الصفحة 5 من 229

لفعله، بدل التعبير بأنه فاعل لفعله، وعن تصور الاستقلال التام في الإرادة البشرية. وهذه العقيدة ـ خطأ كانت أو صوابًا ـ صالحة لتكون موضع مناقشة علمية يستطيع فيها الطرفان مناقضة بعضهما بعضًا ونقده، بل استجهاله واستحماقه! ولكن المسألة لم تقف عند هذا الحد. فقالت القدرية: إن عدم القول بعقيدتنا يعني إسناد الظلم إلى الله في عذاب الآخرة. وقال معارضوهم: إنكم تنكرون عموم القدرة والإرادة الإلهية.، وهذا كفر.. نشأ أولاً هذا الخلاف، ثم توسَّعَ على مرور الزمن، حتى تولدت منه مبادىء غريبة غير معقولة.. والولع بالخلاف سَرى حتى ضمَّ إلى العقائد أمورًا مضحكة. فهناك خلاف بين المعتزلة وأهل السنة على حقيقة السحر، وعلى تكون السحب، فأي خلط هذا؟ وبين المسلمين اليوم نزاع يفصم وحدتهم حول ما دار بين علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة في مسائل الخلافة. فهل على وجه الأرض أمة تجتر ماضيها السحيق لتلوك منه خلافات قاسية كهذه الأمة؟ ولماذا نقحم هذه الأمور إقحامًا في شؤون العقيدة؟. ولماذا لا تبقى في نطاق الذكريات التاريخية التي تُدْرَس كأي تاريخ لتؤخذ منه العبرة فحسب؟ وما صلة الإيمان بالله واليوم الآخر بحُكمنا: إن هذا أصاب، وهذا أخطأ، والله ص _011

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام