سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا ثُمَّ أَمَاتَهُمْ , وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا , ثُمَّ أَحْيَاهُمْ , وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا , فَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ , وَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ النَّارَ بِذَنْبِهِ , ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَحَنَّنَ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ فَبَعَثَ بِمَلَكٍ مِنْ قِبَلِهِ بِمَاءٍ وَنُورٍ : فَدَخَلَ النَّارَ فَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا , فَأَخْرَجَهُمْ حَتَّى جَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَأَمَدَّهُ بِمَاءٍ وَنُورٍ فَنَضَحَ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا , إِلَّا أَصَابَهُ ذَلِكَ النَّضْحُ , فَأَخْرَجَهُمْ حَتَّى جَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ أَذِنَ لِلشُّفَعَاءِ فَشَفَعُوا لَهُمْ فَأَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ "
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : نا يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ : كُنَّا بِمَكَّةَ مِنْ قُطَّانِهَا , وَكَانَ مَعِي أَخٌ لِي يُقَالُ لَهُ : طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ , وَكُنَّا نَرَى رَأْيَ الْحَرُورِيَّةِ , فَبَلَغَنَا أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ قَدِمَ , وَكَانَ يَلْزَمُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ , فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ : بَلَغَنَا عَنْكَ قَوْلٌ فِي الشَّفَاعَةِ , وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُخَالِفُكَ , فَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا , وَقَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنْتُمْ ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ , قَالَ : فَتَبَسَّمَ أَوْ ضَحِكَ , وَقَالَ : أَيْنَ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قُلْنَا : حَيْثُ يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : {{ رَبَّنَا إِنَّكَ مِنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ }} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا }} وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا }} , وَأَشْبَاهُ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ , فَقَالَ : أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَمْ أَنَا ؟ فَقُلْنَا : بَلْ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا , قَالَ : فَوَاللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ تَنْزِيلَ هَذَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَلَقَدْ شَهِدْتُ تَأْوِيلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَأَنَّ الشَّفَاعَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ عَقَلَ قَالَ : قُلْنَا : وَأَيْنَ الشَّفَاعَةُ ؟ قَالَ : فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ قَالَ : فَقَرَأَ عَلَيْنَا {{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }} ثُمَّ قَالَ : أَلَا تَرَوْنَهَا حَلَّتْ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا ثُمَّ أَمَاتَهُمْ , وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا , ثُمَّ أَحْيَاهُمْ , وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ أَحَدًا , وَلَمْ يُشَاوِرْ فِيهِ أَحَدًا , فَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ , وَأَدْخَلَ مَنْ شَاءَ النَّارَ بِذَنْبِهِ , ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَحَنَّنَ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ فَبَعَثَ بِمَلَكٍ مِنْ قِبَلِهِ بِمَاءٍ وَنُورٍ : فَدَخَلَ النَّارَ فَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا , فَأَخْرَجَهُمْ حَتَّى جَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَأَمَدَّهُ بِمَاءٍ وَنُورٍ فَنَضَحَ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِبْ إِلَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا , إِلَّا أَصَابَهُ ذَلِكَ النَّضْحُ , فَأَخْرَجَهُمْ حَتَّى جَعَلَهُمْ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ , ثُمَّ أَذِنَ لِلشُّفَعَاءِ فَشَفَعُوا لَهُمْ فَأَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ