الله هذا الاسم الكريم علم على الذات المقدسة التي نؤمن بها ونعمل لها، ونعرف أن منها حياتنا وإليها مصيرنا. والله ـ تبارك وتعالى ـ أهل الحمد والمجد ـ وأهل التقوى والمغفرة، لا نحصي عليه ثناء، ولا نبلغ حقه توقيرًا وإجلالاً. لو أن البشر- منذ كتب لهم تاريخ، وإلى أن تهمد لهم على ظهر الأرض حركة- نسوا الله كفروا به، ما خدش ذلك شيئًا من جلاله ، ولا نقص ذرة من سلطانه، ولا كفَّ شعاعًا من ضيائه، ولا غضَّ بريقًا من كبريائه، فهو ـ سبحانه ـ أغنى بحوله، وأعظم بذاته وصفاته، وأوسع في ملكوته وجبروته من أن ينال منه وهم واهم ، أو جهل جاهل. ولئن كنا في عصر عكف على هواه، وذهل عن أخراه، وتنكر لربه؟ إن ضير ذلك يقع على أم رأسه ، ولن يضر الله شيئًا. (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) . وجوده وجود الله تعالى من البداهات التي يدركها الإنسان بفطرته، ويهتدي إليها بطبيعته. وليس من مسائل العلوم المعقدة، ولا من حقائق التفكير العويصة. ولولا أن شدة الظهور قد تلد الخفاء، واقتراب المسافة جدًّا قد يعطل الرؤية، ما اختلف على ذلك مؤمن ولا ملحد. (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) . ص _017