Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هي رملة بنت أبي سفيان، أخت معاوية، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية، كانت تحت عبيد الله بن جحش، خرجت معه مهاجرة إلى الحبشة ومات زوجها هناك، فخطبها وهي هناك النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجه إياها النجاشي وأصدق عنه، ثم حملت إليه إلى المدينة، توفيت في المدينة في خلافة أخيها معاوية.


كان معاوية بن خديج أمير أفريقيا، فوجه عبد الله بن الزبير ففتح سوسة، وأما عبد الملك بن مروان فقد استولى على جلولاء ودمر قلعتها البيزنطية.


هي حفصة بنت عمر بن الخطاب، أمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، كانت تحت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، هاجرا سويا للمدينة، ثم توفي عنها بعد بدر فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم طلقها تطليقة ثم ارتجعها، أمره جبريل بذلك وقال: (إن الله يأمرك أن ترجعها إنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة).

توفيت في المدينة في خلافة معاوية عام 45 هـ، ودفنت في البقيع رضي الله عنها وأرضاها.


خرج الخطيم، وهو يزيد بن مالك الباهلي، وسهم بن غالب الهجيمي فحكما؛ فأما سهم فإنه خرج إلى الأهواز فحكم بها، ثم رجع فاختفى وطلب الأمان فلم يؤمنه زياد وطلبه حتى أخذه وقتله وصلبه على بابه، وأما الخطيم فإن زيادا سيره إلى البحرين ثم أقدمه، وقال لمسلم بن عمرو الباهلي -والد قتيبة بن مسلم-: اضمنه.

فأبى، وقال: إن بات خارجا عن بيته أعلمتك، ثم أتاه مسلم فقال له: لم يبت الخطيم الليلة في بيته، فأمر به فقتل وألقي في باهلة.


غزا مالك بن هبيرة السكوني الروم بحرا.

وغزا عقبة بن عامر الجهني بأهل مصر والمدينة البحر.


عزل معاوية بن أبي سفيان معاوية بن خديج عن أفريقيا، واستعمل عليها عقبة بن نافع الفهري، وكان مقيما ببرقة وزويلة مذ فتحها أيام عمرو بن العاص، وله في تلك البلاد جهاد وفتوح.

فلما استعمله معاوية سير إليه عشرة آلاف فارس، فدخل أفريقيا وانضاف إليه من أسلم من البربر، فكثر جمعه، ووضع السيف في أهل البلاد لأنهم كانوا إذا دخل إليهم أمير أطاعوا وأظهر بعضهم الإسلام، فإذا عاد الأمير عنهم نكثوا وارتد من أسلم، ثم رأى أن يتخذ مدينة يكون بها عسكر المسلمين وأهلهم وأموالهم ليأمنوا من ثورة تكون من أهل البلاد، فقصد موضع القيروان، وبنى المسجد الجامع، وبنى الناس مساجدهم ومساكنهم, فأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام في تلك البلاد المفتوحة.

ثم إن معاوية بن أبي سفيان استعمل على مصر وأفريقيا مسلمة بن مخلد الأنصاري، فاستعمل مسلمة على أفريقيا مولى له يقال له: أبو المهاجر، فقدم أفريقيا وعزل عقبة واستخف به، وسار عقبة إلى الشام وعاتب معاوية على ما فعله به أبو المهاجر، فاعتذر إليه ووعده بإعادته إلى عمله، فتوفي معاوية وولي بعده ابنه يزيد، فاستعمل عقبة بن نافع على البلاد سنة اثنتين وستين، فسار إليها.


جهز معاوية بن أبي سفيان جيشا عظيما برا وبحرا لغزو القسطنطينية، وكان قائد الجيش سفيان بن عوف الأزدي، وقاد الأسطول بسر بن أرطاة, وكان في الجيش ابن عباس، وابن عمر، وأبو أيوب، وابن الزبير، والحسين بن علي رضي الله عنهم، انضموا إلى هذه الحملة متمثلين أمام أعينهم قول الرسول: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش).

آملين أن يتحقق فيهم قول الرسول، فقد ثبت عن رسول الله: (أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم).

وقام الجيش بحصار القسطنطينية، وجرت اشتباكات عديدة بين الطرفين خسر فيها المسلمون الكثير، وقد جاءهم مدد من الشام بقيادة يزيد بن معاوية مما قوى أمرهم، وتوفي هناك أبو أيوب ودفن عند سورها؛ ولكن لم يتم فتحها مع شدة الحصار وقوته؛ وذلك لمنعة المدينة، وقوة أسوارها، ومكانها في البر والبحر، وأحرقت كثير من سفن المسلمين.


هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا, وكان أكثرهم شبها بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو سيد شباب أهل الجنة، ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.

ولد الحسن رضي الله عنه في نصف رمضان سنة 3هـ، حظي برعاية المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يقرب من ثماني سنوات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبا جما، وقد تولى النبي صلى الله عليه وسلم تربيته منذ اليوم الأول لولادته؛ فسماه الحسن، وكان صلى الله عليه وسلم يداعبه كثيرا، ويقبله ويعانقه حبا له وعطفا عليه.

قال عنه صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: (ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).

وقد تحققت هذه النبوءة بتنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه حقنا لدماء المسلمين، وأبرم الصلح معه بعد بضعة أشهر من مبايعته للخلافة، فكان ذلك فاتحة خير على المسلمين؛ إذ توحدت جهودهم، وسمي عام 41هـ "عام الجماعة".

وقيل: كانت وفاته في الثامن من محرم عام 50هـ.


بعد أن انتصر عقبة بن نافع في عدة مواقع في فتوحه في أفريقيا على البربر رأى أن يتخذ مدينة يكون بها عسكر المسلمين وأهلهم وأموالهم ليأمنوا من ثورة تكون من أهل البلاد، فقصد موضع القيروان، وكان أجمة مشتبكة بها من أنواع الحيوان، فأمر ببناء المدينة، فبنيت، وبنى المسجد الجامع، وبنى الناس مساجدهم ومساكنهم، وكان دورها ثلاثة آلاف باع وستمائة باع، وتم أمرها سنة خمس وخمسين وسكنها الناس، فكانت كمحطة دائمة للمجاهدين يبقون فيها مع أسرهم لا يشعرون بالغربة والسفر، وتكون منطلقهم إلى البلاد ليفتحوها.

وكان في أثناء عمارة المدينة يغزو ويرسل السرايا فتغير وتنهب، ودخل كثير من البربر في الإسلام، واتسعت خطة المسلمين، وقوي جنان من هناك من الجنود بمدينة القيروان، وأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام فيها.


هي صفية بنت حيي بن أخطب، من ولد هارون النبي صلى الله عليه وسلم، وأمها برة بنت سموأل أخت رفاعة، كانت تحت سلام بن مشكم القرظي، ثم خلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، سباها النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وكانت عروسا، وأعتقها وتزوجها بعد مرجعه من خيبر، توفيت في المدينة ودفنت في البقيع رضي الله عنها وأرضاها.


هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم قديما قبل عمر، هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بن كعب، صلى عليه عبد الله بن عمر، ونزل في قبره هو وسعد بن أبي وقاص.


هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم، وأمها هند بنت عوف بن زهير، كانت تحت مسعود بن عمرو بن عبد نائل الثقفي في الجاهلية وفارقها، ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود فتوفي عنها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء، وهي آخر نسائه تزويجا، توفيت في سرف قرب مكة في المكان الذي بنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل توفيت في مكة ونقلت إلى سرف، صلى عليها ابن عباس.


خرج زياد بن خراش العجلي -ثائر من الحرورية على معاوية بن أبي سفيان- في ثلاثمائة فارس، فأتى أرض مسكن من السواد، فسير إليه زياد بن أبيه خيلا عليها سعد بن حذيفة أو غيره، فقتلوهم وقد صاروا إلى ماه، ونشبت معارك انتهت بقتل زياد العجلي.

ثم خرج على زياد بن أبيه أيضا رجل من طيء يقال له: معاذ، فأتى نهر عبد الرحمن ابن أم الحكم في ثلاثين رجلا هذه السنة، فبعث إليه زياد من قتله وأصحابه، وقيل: بل حل لواءه واستأمن.

ويقال لهم: أصحاب نهر عبد الرحمن.


افتتح المسلمون وعليهم جنادة بن أبي أمية "جزيرة رودس" فأقام بها طائفة من المسلمين، كانت أشد شيء على الكفار، يعترضون لهم في البحر ويقطعون سبيلهم، وكان معاوية يدر عليهم الأرزاق والأعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو أو كادهم أحد، وما زالوا كذلك حتى كانت خلافة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة.


كان هذا الحصار في هذه المرة بقيادة فضالة بن عبيد الأنصاري، وعلى الأسطول البحري عبد الله بن قيس الحارثي، وجنادة بن أبي أمية، وأما أسطول الشام فكان بإمرة يزيد بن شجرة الرهاوي، ودام هذا الحصار إلى عام 57 هـ، احتلوا فيها عدة جزر قريبة كأرواد وكزيكوس، واتخذت قواعد عسكرية, ولم تستطع هذه الحملة الثانية اقتحام القسطنطينية بسبب مناعة أسوارها، وما كان يطلقه البيزنطيون على سفن الأسطول الإسلامي من نيران، فانتهى الأمر بعقد صلح بين المسلمين والبيزنطيين.


هي أكبر الجزر اليونانية، وخامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وصل المسلمون إلى كريت في وقت مبكر، إذ ضربوا الحصار عليها ولم ينتصف القرن الأول الهجري بعد؛ ولكنهم لم يتمكنوا من فتحها، إذ أن قوتهم البحرية لم تكن قد تكاملت بعد.

روى البلاذري: غزا جنادة بن أبي أمية أقريطش، فلما كان زمن الوليد بن عبد الملك فتح بعضها ثم أغلق، وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في خلافة الرشيد ففتح بعضها، وكان المسلمون قد شغلوا بالقتال في جبهات أخرى، مما أعان على بقاء حكم الروم في كريت؛ ولكنه لم يكن وطيد الدعائم للاختلاف في مذاهب الدين بين الحاكمين والمحكومين.


البلقان هي شبه جزيرة تقع في الجنوب الشرقي من قارة أوروبا، وتضم عديدامن بلدان شرق أوروبا مثل: المجر، رومانيا، يوغسلافيا سابقا، وبلغاريا.

اتجهت أنظار المسلمين نحو الشمال والغرب حيث الدولة الرومانية الشرقية التي كانت تغير على المناطق الخاضعة لسلطان المسلمين, فرتب معاوية الغزو إليها برا وبحرا، وجهز أسطولا بلغ عدده 1700 سفينة، وفتح عدة جهات كجزيرة رودس وبعض الجزر اليونانية الأخرى، كما أكثر برا من الصوائف والشواتي -حملات الصيف والشتاء-


هو سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب، الزهري القرشي، صحابي من أوائل من دخلوا في الإسلام، وكان في السابعة عشر من عمره، ولم يسبقه في الإسلام إلا أبو بكر، وعلي، وزيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فكان من المتقدمين في الإسلام، شهد المشاهد كلها، أول من رمى بسهم في سبيل الله، وله قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارم سعد فداك أبي وأمي).

كان مجاب الدعوة، ولي إمرة الكوفة لعمر، لم يحضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم، قاتل في سبيل الله، وفتح الله على يديه الكثير من بلاد فارس أيام عمر، توفي في العقيق قرب المدينة، وحمل إلى البقيع ودفن فيه، وكان آخر المهاجرين موتا.


ولى معاوية بن أبي سفيان عبيد الله بن زياد على خراسان فبلغ بيكند وأرغم خاتون أميرة بخارى على الصلح؛ ولكنها استنجدت بالترك فأرسلوا جيشا ألحق به المسلمون الهزيمة، فأرغمت على طلب الصلح، وكان معاوية قد ولى سعيد بن عثمان بن عفان إمارة خراسان بدل عبيد الله فدخل الجيش بخارى بقيادته.


هي ابنة سيد بني المصطلق من خزاعة، وقعت في السبي بعد غزوة المصطلق فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبت نفسها ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه فعرض عليها أن يؤدي عنها ويتزوجها فقبلت، وكانت قبل ذلك -يعني قبل السبي- تحت صفوان بن مالك وقد قتل فيمن قتل في الغزوة، ثم لما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم أطلق المسلمون أسراهم من بني المصطلق بسببها إكراما لها حتى لا يكون أخوال المؤمنين سبايا تحتهم، فكانت من أعظم النساء بركة على قومها، كانت كثيرة التعبد والذكر، توفيت بالمدينة زمن معاوية.


عزل معاوية رضي الله عنه مروان بن الحكم عن المدينة وولى عليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وهو الذي حج بالناس في هذه السنة، لأنه صارت إليه إمرة المدينة، ولم يزل عليها واليا حتى مات معاوية رضي الله عنه.


هي عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة في مكة؛ ولكن لم يدخل بها إلا في المدينة بعد الهجرة، لها من الفضائل الكثير، نزلت براءتها من السماء بآيات تتلى إلى يوم القيامة، توفيت في المدينة النبوية وأوصت أن تدفن ليلا، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة ودفنت في البقيع، وكانت من أفقه النساء، فجزاها الله خيرا عن الإسلام والمسلمين ورضي الله عنها وأرضاها، وكانت من المكثرين في الراوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولها استدراكات على الصحابة معروفة.


أسلم أبو هريرة سنة خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، فكان ذلك ذخرا له، فلا ضير أن يكون أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من حفاظهم، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحفظ فقاربت الأحاديث التي من روايته إلى خمسة آلاف حديث، وقد اختلف في اسمه، وكان يدعو الله ألا تدركه سنة ستين فتوفي قبلها، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان نائب المدينة، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وخلق من الصحابة غيرهم، وكان ذلك عند صلاة العصر، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فحمل إلى المدينة فصلي عليه، ثم دفن بالبقيع رحمه الله ورضي عنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.


هي هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة، كانت تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال، كانت أول من هاجر إلى الحبشة هي وزوجها، ويقال أيضا: إن أم سلمة أول ظعينة هاجرت إلى المدينة، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد بدر، وقيل: بعد أحد.

وقصتها يوم الحديبية حيث أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحلق هو وينحر دون أن يكلم أحدا، فلما فعل تسارع الصحابة إلى فعل ما كانوا قد أحجموا قبل عن فعله لما أمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، توفيت في المدينة، وقيل كانت وفاتها عام 61 للهجرة.


هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي، سادس الخلفاء في الإسلام، وأول ملوك المسلمين، ومؤسس الدولة الأموية في الشام، ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، أسلم معاوية رضي الله عنه يوم الفتح، وقيل: في عمرة القضاء وكان يكتم إسلامه خوفا من أبيه، وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتابة الوحي، واستعمله على الشام الخلفاء: عمر، وعثمان، وبقي على الشام في خلافة علي بغير رضاه، فبقي كذلك قرابة العشرين سنة، ثم تم له الأمر بعد تنازل الحسن بن علي له، وبقي خليفة مدة تسعة عشر عاما وأشهر، فتح الله له فيها الكثير من البلاد، واشتهر بالحكمة في سياسته للناس، ومداراته لهم، وكان قد عهد لابنه يزيد قبل موته، وبعث في البلاد ليأخذوا له ذلك، وتوفي في دمشق وصلى عليه الضحاك بن قيس، ودفن فيها، جزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.


كان معاوية في عام 50 هـ قد عهد إليه بالخلافة من بعده، وأخذ ذلك على الناس؛ ولكن البعض لم يرض مثل ابن عمر، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والحسين بن علي، ثم لما حضرت معاوية الوفاة كان يزيد غائبا فأوصى إليه، ثم لما توفي بايعت الأمصار ليزيد إلا من ذكر آنفا، وبذلك تمت له الخلافة، ثم بايع له ابن عمر، وابن عباس، أما ابن الزبير فخرج إلى مكة وحصل منه ما حصل، وأما الحسين فلحقه أيضا إلى مكة حتى خرج إلى الكوفة وكان فيها ما كان.


بمجرد وفاة معاوية بن أبي سفيان سارع زعماء الكوفة بالكتابة إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وطلبوا منه المسير إليهم على وجه السرعة, فلما تواترت الكتب إليه من جهة أهل العراق, وتكررت الرسل بينهم وبينه, وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله, ثم وقع في غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل والحسين لا يعلم بشيء من ذلك, فعزم على المسير إليهم, والقدوم عليهم, فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد, فإن مسلما قتل يوم عرفة, ولما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك, وحذروه منه, وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق, وأمروه بالمقام بمكة, وذكروه ما جرى لأبيه وأخيه معهم, وكان ممن نهاه عن الخروج عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو سعيد الخدري, إلا أنه أصر على الخروج إلى الكوفة.


سار عقبة بن نافع بعد أن ولاه يزيد أفريقيا في عسكر عظيم حتى دخل مدينة باغاية وقد اجتمع بها خلق كثير من الروم، فقاتلوه قتالا شديدا وانهزموا عنه، وقتل فيهم قتلا ذريعا، وغنم منهم غنائم كثيرة، ودخل المنهزمون المدينة وحاصرهم عقبة.

ثم كره المقام عليهم فسار إلى بلاد الزاب، وهي بلاد واسعة فيها عدة مدن وقرى كثيرة، فقصد مدينتها العظمى واسمها أربة، فامتنع بها من هناك من الروم والنصارى، وهرب بعضهم إلى الجبال، فاقتتل المسلمون ومن بالمدينة من النصارى عدة دفعات، ثم انهزم النصارى وقتل كثير من فرسانهم، ورحل إلى تاهرت.

فلما بلغ الروم خبره استعانوا بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فاجتمعوا في جمع كثير والتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، واشتد الأمر على المسلمين لكثرة العدو، ثم إن الله تعالى نصرهم فانهزمت الروم والبربر وأخذهم السيف، وكثر فيهم القتل، وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم.

ثم سار حتى نزل على طنجة فلقيه بطريق من الروم اسمه يليان، فأهدى له هدية حسنة ونزل على حكمه، ثم سأله عن الأندلس فعظم الأمر عليه، فسأله عن البربر، فقال: هم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله، وهم بالسوس الأدنى، وهم كفار لم يدخلوا في النصرانية، ولهم بأس شديد.

فسار عقبة إليهم نحو السوس الأدنى، وهي مغرب طنجة، فانتهى إلى أوائل البربر، فلقوه في جمع كثير، فقتل فيهم قتلا ذريعا، وبعث خيله في كل مكان هربوا إليه، وسار هو حتى وصل إلى السوس الأقصى، وقد اجتمع له البربر في عالم لا يحصى، فلقيهم وقاتلهم وهزمهم، وقتل المسلمون فيهم حتى ملوا وغنموا منهم وسبوا سبيا كثيرا، وسار حتى بلغ ماليان ورأى البحر المحيط، فقال: يا رب، لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك.

ثم عاد فنفر الروم والبربر عن طريقه خوفا منه، فلما وصل إلى مدينة طبنة أمر أصحابه أن يتقدموا فوجا فوجا ثقة منه بما نال من العدو، وأنه لم يبق أحدا يخشاه، وسار إلى تهوذة لينظر إليها في نفر يسير، فلما رآه الروم في قلة طمعوا فيه، فأغلقوا باب الحصن وشتموه وقاتلوه وهو يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا منه.


لم يبايع الحسين بن علي رضي الله عنه ليزيد، وبقي في مكة هو وابن الزبير؛ ولكن أهل الكوفة راسلوا الحسين ليقدم عليهم ليبايعوه وينصروه فتكون له الخلافة، وكان على الكوفة عبيد الله بن زياد، فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليعلم له صدق أهل الكوفة، فقبض عليه ابن زياد وقتله، وتوالت الكتب من أهل الكوفة للحسين ليحضر إليهم حتى عزم على ذلك، فناصحه الكثير من الرجال والنساء منهم: ابن عمر، وأخوه محمد بن الحنفية، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن الزبير.
.
.
.

ألا يفعل، وأنهم سيخذلونه كما خذلوا أباه وأخاه من قبل؛ لكن قدر الله سابق فأبى إلا الذهاب إليهم، فخرج من مكة في ذي الحجة، ولما علم ابن زياد بمخرجه جهز له من يقابله، فلما قدم الحسين وقد كان وصله خبر موت مسلم وأخيه من الرضاع فقال للناس من أحب أن ينصرف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام.

فتفرقوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة، وقابلهم الحر بن يزيد من قبل ابن زياد ليحضر الحسين ومن معه إلى ابن زياد؛ ولكن الحسين أبى عليه ذلك، فلم يقتله الحر وظل يسايره حتى لا يدخل الكوفة، حتى كانوا قريبا من نينوى جاء كتاب ابن زياد إلى الحر أن ينزل الحسين بالعراء بغير ماء، ثم جاء جيش عمر بن سعد بن أبي وقاص كذلك للحسين، إما أن يبايع، وإما أن يرى ابن زياد فيه رأيه، وعرض الحسين عليهم إما أن يتركوه فيرجع من حيث أتى، أو يذهب إلى الشام فيضع يده في يد يزيد بن معاوية، وإما أن يسير إلى أي ثغر من ثغور المسلمين فيكون واحدا منهم، له ما لهم وعليه ما عليهم.

فلم يقبلوا منه شيئا من ذلك، وأرسل ابن زياد طائفة أخرى معها كتاب إلى عمر بن سعد أن ائت بهم أو قاتلهم، ثم لما كان اليوم العاشر من محرم التقى الصفان، وذكرهم الحسين مرة أخرى بكتبهم له بالقدوم فأنكروا ذلك، ووعظهم فأبوا فاقتتلوا قتالا شديدا، ومال الحر إلى الحسين وقاتل معه، وكان آخر من بقي من أصحاب الحسين سويد بن أبي المطاع الخثعمي، وكان أول من قتل من آل بني أبي طالب يومئذ علي الأكبر ابن الحسين، ومكث الحسين طويلا من النهار كلما انتهى إليه رجل من الناس رجع عنه وكره أن يتولى قتله وعظم إثمه عليه.

وكان أصحاب الحسين يدافعون عنه، ولما قتل أصحابه لم يجرؤ أحد على قتله، وكان جيش عمر بن سعد يتدافعون، ويخشى كل فرد أن يبوء بقتله، وتمنوا أن يستسلم؛ لكن شمر بن ذي الجوشن صاح في الجند: ويحكم، ماذا تنتظرون بالرجل! اقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم.

وأمرهم بقتله, فحملوا عليه من كل جانب، وضربه زرعة بن شريك التميمي, ثم طعنه سنان بن أنس النخعي واحتز رأسه.

ويقال: إن الذي قتله عروة بن بطار التغلبي وزيد بن رقاد الجنبي.

ويقال: إن المتولي الإجهاز عليه شمر بن ذي الجوشن الضبي، وحمل رأسه إلى ابن زياد خولي بن يزيد الأصبحي.

ودفن الحسين رضي الله عنه وأصحابه أهل الغاضرية من بني أسد بعد قتلهم بيوم.

قال شيخ الإسلام في قتله رضي الله عنه: قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء، قتلته الطائفة الظالمة الباغية، وأكرم الله الحسين بالشهادة، كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته، أكرم بها حمزة وجعفرا، وأباه عليا، وغيرهم، وكانت شهادته مما رفع الله بها منزلته، وأعلى درجته، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء، قتلوه مظلوما شهيدا شهادة أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه، وأوجب ذلك شرا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية.

ومن كرامة الله للمؤمنين أن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد يسترجع فيها، كما أمر الله ورسوله؛ ليعطى من الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.

وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة فكيف مع طول الزمان, فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتما، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير -والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن- والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام؛ والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدنيا، ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذبا وفتنا ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شر من الخوارج المارقين.


لما أهين كسيلة البربري من قبل أبي المهاجر قائد عقبة بن نافع أضمر كسيلة الغدر، فلما رأى الروم قلة من مع عقبة أرسلوا إلى كسيلة وأعلموه حاله، وكان في عسكر عقبة مضمرا للغدر، وقد أعلم الروم ذلك وأطمعهم، فلما راسلوه أظهر ما كان يضمره وجمع أهله وبني عمه وقصد عقبة وانفصل عنه ولحق بالروم وهاجم عقبة وجماعته عند تهوذة قرب جبال أوراس بالجزائر، فكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم وتقدموا إلى البربر وقاتلوهم، فقتل المسلمون جميعهم لم يفلت منهم أحد، وأسر محمد بن أوس الأنصاري في نفر يسير، فخلصهم صاحب قفصة وبعث بهم إلى القيروان.

فعزم زهير بن قيس البلوي على القتال، فخالفه حنش الصنعاني وعاد إلى مصر، فتبعه أكثر الناس، فاضطر زهير إلى العود معهم، فسار إلى برقة وأقام بها.

وأما كسيلة فاجتمع إليه جميع أهل أفريقيا، وقصد أفريقيا وبها أصحاب الأنفال والذراري من المسلمين، فطلبوا الأمان من كسيلة، فآمنهم ودخل القيروان واستولى على أفريقيا، وأقام بها إلى أن استعادها المسلمون في عهد عبد الملك بن مروان عام 69 هـ.