الصفحة 6 من 229

يقول:"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"وإني لأقرأ في صحفِنا الدينية اليوم نِزاعًا بين أتباع السلف والخلف ، كما أسمَوْا أنفسَهم ، وأسمع ألفاظ الكفر تتبادل كما تتبادل الكرة أرجلُ اللاعبين ، فأعز رأسي عجَبًا، إن أعراضَ المرض لا تزال تعرو الأمة المنهوكة ، وما تزال بحاجة إلى عناية الراشدين المخلصين من الأطباء الماهرين. وقد استقَرَّتْ رواسب هذا الخلاف الطائش في أذهان العامة ، ثم سيطرت على سلوكِهم بعد ما أخذوا أسوأ ما فيها، ورفضوا أفضل ما فيها. فإذا اختلف القدامى: هل العمل ضرورة للإيمان أو كمال فيه؟ ترجح لدَى العامة أنه كمال فقط. فسيستفيد المجتمع من هذا الخلاف ترك العمل!. وإذا اختلف القدامَى: هل للإنسان قدرة وإرادة يفعل بهما ويترك؟ أو هو مقهور مكتوف اليدين؟ ترجَّح لدى العامة أن المرء لا عزم له ولا حول ولا طول. فيستفيد المجتمع من هذا الخلاف سقوط الهمة وخور العزيمة . وإذا تجادل القدامى: هل للمسلم حق الالتجاء إلى الله دون وساطة الصالحين من الأحياء أو المقبورين؟. ترجح لدَى العامة أن المسلم لا يستغني عن معونة الأولياء، وأنه إذا ذهب إلى ربه من دونهم فالويل له!. فيستفيد المجتمع من هذا الخلاف شيوع الشرك ، وضعف الصِّلة برب الأرض والسماء. ص _012

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام