كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَكَانَ يُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ، فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي . قَالَ : فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ ، فَقَالَتْ لِي امْرَأَةٌ : سَلْهُ لِي عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ . قَالَ : وَكَانَتْ عَلَيَّ يَمِينٌ أَنْ لَا أَسْأَلَهُ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، إِنِّي أَنْتَبِذُ فِي جَرَّةٍ لِي خَضْرَاءَ ، فَأَشْرَبُ نَبِيذًا حُلْوًا ، يَتَقَرْقَرُ مِنْهُ بَطْنِي . قَالَ : لَا تَشْرَبْهُ ، وَإِنْ كَانَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ . قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ يَشْرَبُونَ نَبِيذًا شَدِيدًا ؟ قَالَ : اكْسِرْهُ بِالْمَاءِ إِذَا أَحْسَسْتَ شِدَّتَهُ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنِ الْقَوْمُ ، أَوْ مَنِ الْوَفْدُ " ؟ قَالُوا : رَبِيعَةُ . قَالَ : " مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أَوِ الْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا ، وَلَا نَدَامَى " . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ " فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ ، نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا ، وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ . قَالَ : وَسَأَلُوهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعَةٍ ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ : أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ " . وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ : عَنِ الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالنَّقِيرِ وَرُبَّمَا قَالَ : الْمُقَيَّرِ وَالْمُزَفَّتِ ، وَقَالَ : " احْفَظُوهُنَّ ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ "
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، أنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ : كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَكَانَ يُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ، فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي . قَالَ : فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ ، فَقَالَتْ لِي امْرَأَةٌ : سَلْهُ لِي عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ . قَالَ : وَكَانَتْ عَلَيَّ يَمِينٌ أَنْ لَا أَسْأَلَهُ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ، إِنِّي أَنْتَبِذُ فِي جَرَّةٍ لِي خَضْرَاءَ ، فَأَشْرَبُ نَبِيذًا حُلْوًا ، يَتَقَرْقَرُ مِنْهُ بَطْنِي . قَالَ : لَا تَشْرَبْهُ ، وَإِنْ كَانَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ . قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ يَشْرَبُونَ نَبِيذًا شَدِيدًا ؟ قَالَ : اكْسِرْهُ بِالْمَاءِ إِذَا أَحْسَسْتَ شِدَّتَهُ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ، أَوْ مَنِ الْوَفْدُ ؟ قَالُوا : رَبِيعَةُ . قَالَ : مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أَوِ الْوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا ، وَلَا نَدَامَى . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ ، نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا ، وَنَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ . قَالَ : وَسَأَلُوهُ عَنِ الْأَشْرِبَةِ ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعَةٍ ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ : أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ . وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعَةٍ : عَنِ الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالنَّقِيرِ وَرُبَّمَا قَالَ : الْمُقَيَّرِ وَالْمُزَفَّتِ ، وَقَالَ : احْفَظُوهُنَّ ، وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ