خَرَجْتُ أَطْلُبُ فَرَسًا لِي بِالسَّحَرِ فَمَرَرْتُ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَذَكَرْتُ لَهُ أَمْرَهُمْ , فَبَعَثَ الشُّرَطَ فَأَخَذُوهُمْ فَجِيءَ بِهِمْ إِلَيْهِ , فَتَابُوا , وَرَجَعُوا عَمَّا قَالُوا , وَقَالُوا لَا نَعُودُ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ . وَقَدَّمَ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّوَّاحَةِ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ . فَقَالَ النَّاسُ : أَخَذْتَ قَوْمًا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ , فَخَلَّيْتُ سَبِيلَ بَعْضِهِمْ , وَقَتَلْتُ بَعْضَهُمْ . فَقَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا , فَجَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ , وَرَجُلٌ مَعَهُ يُقَالُ لَهُ : حُجْرُ بْنُ وَثَّالٍ وَافِدَيْنِ مِنْ عِنْدِ مُسَيْلِمَةَ . فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَا : أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ لَهُمَا : " آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ , لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا لَقَتَلْتُكُمَا " فَلِذَلِكَ قَتَلْتُ هَذَا
حَدَّثَنَا فَهْدٌ , قَالَ : ثنا أَبُو غَسَّانَ , ح وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ , قَالَا : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , قَالَ : ثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ مُعَيْزٍ السَّعْدِيُّ , قَالَ : خَرَجْتُ أَطْلُبُ فَرَسًا لِي بِالسَّحَرِ فَمَرَرْتُ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , فَذَكَرْتُ لَهُ أَمْرَهُمْ , فَبَعَثَ الشُّرَطَ فَأَخَذُوهُمْ فَجِيءَ بِهِمْ إِلَيْهِ , فَتَابُوا , وَرَجَعُوا عَمَّا قَالُوا , وَقَالُوا لَا نَعُودُ فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ . وَقَدَّمَ رَجُلًا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّوَّاحَةِ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ . فَقَالَ النَّاسُ : أَخَذْتَ قَوْمًا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ , فَخَلَّيْتُ سَبِيلَ بَعْضِهِمْ , وَقَتَلْتُ بَعْضَهُمْ . فَقَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسًا , فَجَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ , وَرَجُلٌ مَعَهُ يُقَالُ لَهُ : حُجْرُ بْنُ وَثَّالٍ وَافِدَيْنِ مِنْ عِنْدِ مُسَيْلِمَةَ . فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَا : أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ لَهُمَا : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ , لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا لَقَتَلْتُكُمَا فَلِذَلِكَ قَتَلْتُ هَذَا فَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَدْ قَتَلَ ابْنَ النَّوَّاحَةِ , وَلَمْ يَقْبَلْ تَوْبَتَهُ , إِذْ عَلِمَ أَنَّ هَكَذَا خُلُقُهُ , يُظْهِرُ التَّوْبَةَ إِذَا ظَفِرَ بِهِ , ثُمَّ يَعُودُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ إِذَا خُلِّيَ