هي عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة في مكة؛ ولكن لم يدخل بها إلا في المدينة بعد الهجرة، لها من الفضائل الكثير، نزلت براءتها من السماء بآيات تتلى إلى يوم القيامة، توفيت في المدينة النبوية وأوصت أن تدفن ليلا، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة ودفنت في البقيع، وكانت من أفقه النساء، فجزاها الله خيرا عن الإسلام والمسلمين ورضي الله عنها وأرضاها، وكانت من المكثرين في الراوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولها استدراكات على الصحابة معروفة.


أسلم أبو هريرة سنة خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، فكان ذلك ذخرا له، فلا ضير أن يكون أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من حفاظهم، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحفظ فقاربت الأحاديث التي من روايته إلى خمسة آلاف حديث، وقد اختلف في اسمه، وكان يدعو الله ألا تدركه سنة ستين فتوفي قبلها، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان نائب المدينة، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وخلق من الصحابة غيرهم، وكان ذلك عند صلاة العصر، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فحمل إلى المدينة فصلي عليه، ثم دفن بالبقيع رحمه الله ورضي عنه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.