الصفحة 7 من 8

فصارت بذلك دماؤهم وأموالهم حلالاً للمسلمين، يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقاتلهم حيثما وجدوا - مدنيين كانوا أو عسكريين - فالكل في شرعة الله سواء، فالكل عدو والكل محارب مقاتل، قد استمرءوا الغدر والعدوان، فلا يجوز للمسلم أن يستضعف أمامهم، أو يريهم جانب العفو واللين، قال تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 191] .

وقد قلنا؛ يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم ويقاتلهم حيثما وجدوا - مدنيين كانوا أو عسكريين - ونحن نقصد إلى كل حرف من معنى هذه الجملة، أينما كان المسلم، ومن أي جنس كان من الأجناس والأمم، وجب عليه ما يجب على المسلمين جميعاً من الجهاد والقتال.

حتى المسلمين في البلاد الأوربية - إن كانوا مسلمين حقاً - يجب عليهم ما يجب على المسلمين من غيرهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فإن لم يستطيعوا؛ وجب عليم الهجرة من بلاد الأعداء, أو من البلاد التي لا يستطيعون فيها حرب العدو بما أمرهم الله به، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَاوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [النساء: 97 - 98] .

فلم يستثنِ الله من وجوب الهجرة على كل مسلم في بلاد أعداء الله إلا الضعفاء ضعفاً حقيقياً، لا يعرفون ما يصنعون، ولا يملكون من أمر أنفسهم شيئاً.

فهذا هو الواجب في شرعة الله عز وجل؛ جهاد وقتال أعداء الله الطاعنين في ديننا والساخرين من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] .

والأدلة على ذلك متواترة متضافرة، وهو شيءٌ معلوم من الدين بالضرورة، لا يشك فيه أحد من المسلمين.

ولنعلن أن نيلهم من رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وسخريتهم بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وإنْ كان يقع في قلوبنا أشد الوقع، ويؤلم أنفسنا أعظم الألم، إلا أنه دليلٌ على قرب النصر العاجل والظفر بإذن الله تعالى.

فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية من تجارب المسلمين في عصره فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ونظير هذا ما حدثناه أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة، عما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام