صلى الله عليه وآله وسلم
بقلم الشيخ؛ أمين عبد الله جعفر
ها هي ذا دول أوربا تتواطأ وتتعاضد إمعاناً في العداء لأمة الإسلام والكراهية لرسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتشن حرباً سافرة على الأمة الإسلامية، متمثلة في نشر رسوم كاريكاتورية وقحة ساخرة من نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم على صفحات عدد من صحف دولها، ابتداءً بالدنمرك ثمَّ تلتها النرويج وثالثتهم فرنسا وغيرهم من دول أوربا التي انظمت إلى ركب العداء السافر والتهكم المكشوف بديننا وعقيدتنا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.
فكان لزاماً على من بصره الله بالدين وحمل ميراث النبوة عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن يبين حكم الله عز وجل في هذا الحدث، وأن يصدع بالحق كما هو الحق، وأن لا يخشى في الله لومة لائم، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب: 39] .
بعيداً عن خطاب الخور، وحديث الملق، وبيان الهوان، الذي تمرغنا في حمأته ردحاً من الزمان، فما أقل ما قلنا كلمة الحق، وما أكثر ما قصرنا في ذلك - إن لم يكن خوفاً فضعفاً - ونستغفر الله.
وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، كفارةً عما سلف من تقصير وعما أسلفنا من ذنوب ليس لها إلا غفران الله ورحمته، علَّ ذلك يخفف عنا شيئاً من الإثم العظيم المتراكم من جراء سكوتنا جميعاً عن أداء أمانة البلاغ والقيام بمهمة الصدع وإغفال جهاد البيان.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحقٍ أو يذكر بعظيم) [خرجه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري] .
وعليه، فإن الواجب على المسلمين جميعاً؛ الانتصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن آذاه بقول أو فعل بكل ما يستطيعون، فو الله الذي كرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلا مكانته وأجلَّ قدره؛ لبطن الأرض خير لنا من ظاهرها إنْ عجزنا عن أنْ ننصر نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
نعم على المسلمين جميعاً إقامة حكم الله عز وجل فيمن سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو سخر منه.