الصفحة 6 من 8

-وأما إن كان الساب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساخر منه كافراً حربياً؛ - وهذا هو بيت القصيد والغاية التي نريد - فإنه بصنيعة ذلك ازداد كفراً و بالغ في محاربة المسلمين، والانتصار ممن كان هذا حاله؛ مؤكد في الدين، والسعي في إهدار دمه وماله من أوجب الأعمال وأفضلها عند رب العالمين، والمسارعة في ذلك؛ مسارعةٌ قي ابتغاء رضوان العليم الحكيم.

وهذا الشأن - ألا وهو جهاد وقتال الدول التي سخرت من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - من أوجب الواجبات وأجل القربات في هذا الوقت, وهو من أبلغ الجهاد الذي كتبه الله على عباده المؤمنين وفرضه عليهم، فهو واجب حتى تكون كلمة الله هي العليا، وحتى يكون الدين كله لله، وحتى يظهر دين الله على الدين كله، قال الله تعالى: {وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه معلقاً على هؤلاء الآيات كلاماً ما ملخصه بتصرف:(فجعل سبحانه وتعالى همهم بإخراج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المحضِّضات المحرضات على قتالهم، وما ذاك إلا لما فيه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعلوم أنَّ سبه وشتمه صلى الله عليه وآله وسلم؛ أغلظ من الهم بإخراجه، ومعلومٌ أنّ مجاهرتنا بالشتيمة والوقيعة في ربنا وديننا ونبينا وكتابنا؛ أشد علينا - إنْ كنا مؤمنين حقاً - فيجب علينا حينها أن نبذل دماءنا وأموالنا رخيصة في سبيل الله تعالى، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وأن لا يجهر بشيء من أذى الله ورسوله ألبته.

ولهذا أمرنا الله عز وجل بقتال الناكثين الطاعنين في ديننا، وضمن لنا عز وجل إن فعلنا ذلك - أي قاتلناهم - أن يعذبهم بأيدينا ويخزهم وينصرنا عليهم ويشفي صدور المؤمنين الذين تأذوا من تنقصهم وطعنهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يذهب غيظ قلوب المسلمين الحاصل من جراء السخرية برسولهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

فلنعلنها حرباً صريحة على أعداء الله من الصليبيين الذين سخروا من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا خفاء فيها ولا مواربة، جهاداً وقتالاً في سبيل الله لا نخشى في ذلك لومة لائم، فهم قد أعلنوها على المسلمين حرباً سافرة غادرة بسُخريتهم بنبي الإسلام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام؛ فأعلنوا بذلك عداءهم صريحاً واضحاً لا لبس فيه ولا مجاملة ولا مداراة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام