فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 20

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المختص بالعبادة والدعاء، والصلاة والسلام على أفضل من قام لربه ودعا، أما بعد:

فقد سمعت في إحدى الإذاعات في أيام عاشوراء عام 1428 هـ وكان المذيع يسأل بعض المتصلين فيقول لهم: ماذا تريدون من الحسين؟ فقال أحدهم: أريد من الحسين أن ينصر المسلمين.

فانظر إلى هذه الوثنية والتي هي من أمور الجاهلية الأولى، يطلب من مخلوق بعد أن توفاه الله بنحو أربع مائة وألف من السنين أن ينصر المسلمين، والحسين رضي الله عنه في حال حياته لم يستطع أن يدفع عن نفسه وعن آل بيته في حادثة قتله رضي الله عنه، فكيف بغيره؟!

وهذا من أشد أنواع الشرك بالله والعياذ بالله، بل هناك أشد منه فقد حدثتني إحدى النساء أنها عندما كانت في حال الوضع تستغيث فتقول: يا الله، يا الله، فقال لها الممرضة: قولي يا علي!

وقد قال الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 106 - 107] وقال عز وجل أيضاً: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) [الإسراء: 56] ، فالمخلوق مهما بلغ من المكانة عند الله عز وجل فإنه لا يملك كشف الضر ولا تحويلاً، كما هو نص الآية الكريمة، وكما في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً، وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً، قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً، قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً، قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً، إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن: 18 - 23] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام