كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ , وَكَانَ يُصِيبُ مِنْهَا إِصَابَةً كَبِيرَةً , وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ , فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ غَلَّتِي ؛ فَكَلِّمْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي , فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ , وَأَحْسِنْ إِلَى مَوَالِيكَ , وَافْعَلْ وَافْعَلْ , قَالَ : وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةَ , فَيَأْمُرُهُ بِالتَّخْفِيفِ عَنْهُ ؛ قَالَ : فَغَضِبَ وَقَالَ : وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي , فَصَنَعَ خِنْجَرًا , وَشَحَذَهُ قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَجَعَلَ لَهُ رَأْسَيْنِ ؛ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانِ مِنَ الْفُرْسِ , فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى هَذَا ؟ قَالَ : أَرَى هَذَا أَنَّهُ لَا يُضْرَبُ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ , قَالَ : فَتَحَيَّنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ فِي إِقَامَةِ الصَّفِّ ؛ فَوَجَأَهُ ثَلَاثَ وَجَآتٍ , طَعَنَهُ فِي كَتِفِهِ , وَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ , وَطَعَنَهُ فِي بَعْضِ جَسَدِهِ , قَالَ : فَسَقَطَ , وَاحْتُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ , وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : الصَّلَاةُ الصَّلَاةُ ؛ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ , وَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ , وَانْطَلَقَ النَّاسُ نَحْوَ عُمَرَ يَسْأَلُونَ عَنْهُ , وَيَدْعُونَ لَهُ , وَيَقُولُونَ : لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : " إِنْ يَكُنْ عَلَيَّ فِي الْقَتْلِ بَأْسٌ ؛ فَقَدْ قُتِلْتُ " ؛ فَدَعَا بِشَرَابٍ لِيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جِرَاحَتِهِ , فَشَرِبَ فَخَرَجَ مَعَ الدَّمِ , فَلَمْ يَتَبَيَّنْ ؛ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ مِنْهَا كَفَافًا , وَسَلِمَ لِي عَمَلِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ : وَسَلِمَ لِي مَا قَبْلَهَا قَالَ : وَابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا وَاللَّهِ لَا تَنْفَلِتُ مِنْهَا كَفَافًا , لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَصَحِبْتَهُ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ فِيهِ صَاحِبٌ , كُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ ، وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ , وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وُلِّيتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ قَالَ : وَذَكَرَ مَحَاسِنَهُ , فَكَأَنَّ عُمَرَ اسْتَرَاحَ إِلَى كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي كَرْبِ الْمَوْتِ , فَقَالَ : كَرِّرْ عَلَيَّ كَلَامَكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ ، فَقَالَ عُمَرُ : " وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ " وَجَاءَ صُهَيْبٌ , فَقَالَ : وَأَخَاهُ وَأَخَاهُ , رَفَعَ صُهَيْبٌ صَوْتَهُ فَقَالَ عُمَرُ : " مَهْلًا يَا صُهَيْبُ مَهْلًا يَا صُهَيْبُ , أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ " . قَالَ : وَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَى سِتَّةٍ : إِلَى عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ , عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامًا لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , وَكَانَ يَصْنَعُ الْأَرْحَاءَ , وَكَانَ يُصِيبُ مِنْهَا إِصَابَةً كَبِيرَةً , وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَسْتَغِلُّ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ , فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةَ قَدْ أَثْقَلَ غَلَّتِي ؛ فَكَلِّمْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي , فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ , وَأَحْسِنْ إِلَى مَوَالِيكَ , وَافْعَلْ وَافْعَلْ , قَالَ : وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةَ , فَيَأْمُرُهُ بِالتَّخْفِيفِ عَنْهُ ؛ قَالَ : فَغَضِبَ وَقَالَ : وَسِعَ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَدْلُكَ غَيْرِي , فَصَنَعَ خِنْجَرًا , وَشَحَذَهُ قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ : وَجَعَلَ لَهُ رَأْسَيْنِ ؛ ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانِ مِنَ الْفُرْسِ , فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى هَذَا ؟ قَالَ : أَرَى هَذَا أَنَّهُ لَا يُضْرَبُ بِهِ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ , قَالَ : فَتَحَيَّنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ فِي إِقَامَةِ الصَّفِّ ؛ فَوَجَأَهُ ثَلَاثَ وَجَآتٍ , طَعَنَهُ فِي كَتِفِهِ , وَطَعَنَهُ فِي خَاصِرَتِهِ , وَطَعَنَهُ فِي بَعْضِ جَسَدِهِ , قَالَ : فَسَقَطَ , وَاحْتُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ , وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : الصَّلَاةُ الصَّلَاةُ ؛ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ , وَقَرَأَ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ , وَانْطَلَقَ النَّاسُ نَحْوَ عُمَرَ يَسْأَلُونَ عَنْهُ , وَيَدْعُونَ لَهُ , وَيَقُولُونَ : لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : إِنْ يَكُنْ عَلَيَّ فِي الْقَتْلِ بَأْسٌ ؛ فَقَدْ قُتِلْتُ ؛ فَدَعَا بِشَرَابٍ لِيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جِرَاحَتِهِ , فَشَرِبَ فَخَرَجَ مَعَ الدَّمِ , فَلَمْ يَتَبَيَّنْ ؛ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ ؛ فَقَالَ عُمَرُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لَوَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ مِنْهَا كَفَافًا , وَسَلِمَ لِي عَمَلِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَوْ قَالَ : وَسَلِمَ لِي مَا قَبْلَهَا قَالَ : وَابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ رَأْسِهِ , فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا وَاللَّهِ لَا تَنْفَلِتُ مِنْهَا كَفَافًا , لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَصَحِبْتَهُ بِخَيْرِ مَا صَحِبَهُ فِيهِ صَاحِبٌ , كُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ ، وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَكُنْتَ تُنَفِّذُ أَمَرَهُ , وَكُنْتَ فِي عَوْنِهِ حَتَّى قُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ , ثُمَّ وُلِّيتَهَا بِخَيْرِ مَا وَلِيَهَا وَالٍ قَالَ : وَذَكَرَ مَحَاسِنَهُ , فَكَأَنَّ عُمَرَ اسْتَرَاحَ إِلَى كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي كَرْبِ الْمَوْتِ , فَقَالَ : كَرِّرْ عَلَيَّ كَلَامَكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ وَجَاءَ صُهَيْبٌ , فَقَالَ : وَأَخَاهُ وَأَخَاهُ , رَفَعَ صُهَيْبٌ صَوْتَهُ فَقَالَ عُمَرُ : مَهْلًا يَا صُهَيْبُ مَهْلًا يَا صُهَيْبُ , أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ . قَالَ : وَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَى سِتَّةٍ : إِلَى عُثْمَانَ , وَعَلِيٍّ , وَطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ