لَمَّا حَضَرَتْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْوَفَاةُ قَالَ : " لَقَدْ طَلَبْتُ الْقَتْلَ فِي مَظَانِّهِ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ ، إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَرْجَا عِنْدِي بَعْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَرَّسٌ بِتُرْسِي ، وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي ، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيرَ عَلَى الْكُفَّارِ " ، ثُمَّ قَالَ : " إِذَا أَنَا مُتُّ فَانْظُرُوا فَرَسِي وَسِلَاحِي فَاجْعَلُوهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي جَنَازَتِهِ ، فَذَكَرَ قَوْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ : " مَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَسْفَحْنَ عَلَى خَالِدٍ مِنْ دُمُوعِهِنَّ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ أَتَى فِنَاءَ عَائِشَةَ - أَوْ قَالَ : فِنَاءَ فَاطِمَةَ - فَقَالَ : أَثَمَّ حَسَنٌ فَظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسِتْهُ تَغْسِلُهُ أَوْ تُلْبِسُهُ سِخَابًا فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ طَلَعَ الْحَسَنُ نَحْوِي فَاعْتَنَقَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ