قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيِّ : إِنِّي وَإِيَّاكَ كَمُجِيرِ أُمِّ عَامِرٍ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا مُجِيرُ أُمُّ عَامِرٍ ؟ قَالَ : خَرَجَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الصَّيْدَ فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا الضَّبُعَ فَأَلْجَئُوهَا إِلَى خَيْمَةِ أَعْرَابِيٍّ ، فَارَادُوهَا فَنَادَى : يَا آلَ بَنِي فُلَانٍ ، فَذَهَبُوا وَتَرَكُوهَا ، فَأَقْبَلَ يَغْذُوهَا بِاللَّحْمِ وَاللَّبَنِ حَتَّى أَسْمَنَهَا ، فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَتَرَكَ أَخَاهُ فِي جَانِبِ الْخَيْمَةِ مَرِيضًا ، فَرَجَعَ فَوَجَدَ الضَّبُعَ قَدْ ذَهَبَتْ وَوَجَدَ أَخَاهُ مُقَطَّعًا ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} وَمَنْ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ {
}يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِرِ {
}{
} أَدَمَ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِرَحْلِهِ {
}لِتَأْمَنَ أَلْبَانَ اللِّقَاحِ الدَّرَائِرِ {
}{
} فَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَكَامَلَتْ {
}فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ {
}{
} فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ {
}أَرَادَ يَدَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ شَاكِرِ {
}.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيِّ : إِنِّي وَإِيَّاكَ كَمُجِيرِ أُمِّ عَامِرٍ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا مُجِيرُ أُمُّ عَامِرٍ ؟ قَالَ : خَرَجَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الصَّيْدَ فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا الضَّبُعَ فَأَلْجَئُوهَا إِلَى خَيْمَةِ أَعْرَابِيٍّ ، فَارَادُوهَا فَنَادَى : يَا آلَ بَنِي فُلَانٍ ، فَذَهَبُوا وَتَرَكُوهَا ، فَأَقْبَلَ يَغْذُوهَا بِاللَّحْمِ وَاللَّبَنِ حَتَّى أَسْمَنَهَا ، فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَتَرَكَ أَخَاهُ فِي جَانِبِ الْخَيْمَةِ مَرِيضًا ، فَرَجَعَ فَوَجَدَ الضَّبُعَ قَدْ ذَهَبَتْ وَوَجَدَ أَخَاهُ مُقَطَّعًا ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : وَمَنْ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِرِ أَدَمَ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِرَحْلِهِ لِتَأْمَنَ أَلْبَانَ اللِّقَاحِ الدَّرَائِرِ فَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَكَامَلَتْ فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ يَدَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ شَاكِرِ . الْبَيْتُ الْأَخِيرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْحَارِثِيَّ يَقُولُ : لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ : إِنَّمَا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ أَبُو جَعْفَرٍ لِزِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ