عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَلَكُوا مَفَازَةً غَبْرَاءَ لَا يَدْرُونَ مَا قَطَعُوا مِنْهَا أَكْثَرَ أَوْ مَا بَقِيَ مِنْهَا ، فَحَسَرَتْ ظُهُورُهُمْ ، وَنَفِدَ زَادُهُمْ ، وَسَقَطُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمَفَازَةِ فَأَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ يَقْطُرُ رَأْسُهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا لِحَدِيثُ عَهْدٍ بِرِيفٍ ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَقَالُوا : مَا تَرَى كَيْفَ حَسَرَتْ ظُهُورُنَا ؟ ، وَنَفَدَتْ أَزْوَادُنَا بَيْنَ ظَهْرَانِيْ هَذَهِ الْمَفَازَةِ لَا نَدْرِي مَا قَطَعْنَا مِنْهَا أَكْثَرَ أَمْ مَا بَقِيَ ؟ ، فَقَالَ : مَا تَجْعَلُونَ لِي إِنْ أَوْرَدْتُكُمْ مَاءً رُوَاءً ، وَرِيَاضًا خَضِرًا ؟ فَقَالُوا : حُكْمُكَ ، قَالَ : تُعْطُونِي عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لَا تَعْصُونِي ؟ فَفَعَلُوا ، فَمَالَ بِهِمْ فَأَوْرَدَهُمْ مَاءَ رُوَاءً وَرِيَاضًا خَضِرًا فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ قَالَ : هَلُمُّوا إِلَى رِيَاضٍ أَعْشَبَ مِنْ رِيَاضِكُمْ هَذِهِ ، وَمَاءً أَرْوَى مِنْ مَائِكُمْ هَذَا ، فَقَالَ جُلُّ الْقَوْمِ : مَا قَدَرْنَا عَلَى هَذَا حَتَّى كِدْنَا أَنْ لَا نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : أَلَسْتُمْ قَدْ جَعَلْتُمْ لِهَذَا الرَّجُلِ عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لَا تُعْصُوهُ ، وَقَدْ صَدَقَكُمْ فِي أَوَّلِ حَدِيثِهِ ، فَآخِرُ حَدِيثِهِ مِثْلُ أَوَّلِهِ ، فَرَاحَ وَرَاحُوا مَعَهُ فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا خَضِرًا وَمَاءً رُوَاءً ، وَأَتَى الْآخَرِينَ الْعَدُوُّ مِنْ لَيْلَتِهِمْ فَأَصْبَحُوا مَا بَيْنَ قَتِيلٍ وَأَسِيرٍ "
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا يَحْيَى بْنُ يُونُسَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، ثنا غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَلَكُوا مَفَازَةً غَبْرَاءَ لَا يَدْرُونَ مَا قَطَعُوا مِنْهَا أَكْثَرَ أَوْ مَا بَقِيَ مِنْهَا ، فَحَسَرَتْ ظُهُورُهُمْ ، وَنَفِدَ زَادُهُمْ ، وَسَقَطُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمَفَازَةِ فَأَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ يَقْطُرُ رَأْسُهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا لِحَدِيثُ عَهْدٍ بِرِيفٍ ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَقَالُوا : مَا تَرَى كَيْفَ حَسَرَتْ ظُهُورُنَا ؟ ، وَنَفَدَتْ أَزْوَادُنَا بَيْنَ ظَهْرَانِيْ هَذَهِ الْمَفَازَةِ لَا نَدْرِي مَا قَطَعْنَا مِنْهَا أَكْثَرَ أَمْ مَا بَقِيَ ؟ ، فَقَالَ : مَا تَجْعَلُونَ لِي إِنْ أَوْرَدْتُكُمْ مَاءً رُوَاءً ، وَرِيَاضًا خَضِرًا ؟ فَقَالُوا : حُكْمُكَ ، قَالَ : تُعْطُونِي عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لَا تَعْصُونِي ؟ فَفَعَلُوا ، فَمَالَ بِهِمْ فَأَوْرَدَهُمْ مَاءَ رُوَاءً وَرِيَاضًا خَضِرًا فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ قَالَ : هَلُمُّوا إِلَى رِيَاضٍ أَعْشَبَ مِنْ رِيَاضِكُمْ هَذِهِ ، وَمَاءً أَرْوَى مِنْ مَائِكُمْ هَذَا ، فَقَالَ جُلُّ الْقَوْمِ : مَا قَدَرْنَا عَلَى هَذَا حَتَّى كِدْنَا أَنْ لَا نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ : أَلَسْتُمْ قَدْ جَعَلْتُمْ لِهَذَا الرَّجُلِ عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لَا تُعْصُوهُ ، وَقَدْ صَدَقَكُمْ فِي أَوَّلِ حَدِيثِهِ ، فَآخِرُ حَدِيثِهِ مِثْلُ أَوَّلِهِ ، فَرَاحَ وَرَاحُوا مَعَهُ فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا خَضِرًا وَمَاءً رُوَاءً ، وَأَتَى الْآخَرِينَ الْعَدُوُّ مِنْ لَيْلَتِهِمْ فَأَصْبَحُوا مَا بَيْنَ قَتِيلٍ وَأَسِيرٍ