تتقوا منهم تقاة) [1] .
فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء وأصدقاء وأصحاباً من دون المؤمنين، وإن كانوا خائفين منهم، وأخبر أن من فعل ذلك: (فليس من الله في شيء) . أي [2] : لا يكون من أولياء الله الموعودين بالنجاة في الآخرة. [3] (إلا أن تتقوا [4] منهم تقاة) ، وهو أن يكون الإنسان مقهوراً [5] معهم، لا يقدر على عداوتهم. فيظهر لهم المعاشرة، والقلب مطمئن بالبغضاء والعداوة [6] ، وانتظار زوال [7] المانع. فإذا زال، رجع إلى العداوة والبغضاء. فكيف بمن اتخذهم أولياء من دون المؤمنين من غير عذر، إلا [8] استحباب الحياة الدنيا على الآخرة، والخوف من المشركين وعدم الخوف من الله، فما جعل الله الخوف منهم عذراً؛ بل قال تعالى: (إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) [9] .
الدليل الرابع: قوله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) [10] .
(1) سورة آل عمران آية 28
(2) (ر) و.
(3) ما بينهما ساقط من (م)
(4) (ر) يتقوا
(5) (م) مقهور تحريف
(6) ما بينهما ساقط من (م) و (ر) و (ط)
(7) (ع) لزوال.
(8) (م) ولا (ر) (ط) ساقطة.
(9) سورة آل عمران آية 175
(10) سورة آل عمران آية 149