الصفحة 36 من 43

الدليل التاسع: قوله تعالى: (ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) [1] .

فذكر تعالى: أن موالاة الكفار موجبة لسخط الله، والخلود في العذاب [2] بمجردها، وإن كان الإنسان خائفاً [3] . إلا من أكره بشرطه. فكيف إذا اجتمع ذلك مع الكفر الصريح، وهو: معاداة التوحيد وأهله، والمعاونة على زوال دعوة الله بالإخلاص، وعلى تثبيت دعوة غيره.

الدليل العاشر: قوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون) [4] .

فذكر تعالى: أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله، والنبي وما أنزل إليه. ثم أخبر: أن سبب ذلك، كون كثير منهم فاسقون [5] . ولم يفرق بين من خاف الدائرة وبين [6] من لم يخف. وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين، قبل ردتهم كثير منهم فاسقون. فجرهم [7] ذلك إلى موالاة الكفار، والردة عن الإسلام. نعوذ بالله من ذلك.

الدليل الحادي عشر: قوله تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) [8] .

(1) سورة المائدة آية 80

(2) (م) النار.

(3) ينظر الفرق بين الموالاة والتولي، وأن الموالاة بمجردها لا تعد كفراً المؤلف (( أوثق عرى الإيمان ) ) (133) وابن قاسم (( الدرر السنية ) ) (5/201) .

(4) سورة المائدة آية 81.

(5) (ط) فاسقين.

(6) (م) بين. ساقطة.

(7) (م) فجر.

(8) سورة الأنعام آية 121

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام