طَبَقَاتُ الْبَدْرِيِّينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ذِكْرُ الطَّبَقَةِ الْأُولَى ، تَسْمِيَةُ مَنْ أَحْصَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ وَمَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ وَكُنَاهُمْ وَصِفَاتِهِمْ طَبَقَةً طَبَقَةً . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، وَعَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رُقَيْشٍ ، وَعَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ أَيْضًا مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحٍ الْمَدِينِيِّ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ رُؤَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ ، وَزَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الزَّوَائِدِ السَّعْدِيِّ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الظُّفَرِيُّ ، وَعَنْ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ لَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ بِتَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا وَالنُّقَبَاءِ وَعَدَدِهِمْ وَتَسْمِيَتِهِمْ , وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى الْأَشْجَعِيُّ الْقَزَّازُ ، وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَشِيرٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ , وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّسَبِ , فَكُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَخْبَرَنِي فِي تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ بِشَيْءٍ , فَجَمَعْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَبَيَّنْتُ مَنْ أَمْكَنَنِي تَسْمِيَتُهُ مِنْهُمْ فِي مَوْضِعِهِ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطِّيبُ ، الْمُبَارَكُ ، سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ ، رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ . وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَلَدِ الْقَاسِمُ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى ، وُلِدَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَهُوَ الطِّيبُ ، وَهُوَ الطَّاهِرُ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ ، وَزَيْنَبُ ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ ، وَرُقَيَّةُ ، وَفَاطِمَةُ ، وَأُمُّهُمْ كُلُّهُمْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمُّهُ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ ، بَعَثَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقَوْقِسُ صَاحِبُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ .
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ ، وَعَمُّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَأُمُّهُ هَالَةُ بِنْتُ أَهْيَبَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُمَارَةَ ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ يَعْلَى ، وَكَانَ يُكْنَى بِهِ حَمْزَةُ أَبَا يَعْلَى ، وَعَامِرٌ دَرَجَ ، وَأُمُّهُمَا بِنْتُ الْمُلَّةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ فَائِدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْأَوْسِ ، وَعُمَارَةُ بْنُ حَمْزَةَ ، وَقَدْ كَانَ يُكْنَى بِهِ أَيْضًا ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ الْأَنْصَارِيَّةُ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ حَمْزَةَ ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ ، أُخْتُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ ، وَأُمَامَةُ الَّتِي اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، وَأَرَادَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ تَكُونَ عِنْدَهُ ، فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَعْفَرٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ خَالَتَهَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ عِنْدَهُ ، وَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيَّ ، وَقَالَ : هَلْ جُزِيتَ سَلَمَةُ فَهَلَكَ قَبْلَ أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَيْهِ ، وَقَدْ كَانَ لِيَعْلَى بْنِ حَمْزَةَ أَوْلَادٌ : عُمَارَةُ وَالْفَضْلُ وَالزُّبَيْرُ ، وَعُقَيْلٌ ، وَمُحَمَّدٌ ، دَرَجُوا فَلَمْ يَبْقَ لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَلَدٌ وَلَا عَقِبٌ .
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَاسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ ، وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ ، وَاسْمُهُ زَيْدٌ ، وَيُكَنَّى عَلِيُّ أَبَا الْحَسَنِ ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَزَيْنَبُ الْكُبْرَى ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَى ، وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَكْبَرُ وَهُوَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّولِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ ، قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْمَذَارِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ ، قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ ، وَلَا عَقِبَ لَهُمَا ، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ رِبْعِيِّ بْنِ سُلْمَى بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ ، وَالْعَبَّاسُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعُثْمَانُ ، وَجَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، قُتِلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَا بَقِيَّةَ لَهُمْ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حِزَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْوَحِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ كِلَابٍ ، وَمُحَمَّدُ الْأَصْغَرُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَيَحْيَى وَعَوْنُ ابْنَا عَلِيٍّ ، وَأُمُّهُمَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ ، وَعُمَرُ الْأَكْبَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَرُقَيَّةُ بِنْتُ عَلِيٍّ ، وَأُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْعَبْدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ بَكْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ وَائِلٍ وَكَانَتْ سَبِيَّةً أَصَابَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ حِينَ أَغَارَ عَلَى بَنِي تَغْلِبَ بِنَاحِيَةِ عَيْنِ التَّمْرِ ، وَمُحَمَّدُ الْأَوْسَطُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمُّهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ ، وَأُمُّ الْحَسَنِ بِنْتُ عَلِيٍّ ، وَرَمْلَةُ الْكُبْرَى ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ سَعِيدِ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُتْعَبِ بْنِ مَالِكٍ الثَّقَفِيُّ ، وَأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ عَلِيٍّ ، وَمَيْمُونَةُ ، وَزَيْنَبُ الصُّغْرَى ، وَرَمْلَةُ الصُّغْرَى ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَى ، وَفَاطِمَةُ ، وَأُمَامَةُ ، وَخَدِيجَةُ ، وَأُمُّ الْكِرَامِ ، وَأُمُّ سَلَمَةَ ، وَأُمُّ جَعْفَرٍ ، وَجُمَانَةُ ، وَنَفِيسَةُ بَنَاتُ عَلِيٍّ ، وَهُنَّ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى ، وَابْنَةٌ لِعَلِيٍّ لَمْ تُسَمَّ لَنَا ، هَلَكَتْ وَهِيَ جَارِيَةٌ لَمْ تَبْرُزْ ، وَأُمُّهَا مُحَيَّاةُ بِنْتُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ جَابِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُلَيْمٍ مِنْ كَلْبٍ ، وَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهِيَ جَارِيَةٌ ، فَيُقَالُ لَهَا : مَنْ أَخْوَالُكِ ؟ فَتَقُولُ : وَهْ وَهْ ، تَعْنِي كَلْبًا ، فَجَمِيعُ وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِصُلْبِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذَكَرًا ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً ، وَكَانَ النَّسْلُ مِنْ وَلَدِهِ لِخَمْسَةٍ : الْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، وَالْعَبَّاسِ ابْنِ الْكِلَابِيَّةِ ، وَعُمَرَ ابْنِ التَّغْلِبِيَّةِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : لَمْ يَصِحَّ لَنَا مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ .
ذِكْرُ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ عَلِيٌّ مِمَّنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى بَنِي سَعْدٍ بِفَدَكَ فِي مِائَةِ رَجُلٍ ، وَكَانَ مَعَهُ إِحْدَى رَايَاتِ الْمُهَاجِرِينَ الثَّلَاثِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَبَعْثَهُ سَرِيَّةً إِلَى الْفُلُسِ إِلَى طَيِّئٍ ، وَبَعْثَهُ إِلَى الْيَمَنِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا غَزْوَةَ تَبُوكَ ، خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ .
ذِكْرُ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَبَيْعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالُوا : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِي عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، وَبُويِعَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، بِالْمَدِينَةِ الْغَدِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ عُثْمَانَ بِالْخِلَافَةِ بَايَعَهُ طَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَأَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَجَمِيعُ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرِهِمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ طَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ أَنَّهُمَا بَايَعَا كَارِهِينَ غَيْرَ طَائِعِينَ ، وَخَرَجَا إِلَى مَكَّةَ وَبِهَا عَائِشَةُ ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ وَمَعَهُمَا عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ عُثْمَانَ ، وَبَلَغَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْعِرَاقِ وَخَلَّفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ ، وَوَلَّى الْمَدِينَةَ أَبَا حَسَنٍ الْمَازِنِيَّ فَنَزَلَ ذَا قَارٍ ، وَبَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسْتَنْفِرُهُمْ لِلْمَسِيرِ مَعَهُ فَقَدِمُوا عَلَيْهِ ، فَسَارَ بِهِمْ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَلَقِيَ طَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَائِشَةَ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهِمْ يَوْمَ الْجَمْلِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ ، وَظَفِرَ بِهِمْ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَغَيْرُهُمَا ، وَبَلَغَتِ الْقَتْلَى ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفِ قَتِيلٍ ، وَأَقَامَ عَلِيٌّ بِالْبَصْرَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَةِ .
ذِكْرُ عَلِيًّ ، وَمُعَاوِيَةَ ، وَقِتَالِهِمَا0 وَتَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالشَّامِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَخَرَجَ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، وَالْتَقَوْا بِصِفِّينَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ، فَلَمْ يَزَالُوا يَقْتَتِلُونَ بِهَا أَيَّامًا ، وَقُتِلَ بِصِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَأَبُو عَمْرَةَ الْمَازِنِيُّ ، وَكَانُوا مَعَ عَلِيٍّ ، وَرَفَعَ أَهْلُ الشَّامِ الْمَصَاحِفَ يَدْعُونَ إِلَى مَا فِيهَا مَكِيدَةٌ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَشَارَ بِذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مَعَهُ ، فَكَرِهَ النَّاسُ الْحَرْبَ وَتَدَاعَوْا إِلَى الصُّلْحِ ، وَحَكَّمُوا الْحَكَمَيْنِ ، فَحَكَّمَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ ، وَحَكَّمَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا ، أَنْ يُوافُوا رَأْسَ الْحَوْلِ بِأَذْرُحَ فَيَنْظُرُوا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ ، فَرَجَعَ مُعَاوِيَةُ بِالْأُلْفَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، وَانْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ بِالِاخْتِلَافِ وَالدَّغَلِ ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ الْخَوَارِجُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ ، وَقَالُوا : لَا حَكَمَ إِلَّا اللَّهُ ، وَعَسْكَرُوا بِحَرُورَاءَ ، فَبِذَلِكَ سَمُّوا الْحَرُورِيَّةُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَغَيْرَهُ فَخَاصَمَهُمْ وَحَاجَّهُمْ ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ قَوْمٌ كَثِيرٌ ، وَثَبَتَ قَوْمٌ عَلَى رَأْيِهِمْ ، وَسَارُوا إِلَى النَّهْرَوَانِ فَعَرَضُوا لِلسَّبِيلِ ، وَقَتَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ ، وَقَتْلَ مِنْهُمْ ذَا الثُّدَيَّةِ ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا يَخَافُونَ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ مِنْ يَوْمَئِذٍ إِلَى أَنْ قُتِلَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ . وَاجْتَمَعَ النَّاسُ بِأَذْرُحَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ ، وَحَضَرَهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدَّمَ عَمْرٌو أَبَا مُوسَى ، فَتَكَلَّمَ فَخَلَعَ عَلِيًّا ، وَتَكَلَّمَ عَمْرٌو فَأَقَرَّ مُعَاوِيَةَ وَبَايَعَ لَهُ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى هَذَا
ذِكْرُ زَيْدٍ الْحَبِّ زَيْدٌ الْحِبُّ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ ، وَسَمَّاهُ أَبُوهُ بُضْمَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْدِ اللَّاتَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَاسْمُهُ عَمْرٌو ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ قُضَاعَةُ لِأَنَّهُ انْقَضَعَ عَنْ قَوْمِهِ ، ابْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ , وَأُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ سُعْدَى بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ عَامِرِ بْنِ أَفْلَتَ بْنِ سِلْسِلَةَ مِنْ بَنِي مَعْنٍ مِنْ طَيِّئٍ ، فَزَارَتْ سُعْدَى أُمُّ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَوْمَهَا , وَزَيْدٌ مَعَهَا ، فَأَغَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي الْقَيْنِ بْنِ جَسْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَى أَبْيَاتِ بَنِي مَعْنٍ رَهْطِ أُمِّ زَيْدٍ ، فَاحْتَمَلُوا زَيْدًا إِذْ هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَفَعَةٌ قَدْ أَوْصَفَ ، فَوَافَوْا بِهِ سُوقَ عُكَاظٍ ، فَعَرَضُوهُ لِلْبَيْعِ ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ بِأَرْبَعِ مِائَةِ دِرْهَمٍ , فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَبَتْهُ لَهُ ، فَقَبَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ حِينَ فَقَدَهُ قَالَ : بَكَيْتُ عَلَى زَيْدٍ وَلَمْ أَدْرِ مَا فَعَلْ أَحَيٌّ فَيُرْجَى أَمْ أَتَى دُونَهُ الْأَجَلْ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنْ كُنْتُ سَائِلًا أَغَالَكَ سَهْلُ الْأَرْضِ أَمْ غَالَكَ الْجَبَلْ فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لَكَ الدَّهْرَ رَجْعَةٌ فَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا رُجُوعُكَ لِي بَجَلْ تُذَكِّرْنِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَتَعْرِضُ ذِكْرَاهُ إِذَا قَارَبَ الطَّفَلْ وَإِنْ هَبَّتِ الْأَرْوَاحُ هَيَّجْنَ ذِكْرَهُ فَيَا طُولَ مَا حُزْنِي عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ سَأُعْمِلُ نَصَّ الْعِيسِ فِي الْأَرْضِ جَاهِدًا وَلَا أَسْأَمُ التَّطْوَافَ أَوْ تَسْأَمُ الْإِبِلْ حَيَاتِي أَوْ تَأْتِي عَلَيَّ مَنِيَّتِي وَكُلُّ امْرِئٍ فَانٍ وَإِنْ غَرَّهُ الْأَمَلْ وَأُوصِي بِهِ قَيْسًا وَعَمْرًا كِلَيْهِمَا وَأُوصِي يَزِيدًا ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ جَبَلْ يَعْنِي جَبَلَةَ بْنَ حَارِثَةَ أَخَا زَيْدٍ ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ ، وَيَعْنِي يَزِيدَ أَخَا زَيْدٍ لِأُمِّهِ ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ . قَالَ : فَحَجَّ نَاسٌ مِنْ كَلْبٍ فَرَأَوْا زَيْدًا فَعَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ ، فَقَالَ : بَلِّغُوا أَهْلِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَدْ جَزَعُوا عَلَيَّ ، وَقَالَ : أَلِكْنِي إِلَى قَوْمِي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا بِأَنِّي قَطِينُ الْبَيْتِ عِنْدَ الْمَشَاعِرِ فَكُفُّوا مِنَ الْوَجْدِ الَّذِي قَدْ شَجَاكُمُ وَلَا تُعْمِلُوا فِي الْأَرْضِ نَصَّ الْأَبَاعِرِ فَإِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ فِي خَيْرِ أُسْرَةٍ كِرَامِ مَعَدٍّ كَابِرًا بَعْدَ كَابِرِ /69ِ قَالَ : فَانْطَلَقَ الْكِلَبِيُّونَ وَأَعْلَمُوا أَبَاهُ ، فَقَالَ : ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَوَصَفُوا لَهُ مَوْضِعَهُ ، وَعِنْدَ مَنْ هُوَ ، فَخَرَجَ حَارِثَةُ وَكَعْبٌ ابْنَا شَرَاحِيلِ بِفِدَائِهِ ، وَقَدِمَا مَكَّةَ فَسَأَلَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ : هُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَقَالَا : يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا ابْنَ هَاشِمٍ ، يَا ابْنَ سَيِّدِ قَوْمِهِ ، أَنْتُمْ أَهْلُ الْحَرَمِ وَجِيرَانُهُ ، وَعِنْدَ بَيْتِهِ ، تَفُكُّونَ الْعَانِيَ ، وَتُطْعِمُونَ الْأَسِيرَ ، جِئْنَاكَ فِي ابْنِنَا عِنْدَكَ ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا ، وَأَحْسِنْ إِلَيْنَا فِي فِدَائِهِ ، فَإِنَّا سَنَرْفَعُ لَكَ فِي الْفِدَاءِ . قَالَ : مَنْ هُوَ ؟ قَالُوا : زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَهَلْ لِغَيْرِ ذَلِكَ ؟ ، قَالُوا : مَا هُوَ ؟ ، قَالَ : دَعُوهُ فَخَيِّرُوهُ ، فَإِنِ اخْتَارَكُمْ فَهُوَ لَكُمَا بِغَيْرِ فِدَاءٍ ، وَإِنِ اخْتَارَنِي فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَى مَنِ اخْتَارَنِي أَحَدًا . قَالَا : قَدْ زِدْتَنَا عَلَى النَّصَفِ وَأَحْسَنْتَ , قَالَ : فَدَعَاهُ فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : مَنْ هُمَا ؟ ، قَالَ : هَذَا أَبِي ، وَهَذَا عَمِّي ، قَالَ : فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ ، وَرَأَيْتَ صُحْبَتِي لَكَ ، فَاخْتَرْنِي أَوِ اخْتَرْهُمَا ، فَقَالَ زَيْدٌ : مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا ، أَنْتَ مِنِّي بِمَكَانِ الْأَبِّ وَالْأُمِّ , فَقَالَا : وَيْحَكَ يَا زَيْدُ ، أَتَخْتَارُ العُبُّودِيَّةَ عَلَى الْحُرِّيَّةِ , وَعَلَى أَبِيكَ وَعَمِّكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِنَ هَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا أَنَا بِالَّذِي أَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا أَبَدًا ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِجْرِ فَقَالَ : يَا مَنْ حَضَرَ ، اشْهَدُوا أَنَّ زَيْدًا ابْنِي أَرِثُهُ وَيَرِثُنِي , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ وَعَمُّهُ طَابَتْ أَنْفُسُهُمَا وَانْصَرَفَا ، فَدُعِيَ : زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ . هَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ جَمِيلِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّائِيِّ وَغَيْرِهِمَا ، وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : فَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيَّةَ وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَطَلَّقَهَا زَيْدٌ بَعْدَ ذَلِكَ , فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَكَلَّمَ الْمُنَافِقُونَ فِي ذَلِكَ وَطَعَنُوا فِيهِ , وَقَالُوا : مُحَمَّدٌ يُحَرِّمُ نِسَاءَ الْوَلَدِ وَقَدْ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنِهِ زَيْدٍ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , وَقَالَ : ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ فَدُعِيَ يَوْمَئِذٍ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَدُعِيَ الْأَدْعِيَاءُ إِلَى آبَائِهِمْ فَدُعِيَ الْمِقْدَادُ إِلَى عَمْرٍو وَكَانَ يُقَالُ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ ، وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ قَدْ تَبَنَّاهُ .
ذِكْرُ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ الطُّفَيْلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ مِنَ الْوَلَدِ : عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَالْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلَاحِ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ وَسُفْيَانِ بْنِ نَسْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً .
ذِكْرُ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْحُصَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهُ سُخَيْلَةُ بِنْتُ خُزَاعِيٍّ الثَّقَفِيَّةُ , وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدَةَ وَالطُّفَيْلِ ابْنَيِ الْحَارِثِ , وَكَانَ لِلْحُصَيْنِ مِنَ الْوَلَدِ : عَبْدُ اللَّهِ الشَّاعِرُ وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ عَدِيِّ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ وَرَافِعِ بْنِ عَنْجَدَةَ , هَذَا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَأَمَّا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ آخَى بَيْنَ الْحُصَيْنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ أَخِي خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَشَهِدَ الْحُصَيْنُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بِأَشْهُرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ . ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ . وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَأُمُّهَا أُمُّ حَكَمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَكَانَ عُثْمَانُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ وُلِدَ لَهُ مِنْ رُقْيَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامٌ سَمَّاهُ : عَبْدُ اللَّهِ وَاكْتَنَى بِهِ فَكَنَّاهُ الْمُسْلِمُونَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَبَلَغَ عَبْدُ اللَّهِ سِتَّ سِنِينَ فَنَقَرَهُ دِيكٌ عَلَى عَيْنَيْهِ فَمَرِضَ فَمَاتَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَكَانَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْوَلَدِ سِوَى عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ رُقْيَةَ : عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ دَرَجَ , وَأُمُّهُ فَاخِتَةُ بِنْتُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرِ بْنِ نَسِيبِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ , وَعَمْرٌو , وَخَالِدٌ , وَأَبَانُ , وَعُمَرُ , وَمَرْيَمُ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ مُنْهِبِ بْنِ دَوْسٍ مِنَ الْأَزْدِ , وَالْوَلِيدُ بْنُ عُثْمَانَ , وَسَعِيدٌ , وَأُمُّ سَعِيدٍ , وَأُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُثْمَانَ دَرَجَ ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ , وَعَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ , وَأُمُّ أَبَانَ , وَأُمُّ عَمْرٍو ، وَأُمُّهُنَّ رَمْلَةُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَمَرْيَمُ بِنْتُ عُثْمَانَ وَأُمُّهَا نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ , وَأُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ عُثْمَانَ ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ , وَاسْمُهُ هُشَيْمٌ وَأُمُّهُ أُمُّ صَفْوَانَ وَاسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرَّثٍ الْكِنَانِيُّ , وَكَانَ لِأَبِي حُذَيْفَةَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ , وَهُوَ الَّذِي وَثَبَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأَعَانَ عَلَيْهِ وَحَرَّضَ أَهْلَ مِصْرَ حَتَّى سَارُوا إِلَيْهِ , وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ أَبِيهِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ جَمِيعًا إِلَّا وَلَدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَإِنَّهُمْ بِالشَّامِ
سَعْدٌ مَوْلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ دُرَيْمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ رُفَيْدَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ كَلْبٍ ، مِنْ قُضَاعَةَ , وَيُقَالُ : سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ الْقَوْسَارِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمِيرَةَ , وَيُقَالُ : هُوَ سَعْدُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ فَرْوَةَ بْنِ الْقَوْسَارِ , وَلِخَوَلِيٍّ يَقُولُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَدَلَّهُ عَلَى امْرَأَتِهِ مِنْ بَنِي الْقَوْسَارِ : إِنَّ ابْنَةَ الْقَوْسَارِ يَا صَاحِ دَلَّنِي عَلَيْهَا قُضَاعِيُّ يُحِبُّ جِمَالِيَا فَأَعْطَيْتُ خَوْلِيَّ بْنَ فَرْوَةَ مَا اشْتَهَى مِنَ الْمُشْمَخِرَّاتِ الذُّرَى وَالرَّوَابِيَا وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ سَعْدُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنْ كَلْبٍ ، إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ وَحْدَهُ كَانَ يَقُولُ : هُوَ مِنْ مَذْحِجٍ ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَحْفَظْ نَسَبَهُ كَمَا حَفِظَهُ غَيْرُهُ ، وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى أَنَّهُ أَصَابَهُ سَبْيٌ فَصَارَ إِلَى حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيِّ حَلِيفِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ , فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ وَشَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فِي الْأَنْصَارِ . ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ، وَلَيْسَ لِسَعْدٍ مَوْلَى حَاطِبٍ عَقِبُ .
ذِكْرُ أَزْوَاجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَوَلَدِهِ قَالُوا : وَكَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْوَلَدِ سَالِمٌ الْأَكْبَرُ مَاتَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَأُمُّ الْقَاسِمِ ، وُلِدَتْ أَيْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَأُمُّهَا بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَمُحَمَّدٌ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَحُمَيْدٌ ، وَإِسْمَاعِيلُ ، وَحَمِيدَةُ ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَمَعْنُ ، وَعُمَرُ ، وَزَيْدٌ ، وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ الصُّغْرَى ، وَأُمُّهُمْ سَهْلَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ ، وَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَعُرْوَةُ الْأَكْبَرُ قُتِلَ يَوْمَ إِفْرِيقِيَّةَ ، وَأُمُّهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ بْنِ هَانِئِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ ، وَسَالِمُ الْأَصْغَرُ قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ إِفْرِيقِيَّةَ ، وَأُمُّهُ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَأُمُّهُ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ قَارَظِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُوَيْدٍ حَلِيفُهُمْ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قُتِلَ بِإِفْرِيقِيَّةَ يَوْمَ فُتِحَتْ ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ أَبِي الْحَيْسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَأُمُّهُ تُمَاضِرُ بِنْتُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ مِنْ كَلْبٍ ، وَهِيَ أَوَّلُ كَلْبِيَّةٍ نَكَحَهَا قُرَشِيٌّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرِّبَةَ بْنِ جَنْدَلِ بْنِ نَهْشَلِ بْنِ دَارِمٍ ، وَمُصْعَبُ ، وَآمِنَةُ ، وَمَرْيَمُ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ حُرَيْثٍ مِنْ سَبْي بَهْرَاءَ ، وَسُهَيْلٌ وَهُوَ أَبُو الْأَبْيَضِ ، وَأُمُّهُ مَجْدُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ سَلَامَةَ ذِي فَائِشٍ الْحِمْيَرِيَّةُ ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُ غَزَالُ بِنْتُ كِسْرَى أُمُّ وَلَدٍ مِنْ سَبْي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ الْمَدَائِنِ ، وَعُرْوَةُ دَرَجَ ، وَيَحْيَى وَبِلَالٌ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ دَرَجُوا ، وَأُمُّ يَحْيَى بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّبَّاحِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ شَبِيبِ بْنِ مَازِنٍ مِنْ سَبْيِ بَهْرَاءَ أَيْضًا ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهَا بَادِيَةُ بِنْتُ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ . قَالُوا : وَشَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنِي بِنَسَبِ خَبَّابٍ هَذَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيمِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَذَلِكَ يَقُولُ وَلَدُ خَبَّابٍ أَيْضًا . وَقَالُوا : كَانَ أَصَابَهُ سِبًا فَبِيعَ بِمَكَّةَ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ أَنْمَارٍ وَهِيَ أُمُّ سِبَاعٍ الْخُزَاعِيَّةُ حِلْفُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ ، وَيُقَالُ : بَلْ أُمُّ خَبَّابٍ وَأُمُّ سِبَاعِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ وَاحِدَةٌ ، وَكَانَتْ خَتَّانَةً بِمَكَّةَ ، وَهِيَ الَّتِي عَنَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ قَالَ لِسِبَاعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَأُمِّهِ أُمِّ أَنْمَارٍ : هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ ، فَانْضَمَّ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ إِلَى آلِ سِبَاعٍ ، وَادَّعَى حِلْفَ بَنِي زُهْرَةَ بِهَذَا السَّبَبِ .
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، وَاسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ ، وَأُمُّهُ أُمُّ الْخَيْرِ وَاسْمُهَا سَلْمَى بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ ، وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ مِنَ الْوَلَدِ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَأَسْمَاءُ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ ، وَأُمُّهُمَا قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَضْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَائِشَةُ ، وَأُمَّهُمَا أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ أُذَيْنَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ ، وَيُقَالُ بَلْ هِيَ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ شَهْرَانَ بْنِ عِفْرِسِ بْنِ حَلْفِ بْنِ أَفْتَلَ وَهُوَ خَثْعَمُ ، وَأُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، وَأُمُّهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَتْ بِهَا نَسْأً ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَدَتْ بَعْدَهُ .
طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمَادٍ الْحَضْرَمِيِّ ، وَأُمُّهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ ، وَكَانَ وَهْبُ بْنُ عَبْدٍ صَاحِبُ الرِّفَادَةِ دُونَ قُرَيْشٍ كُلِّهَا . وَكَانَ لِطَلْحَةَ مِنَ الْوَلَدِ : مُحَمَّدٌ وَهُوَ السَّجَّادُ ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى ، قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ مَعَ أَبِيهِ ، وَعِمْرَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُمُّهُمَا حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمَرَ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَبِيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْقَعْقَاعِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لِلْقَعْقَاعِ تَيَّارُ الْفُرَاتِ مِنْ سَخَائِهِ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ وَكَانَ جَوَادًا ، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وزكرياءُ وَيُوسُفُ ، وَعَائِشَةُ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَعِيسَى ، وَيَحْيَى ، وَأُمُّهُمَا سُعْدَى بِنْتُ عَوْفِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيِّ ، وَأُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ ، تَزَوَّجَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَوَلَدَتْ لَهُ طَلْحَةَ ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوَلَدَتْ لَهُ فَاطِمَةَ ، وَأُمُّهَا الْجَرْبَاءُ وَهِيَ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ قَسَامَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ طَرِيفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَدْعَاءَ مِنْ طَيِّئٍ ، وَالصَّعْبَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ طَلْحَةَ ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَصَالِحُ بْنُ طَلْحَةَ دَرَجَ ، وَأُمُّهُ الْفَرَعَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ سَبِيَّةٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ .
صُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ عَقِيلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَوْسِ مَنَاةَ بْنِ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ ، وَأُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ قَعِيدُ بْنُ مَهِيضِ بْنِ خُزَاعِيِّ بْنِ مَازِنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ ، وَكَانَ أَبُوهُ سِنَانُ بْنُ مَالِكٍ أَوْ عَمُّهُ عَامِلًا لِكِسْرَى عَلَى الْأُبُلَّةِ ، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ وَيُقَالُ : كَانَوا فِي قَرْيَةٍ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ مِمَّا يَلِي الْجَزِيرَةَ وَالْمَوْصِلِ فَأَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى تِلْكَ النَّاحِيَةِ فَسَبَتْ صُهَيْبًا وَهُوَ غُلَامٌ صَغِيرٌ فَقَالَ عَمُّهُ : أَنْشُدُ اللَّهَ ، الْغُلَامُ النَّمَرِيُّ ، دَجٌّ وَأَهْلِي بِالثَّنِيِّ ، قَالَ : وَالثَّنِيِّ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ أَهْلُهُ بِهَا ، فَنَشَأَ صُهَيْبٌ بِالرُّومِ فَصَارَ أَلْكَنَ ، فَابْتَاعَتْهُ كَلْبٌ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَدِمَتْ بِهِ مَكَّةَ فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ مِنْهُمْ فَأَعْتَقَهُ فَأَقَامَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ هَلَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ وَبُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَأَمَّا أَهْلُ صُهَيْبٍ وَوَلَدُهُ فَيَقُولُونَ : بَلْ هَرَبَ مِنَ الرُّومِ حِينَ بَلَغَ وَعَقَلَ فَقَدِمَ مَكَّةَ فَحَالَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ وَأَقَامَ مَعَهُ إِلَى أَنْ هَلَكَ ، وَكَانَ صُهَيْبٌ رَجُلًا أَحْمَرَ شَدِيدَ الْحُمْرَةِ ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ، وَهُوَ إِلَى الْقِصَرِ أَقْرَبُ ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ ، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ .
أَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حِبَالَةَ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ غُبْشَانَ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَخَالُهُ نَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى مَكَّةَ ، وَيُكْنَى الْأَرْقَمُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافٍ وَيُكْنَى أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبَا جُنْدُبٍ ، وَكَانَ لِلْأَرْقِمِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ لِأُمِّ وَلَدٍ ، وَعُثْمَانُ لِأُمِّ وَلَدٍ ، وَأُمَيَّةُ وَمَرْيَمُ وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَصَفِيَّةُ لِأُمُّ وَلَدٍ ، وَيَتَعَادَّ وَلَدُ الْأَرْقَمِ إِلَى بِضْعَةً وَعِشْرِينَ إِنْسَانًا وَكُلُّهُمْ وَلَدُ عُثْمَانَ بْنِ الْأَرْقَمِ ، وَبَعْضُهُمْ بِالشَّامِ وَقَعُوا إِلَيْهَا مُنْذُ سِنِينَ ، وَأَمَّا وَلَدُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ فَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ .
شَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ هَرَمِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ اسْمُ شَمَّاسٍ عُثْمَانُ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَمَّاسًا لِوَضَاءَتِهِ فَغَلَبَ عَلَى اسْمِهِ ، وَأُمُّهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَأُمُّهُ الضَّيْرِيَّةُ بِنْتُ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ ، وَالضَّيْرِيَّةُ هِيَ أُمُّ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِي نَسَبِ شَمَّاسٍ سُوَيْدَ بْنَ هَرَمِيٍّ ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فَكَانَا يَقُولَانِ : الشَّرِيدُ بْنُ هَرَمِيٍّ وَلَا يَذْكُرَانِ سُوَيْدًا ، وَكَانَ لِشَمَّاسٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَبِيبِ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عَنْكَشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَكَانَتْ أُمُّ حَبِيبٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ ، وَكَانَ شَمَّاسٌ مِمَّنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ .
عَمَّارُ بْنُ يَاسِرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ الْوُذِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ الْأَكْبَرِ بْنِ يَامِ بْنِ عَنْسٍ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنَ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يُعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ ، وَبَنُو مَالِكِ بْنِ أَدَدٍ مِنْ مَذْحِجٍ . كَانَ قَدِمَ يَاسِرُ بْنُ عَامِرٍ وَأَخَوَاهُ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى مَكَّةَ يَطْلُبُونَ أَخًا لَهُمْ فَرَجَعَ الْحَارِثُ وَمَالِكٌ إِلَى الْيَمَنِ وَأَقَامَ يَاسِرٌ بِمَكَّةَ ، وَحَالَفَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَزَوَّجَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ أَمَةً لَهُ يُقَالُ لَهَا : سُمَيَّةُ بِنْتُ خَيَّاطٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَمَّارًا فَأَعْتَقَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَلَمْ يَزَلْ يَاسِرٌ وَعَمَّارٌ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ إِلَى أَنْ مَاتَ ، وَجَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ يَاسِرٌ وَسُمَيَّةُ وَعَمَّارٌ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِرٍ ، وَكَانَ لِيَاسِرٍ ابْنٌ آخَرُ أَكْبَرُ مِنْ عَمَّارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ : حُرَيْثٌ قَتَلْتُهُ بَنُو الدِّيلِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . وَخَلَفَ عَلَى سُمَيَّةَ بَعْدَ يَاسِرٍ الْأَزْرَقُ ، وَكَانَ رُومِيًّا غُلَامًا لِلْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِيِّ ، وَهُوَ مِمَّنْ خَرَجَ يَوْمَ الطَّائِفِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَبِيدِ أَهْلِ الطَّائِفِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَلَدَتْ سُمَيَّةُ لِلْأَزْرَقِ سَلَمَةَ بْنَ الْأَزْرَقِ ، فَهُوَ أَخُو عَمَّارٍ لِأُمِّهِ ، ثُمَّ ادَّعَى وَلَدُ سَلَمَةَ وَعُمَرُ وَعُقْبَةُ بَنِي الْأَزْرَقِ أَنَّ الْأَزْرَقَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ مِنْ غَسَّانَ وَأَنَّهُ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ وَشَرُفُوا بِمَكَّةَ ، وَتَزَوَّجَ الْأَزْرَقُ وَوَلَدُهُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ لَهُمْ مِنْهُمْ أَوْلَادٌ ، وَكَانَ عَمَّارٌ يُكْنَى أَبَا الْيَقْظَانِ . وَكَانَ بَنُو الْأَزْرَقِ فِي أَوَّلِ أَمَرَهِمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ثُمَّ مِنْ بَنِي عِكَبٍّ ، وَتَصْحِيحُ هَذَا أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ إِلَيْهِمُ امْرَأَةً وَهِيَ بِنْتُ الْأَزْرَقِ فَوَلَدَتْ لَهُ بُنَيَّةً تَزَوَّجَهَا سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ ، فَمَدَحَ الْأَخْطَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ بِكَلِمَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ ، فَقَالَ فِيهَا : وَتَجْمَعُ نَوْفَلًا وَبَنِي عِكَبٍّ كَلَّا الْحَيَّيْنِ أَفْلَحَ مَنْ أَصَابَا ثُمَّ أَفْسَدْتَهُمْ خُزَاعَةُ وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْيَمَنِ وَزَيَّنُوا لَهُمْ ذَلِكَ وَقَالُوا : أَنْتُمْ لَا يُغْسَلُ عَنْكُمْ ذِكْرُ الرُّومِ إِلَّا أَنْ تَدَّعُوا أَنَّكُمْ مِنْ غَسَّانَ . فَانْتَمَوْا إِلَى غَسَّانَ بَعْدُ .
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ ابْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَيُكْنَى أَبَا حَفْصٍ . وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَكَانَ لِعُمَرَ مِنَ الْوَلَدِ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَحَفْصَةُ ، وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ . وَزَيْدٌ الْأَكْبَرُ لَا بَقِيَّةَ لَهُ ، وَرُقَيَّةُ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَزَيْدٌ الْأَصْغَرُ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضَبِيسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ خُزَاعَةَ ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ فَرَّقَ بَيْنَ عُمَرَ وَبَيْنَ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلٍ . وَعَاصِمٌ ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْأَوْسِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَوْسَطُ وَهُوَ أَبُو الْمُجَبِّرِ ، وَأُمُّهُ لُهَيَّةُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرُ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَفَاطِمَةُ ، وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمِ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَزَيْنَبُ ، وَهِيَ أَصْغَرُ وَلَدِ عُمَرَ ، وَأُمُّهَا فُكَيْهَةُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعِيَاضُ بْنُ عُمَرَ وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ .
زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ قُعَيْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ، وَكَانَ زَيْدٌ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ ، وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زُبَيْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدٍ ، وَأُمُّهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ ، وَكَانَ زَيْدٌ رَجُلًا طَوِيلًا بَائِنَ الطُّوَلِ ، أَسْمَرَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْعَجْلَانِ ، وَقُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ ، وَشَهِدَ زَيْدٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا .
سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الْأَعْوَرِ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بَعْجَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَكَانَ أَبُوهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ ، وَقَدِمَ الشَّامَ فَسَأَلَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَنِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ فَلَمْ يُعْجِبْهُ دِينَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ النَّصَارَى : أَنْتَ تَلْتَمِسُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ زَيْدٌ : وَمَا دِينُ إِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : كَانَ حَنِيفًا لَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَكَانَ يُعَادِي مَنْ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا ، وَلَا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى الْأَصْنَامِ ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو : وَهَذَا الَّذِي أَعْرِفُ ، وَأَنَا عَلَى هَذَا الدِّينِ ، فَأَمَّا عِبَادَةُ حَجَرٍ أَوْ خَشَبَةٍ أَنْحِتُهَا بِيَدِيَّ فَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ، فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ .
خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَاسْمُ أَبِي خَوَلِيٍّ عَمْرُو بْنُ زُهَيْرِ بْنِ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي حُمْرَانَ ، وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَرِيمِ بْنِ جُعْفِيِّ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُدَدِ بْنِ مَذْحِجٍ ، وَكَانَ حَلِيفًا لِلْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَجْمَعُوا جَمِيعًا لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ خَوْلِيَّ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ شَهِدَ بَدْرًا ، وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ رِجَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَغَيْرِهِمْ ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ خَوْلِيِّ ابْنُهُ وَلَمْ يُسَمِّيَاهُ لَنَا ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ : شَهِدَهَا مَعَ أَخِيهِ مَالِكِ بْنِ أَبِي خَوَلِيٍّ وَهُمَا مِنْ جُعْفِيٍّ ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ : شَهِدَهَا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ حَلَيْفَانِ لَهُمْ ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ فَذَكَرَ فِي كِتَابِهِ كِتَابِ النَّسَبِ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ وَنَسَبَهُ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي نَسَبْنَاهُ إِلَيْهِ ، قَالَ : وَشَهِدَهَا مَعَهُ أَخَوَاهُ هِلَالُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا أَبِي خَوَلِيٍّ ، وَشَهِدَ خَوْلِيُّ بْنُ أَبِي خَوَلِيٍّ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ أَخَاهَ مَالِكَ بْنَ أَبِي خَوَلِيٍّ الَّذِي شَهِدَ فِي رِوَايَتِهِ بَدْرًا مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ .
قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَيُكَنَّى أَبَا عُمَرَ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ الْحُوَيْرِثِ بْنِ الْعَنْبَسِ بْنِ وهْبَانَ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ ، وَكَانَ لِقُدَامَةَ مِنَ الْوَلَدِ : عُمَرُ ، وَفَاطِمَةُ ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ . وَعَائِشَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَفِيفِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ حَبَشِيَّةَ مِنْ خُزَاعَةَ . وَحَفْصَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَهَاجَرَ قُدَامَةُ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ قُدَامَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ ، وَأُمُّهَا ضَعِيفَةُ بِنْتُ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَهَاجَرَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّائِبِ بْنِ عُثْمَانَ وَبَيْنَ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَقُتِلَ حَارِثَةُ بِبَدْرٍ شَهِيدًا ، وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بَدْرًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ يَقُولُ : الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ السَّائِبُ بْنُ مَظْعُونٍ أَخُو عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَذَلِكَ عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلْ لِأَنَّ أَصْحَابَ السِّيرَةِ وَمَنْ يَعْلَمُ الْمَغَازِي يُثْبِتُونَ السَّائِبَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فِيمَنْ شَهِدَا بَدْرًا . وَشَهِدَ أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ سَهْمٌ ، وَكَانَتِ الْيَمَامَةُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، فَمَاتَ السَّائِبُ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ ذَلِكَ السَّهْمِ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً .
أَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ ، وَكَانَ لِأَبِي سَبْرَةَ مِنَ الْوَلَدِ : مُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَسَعْدٌ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ أَبُو سَبْرَةَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا ، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ امْرَأَتُهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو . وَذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي سَبْرَةَ بْنِ أَبِي رُهْمٍ وَبَيْنَ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ .
مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَيُكْنَى أَبَا سَعْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ ضِبَابِ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ . هَكَذَا قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : هُوَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ : هُوَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَرْحٍ . وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ : عَبْدُ اللَّهِ ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ ، وَعُمَيْرٌ ، وَأُمُّهُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ أُخْتُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ . وَهَاجَرَ مَعْمَرُ بْنُ أَبِي سَرْحٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ .
الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَهُمْ وَلَدُ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ابْنَا حَارِثَةَ وَهُوَ الْعَنْقَاءُ بْنُ عَمْرٍو مُزَيْقِيَاءَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ مَاءُ السَّمَاءِ بْنُ حَارِثَةَ ، وَهُوَ الْغِطْرِيفُ بْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَزْدِ وَاسْمُهُ دَرَّا بْنُ الْغَوْثِ بْنِ نَبَتَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأَ ، وَاسْمُهُ عَامِرٌ وَسُمِّيَ سَبَأً لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَبَى السَّبْيَ ، وَكَانَ يُدْعَى عَبْدَ شَمْسٍ مِنْ حُسْنِهِ - ابْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ وَهُوَ الْمُرْعِفُ بْنُ يَقْطَنَ ، وَهُوَ قَحْطَانُ ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ ، فَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَحْطَانُ بْنُ الْهَمَيْسَعِ بْنِ تَيْمَنَ بْنِ نَبَتَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَكَذَا كَانَ يَنْسُبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَهْلَ النَّسَبِ وَالْعِلْمِ يَنْسِبُونَ قَحْطَانَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَمَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ : قَحْطَانُ بْنُ فَالِغَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخَ بْنِ أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمُّ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَيْلَةُ بِنْتُ كَاهِلِ بْنِ عُذْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، وَكَانَ حَضَنَ سَعْدًا عَبْدٌ حَبَشِيُّ يُسَمَّى هُذَيْمًا فَغَلَبَ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ : سَعْدُ بْنُ هُذَيْمٍ . قَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ : هَكَذَا كَانَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ وَغَيْرُهُ مِنَ النُسَّابِ يَنْسِبُونَ قَيْلَةَ . فَشَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ مِنَ الْأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ .
سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الْأَبْجَرِ وَهُوَ خُدْرَةُ بْنُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ : عَمْرٌو ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، خَلَفَ عَلَيْهَا سَعْدٌ بَعْدَ أَخِيهِ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَهِيَ عَمَّةُ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرِ بْنِ سِمَاكٍ ، وَكَانَ لِعَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ تِسْعَةُ نَفَرٍ وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَلِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ .
الْحَارِثُ بْنُ أَنَسٍ وَأَنَسٌ هُوَ أَبُو الْحَيْسَرِ بْنُ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ شَرِيكِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ وَلَيْسَ لِلْحَارِثِ بْنِ أَنَسٍ عَقِبٌ . شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَكَانَ أَبُو الْحَيْسَرِ قَدْ قَدِمَ مَكَّةَ وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْعُمْرَةَ فَنَزَلُوا عَلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَكْرَمَهُمْ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ وَإِلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُحَالِفُوهُمْ عَلَى قِتَالِ الْخَزْرَجِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ بَعُدَتْ دَارُكُمْ مِنَّا ، مَتَى يُجِيبُ دَاعِيَنَا صَرِيخُكُمْ ، وَمَتَى يُجِيبُ دَاعِيَكُمْ صَرِيخُنَا ، وَسَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ قَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : أَنَا رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى عِبَادِهِ ، أَدْعُوَهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ ، فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا : يَا قَوْمِ ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ ، فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ كَفًّا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَرَمَى بِهَا وَجْهَهُ ، ثُمَّ قَالَ : مَا أَشْغَلَنَا عَنْ هَذَا ، مَا قَدِمَ وَفْدٌ إِذًا عَلَى قَوْمٍ بِشَرٍّ مِمَّا قَدِمْنَا بِهِ عَلَى قَوْمِنَا ، إِنَّا خَرَجْنَا نَطْلُبُ حِلْفَ قُرَيْشٍ عَلَى عَدُوِّنَا فَنَرْجِعُ بِعَدَاوَةِ قُرَيْشٍ مَعَ عَدَاوَةِ الْخَزْرَجِ .
سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَلِسَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَعْثُهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَرِيَّةً إِلَى مَنَاةَ بِالْمُشَلَّلِ فَهَدَمَهُ ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ .
عَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَانَ يُكْنَى أَبَا بِشْرٍ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : كَانَ يُكْنَى أَبَا الرَّبِيعِ ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَكَانَ لَعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ غَيْرَهَا ، فَانْقَرَضَتْ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ ، وَأَسْلَمَ عَبَّادٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ وَبَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ بَدْرًا وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ ، وَشَهِدَ أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ وَمُزَيْنَةَ يُصَدِّقْهُمْ ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ بَعْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ يُصَدِّقْهُمْ ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ عَشْرًا وَانْصَرَفَ رَاضِيًا ، وَجَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَقَاسِمِ حُنَيْنٍ ، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ مِنْ يَوْمِ قَدِمَ إِلَى أَنْ رَحَلَ ، وَكَانَ أَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا ، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَكَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ بَلَاءٌ وَغَنَاءٌ وَمُبَاشَرَةٌ لِلْقِتَالِ ، وَطَلَبٌ لِلشَّهَادَةِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً .
رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ سَكَنَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ عَقْرَبُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَكَانَ لِرَافِعٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُمَا عَقْرَبُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ ، وَلَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ رَافِعِ بْنِ يَزِيدَ ، وَانْقَرَضَ وَلَدُ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَشَهِدَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةُ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَنْسِبُونُ رَافِعًا عَلَى هَذَا النَّسَبِ الَّذِي ذَكَرْنَا ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولَانِ : رَافِعُ بْنُ زَيْدٍ ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : لَيْسَ فِي بَنِي زَعُورَاءَ سَكَنَ ، وَإِنَّمَا سَكَنَ فِي بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَقَالَ : هُوَ رَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ .
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْأَوْسِ ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَهْمٍ وَاسْمُهَا خُلَيْدَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةُ نَفَرٍ وَسِتُّ نِسْوَةٍ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى ، وَأُمُّ عِيسَى ، وَأُمُّ الْحَارِثِ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَهِيَ أُخْتُ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ . وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ أَحْمَدَ ، وَأُمُّهُمَا عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَهُوُ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ مِنَ الْأَوْسِ . وَسَعْدٌ وَجَعْفَرٌ وَأُمُّ زَيْدٍ ، وَأُمُّهُمْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ بْنِ عَوْفٍ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ . وَعُمَرُ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ عَمَّارِ بْنِ مَعْمَرٍ مِنْ بَنِي مَرَّةَ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي خُصَيْلَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ . وَأَنَسٌ ، وَعُمْرَةُ وَأُمُّهُمَا مِنَ الْأَطْبَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ كَلْبٍ . وَقَيْسٌ ، وَزَيْدٌ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ . وَمَحْمُودٌ لَا عَقِبَ لَهُ ، وَحَفْصَةُ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ . وَأَسْلَمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَذَلِكَ قَبْلَ إِسْلَامِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ وَسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَشَهِدَ مُحَمَّدٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ حِينَ وَلَّى النَّاسُ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَا تَبُوكَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ حِينَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى الْقُرْطَاءِ وَهُمْ مِنْ بَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلِمَ وَغَنِمَ ، وَبَعْثَهُ أَيْضًا إِلَى ذِي الْقَصَّةِ سَرِيَّةً فِي عَشَرَةِ نَفَرٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ الصَّعْبَةُ بِنْتُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكٍ ، أُخْتُ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَهُوَ أَخُو رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ ، وَهُمَا اللَّذَانِ خَرَجَا إِلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ وَهُمَا جَرِيحَانِ يَحْمِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا ظَهْرٍ . وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ رَافِعُ بْنُ سَهْلٍ ، وَشَهِدَا الْخَنْدَقَ ، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ شَهِيدًا ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُوَيْفٍ فَقَتَلَهُ ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ عَقِبٌ ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ ، وَهُمْ أَهْلُ رَاتِجٍ ، إِلَّا أَنَّ فِيَ أَهْلِ رَاتِجٍ قَوْمًا مِنْ غَسَّانَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ خُلَفَاؤُهُمْ آلُ أَبِي سَعِيدٍ ، وَلَهُمُ الْيَوْمَ عَقِبٌ يَسْكُنُونَ الصَّفْرَاءَ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ سَهْلٍ وَأَنَّ عَمَّهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا .
أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَخَالَفَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ يَعْنِي مِنَ الْأَوْسِ ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَأَنَّهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَقُولُ : لَوِ انْفَلَقَتْ عَنِّي رَوْثَةٌ لَانْتَسَبْتُ إِلَيْهَا مَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِبَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَكَانَ الَّذِي وَرِثَهُ وَوَرِثَ ابْنَتَهُ أُمَيْمَةُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهَا الضَّحَّاكُ بْنُ خَلِيفَةَ الْأَشْهَلِيُّ وَرِثَهُمَا بِالْقُعْدُدِ عَلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَخُوهُ آخِرُ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَكْرَهُ الْأَصْنَامَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَيُؤَفِّفُ بِهَا ، وَيَقُولُ بِالتَّوْحِيدِ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَكَانَا مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ ، وَيُجْعَلُ أَبُو الْهَيْثَمِ أَيْضًا فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِذَلِكَ وَأَفْشَوْا بِهَا الْإِسْلَامَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَقَدْ شَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا ، فَخَرَصَ عَلَيْهِمُ التَّمْرَةَ وَذَلِكَ بَعْدَمَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِمُؤْتَةَ .
وَأَخُوهُ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ وَقِصَّتُهُ فِي نَسَبِهِ مِثْلَ مَا حَكَيْنَا فِي أَمْرِ أَبِي الْهَيْثَمِ وَأُمُّهُ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَأُمُّ أَبِي الْهَيْثَمِ لَيْلَى بِنْتُ عَتِيكِ بْنِ عَمْرٍو ، كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولَانِ : عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالُوا : هُوَ عَتِيكُ بْنُ التَّيِّهَانِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ : وَرَأَيْتُ بِخَطِّ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ بِيَدِهِ : عَتِيكَ بْنَ التَّيِّهَانِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ : وَقَدْ شَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَسْعُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْقَارِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَشَهِدَ عُبَيْدُ بْنُ التَّيِّهَانِ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا ، قَتَلَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَكَانَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا ، وَعَبَّادٌ ، وَأُمُّهُمَا الصَّعْبَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ مِنْ وَلَدِ عُلْبَةَ بْنِ جَفْنَةَ الْغَسَّانَيِّ وَهُمْ حُلَفَاؤُهُمْ وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ لِعُبَيْدِ بْنِ التَّيِّهَانِ عَقِبٌ . خَمْسَةَ عَشَرَ .
أَبُو عَبْسِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جَشْمِ بْنِ حَارِثَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ ، وَكَانَ لِأَبِي عَبْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ ، وَمَحْمُودٌ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عِيسَى بِنْتُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ ، وَهِيَ أُخْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ . وَزَيْدٌ ، وَحُمَيْدَةُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمَّهُمَا ، وَلِأَبِي عَبْسٍ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ ، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا ، وَكَانَ أَبُو عَبْسٍ وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي حَارِثَةَ حِينَ أَسْلَمَا . وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ وَبَيْنَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَهُوَ زَوْجُ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ أَبُو عَبْسٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ ، وَكَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يَبْعَثَانِهِ يُصَدِّقُ النَّاسَ .
قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْخَزْرَجِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَ قَتَادَةُ يُكْنَى أَبَا عُمَرَ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ لِقَتَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَأُمُّ عَمْرٍو ، وَأُمُّهُمَا هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْقَوَاقِلِ حُلَفَاءٌ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ . وَعَمْرٌو وَحَفْصَةُ وَأُمُّهُمَا الْخَنْسَاءُ بِنْتُ خُنَيْسٍ الْغَسَّانَيُّ ، وَيُقَالُ : بَلْ أُمُّهُمَا عَائِشَةُ بِنْتُ جُرَيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ رَزَاحِ بْنِ ظَفَرٍ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ : وَلَيْسَ لِقَتَادَةَ الْيَوْمَ عَقِبٌ ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ ابْنَا عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَكَانَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالسِّيرَةِ وَغَيْرِهَا وَقَدِ انْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَقَدْ شَهِدَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِ وَرِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَأَبِي مَعْشَرٍ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، وَكَانَ قَتَادَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَرُمِيَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِيَ امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا ، وَإِنْ هِيَ رَأَتْ عَيْنِي خَشِيتُ أَنْ تُقْذِرَنِيَ ، قَالَ : فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَاسْتَوَتْ وَرَجَعَتْ وَكَانَتْ أَقْوَى عَيْنَيْهِ وَأَصَحَّهُمَا بَعْدَ أَنْ كَبِرَ .
عُبَيْدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَيُكْنَى أَبَا النُّعْمَانِ وَأُمُّهُ لَمِيسُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْقَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لَهُ عَقِبٌ ، فَانْقَرَضُوا وَذَهَبُوا ، وَشَهِدَ عُبَيْدٌ بَدْرًا ، وَيَقُولُونَ : إِنَّهُ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وَعَقِيلًا فَقَرَنَهُمْ فِي حَبْلٍ وَأَتَى بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِمْ مَلَكٌ كَرِيمٌ ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ مُقْرِنًا ، وَبَنُو سَلَمَةَ يَدَّعُونَ أَنَّ أَبَا الْيَسَرِ كَعْبَ بْنَ عَمْرٍو أَسَرَ الْعَبَّاسَ ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُولُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَجْمَعَ عَلَى ذِكْرِ عُبَيْدٍ فِي بَدْرٍ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهْمٌ أَوْ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ ، لِأَنَّ أَمْرَ عُبَيْدِ بْنِ أَوْسٍ كَانَ أَشْهَرَ فِي بَدْرٍ مِنْ أَنْ يَخْفَى .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ تَيمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَنَسَبَ أَخَاهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبَ بْنَ عُبَيْدٍ وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ بَدْرًا ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَسَمَّاهُمَا فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَلَمْ يَنْسُبْهُمَا وَقَالَ : هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ ، وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَلَمْ يَذْكُرْهُمَا فِي كِتَابِ النَّسَبِ بِشَيْءٍ ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ الرَّجِيعِ فَأَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ فَشَدُّوهُ رِبَاطًا لِيُدْخِلُوهُ مَكَّةَ مَعَ خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ فَلَمَّا كَانَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ قَالَ : وَاللَّهِ لَا أُصَاحِبُكُمْ ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ أُسْوَةٌ ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَئِذٍ ، وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ رِبَاطِهِ ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ فَانْحَازُوا عَنْهُ فَجَعَلَ يَشُدُّ فِيهِمْ وَيُفْرِجُونَ عَنْهُ ، فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَقَبْرُهُ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ ، وَكَانَ يَوْمُ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ .
وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ تَيْمِ بْنِ شُعْبَةَ بْنِ سَعْدِ اللَّهِ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عَبْدَةَ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : هُوَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ ، وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ نَسَبُهُ فِي بَنِي ظَفَرٍ جَعَلَهُ مِنْ بَلِيٍّ لِمَكَانِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَارِقٍ ، وَلَيْسَ لِمُعَتِّبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَقِبٌ ، وَوَرِثَهُ ابْنُ عَمِّهِ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ سَوَّادِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ ظَفَرٍ ، وَشَهِدَ مُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ الرَّجِيعِ شَهِيدًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ . خَمْسَةُ نَفَرٍ .
وَأَخُوهُ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ زَنْبَرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُدْعَى مُلَيْكَةُ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ ، وَأُمُّهَا ظَبْيَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ عَائِشِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانَ لِعُوَيْمٍ مِنَ الْوَلَدِ : عُتْبَةُ ، وَسُوَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَقَرَظَةُ ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ بُكَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَدْبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضِبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ يَقُولُ : عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ بْنِ صَلْعَجَةَ ، وَلَمْ نَجِدْ صَلْعَجَةَ فِي النَّسَبِ ، وَإِنَّهُ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ غَيْرُهُ ، وَلِعُوَيْمٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبِدَرْبِ الْحَدَثِ ، وَعُوَيْمٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا ، وَشَهِدَ عُوَيْمٌ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ أَنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ .
عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ، وَقَيْسٌ هُوَ أَبُو الْأَقْلَحِ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَأُمُّهُ الشَّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ وَكَانَ لِعَاصِمٍ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْفَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ ، مِنْ وَلَدِهِ الْأَحْوَصُ الشَّاعِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ . وَيُكْنَى عَاصِمٌ أَبَا سُلَيْمَانَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، وَشَهِدَ عَاصِمٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَلَّى النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَتَلَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ أَصْحَابِ اللِّوَاءِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْحَارِثَ وَمُسَافِعًا ابْنَيْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَأُمُّهُمَا سُلَافَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ الشَّهِيدِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَذَرَتْ أَنْ تَشْرَبَ فِي قِحْفِ رَأْسِ عَاصِمٍ الْخَمْرَ وَجَعَلَتْ لِمَنْ جَاءَ بِرَأْسِهِ مِائَةَ نَاقَةٍ ، فَقَدِمَ نَاسٌ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ أَنْ يُوَجِّهَ مَعَهُمْ نَفَرًا يُقْرِئُونَهُمُ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ ، فَوَجَّهَ مَعَهُمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا قَدِمُوا بِلَادَهُمْ قَالَ لَهُمُ الْمُشْرِكُونَ : اسْتَأْسِرُوا ، فَإِنَّا لَا نُرِيدُ قَتْلَكُمْ ، وَإِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ نُدْخِلَكُمْ مَكَّةَ فَنُصِيبَ بِكُمْ ثَمَنًا ، فَقَالَ عَاصِمٌ : إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ جِوَارَ مُشْرِكٍ أَبَدًا ، وَجَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ وَيَرْتَجِزُ وَرَمَى حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلَهُ ، ثُمَّ طَاعَنَهُمْ حَتَّى انْكَسَرَ رُمْحُهُ ، وَبَقِيَ السَّيْفُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي حَمَيْتُ دِينَكَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَاحْمِ لِي لَحْمِي آخِرَهُ . وَكَانُوا يُجَرِّدُونَ كُلَّ مَنْ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ قَاتَلَ فَجَرَحَ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ وَقَتَلَ وَاحِدًا وَجَعَلَ يَقُولُ : أَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ وَمِثْلِي رَامَا وَرِثْتُ مَجْدِي مَعْشَرًا كِرَامَا أُصِيبَ مَرْثَدٌ وَخَالِدٌ قِيَامَا ثُمَّ شَرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَأَرَادُوا أَنْ يَحْتَزُّا رَأْسَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ الدَّبْرَ فَحَمَتْهُ ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي اللَّيْلِ سَيْلًا أَتِيًّا فَحَمَلَهُ فَذَهَبَ بِهِ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْهِ ، وَكَانَ عَاصِمٌ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَلَا يَمَسَّ مُشْرِكًا وَلَا يَمَسُّهُ ، وَكَانَ قَتْلُهُ وَقَتْلُ أَصْحَابِهِ يَوْمَ الرَّجِيعِ فِي صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ .
مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدْمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ ، وَقُتِلَا جَمِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدَيْنِ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، وَلِمَعْنٍ عَقِبٌ الْيَوْمَ ، وَشَهِدَ مَعْنٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَكَانَ جَبْرٌ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَ لِجَبْرٍ مِنَ الْوَلَدِ عَتِيكٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَأُمُّ ثَابِتٍ ، وَأُمُّهُمْ هَضْبَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ سُبَيْعٍ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : وَلَيْسَ لِبَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ الْيَوْمَ بَقِيَّةٌ إِلَّا وَلَدُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، وَشَهِدَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ .
وَعَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ الصَّيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ . هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ رِجَالِهِ الْمُسَمِّينَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ أَنَّ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ وَعَمَّهُ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَا بَدْرًا ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : غَلَطَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَوْ مَنْ رَوَى عَنْهُمَا فِي نَسَبِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ فَنَسَبَاهُ إِلَى عَمِّهِ الْحَارِثِ ، وَقَدْ شَهِدَ مَعَهُ عَمُّهُ بَدْرًا ، وَنَسَبُهُ كَمَا وَصَفْنَا .
نُعْمَانُ بْنُ عَصْرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وَدَمِ بْنِ ذِبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ ذُهْلِ بْنِ هُنَيِّ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : نُعْمَانُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ : هُوَ نُعْمَانُ بْنُ عَصْرٍ بِالْفَتْحِ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : هُوَ لَقِيطُ بْنُ عِصْرٍ بِالْكَسْرِ ، وَشَهِدَ نُعْمَانُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ .
سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعَكِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَيُكْنَى سَهْلٌ أَبَا سَعْدٍ وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ : بَحْزَجٍ ، وَأُمُّ سَهْلٍ اسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُمَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ مِنَ الْجَعَادِرَةِ ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالنُّعْمَانُ ابْنَا أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ ، وَكَانَ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو أُمَامَةَ وَاسْمُهُ أَسْعَدُ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَسَعْدٌ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ ، وَلِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ ، قَالُوا : وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ ، وَجَعَلَ يَنْضَحُ يَوْمَئِذٍ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَبِّلُوا سَهْلًا فَإِنَّهُ سَهْلٌ ، وَشَهِدَ سَهْلٌ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَبُو عَقِيلٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْإِرَاشِيُّ الْأُنَيْفِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَيْحَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذَ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ يَرَاشَ ، وَهُوَ إِرَاشَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلَ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي عَقِيلٍ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَدُوَّ الْأَوْثَانِ ، هَكَذَا نَسَبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ إِلَى جُشَمَ مِثْلَ هَذِهِ النِّسْبَةِ ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ فِي سَائِرِ آبَائِهِ إِلَى بَلِيٍّ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَلَهُ عَقِبٌ .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَأَمَرَهُمْ ، فَوَقَفُوا عَلَى عَيْنَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقَنَاةٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذَا فَاحْمُوا ظُهُورَنَا ، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرِكُونَا ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاؤُوا وَيَنْهَبُونَ عَسْكَرَهُمْ وَيَأْخُذُونَ الْغَنَائِمَ ، فَقَالَ بَعْضُ الرُّمَاةِ لِبَعْضٍ : مَا تُقِيمُونَ هَاهُنَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ ، فَقَدْ هَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ فَاغْنَمُوا مَعَ إِخْوَانِكُمْ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَكُمُ احْمُوا ظُهُورَنَا فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ ؟ ، فَقَالَ الْآخَرُونَ : لَمْ يَرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا ، وَقَدْ أَذَلَّ اللَّهُ الْعَدُوَّ وَهَزَمَهُمْ ، فَخَطَبَهُمْ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مُعْلَمًا بِثِيَابٍ بِيضٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَأَنْ لَا يُخَالَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَمْرٌ ، فَعَصَوْا وَانْطَلَقُوا ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الرُّمَاةِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَّا نُفَيْرٌ مَا يَبْلُغُونَ الْعَشَرَةَ ، فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ أَنَسِ بْنِ رَافِعٍ ، وَنَظَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى خَلَاءِ الْجَبَلِ وَقِلَّةِ أَهْلِهِ فَكَرَّ بِالْخَيْلِ فَتَبِعَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَانْطَلَقَا إِلَى مَوْضِعِ الرُّمَاةِ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ فَرَمَاهُمُ الْقَوْمُ حَتَّى أُصِيبُوا وَرَمَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ حَتَّى فَنِيَتْ نَبْلُهُ ثُمَّ طَاعَنَ بِالرُّمْحِ حَتَّى انْكَسَرَ ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ فَلَمَّا وَقَعَ جَرَّدُوهُ وَمَثَّلُوا بِهِ أَقْبَحَ الْمَثْلِ ، وَكَانَتِ الرِّمَاحُ قَدْ شَرَعَتْ فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَقَتْ مَا بَيْنَ سُرَّتِهِ إِلَى خَاصِرَتِهِ إِلَى عَانَتِهِ فَكَانَتْ حَشْوَتُهُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا ، قَالَ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ : فَلَمَّا جَالَ الْمُسْلِمُونَ تِلْكَ الْجَوْلَةَ مَرَرْتُ بِهِ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَلَقَدْ ضَحِكْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا ضَحِكَ فِيهِ أَحَدٌ ، وَنَعِسْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا نَعَسَ فِيهِ أَحَدٌ ، وَبَخِلْتُ فِي مَوْضِعٍ مَا بَخِلَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَقِيلَ : مَا هِيَ ؟ فَقَالَ : حَمَلْتُهُ فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ وَأَخَذَ أَبُو حَنَّةَ بِرِجْلَيْهِ وَقَدْ سَدَدْتُ جُرْحَهُ بِعِمَامَتِي ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَحْمِلُهُ وَالْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةً إِلَى أَنْ سَقَطَتْ عِمَامَتِي مِنْ جُرْحِهِ فَخَرَجَتْ حَشْوَتُهُ فَفَزِعَ صَاحِبِي وَجَعَلَ يَتَلَفَّتُ وَرَاءَهُ يَظُنُّ أَنَّهُ الْعَدُوُّ فَضَحِكْتُ ، وَلَقَدْ شَرَعَ لِي رَجُلٌ بِرُمْحٍ يَسْتَقْبِلُ بِهِ ثُغْرَةَ نَحْرِي فَغَلَبَنِي النَّوْمُ وَزَالَ الرُّمْحُ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي حِينَ انْتَهَيْتُ إِلَى الْحَفْرِ لَهُ وَمَعِي قَوْسِي وَغَلُظَ عَلَيْنَا الْجَبَلُ فَهَبَطْنَا بِهِ إِلَى الْوَادِي فَحَفَرْتُ لَهُ بِسِيَةِ الْقَوْسِ وَفِيهَا الْوَتَرُ ، فَقُلْتُ : لَا أُفْسِدُ الْوَتَرَ فَحَلَلْتُهُ ثُمَّ حَفَرْتُ بِسِيَتِهَا حَتَّى أَنْعَمْنَا ثُمَّ غَيَّبْنَاهُ وَانْصَرَفْنَا ، وَالْمُشْرِكُونَ بَعْدُ نَاحِيَةً وَقَدْ تَحَاجَزْنَا فَلَمْ يَنْشِبُوا أَنْ وَلَّوْا ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ عَقِبٌ .
وَأَخُوهُ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ ، وَكَانَ لِخَوَّاتٍ مِنَ الْوَلَدِ صَالِحٌ ، وَحَبِيبٌ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَأُمُّهُمَا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي فُقَيْمٍ ، وَسَالِمٌ وَأُمُّ سَالِمٍ وَأُمُّ الْقَاسِمِ ، وَأُمُّهُمْ عُمَيْرَةُ بِنْتُ حَنْظَلَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي أُنَيْفٍ مِنْ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ حَبِيبٍ حَلِيفُ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَدَاوُدُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ : كَانَ خَوَّاتٌ يُكْنَى أَبَا صَالِحٍ .
أَبُو ضَيَّاحٍ وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ ، هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : أَبُو ضَيَّاحٍ ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ يَقُولُ فِيمَا يُرْوَى عَنْهُ : أَبُو الضَّيَّاحِ ، فَكَانُوا يَعْجَبُونَ مِنْهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَيْسَ فِي أَهْلِ بَدْرٍ أَبُو الضَّيَّاحِ ، وَشَهِدَ أَبُو ضَيَّاحٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَخَيْبَرَ ، وَقُتِلَ بِخَيْبَرَ شَهِيدًا ، ضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَطَنَّ قِحْفَ رَأْسِهِ ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَلَيْسَ لِأَبِي ضَيَّاحٍ عَقِبٌ .
أَبُو حَنَّةَ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ هَكَذَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي كِتَابِهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَقَالَا : أَبُو حَبَّةَ وَلَمْ يَنْسِبَاهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَيْسَ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ يُكْنَى أَبَا حَبَّةَ ، وَإِنَّمَا أَبُو حَبَّةَ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَقُتِلَ بِالْيَمَامَةِ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ، وَأَبُو حَبَّةَ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْمَازِنِيُّ الَّذِي كَانَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِصِفِّينَ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ أَبُو حَنَّةَ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ أَخُو أَبِي ضَيَّاحٍ ، وَأُمُّهُ أُمُّ أَبِي ضَيَّاحٍ ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَلَمْ نَجِدْهُ فِي وَلَدِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ .
سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ النَّحَّاطِ بْنِ كَعْبِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ بْنِ جُشْمِ بْنِ مَالِكِ مِنَ الْأَوْسِ ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ أَبُو ضَيَّاحٍ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ مَعَهُ الْحُدَيْبِيَةَ ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ وَهُوَ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ ، وَقَدْ كَانَ لَهُ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضَ آخِرُهُمْ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ فَلَمْ يَبْقَ لَهُ عَقِبٌ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَنْسُبَانِ سَعْدَ بْنَ خَيْثَمَةَ هَذَا النَّسَبَ الَّذِي ذَكَرْنَا ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ يَنْسُبْهُ أَيْضًا هَذَا النَّسَبَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِفُهُمَا فِي النَّحَّاطِ فَيَقُولُ : هُوَ الْحَنَّاطُ بْنُ كَعْبٍ ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَزِيدُوا فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ عَلَى أَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَلَمْ يَرْفَعُوا فِي نَسَبِهِمْ ، وَقَدْ شَهِدَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا .
تَمِيمٌ مَوْلَى بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ شَهِدَ بَدْرًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ أَيْضًا أُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ . خَمْسَةُ نَفَرٍ . فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا مِنَ الْأَوْسِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، لِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ وَأَبَا مَعْشَرٍ لَمْ يُدْخِلُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ عَمَّ جَبْرِ بْنَ عَتِيكٍ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ ، وَلَمْ يُدْخِلْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ أَيْضًا الْحَارِثَ بْنَ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السِّلْمِ
أَبُو أَيُّوبَ وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ زَهْرَاءُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِأَبِي أَيُّوبَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأُمُّهُ أُمُّ حَسَنٍ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُهُ فَلَا نَعْلَمُ لَهُ عَقِبًا ، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْنَ أَبِي أَيُّوبَ وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي أَيُّوبَ حِينَ رَحَلَ مِنْ قُبَاءٍ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَشَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أُخْبِرْتُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَكَمِ : مَا شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؟ قَالَ : شَهِدَ مَعَهُ حَرُورَاءَ .
عُمَارَةُ بْنُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ هُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَأُمُّهُمَا خَالِدَةُ بِنْتُ أَبِي أَنَسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ وَهْبِ بْنِ لَوْذَانَ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ ، وَكَانَ لِعُمَارَةَ مِنَ الْوَلَدِ مَالِكٌ دَرَجَ ، وَأُمُّهُ النَّوَارُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأَخُو مَالِكٍ لِأُمِّهِ يَزِيدُ وَزَيْدُ ابْنَا ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَكَانَ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَعَوْفُ ابْنُ عَفْرَاءَ حِينَ أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ وَمُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ ، وَشَهِدَ عُمَارَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ ، وَخَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ
سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمِيرَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَبِيدِ بْنِ خِدَاشٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَ لِسُرَاقَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدٌ قُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ بِالْقَادِسِيَّةِ ، وَسُعْدَى وَهِيَ أُمُّ حَكِيمٍ وَأُمُّهُمَا ، أُمُّ زَيْدِ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَنَائِلَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَهَكَذَا كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَقُولُونَ فِي نَسَبِ سُرَاقَةَ : عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ : عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عُرْوَةَ ، وَفِي رِوَايَةِ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ : عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ عَزْرَةَ ، وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ غَزِيَّةَ ، وَشَهِدَ سُرَاقَةُ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ نَفْعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ جَعْدَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ ، وَكَانَ لِحَارِثَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَوْدَةُ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَعُمْرَةُ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ وَأُمُّ هِشَامٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ يَعِيشَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ ، وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ ، وَأَمَةُ اللَّهِ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي جُنْدُعٍ ، وَيُكْنَى حَارِثَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَشَهِدَ حَارِثَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ . قَالَ حَارِثَةُ : وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدَّهْرِ مَرَّتَيْنِ ، يَوْمَ الصَّوْرَيْنِ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ حِينَ مَرَّ بِنَا فِي صُورَةِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَأَمَرَنَا بِلُبْسِ السِّلَاحِ ، وَيَوْمَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ حِينَ رَجَعْنَا مِنْ حُنَيْنٍ ، مَرَرْتُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُسَلِّمْ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ مِنَ الْمِائَةِ الصَّابِرَةِ يَوْمَ حُنَيْنٍ الَّذِينَ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِأَرْزَاقِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْنَا عَلَيْهِ
سُهَيْلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَهُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ رَافِعٍ ، وَهُمَا صَاحِبَا الْمِرْبَدِ الَّذِي بُنِيَ فِيهِ مَسْجِدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَا يَنْتَمِيَانِ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ : أَخْرَجَنِي مُحَمَّدُ مِنْ مِرْبَدِ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ، يَعْنِي هَذَيْنِ . وَلَمْ يَشْهَدْ سَهْلٌ بَدْرًا ، وَأُمُّ سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ زُغَيْبَةُ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَشَهِدَ سُهَيْلٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا بَنُو عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ جَمِيعًا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ .
مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَكَانَ لِمَسْعُودِ بْنِ أَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ سَعْدٌ وَأُمُّ عَمْرٍو ، وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَسْلَمَ بْنِ حَرِيسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ . هَكَذَا نَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ : مَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَذْكُرَا زَيْدًا أَبَا أَوْسٍ كَمَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ ، وَشَهِدَ مَسْعُودُ بْنُ أَوْسٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ ، وَكَانَ لِمُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْوَلَدِ عُبَيْدُ اللَّهِ وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ ظَفَرٍ وَاسْمُ ظَفَرٍ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو ، وَهُوَ النَّبِيتُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَالْحَارِثُ وَعَوْفٌ وَسَلْمَى وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرَمْلَةُ ، أُمُّهُمْ أُمُّ الْحَارِثِ بِنْتُ سَبْرَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَإِبْرَاهِيمُ وَعَائِشَةُ ، أُمُّهُمَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نُمَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ مِنْ جُهَيْنَةَ ، وَسَارَةُ وَأُمُّهَا أُمُّ ثَابِتٍ وَهِيَ رَمْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَيُرْوَى أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الْحَارِثِ وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا لَمْ يَتَقَدَّمَهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا ، وَشَهِدَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ عَفْرَاءَ وَمَعْمَرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَتُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ بَعْدَمَا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَيَّامَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ .
وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَ لِمُعَوِّذٍ مِنَ الْوَلَدِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ ، وَعَمِيرَةُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ يَزِيدَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَبَا جَهْلٍ هُوَ وَأَخُوهُ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى أَثْبَتَاهُ ، وَعَطَفَ عَلَيْهِمَا أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ يَوْمَئِذٍ فَقَتَلَهُمَا ، وَوَقَعَ أَبُو جَهْلٍ صَرِيعًا فَذَفَّفَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَلَيْسَ لِمُعَوِّذِ بْنِ الْحَارِثِ عَقِبٌ .
وَأَخُوهُمَا عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَشَهِدَ بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ ثَلَاثَةٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِيهِمْ وَاحِدًا فَيَجْعَلُهُمْ أَرْبَعَةٌ إِخْوَةٌ شَهِدُوا بَدْرًا ، يَضُمُّ إِلَيْهِمْ رِفَاعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ : وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ ، وَقُتِلَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا ، قَتَلَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ بَعْدَ أَنْ ضَرَبَهُ عَوْفُ وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ ابْنَا الْحَارِثِ فَأَثْبَتَاهُ ، وَلِعَوفٍ عَقِبٌ .
أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَيُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ وَأُمُّهُ صُهَيْلَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الطُّفَيْلُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ الطُّفَيْلِ بِنْتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ عَبْدِ نُهْمٍ مِنْ دَوْسٍ ، وَأُمُّ عَمْرِو بِنْتُ أُبَيٍّ وَلَا نَدْرِي مَنْ أُمُّهَا ، وَقَدْ شَهِدَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ أُبَيُّ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ ، وَكَانَ يَكْتُبُ فِي الْإِسْلَامِ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمْرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَسُولَهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَى أُبَيٍّ الْقُرْآنَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَقْرَأُ أُمَّتِي أُبَيٌّ
أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وَدٍّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ . وَهَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : شَهِدَ أَنَسُ بْنُ مُعَاذٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَشَهِدَ مَعَهُ أُحُدًا أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ وَاسْمُهُ أُبَيُّ بْنُ مُعَاذٍ ، وَشَهِدَا أَيْضًا جَمِيعًا بِئْرَ مَعُونَةَ وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا شَهِيدَيْنِ .
ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهِيَ أُخْتُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرِ ، وَكَانَ لِثَعْلَبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ ثَابِتٍ ، وَأُمُّهَا كَبْشَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُحَرَّثِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَشَهِدَ ثَعْلَبَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدِينَةِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ لَمْ يُدْرِكْ ثَعْلَبَةُ عُثْمَانَ وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
سَهْلُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَقِفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ ، وَكَانَ لِسَهْلٍ أَخٌ يُسَمَّى الْحَارِثُ بْنُ عَتِيكٍ وَيُكْنَى أَبَا أَخْزَمَ ، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ، وَأُمُّهُ أَيْضًا جَمِيلَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ وَهِيَ أُمُّ سَهْلٍ ، وَكَانَ أَبُو مَعْشَرٍ وَحْدَهُ يَقُولُ : سَهْلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ عَنْهُ ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَقُتِلَ أَخُوهُ أَبُو أَخْزَمَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ثَلَاثَةُ نَفَرٍ .
سَلِيطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ زُرَارَةَ بْنِ عُدَسَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، وَكَانَ لِسَلِيطٌ مِنَ الْوَلَدِ ثُبَيْتَةُ ، وَأُمُّهَا سُخَيْلَةُ بِنْتُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ ، وَهِيَ أُخْتُ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ ، وَكَانَ سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ وَأَبُو صِرْمَةَ لَمَّا أَسْلَمَا يَكْسِرَانِ أَصْنَامَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَشَهِدَ سَلِيطٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقُتِلَ يَوْمَ جِسْرٍ أَبِي عُبَيْدٍ شَهِيدًا سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ ، وَأُمُّهُ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَكَانَ لِقَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الْفَاكِهُ ، وَأُمُّ الْحَارِثِ ، وَأُمُّهُمَا أُمَامَةُ بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَلَيْسَ لِقَيْسٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ ، وَكَانَ لِقَيْسٍ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا ، مِنْهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا ، وَأَبُو كِلَابِ وَجَابِرُ ابْنَا أَبِي صَعْصَعَةَ قُتِلَا يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيدَيْنِ ، وَأُمُّهُمْ جَمِيعًا أُمُّ قَيْسٍ وَهِيَ شَيْبَةُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ ، وَشَهِدَ قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَشَهِدَ قَيْسٌ أَيْضًا بَدْرًا ، وَأُحُدًا .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ وَأُمُّهُ الْرََّبَابُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ مِنَ الْوَلَدِ الْحَارِثُ وَأُمُّهُ زُغَيْبَةُ بِنْتُ أَوْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ ، فَوَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : عَبْدُ اللَّهِ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ بَدْرًا وَكَانَ عَامَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَشَهِدَ أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْأَنْصَارِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا يَحْيَى ، وَهُوَ أَخُو أَبِي لَيْلَى الْمَازِنِيِّ أَبُو دَاوُدَ وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنٍ ، وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو ، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ مِنَ الْوَلَدِ دَاوُدُ ، وَسَعْدٌ ، وَحَمْزَةُ ، وَأُمُّهُمْ نَائِلَةُ بِنْتُ سُرَاقَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَجَعْفَرٌ وَأُمُّهُ مِنْ كَلْبٍ ، وَكَانَ لِأَبِي دَاوُدَ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَشَهِدَ أَبُو دَاوُدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا .
سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ سَعْدٍ وَاسْمُهَا جَمِيلَةُ وَهِيَ أُمُّ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، وَأُمُّهَا عَمْرَةُ بِنْتُ حَزْمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهِيَ أُخْتُ عُمَارَةَ وَعَمْرٍو ابْنَيْ حَزْمٍ ، وَشَهِدَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، وَكَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلَةٌ
خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ ، وَأُمُّهُ السَّيِّدَةُ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ غَيَّانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ خَطْمَةَ مِنَ الْأَوْسِ ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ مِنَ الْوَلَدِ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ وَهُوَ الَّذِي سُمِعَ مِنْهُ الْكَلَامَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ تَزَوَّجَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ ، وَأُمُّهُمَا هُزَيْلَةُ بِنْتُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُمَا أَخَوَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لِأُمِّهِ ، وَكَانَ لِخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَقِبٌ فَانْقَرَضُوا ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَشَهِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا .
خَلَّادُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، شَهِدَ خَلَّادٌ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ السَّائِبُ بْنُ خَلَّادٍ ، صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْيَمَنِ ، وَالْحَكَمُ بْنُ خَلَّادٍ ، وَأُمُّهُمَا لَيْلَى بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمٍ أُخْتِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، وَقَدِ انْقَرَضَ عَقِبَهُمَا ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ مَالِكِ الْأَغَرِّ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَشَهِدَ خَلَّادٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَيَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا ، دَلَّتْ عَلَيْهِ بُنَانَةُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ رَحًى فَشَدَخَتْ رَأْسَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ ، وَقَتَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ ، وَكَانَتْ بُنَانَةُ امْرَأَةَ الْحَكَمِ الْقُرَظِيِّ ، وَحَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي قُرَيْظَةَ لِلَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَلَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَأُمُّهُ فُسْحُمُ وَهِيَ مِنْ بَلْقِينِ بْنِ جِسْرٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَإِلَيْهَا يُنْسَبُ ، يُقَالُ : يَزِيدُ فُسْحُمَ ، وَيَزِيدُ بْنُ فُسْحُمَ ، وَكَانَ لِيَزِيدَ وَلَدٌ انْقَرَضُوا فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ عَقِبٌ ، وَانْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ وَبَيْنَ ذِي الْيَدَيْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيِّ ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ شَهِيدَيْنِ ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ وَكَانَتْ بَدْرٌ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمِ وَهُوَ الْحُبْلَى ، وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ مِنْ بَنِي مَغَالَةَ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ سَيِّدٍ الْخَزْرَجِ وَفِي آخِرِ جَاهِلِيَّتِهِمْ ، قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ وَقَدْ جَمَعَ قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ لَهُ خَرَزًا لِيُتَوِّجُوهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ وَسَبَقَ إِلَيْهِ أَقْوَامٌ فَحَسَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَبَغَى وَنَافَقَ فَاتَّضَعَ شَرَفُهُ ، وَهُوَ ابْنُ سَلُولَ ، وَسَلُولُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ أُمُّ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبِيٍّ هُوَ ابْنُ خَالَةِ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ ، وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ أَيْضًا مِمَّنْ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُؤْمَنُ بِهِ وَيَعِدُ النَّاسَ بِخُرُوجِهِ ، وَكَانَ قَدْ تَأَلَّهَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَبِسَ الْمُسُوحَ وَتَرَهَّبَ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَدَ وَبَغَى وَأَقَامَ عَلَى كَفْرِهِ ، وَشَهِدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قِتَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدْرٍ فَسَمَّاهُ ، رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْفَاسِقَ
أَوْسُ بْنُ خَوَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، وَهِيَ أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، وَكَانَ لِأَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا : فُسْحُمُ فَهَلَكَتْ ، فَلَيْسَ لِأَوْسٍ عَقِبٌ ، وَقَدِ انْقَرَضَ أَيْضًا وَلَدُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ مِنَ الْكَمَلَةِ ، وَكَانَ الْكَامِلُ عِنْدَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَوَّلِ الْإِسْلَامِ الَّذِي يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ ، وَكَانَ قَدِ اجْتَمَعَ ذَلِكَ فِي أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوَلِيٍّ وَشُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ الْأَسَدِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ رِفَاعَةُ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَانَ زَيْدٌ جَدُّ رِفَاعَةَ يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ ، فَيُقَالُ : رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : هُوَ رِفَاعَةُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ ، وَاسْمُ أَبِي الْوَلِيدِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، وَأُمُّهُ أُمُّ رِفَاعَةَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ بْنِ عَمْرٍو أَوْلَادٌ فَانْقَرَضُوا ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَبَعْضِ نُسَخِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ : رِفَاعَةُ بْنُ الْهَافِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
عُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كَلَدَةَ بْنِ الْجَعْدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ مِنْ مُضَرٍ ، أَسْلَمَ عُقْبَةُ فِي أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَيُقَالُ لِعُقْبَةَ أَنْصَارِيُّ مُهَاجِرِيُّ ، وَلَهُ عَقِبٌ ، وَهُمْ مَعَ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ بِعَقَرْقُوفَ ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَيُقَالُ إِنَّ عُقْبَةَ بْنَ وَهْبٍ هُوَ الَّذِي نَزَعَ الْحَلَقَتَيْنِ مِنْ إِجْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَيُقَالُ : بَلْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَزَعَهُمَا فَسَقَطَتْ ثَنِيَّتَاهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ نَرَى أَنَّهُمَا جَمِيعًا عَالَجَاهُمَا فَأَخْرَجَاهُمَا .
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَيُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ مِنَ الْوَلَدِ : الْوَلِيدُ ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَأُمُّهُ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ ، وَشَهِدَ عُبَادَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ عُبَادَةُ عَقَبِيًّا نَقِيبًا بَدْرِيًّا أَنْصَارِيًّا .
وَأَخُوهُ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ ، وَأُمُّهُ قُرَّةُ الْعَيْنِ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ ، وَكَانَ لِأَوْسٍ مِنَ الْوَلَدِ الرَّبِيعُ وَأُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا الْقُرْآنَ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ وَمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ ، وَشَهِدَ أَوْسٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَقِيَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَهْرًا ، وَذُكِرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ .
النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَثَعْلَبَةُ بْنُ دَعْدٍ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى قَوْقَلٌ ، وَكَانَ قَوْقَلٌ لَهُ عِزٌّ ، وَكَانَ يَقُولُ لِلْخَائِفِ إِذَا جَاءَهُ : قَوْقِلْ حَيْثُ شِئْتَ فَإِنَّكَ آمِنٌ ، فَسُمِّيَ بَنُو غَنْمٍ وَبَنُو سَالِمٍ كُلُّهُمْ بِذَلِكَ قَوَاقِلَةً ، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الدِّيوَانِ يُدْعَوْنَ بَنِي قَوْقَلٍ ، وَشَهِدَ النُّعْمَانُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا ، قَتَلَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَلَيْسَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ مَالِكٍ عَقِبٌ ، هَذَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : الَّذِي شَهِدَ بَدْرًا هُوَ النُّعْمَانُ الْأَعْرَجُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ ، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ بْنِ مَالِكٍ مِنْ بَنِي غُضَيْنَةَ مِنْ بَلِيٍّ حَلِيفٌ لَهُمْ وَهِيَ أُخْتُ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ ، وَالَّذِي يُدْعَى قَوْقَلٌ هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ الَّذِي ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَلَمْ يَشْهَدْ ذَاكَ بَدْرًا وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ نَسَبَ النُّعْمَانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعْدٍ ، وَنَسَبَ النُّعْمَانِ الْأَعْرَجِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَصْرَمَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْأَنْصَارِ وَذَكَرَ أَوْلَادَهُمَا وَمَا وَلَدُوا .
الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَمَّارَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ بَثِيرَةَ بْنِ مَشْنُوءَ بْنِ الْقَسْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ إِرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فَرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وَكَانَ اسْمُ الْمُجَذَّرِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَهُوَ قَتَلَ سُوَيْدَ بْنَ الصَّامِتِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهَيَّجَ قَتْلُهُ وَقْعَةَ بُعَاثَ ، ثُمَّ أَسْلَمَ الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادِ وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ وَبَيْنَ عَاقِلِ بْنِ أَبِي الْبُكَيْرِ ، وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ يَطْلُبُ غُرَّةَ الْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ ، وَشَهِدَا جَمِيعًا أُحُدًا فَلَمَّا جَالَ النَّاسُ تِلْكَ الْجَوْلَةِ أَتَاهُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنْ خَلْفِهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَقَتَلَهُ غِيلَةً ، فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ قَتَلَ الْمُجَذَّرَ بْنَ ذِيَادٍ غِيلَةً ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ بِهِ ، فَقَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ بِالْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ ، وَكَانَ الَّذِي ضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُوَيْمَ بْنَ سَاعِدَةَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ ، وَلِلْمُجَذَّرِ بْنِ ذِيَادٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ
الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خُنَيْسِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَكَانَ الْمُنْذِرُ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَطُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ : آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو وَبَيْنَ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَيْفَ يَكُونُ هَذَا هَكَذَا ، وَإِنَّمَا آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ قَبْلَ بَدْرٍ ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ غَائِبٌ عَنِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَلَا أُحُدًا وَلَا الْخَنْدَقَ ، وَإِنَّمَا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَقَدْ قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمُؤَاخَاةَ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ . وَشَهِدَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيرًا عَلَى أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا في صَفَرٍ عَلَى رَأْسِ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْنَقَ الْمُنْذِرُ لِيَمُوتَ يَقُولُ : مَشَى إِلَى الْمَوْتِ وَهُوَ يَعْرِفُهُ ، وَلَيْسَ لِلْمُنْذِرِ عَقِبٌ .
أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ اليَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَبَلِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَكَانَ لِأَبِي أُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ أُسَيْدٌ الْأَكْبَرُ ، وَالْمُنْذِرُ ، وَأُمُّهُمَا سَلَامَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَغَلِيظُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ ضَمْضَمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَكَنٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسٍ ، وَأُسَيْدٌ الْأَصْغَرُ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَكَمِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي قَشْبَةَ ، وَحَبَّانَةُ وَأُمُّهَا الرَّبَابُ مِنْ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ ، وَحَفْصَةُ ، وَفَاطِمَةُ ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَحَمْزَةُ ، وَأُمُّهُ سَلَامَةُ بِنْتُ وَالَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَكَنِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ ، وَشَهِدَ أَبُو أُسَيْدٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَاعِدَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ .
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبٍ وَأُمُّهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ ، وَشَهِدَ عُقْبَةُ الْعَقَبَةَ الْأُولَى ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ أَوَّلَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : وَهُوَ الثَّبْتُ عِنْدَنَا . وَشَهِدَ عُقْبَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَأُعْلِمَ يَوْمَئِذٍ بِعِصَابَةٍ خَضْرَاءَ فِي مَغْفَرِهِ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ وَأُمُّهُ أُمُّ أُنَاسِ بِنْتُ سَعْدٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي سَعْدِ هُذَيْمٍ ، ثُمَّ مِنْ قُضَاعَةَ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : ثَابِتُ بْنُ الْجِذْعِ ، وَالْجِذْعُ ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ قَلْبِهِ وَصَرَامَتِهِ ، وَكَانَ لِثَابِتٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ ، وَالْحَارِثُ ، وَأُمُّ أُنَاسٍ ، وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَتْ لَهُمْ بَقِيَّةٌ فَانْقَرَضُوا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَذُكِرَ لِي أَنَّ قَوْمًا انْتَسَبُوا إِلَيْهِ حَدِيثًا مِنَ الزَّمَانِ وَيَقُولُونَ هُوَ ثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْجِذْعِ ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ ثَابِتٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَخَيْبَرَ ، وَفَتْحَ مَكَّةَ ، وَيَوْمَ الطَّائِفِ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا .
بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ وَبَيْنَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيٍّ ، وَشَهِدَ بِشْرٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْحُدَيْبِيَةَ ، وَخَيْبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي أَهْدَتْهَا لَهُ الْيَهُودِيَّةُ وَكَانَتْ مَسْمُومَةً فَلَمَّا ازْدَرَدَ بِشْرٌ أُكْلَتَهُ لَمْ يَرِمْ مَكَانَهُ حَتَّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطَّيْلَسَانِ ، وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ إِلَّا مَا حُوِّلَ ، ثُمَّ مَاتَ مِنْهُ ، وَيُقَالُ : لَمْ يَرِمْ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى مَاتَ .
الطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَأُمُّهُ خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ ، وَشَهِدَ الطُّفَيْلُ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَجُرِحَ بِأُحُدٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ فَكَانَ يَقُولُ : أَكْرَمَ اللَّهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالطُّفَيْلَ بْنَ النُّعْمَانِ بِيَدَيَّ وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا ، يَعْنِي أُقْتَلْ كَافِرًا ، وَكَانَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ مِنَ الْوَلَدِ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا الرُّبَيِّعُ تَزَوَّجَهَا أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ ، فَوَلَدَتْ لَهُ ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ قُرْطِ بْنِ خَنْسَاءِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَلَيْسَ لِلطُّفَيْلِ بْنِ النُّعْمَانِ عَقِبٌ .
جَبَّارُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَأُمُّهُ عَتِيكَةُ بِنْتُ خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ ، وَيُكْنَى جَبَّارٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ جَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَالْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو ، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُهُ خَارِصًا إِلَى خَيْبَرَ وَغَيْرِهَا ، وَشَهِدَ جَبَّارٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً ثَلَاثِينَ ، وَلَهُ عَقِبٌ .
سَوَادُ بْنُ رُزْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَأُمُّهُ أُمُّ قَيْسِ بِنْتُ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ، هَكَذَا سَمَّاهُ وَنَسَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ هُوَ أَسْوَدُ بْنُ رُزْنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرْ زَيْدًا ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ : سَوَادُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ، وَهَذَا عِنْدَنَا تَصْحِيفٌ مِنْ رُواتِهِمِ ، وَكَانَ لِسَوَادِ بْنِ رُزْنٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ سَوَادٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَأُمُّ رُزْنِ بِنْتُ سَوَادٍ وَهِيَ أَيْضًا مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَأُمُّهَا خَنْسَاءُ بِنْتُ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَشَهِدَ سَوَادُ بْنُ رُزْنٍ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَيُكْنَى أَبَا زَيْدٍ وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ بُهْثَةَ بْنِ قُطْبَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَمْرِو بْنِ أَسْلَمَ ، وَكَانَ لِقُطْبَةَ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ خُلَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَشَهِدَ قُطْبَةُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ كُلِّهِمْ ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ لَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : وَهُوَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا . وَكَانَ قُطْبَةُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي سَلِمَةَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ ، وَجُرِحَ يَوْمَ أُحُدٍ تِسْعَ جِرَاحَاتٍ .
أَبُو الْيَسَرِ وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ وَأُمُّهُ نَسِيبَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُرَيٍّ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ، وَكَانَ لِأَبِي الْيَسَرِ مِنَ الْوَلَدِ عُمَيْرٌ ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَهِيَ عَمَّةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ مُزَيْنَةَ ، وَحَبِيبٌ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعَائِشَةُ ، وَأُمُّهَا أُمُّ الرَّيَاعِ بِنْتُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ ، وَشَهِدَ أَبُو الْيَسَرِ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَشَهِدَ أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا دَحْدَاحًا ، ذَا بَطْنٍ ، وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَذَلِكَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ .
مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدٍ أَخِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدٍ ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ثُمَّ مِنْ بَنِي الرَّبْعَةِ ، وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَدِّ بْنِ قَيْسِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَ لِمُعَاذٍ مِنَ الْوَلَدِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ ، وَأُمُّهَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ نَابِئِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَوَادٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ . وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحَدُهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يُسَمَّ لَنَا الْآخَرُ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمَا ، وَيُكْنَى مُعَاذٌ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي سَلِمَةَ هُوَ وَثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ .
الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكْنَى أَبَا خَالِدٍ ، وَأُمُّهُ كَبْشَةُ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَكَانَ لِلْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْوَلَدِ مُخَلَّدٌ ، وَخَالِدٌ ، وَخَلْدَةُ ، وَأُمُّهُمْ أُنَيْسَةُ بِنْتُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ : نَسْرٌ وَحْدَهُ . وَشَهِدَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ الْيَمَامَةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَصَابَهُ يَوْمَئِذٍ جُرْحٌ ، فَانْدَمَلَ الْجُرْحُ ثُمَّ انْتَقَضَ بِهِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَمَاتَ فَهُوَ يُعَدَّ مِمَّنْ شَهِدَ الْيَمَامَةَ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
أَبُو عُبَادَةَ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَأُمُّهُ هِنْدُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِأَبِي عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ عُبَادَةُ ، وَأُمُّهُ سُنْبُلَةُ بِنْتُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَفَرْوَةُ وَأُمُّهُ أُمُّ خَالِدِ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَأُمُّهُ أُنَيْسَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعُقْبَةُ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَمَيْمُونَةُ ، وَأُمُّهَا جُنْدُبَةُ بِنْتُ مُرَيِّ بْنِ سِمَاكِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ ، شَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَتُوُفِّيَ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ .
ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَيُكَنَّى أَبَا سَبْعٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ ، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ الْأَنْصَارِ أَسْلَمَ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ أَبُو أُمَامَةَ ، وَكَانَا خَرَجَا إِلَى مَكَّةَ يَتَنَافَرَانِ فَسَمِعَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيَاهُ فَأَسْلَمَا وَرَجَعَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَشَهِدَ ذَكْوَانُ الْعَقَبَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ قَدْ لَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ مُهَاجِرِيًّا أَنْصَارِيًّا ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا ، قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقِ بْنِ عِلَاجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ ، فَشَدَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ بْنِ الْأَخْنَسِ وَهُوَ فَارِسٌ فَضَرَبَ رِجْلَهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ الْفَخِذِ ، ثُمَّ طَرَحَهُ عَنْ فَرَسِهِ فَذَفَفَ عَلَيْهِ ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ . وَلَيْسَ لِذَكْوَانَ عَقِبٌ .
الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَأُمُّهُ أُمَامَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مُخَلَّدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ . هَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ وَحْدَهُ : الْفَاكِهُ بْنُ نَسْرٍ ، وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : هُوَ الْفَاكِهُ بْنُ بِشْرٍ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ : لَيْسَ فِي الْأَنْصَارِ نَسْرٌ إِلَّا سُفْيَانُ بْنُ نَسْرٌ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ لِلْفَاكِهِ مِنَ الْوَلَدِ ابْنَتَانِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ، وَرَمْلَةُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ النُّعْمَانِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ ، وَشَهِدَ الْفَاكِهُ بَدْرًا ، وَتُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
وَأَخُوهُ عَائِذُ بْنُ مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ وَأُمُّهُ مِنْ أَشْجَعَ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَائِذِ بْنِ مَاعِصٍ وَسُوَيْبِطِ بْنِ عَمْرٍو العَبْدَرِيِّ ، وَشَهِدَ عَائِذٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَإِنَّمَا الَّذِي قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَخُوهُ مُعَاذُ بْنُ مَاعِصٍ ، وَأَمَّا عَائِذُ بْنُ مَاعِصٍ فَشَهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَأُمُّهُ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، وَكَانَ لِرَفَاعَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَعُبَيْدٌ ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَمُعَاذٌ ، وَأُمُّهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ وَهِيَ سَلْمَى بِنْتُ مُعَاذِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، وَالنُّعْمَانُ ، وَرَمْلَةُ ، وَبُثَيْنَةُ ، وَأُمُّ سَعْدٍ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ الْفَاكِهِ بْنِ نَسْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ ، وَأُمُّ سَعْدٍ الصُّغْرَى ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ ، وَكَلْثَمُ ، وَأُمُّهَا أُمُّ وَلَدٍ . وَكَانَ أَبُوهُ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادُ ابْنَا رَافِعٍ ، وَشَهِدَ رِفَاعَةُ أَيْضًا أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَهُ عَقِبٌ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ .
زِيَادُ بْنُ لَبِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ بَيَاضَةَ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ مَطْرُوفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ ، وَكَانَ لِزِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ اللَّهِ وَلَهُ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ ، وَشَهِدَ زِيَادٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَكَانَ زِيَادٌ لَمَّا أَسْلَمَ يَكْسِرُ أَصْنَامَ بَنِي بَيَاضَةَ هُوَ وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَخَرَجَ زِيَادٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَهَاجَرَ مَعَهُ ، فَكَانَ يُقَالُ : زِيَادٌ مُهَاجِرِيُّ أَنْصَارِيُّ ، وَشَهِدَ زِيَادٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَذَفَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ وَأُمُّهُ رُحَيْمَةُ بِنْتُ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ مُلَيْلِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ ، وَعُبَيْدٌ ، وَكَبْشَةُ ، وَأُمُّ شُرَحْبِيلَ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ ، وأم سعد وأمها آمنة بنت خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن بياضة وخالدة وأمها أم ولد وآمنة وأمها أم ولد وَشَهِدَ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرِو الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَشَهِدَ فَرْوَةُ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَغَانِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ ، وَكَانَ يَبْعَثُهُ خَارِصًا بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ لِفَرْوَةَ عَقِبٌ وَأَوْلَادٌ وَانْقَرَضُوا فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ .
رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَفْوَانَ ابْنِ بَيْضَاءَ ، وَشَهِدَا جَمِيعًا بَدْرًا وَقُتِلَا يَوْمَئِذٍ فِي بَعْضِ الرِّوَايَةِ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ صَفْوَانَ لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ وَأَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ رَافِعَ بْنَ الْمُعَلَّى شَهِدَ بَدْرًا وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .
وَأَخُوهُ هِلَالُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ وَيُكْنَى أَبَا قَيْسٍ ، وَأُمُّهُ إِدَامُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ ، أَجْمَعَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَنَّ هِلَالَ بْنَ الْمُعَلَّى قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا وَلَهُ عَقِبٌ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ : الْمَقْتُولُ بِبَدْرٍ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى لَا شَكَّ فِيهِ ، وَلَمْ يُقْتَلْ هِلَالٌ يَوْمَئِذٍ ، وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا مَعَ أَخِيهِ عُبَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى وَلَمْ يَشْهَدْ عُبَيْدٌ بَدْرًا ، وَلِهِلَالٍ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ ، وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ كُلُّهُمْ إِلَّا وَلَدَ هِلَالِ بْنِ الْمُعَلَّى . فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَزْرَجِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا ، وَفِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا . وَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ فِي عَدَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا ، وَمِنْهُمْ مِنَ الْأَوْسِ وَاحِدٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَمِنَ الْخَزْرَجِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا . وَفِي عَدَدِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا . وَفِي عَدَدِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا .
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ وَيُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ ، وَأُمُّهُ عَمْرَةُ وَهِيَ الثَّالِثَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ الْأَشْهَلِيِّ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنَ الْوَلَدِ سَعِيدٌ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، وَأُمُّهُمْ غَزِيَّةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ خَلِيفَةَ بْنِ الْأَشْرَفِ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَقَيْسٌ ، وَأُمَامَةُ ، وَسَدُوسٌ ، وَأُمُّهُمْ فُكَيْهَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، وَكَانَ سَعْدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا ، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ ، وَكَانَ مَنْ أَحْسَنَ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَامِلَ ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَعِدَّةُ آبَاءٍ لَهُ قَبْلَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُنَادَى عَلَى أُطُمِهِمْ : مَنْ أَحَبَّ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَلْيَأْتِ أُطُمَ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ .
الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْأَوْسِ ، وَكَانَ لِلْبَرَاءِ مِنَ الْوَلَدِ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ ، وَبَدْرًا ، وَأُمُّهُ خُلَيْدَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ خَالِدٍ مِنْ أَشْجَعَ ثُمَّ مِنْ بَنِي دُهْمَانَ ، وَمُبَشِّرٌ ، وَهِنْدٌ مُبَايِعَةٌ ، وَسُلَافَةُ مُبَايِعَةٌ ، وَالرَّبَابُ مُبَايِعَةٌ ، وَأُمُّهُمْ حُمَيْمَةُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ ، وَشَهِدَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَكَانَ الْبَرَاءُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ مِنَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَبَايَعُوهُ وَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ ، فَقَامَ الْبَرَاءُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ وَحَبَانَا بِهِ فَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ ، وَآخِرَ مَنْ دَعَا ، فَأَجَبْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ، يَا مَعْشَرَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، قَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِدِينِهِ ، فَإِنْ أَخَذْتُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَالْمُوَازَرَةَ بِالشُّكْرِ فَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، ثُمَّ جَلَسَ
رَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقِ ، وَأُمُّهُ مَاوِيَّةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، وَيُكْنَى أَبَا مَالِكٍ ، وَكَانَ لِرَافِعِ بْنِ مَالِكٍ مِنَ الْوَلَدِ رِفَاعَةُ ، وَخَلَّادٌ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَالِكٌ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَالِكِ بِنْتُ أُبَيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبْلَى ، وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ مِنَ الْكَمَلَةِ ، وَكَانَ الْكَامِلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِي يَكْتُبُ وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ ، وَكَانَ رَافِعٌ كَذَلِكَ ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْقَوْمِ قَلِيلًا ، وَيُقَالُ : إِنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ وَمُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَسْلَمَا وَقَدِمَا بِالْإِسْلَامِ الْمَدِينَةَ وَفِي ذَلِكَ رِوَايَةٌ لَهُمَا ، وَيُجْعَلُ رَافِعٌ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ ، وَيُجْعَلُ فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَيْسَ قَبْلَهُمْ أَحَدٌ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : وَأَمْرُ السِّتَّةِ النَّفَرِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ شَهِدَ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَلَمْ يَشْهَدْ رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ بَدْرًا ، وَشَهِدَهَا ابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادٌ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ .
الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَوْسِ ، وَكَانَ أَخُوهُ حَاطِبُ بْنُ قَيْسٍ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ الْحَرْبُ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَتُسَمَّى حَرْبُ حَاطِبٍ . وَأُمُّ حَاطِبٍ أَيْضًا زَيْنَبُ بِنْتُ صَيْفِيِّ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ أُمُّ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ أَيْضًا ، وَالْحَارِثُ وَحَاطِبُ وَعَتِيكُ بَنُو قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ وَهُمْ عُمُومَةُ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ . ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ شَهِدَ بَدْرًا ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِثَبْتٍ ، وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ فَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَارِثَ بْنَ قَيْسٍ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُمْ بَدْرًا وَلَا يَشُكُّونَ جَمِيعًا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ جَبْرَ بْنَ عَتِيكٍ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَغَلِطُوا فِي نَسَبِهِ فَقَالُوا : جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ ، فَنَسَبُوهُ إِلَى عَمِّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، هُوَ جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ ابْنُ أَخِي الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ .