جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، فقالوا؛ كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوقيعة في عرضه؛ تعجلنا فتحه وتيسر لنا ولم يكد يتأخر إلا يوم أو يومين أو نحو ذلك، ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة.
قالوا؛ حتى إنْ كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه، وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أنَّ المسلمين من المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أنْ يعذب أعداءه بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين).
فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسخرية به وبما جاء به؛ إلا أهلكه الله عز وجل، وقتله شر قتلة، تحقيقاً لوعده سبحانه بكفايته لعبده صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 36] ، وقال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95] .
فلنكن على يقين من أنَّ الله وعده حقٌ وآتٍ، ومن أن نصر الله قريب، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21] .
المراجع:
1)الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض.
2)الصارم المسلول على شاتم الرسول، لشيخ الإسلام بن تيميه.
3)السيف البتار لمن سب النبي المختار، لعبد الله بن الصديق الغماري.
4)كلمة الحق، لأحمد محمد شاكر.
5)نواقض الإيمان القولية والعملية، لعبد العزيز العبد اللطيف.