حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : كُنَّا فِي غَزَاةٍ لَنَا وَنَحْنُ فِي الْعَسْكَرِ الْأَعْظَمِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَنَامَ أَصْحَابِي وَقُمْتُ أَقْرَأُ جُزْئِي ، قَالَ : فَجَعَلَتْ عَيْنَايَ تُغَالِبَانِي وَأُغَالِبُهُمَا حَتَّى اسْتَتْمَمْتُ جُزْئِي ، فَلَمَّا فَرَغْتُ وَأَخَذْتُ مَضْجَعِي قُلْتُ : لَوْ كُنْتُ نِمْتُ كَمَا نَامَ أَصْحَابِي كَانَ أَرْوَحَ لِبَدَنِي فَإِذَا أَصْبَحْتُ قَرَأْتُ جُزْئِي ، قَالَ فَقُلْتُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ فِي نَفْسِي وَاللَّهِ مَا حَرَّكْتُ بِهَا شَفَتَايَ وَلَا سَمِعَهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنِّي . قَالَ : ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي كَأَنِّي أَرَى شَابًّا جَمِيلًا قَدْ وَقَفَ عَلَيَّ وَبِيَدِهِ وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ فَقُلْتُ : يَا فَتًى ، مَا هَذِهِ الورقةُ الَّتِي أُرَاهَا بِيَدِكِ قَالَ : فَدَفَعَهَا إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ : {
} يَنَامُ مَنْ شَاءَ عَلَى غَفْلَةٍ {
}وَالنَّوْمُ كَالْمَوْتِ فَلَا تَتَّكِلِ {
}{
} تَنْقَطِعُ الْأَعْمَالُ فِيهِ كَمَا {
}تَنْقَطِعُ الدُّنْيَا عَنِ الْمُنْتَقِلِ {
}قَالَ : وَتَغَيَّبَ الْفَتَى عَنِّي فَلَمْ أَرَهُ قَالَ : فَكَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ كَثِيرًا وَيَبْكِي وَيَقُولُ : فَرَّقَ النَّوْمُ بَيْنَ الْمُصَلِّينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَبَيْنَ الصَّائِمِينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصِّيَامِ وَيَذْكُرُ أَصْنَافَ الْخَيْرِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ ، ح وَحَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَا : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : كُنَّا فِي غَزَاةٍ لَنَا وَنَحْنُ فِي الْعَسْكَرِ الْأَعْظَمِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَنَامَ أَصْحَابِي وَقُمْتُ أَقْرَأُ جُزْئِي ، قَالَ : فَجَعَلَتْ عَيْنَايَ تُغَالِبَانِي وَأُغَالِبُهُمَا حَتَّى اسْتَتْمَمْتُ جُزْئِي ، فَلَمَّا فَرَغْتُ وَأَخَذْتُ مَضْجَعِي قُلْتُ : لَوْ كُنْتُ نِمْتُ كَمَا نَامَ أَصْحَابِي كَانَ أَرْوَحَ لِبَدَنِي فَإِذَا أَصْبَحْتُ قَرَأْتُ جُزْئِي ، قَالَ فَقُلْتُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ فِي نَفْسِي وَاللَّهِ مَا حَرَّكْتُ بِهَا شَفَتَايَ وَلَا سَمِعَهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنِّي . قَالَ : ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي كَأَنِّي أَرَى شَابًّا جَمِيلًا قَدْ وَقَفَ عَلَيَّ وَبِيَدِهِ وَرَقَةٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ فَقُلْتُ : يَا فَتًى ، مَا هَذِهِ الورقةُ الَّتِي أُرَاهَا بِيَدِكِ قَالَ : فَدَفَعَهَا إِلَيَّ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ : يَنَامُ مَنْ شَاءَ عَلَى غَفْلَةٍ وَالنَّوْمُ كَالْمَوْتِ فَلَا تَتَّكِلِ تَنْقَطِعُ الْأَعْمَالُ فِيهِ كَمَا تَنْقَطِعُ الدُّنْيَا عَنِ الْمُنْتَقِلِ قَالَ : وَتَغَيَّبَ الْفَتَى عَنِّي فَلَمْ أَرَهُ قَالَ : فَكَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ كَثِيرًا وَيَبْكِي وَيَقُولُ : فَرَّقَ النَّوْمُ بَيْنَ الْمُصَلِّينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَبَيْنَ الصَّائِمِينَ وَبَيْنَ لَذَّتِهِمْ فِي الصِّيَامِ وَيَذْكُرُ أَصْنَافَ الْخَيْرِ لَفْظُهُمَا سَوَاءً وَلَمْ يَذْكُرْ سَلَمَةُ أَبَا عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيَّ