(تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا * وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) . وفي القرآن الكريم آيات شتى، تقرر هذا الدليل، ويسمى: دليل العناية (ج) هل فكرت في هذه السيارات المنطلقة - أعني هذه الكواكب التي تخترق أعماق الجو، والتي تلتزم مدارًا واحدًا لا تنحرف عنه يمينًا ولا يسارًا ، وتلتزم سرعة واحدة لا تبطىء فيها ولا تعجل، ثم نرتقبها في موعدها المحسوب فلا تخالف عنه أبدًا ؟ إن الكرة تنطلق من أقدام اللاعبين ثم لا تلبث أن تهوي بعد تحليق. أما هذه الكرات الغليظة الحجم، الحي منها والميت، المضيء منها والمعتم ؛ فهي معلقة لا تسقط ، سائرة لا تقف. كل في دائرته لا يعدوها. وقد يصطدم المشاة والشبان على أرضنا وهم أصحاب بصر وعقل. أما هذه الكواكب التي تزحم الفضاء فإنها لا تزيغ ولا تصطدم: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) . من الذي هيمن على نظامها وأشرف على مدارها؟ بل من الذي أمسك بأجرامها الهائلة، ودفعها تجري بهذه القوة الفائقة؟ إنها لا ترتكز في علوها إلا على دعائم القدرة ، ولا تطير إلا بأجنحة أعارها لها القدر الأعلى: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ) . أما كلمة الجاذبية فدلالتها العلمية كدلالة حرف"س"على المجهول. ص _020