" لَمَّا انْصَرَفَ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَا عَشَرَ , وَفَشَا الْإِسْلَامُ فِي دُورِ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَتِ الْأَنْصَارُ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ كِتَابًا : ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا فِي الدِّينِ ، وَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ , فَقَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ ، حَتَّى ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَفَشَا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ كُلِّهَا وَالْعَوَالِيَ إِلَّا دُورًا مِنْ أَوْسِ اللَّهِ , وَهِيَ خَطْمَةُ ، وَوَائِلٌ ، وَوَاقِفٌ , وَكَانَ مُصْعَبُ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُهُمْ , فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُجَمِّعَ بِهِمْ , فَأَذِنَ لَهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ : " انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي يَجْهَرُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهِمْ ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ ، وَاخْطُبْ فِيهِمْ " ، فَجَمَّعَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا , وَمَا ذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا شَاةً , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ فِي الْإِسْلَامِ جُمُعَةً "
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، وَوَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، قَالَا : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَمَعْمَرٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَافِعِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ : وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ , قَالُوا : لَمَّا انْصَرَفَ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الِاثْنَا عَشَرَ , وَفَشَا الْإِسْلَامُ فِي دُورِ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَتِ الْأَنْصَارُ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ كِتَابًا : ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا يُفَقِّهُنَا فِي الدِّينِ ، وَيُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ , فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ , فَقَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فِي دُورِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، فَيُسْلِمُ الرَّجُلُ وَالرِّجْلَانِ ، حَتَّى ظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَفَشَا فِي دُورِ الْأَنْصَارِ كُلِّهَا وَالْعَوَالِيَ إِلَّا دُورًا مِنْ أَوْسِ اللَّهِ , وَهِيَ خَطْمَةُ ، وَوَائِلٌ ، وَوَاقِفٌ , وَكَانَ مُصْعَبُ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُهُمْ , فَكَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُجَمِّعَ بِهِمْ , فَأَذِنَ لَهُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ : انْظُرْ مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي يَجْهَرُ فِيهِ الْيَهُودُ لِسَبْتِهِمْ ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللَّهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ ، وَاخْطُبْ فِيهِمْ ، فَجَمَّعَ بِهِمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي دَارِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا , وَمَا ذَبَحَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا شَاةً , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ فِي الْإِسْلَامِ جُمُعَةً وَقَدْ رَوَى قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِهِمْ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ , ثُمَّ خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَ السَّبْعِينَ الَّذِينَ وَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حَاجِّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، وَرَافَقَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ ، فَجَاءَ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَوَّلًا وَلَمْ يَقْرَبْ مَنْزِلَهُ , فَجَعَلَ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْأَنْصَارِ وَسُرْعَتِهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَاسْتِبْطَأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَهُ ، وَبَلَغَ أُمَّهُ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ : يَا عَاقُّ , أَتَقْدَمُ بَلَدًا أَنَا فِيهِ لَا تَبْدَأُ بِي ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِأَبْدَأَ بِأَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ بِمَا أَخْبَرَهُ ذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّكَ لَعَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْأَةِ بَعْدُ ، قَالَ : أَنَا عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الَّذِي رَضِيَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَلِرَسُولِهِ , قَالَتْ مَا شَكَرْتَ ؟ مَا رَثَيْتُكَ مَرَّةً بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَرَّةً بِيَثْرِبَ , فَقَالَ : أُقِرُّ بِدِينِي إِنْ تَفْتُنُونِي ، فَأَرَادَتْ حَبْسَهُ ، فَقَالَ : لَئِنْ أَنْتِ حَبَسْتَنِي لَأَحْرِصَنَّ عَلَى قَتْلِ مَنْ يَتَعَرَّضُ لِي ، قَالَتْ : فَاذْهَبْ لِشَأْنَكَ ، وَجَعَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ مُصْعَبٌ : يَا أُمَّةُ ، إِنِّي لَكِ نَاصِحٌ ، عَلَيْكِ شَفِيقٌ ، فَاشْهَدِي أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَتْ : وَالثَّوَاقِبِ لَا أَدْخَلُ فِي دِينِكَ فَيُزْرَى بِرَأْيِي ، وَيُضَعَّفَ عَقْلِي ، وَلَكِنِّي أَدَعُكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ وَأُقِيمُ عَلَى دِينِي ، قَالَ : وَأَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَكَّةَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ ، وَقَدِمَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا لِهِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً .