إنها رمز لقوانين تصرخ باسم الله ، ولكن الصمَّ لا يسمعون! ويسمى هذا الدليل: دليل الحركة. (د) لاشك أن لوجود كل واحد منا بداية معروفة. فنحن قبل ميلادنا لم نكن شيئًا نذكر: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) وعناصر الكون الذي نعيش فيه كذلك ، لها بداية معروفة. وعلماء الجيولوجيا يقدرون لها أعمارًا محدودة، مهما طالت ، فقد كانت قبلها صفرًا. وكان هناك ظن بأن المادة لا تفنَى، اعتمد عليه فريق من الناس في القول بقدم العالم ، وما يتبع هذا القدم الموهوم من أباطيل. على أن تفجير الذرة هدم هذا الظن، ولو لم يتم تفجيرها ما قبِلنا هذا الظن على أنه حقيقة ثابتة. فإن المفتاح الذي يفتح على العالم أبواب الفناء ليس من الضروري أن يضعه الله في أيدي العلماء. وعدم اهتداء الناس إلى ما يدمر مادة الكون؛ لا يعني أن مادة الكون غير قابلة للدمار والفناء. ولم لا يكون ذلك حصانة أقامها القدر الأعلى، حتى يمنع العالم من الانتحار؟. إننا جازمون بأن وجودنا محدث، لأن تفكيرنا وإحساسنا يهدينا لذلك. وغير معقول أن يتطور العدم إلى وجود تطورًا ذاتيًّا. إنه إذا وقعت حادثة لم يظهر فاعلها قيل: إن الفاعل مجهول. ولم يقل أحد قط: أن ليس لها فاعل. فكيف يراد من العقلاء أن يقطعوا الصلة بين العالم وربه؟ إننا لم نكن شيئًا فكنا. فمَنْ كوننا؟؟ ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ) . ويسمى هذا: دليل الحدوث. ص _021