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان أني قد غفرت له وأحبط عملك ) )، هذا الحديث معلوم شرحه وبيانه في كتاب التوحيد وننبه فيه إلى أن قول القائل: لا يغفر الله لفلان هذا له نظائر فهنا قال لا يغفر الله لفلان، يعني أنه تحكم في صفة الله ـ جل وعلا ـ يعني أنه قال هذه الصفة لا تكون لفلان، وهذا يكون عند الناس في حديثهم في صفات أخر، ومن أصول الإيمان عند أهل السنة توقير الله ـ جل وعلا ـ وتعظيمه والإنابة إليه والاستكانة له وعدم التألي عليه، والقول عليه بلا علم فمثلا يقول الناس في ألفاظهم هذا ما يستاهل الذي يحدث والله، وحرام أن فلان يصيبه كذا، ويقولون مثل هذا لا يعاقب، هذا بتنزل عليه العقوبة وأشباه هذه الألفاظ التي فيها تحكم في صفات الله ـ جل وعلا، فأي صفة أردت الكلام عليها فاستحضر الاضطراب والخوف من الله ـ جل وعلا ـ لا تتحكم في صفات الله جل وعلا تخر عنها بشيء ليس لك مثل هذا يعاقبه الله، هذا ستحل عليه عقوبة من الله ـ جل وعلا ـ أكيد تأتيه عقوبة، وأشباه ذلك مما يستعمله الخاصة والعامة في ألفاظهم هذا مما لا يجوز أن يستعمله الناس بل يذكرون ما دلت عليه الأدلة من الرجاء للمحسن، والخوف على المسيء نخشى أن تكون عقوبة، نخشى أن تحل علينا كذا، وأشباه هذه العبارات التي فيها تعظيم أمر الله وتعظيم صفاته سبحانه.