الصفحة 19 من 31

بقلم؛ الشيخ محمد مصطفى المقرئ

لا تفعلوا ... ناشدتكم الله؛ لا تفعلوا ... فقط؛ لا تفعلوا!

هل طالبتكم بعطاء؟ هل دعوتكم لبذل؟ هل استنهضتكم لتضحية؟ هل عرضتكم لبلاء؟

لم أصنع شيئاً من ذلك ... ولا قريباً منه، وإنما ناشدتكم فقط؛ أن لا تفعلوا!

ولو أنني سألتكم شيئاً من العطاء، أو البذل، أو التضحية، أو تحمل البلاء؛ لما تجاوزت بسؤالي ما هو واجب يلزمكم، وحق للأمة عليكم ... وإلا فمتى يُستحق العطاء، ويتوجب البذل، وتُفرض التضحية، ويُتحمل البلاء، ما لم يكن في هذا الظرف التاريخي المصيري؟ ولكنني - فقط - ناشدتكم الله أن لا تفعلوا!

هل هذا كثير؟

إنني لم أطالبكم إلا بالكف لا غير ... إلا بالترك لا سواه! فهل هذا كثير؟!

يا أمة القرآن ... يا أمة"لا إله إلا الله"...

إنني لا أدعوكِ إلا لأن لا تفعلي ما ليس من خصائصك ... لأن لا تذيبي - في الملعونين - ذاتيتك ... لأن لا تتشبهي بالممقوتين في عين الله، لأن لا تشاركي المغضوب عليهم ولا الضالين ... فهل هذا كثير؟

أدعوك لما ليس بفعل، بل هو الترك محض الترك! مجرد سلبية تقابل سلبيتك - بل سلبياتك - حيال ما يجب عليك أن تفعليه ... سلبية لا تكلفك عملاً، ولا جهداً، ولا بذلاً، ولا أي مظهر من مظاهر الفعل ... بل هو الترك محض الترك!

يا أمة القرآن ... يا أمة"لا إله إلا الله"...

إن كل ما أقوله لك؛ دعي! اتركي! ذري! اعتزلي! اجتنبي! اتقي! لا تقترفي! لا تقربي! لا تفعلي! ... أجل ... لا تفعلي! فقط؛ لا تفعلي!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام