• 1482
  • عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ ، فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا "

    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَاللَّفْظُ لَأَبِي كُرَيْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ ، فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ : وَذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا

    لا توجد بيانات
    فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ ، فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ
    حديث رقم: 7028 في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب {وكان عرشه على الماء} [هود: 7]، {وهو رب العرش العظيم} [التوبة: 129]
    حديث رقم: 256 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ بَيَانِ الزَّمَنِ الَّذِي لَا يُقْبَلُ فِيهِ الْإِيمَانُ
    حديث رقم: 254 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ بَيَانِ الزَّمَنِ الَّذِي لَا يُقْبَلُ فِيهِ الْإِيمَانُ
    حديث رقم: 3543 في سنن أبي داوود كِتَاب الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ كِتَاب الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ
    حديث رقم: 2206 في جامع الترمذي أبواب الفتن باب ما جاء في طلوع الشمس من مغربها
    حديث رقم: 3298 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة يس
    حديث رقم: 10735 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا
    حديث رقم: 10986 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ يس
    حديث رقم: 89 في الأربعون في شيوخ الصوفية للماليني ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ
    حديث رقم: 237 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي مَنْ آمَنَ بَعْدَ خُرُوجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
    حديث رقم: 238 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي مَنْ آمَنَ بَعْدَ خُرُوجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
    حديث رقم: 239 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ الَّتِي مَنْ آمَنَ بَعْدَ خُرُوجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ
    حديث رقم: 5586 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ وَابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 6665 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء عَبْدُ الْأَعْلَى التَّيْمِيُّ
    حديث رقم: 1481 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء وَمِمَّا أَسْنَدَ

    عن أبي ذر رضي الله عنه قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس. فلما غابت الشمس قال يا أبا ذر! هل تدري أين تذهب هذه؟ قال، قلت: الله ورسوله أعلم. قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود. فيؤذن لها. وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها قال، ثم قرأ في قراءة عبد الله: (وذلك مستقر لها).
    المعنى العام:
    يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إيقاظ الأمة وتوجيهها إلى ربها، وربط الظواهر الطبيعية بخالقها، يخشى أن نركن إلى تتابع الليل والنهار، وأن نظن -بحكم العادة- أن طلوع الشمس وغروبها أمر طبيعي لا مدبر له، ولا حكمة لوجوده، ولا نهاية لامتداده، أو على الأقل نغفل عن ذلك، لا نذكر القاهر الحكيم، اللطيف الخبير. انتهز صلى الله عليه وسلم فرصة غروب الشمس والصحابة معه جلوس في المسجد ينظرون إلى قرصها يغيب من الأفق جزءا بعد جزء، انتهز فرصة تطلع أبي ذر لمعرفة هذا السر، وسؤاله عن معنى قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} [يس: 38] ولم يشأ أن يقول له وللصحابة: إنها تغيب عنا لتطلع على قوم آخرين، فليس في هذا الجواب ربط بين الخالق والمخلوق، ولم يشأ أن يقول له: إنها لا تغيب عن الكون، فإن هذا الجواب فوق مدارك عقولهم، وهم ما زالوا قريبي عهد بالبادية وأوليات العلوم. لقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: مستقرها تحت عرش الرحمن، أي ما يخيل إلينا من أنه استقرار لها وغيبة إنما هو تحت العرش، كلمة حق، واجب الإيمان بها، فإن الشمس في جميع حالاتها مستقرة تحت العرش، يحتويها ويحيط بها وبغيرها من الكواكب والسموات السبع. وبذلك يربط صلى الله عليه وسلم بين حركة الشمس وبين خالقها ومدبرها الحكيم، ثم لا يكتفي بذلك، بل يذكر الصحابة بتذليلها وخضوعها وتسخيرها، فيقول لهم: أتدرون أين تذهب هذه الشمس بعد أن تغيب عنا؟ فإذا تشرفوا للجواب، واستسلموا لعلم الله ورسوله قال: إنها تذهب تحت العرش، فتسجد لربها، وتتلقى أمره بالحركة، فيأذن لها بالاستمرار في سيرها، وتعود فتشرق لنا من الشرق، لا ننكر من أمرها شيئا، كلمة حق أخرى، واجب الإيمان بها، فإن الشمس في جميع حركاتها تخضع وتذل لمسخرها، وتجري بأمره وإذنه. وبذلك يربط صلى الله عليه وسلم بين هذا المخلوق العظيم وبين تذليله وتسخيره، حتى يزداد الإنسان الضعيف إيمانا بقدرة القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير. ثم لا يكتفي بذلك، بل يذكر الصحابة بالمصير الذي ينتظر المؤمن، وغير المؤمن، فيقول: إنها تظل على حالتها العادية في مسيرتها، حتى يأتي أمر ربها لها بأن تطلع من مغربها، ويعجب الصحابة من طلوعها من مغربها، فيقول لهم صلى الله عليه وسلم: أتدرون متى ذاكم؟ إنه يوم تنتهي الدنيا، إنه يوم تجف أقلام الكتبة، وترفع الصحف، ويختم لكل بما عمل، يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، يوم لا ينفع نفسا عملها لم تكن عملت من قبل، إن ذلك اليوم من علامات الساعة الكبرى، كالمسيح الدجال الذي يختبر الله به عباده، بما ظهر من خوارق العادات، وكالدابة التي يخرجها الله من الأرض تميز المؤمن من الكافر، وتكلم الخلق أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون، فاليوم يوقنون بالمشاهدة، ويؤمنون بما كانوا ينكرونه، ويندمون على ما فاتهم، وليس تنفع الحسرة، وليس ينفع الندم، فاللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا، ومن فتنة الممات، ومن المسيح الدجال. المباحث العربية (لا تقوم الساعة) الساعة في الأصل جزء من الزمن معروف، والوقت الحاضر، والمراد منها هنا القيامة، سميت بذلك لسرعة قيامها، أو لأنها عند الله سبحانه وتعالى كساعة من نهار. (ثلاث إذا خرجن) أي ثلاث من آيات الساعة إذا خرجن إلى الوجود وظهرن. (طلوع الشمس) خبر مبتدأ محذوف تقديره: إحداها، وإذا روعي المجموع كان تقديره هي كذا وكذا. (والدجال) بفتح الدال وتشديد الجيم، من الدجل، وهو التغطية، وسمي الكذاب دجالا لأنه يغطي الحق بباطله، ولقب الدجال بالمسيح كعيسى، لأن كلا منهما يمسح الأرض، لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى مسيح الهدى. وبالغ ابن العربي فقال: ضل قوم فرووه المسيخ بالخاء المعجمة، وشدد بعضهم السين، ليفرقوا بينه وبين المسيح ابن مريم بزعمهم، وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما بقوله في الدجال مسيح الضلالة فدل على أن عيسى مسيح الهدى. (ودابة الأرض) أضيفت إلى الأرض مع أن الأصل في الدابة ما تدب على الأرض، للإشارة إلى أن خلقها ليس بطريق التوالد كبقية الدواب المعروفة. (والشمس تجري لمستقر لها) مستقر اسم مكان، واللام بمعنى إلى والجري المر السريع، أي تمر مرا سريعا إلى حد معين من فلكها شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره، من حيث إن في كل انتهاء إلى محل معين. وإن للمسافر قرارا، والشمس لا قرار لها. وقيل مستقر اسم زمان، والمعنى: تجري إلى وقت معين، ينتهي عنده سيرها، وهو عند انقضاء الدنيا. فقه الحديث يمكن حصر فقه الحديث في النقاط التالية: 1 - الشمس وجريها وسجودها واستئذانها وطلوعها من مغربها. 2 - الدجال وما قيل فيه. 3 - دابة الأرض وما قيل فيها. 4 - منزلة هذه الآيات بين علامات الساعة. 5 - عدم نفع الإيمان وتفسير الآية. أما عن النقطة الأولى: فقد أصبح من المعلوم أن الشمس تدور حول نفسها في فلك خاص محدود، وأن الأرض تدور حول نفسها أمام الشمس من الغرب إلى الشرق، فيبدو للعين أن الشمس تجري من المشرق إلى المغرب، فإذا ما قلنا: طلعت الشمس على قوم فحقيقته طلع القوم على الشمس فظهرت لهم، وإذا قلنا: غابت الشمس عندنا فحقيقته غبنا عن الشمس، بدوران الأرض واختفاء الجزء الذي تقع عليه منها وراء الجزء الذي بدأ أمامها. فالتعبير بطلوع الشمس وغروبها في الحديث إنما هو حسب ما يبدو للعين، لا بحسب الحقيقة، أو المراد من الطلوع الظهور، وخوطب القوم على قدر ما تفهم عقولهم. وطلوع الشمس من المغرب في آخر الزمان كعلامة من علامات تبدل الأحوال، معناه: أن الله يغير حركة دوران الأرض، ويعكس اتجاهها حتى تصير دورتها من الشرق إلى الغرب، فتبدو الشمس طالعة من الغرب متجهة نحو الشرق، والله قادر على تسكين المتحرك، وتحريك الساكن، وتبديل الحركات، وذلك تقدير العزيز الحكيم. أما انتهاؤها لمستقرها تحت العرش فهي في كل لحظة منتهية إلى مكان يصلح استقرارا، وهي في جميع حركاتها تحت العرش بمعنى احتوائه عليها وكونها في جوفه كسائر الأفلاك، التي فوق فلكها، والتي تحت فلكها. أما سجودها واستئذانها فالذي أميل إليه أن المراد به الخضوع والانقياد لتسخير القادر الحكيم، فالحديث يعبر عن لسان الحال، لا عن لسان المقال، وإن كان بعض الأفاضل قد ذهب إلى أن للشمس وغيرها من الكواكب إدراكا وتمييزا، استنادا إلى قوله تعالى: {كل في فلك يسبحون} [الأنبياء: 33] وقوله: {إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4] بضمير العقلاء {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44]. قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها، وهو صحيح ممكن. وقال الألوسي: والذي يخطر بالبال أن الشمس وكذا سائر الكواكب مدركة عاقلة، وقد مال إلى ما أميل إليه الحافظ ابن حجر، إذ قال: يحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة الحال، فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع ذلك الحين. والله أعلم. وأما عن النقطة الثانية: فقد روى البخاري عن نافع، قال عبد الله: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهراني الناس المسيح الدجال، فقال: إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية. قال الحافظ ابن حجر: اختلف في أمر الدجال من أين يخرج؟ وما الذي يدعيه؟ وما الذي يظهر عند خروجه من الخوارق، حتى يكثر أتباعه؟ ومتى يهلك؟ ومن يقتله؟ ثم أجاب عن السؤال الأول: بأنه يخرج من قبل المشرق، واستدل على أنه يخرج من خراسان، بما أخرجه أحمد والحاكم، وعلى أنه يخرج من أصبهان بما أخرجه مسلم. وعن السؤال الثاني: بأنه يخرج أولا، فيدعي الإيمان والصلاح، ثم يدعي النبوة، ثم يدعي الإلهية، واستدل بما أخرج الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم الدجال ليس به خفاء، يجيء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين، فيتبع ويظهر، فلا يزال حتى يقدم الكوفة، فيظهر الدين ويعمل به، فيتبع ويحث على ذلك، ثم يدعي أنه نبي، فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه، فيمكث بعد ذلك، فيقول: أنا الله، فتغشى عينه، وتقطع أذنه، ويكتب بين عينيه كافر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثال حبة من خردل من إيمان. قال الحافظ ابن حجر: وسنده ضعيف. وعن السؤال الثالث: روي ما أخرجه نعيم بن حماد من طريق كعب الأحبار. قال: يأتي النهر فيأمره أن يسيل إليه فيسيل، ثم يأمره أن يرجع فيرجع، ثم يأمره أن ييبس فييبس، ويأمر الريح أن تثير سحابا من البحر، فتمطر الأرض. وما رواه مسلم معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء وفي رواية معه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار. وعن السؤال الرابع والخامس قال: إنه يهلك بعد ظهوره على الأرض كلها إلا مكة والمدينة، ثم يقصد بيت المقدس، فينزل عيسى، فيقتله. ثم قال: أخرجه مسلم. أما بعد فإن النفس لا تطمئن إلى هذه الإجابات عن الأسئلة الخمسة، ولا يضرنا في ديننا أن نمسك عن الخوض في هذه التفاصيل، ويزيدنا تمسكا بهذا الاعتقاد ما رواه البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: ما يضرك منه؟ قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: بل هو أهون على الله من ذلك. وكل ما يجب علينا أن نؤمن بأن الدجال من علامات الساعة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في الصحيح بذلك، وكان يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال. والله أعلم. وأما عن النقطة الثالثة: ففيها يقول الله تعالى: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: 82]. وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم [أي تصقله] وتحطم أنف الكافر بالعصا، حتى يجتمع الناس على الخوان، يعرف المؤمن من الكافر وقد بالغ كثير من الناس -استنادا إلى آثار ضعيفة - في وصف الدابة وأذنها وعينها وقرنها وعنقها وصدرها وخاصرتها وذنبها وقوائمها ولونها وصوتها -بأوصاف لا تكاد تعقل. ويعجبني ما ذكر في البحر قال: اختلفوا [في ماهيتها، وشكلها، ومحل خروجها، وعدد خروجها، ومقدار ما يخرج منها، وما تفعل بالناس، وما الذي تخرج به] اختلافا مضطربا معارضا بعضه بعضا، فليطرح ذكره لأن نقله تسويد للورق بما لا يصح، وتضييع لزمان نقله. اهـ. قال الألوسي، بعد أن نقل بعض أوصافها وأحوالها، ونقل كلام البحر، قال من كلام البحر: وهو كلام حق، وإنما نقلت بعض ذلك دفعا لشهوة من يحب الاطلاع على شيء من أخبارها، صدقا كان أو كذبا. والله أعلم. وأما عن النقطة الرابعة: فقد قال الطيبي: الآيات أمارات الساعة، إما عن قربها، وإما على حصولها: فمن الأول الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن الثاني الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس. اهـ. وظاهر الرواية الثانية من رواياتنا التي معنا أن الدجال بعد طلوع الشمس من مغربها، وهو مشكل، إذ نصها ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض مشكل لأن طلوع الشمس من المغرب لو كان قبل الدجال لم ينفع الكفار إيمانهم في زمن عيسى ولكنه ينفعهم. وقد حاول بعضهم رفع هذا الإشكال، فقال: لعل حصول ذلك يكون متتابعا بحيث تبقى النسبة إلى الأول منها مجازية، استئناسا بما أخرجه أحمد الآيات خرزات منظومات في سلك إذا انقطع تبع بعضها بعضا ورده الحافظ ابن حجر فقال: هذا بعيد، لأن مدة لبث الدجال إلى أن يقتله عيسى، ثم لبث عيسى وخروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك سابق على طلوع الشمس من مغربها. اهـ. والتحقيق: أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب بين المعطوفات، والرواية لم تقصد ترتيب الآيات، وإنما قصدت أن مجموعها غاية ينتهي عندها نفع الإيمان، بقطع النظر عن أيها السابق في الوجود، ويضاف إلى ذلك احتمال كونها رواية بالمعنى، وأن الراوي أخر ما قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم يرد على هذا ما رواه مسلم عن عمرو بن العاص رفعه أول الآيات طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيهما خرجت قبل الأخرى فالأخرى منها قريب. ويجاب بأن الأولية أولية نسبية، فقد يكون الشيء أولا باعتبار، وليس أولا باعتبار آخر، ولهذا يقول الحافظ ابن حجر: والذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى ابن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب، والحكمة في ذلك أنه عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلا للمقصود من إغلاق باب التوبة. وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس، كما جاء في الحديث: وأما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأما عن النقطة الخامسة: فقد روى مسلم عن أبي هريرة رفعه من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه وروى أبو داود والنسائي عن معاوية رفعه لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وأخرج أحمد والطبراني: لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمرو رفعه إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا، ينادي: إلهي مرني أن أسجد لمن شئت وأخرج الترمذي: إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه وعند ابن مردويه فإذا طلعت من مغربها رد المصراعان فيلتئم ما بينهما، فإذا أغلق ذلك الباب لم تقبل بعد ذلك توبة، ولا تنفع حسنة، إلا من كان يعمل الخير قبل ذلك فإنه يجري لهم ما كان قبل ذلك. وعند نعيم بن حماد عن عبد الله بن عمرو قال: لا يلبثون بعد يأجوج ومأجوج إلا قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها، فيناديهم مناد، يا أيها الذين آمنوا قد قبل منكم، ويا أيها الذين كفروا قد أغلق عنكم باب التوبة، وجفت الأقلام، وطويت الصحف وفي رواية: إذا طلعت الشمس من المغرب يطبع على القلوب بما فيها، وترتفع الحفظة، وتؤمر الملائكة ألا يكتبوا عملا. قال القاضي عياض: والحكمة في ذلك أن هذا أول ابتداء قيام الساعة بتغير العالم العلوي، فإذا شوهد ذلك حصل الإيمان الضروري بالمعاينة وارتفع الإيمان بالغيب، فهو كالإيمان عند الغرغرة، وهو لا ينفع، فالمشاهدة لطلوع الشمس من المغرب مثله. اهـ. وهذا كلام جيد يؤيده ما جاء في الرواية الأولى: فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. وقد تشبث المعتزلة بالآية للاستدلال بها على مذهبهم في أن الإيمان المجرد عن العمل لا يعتبر، ولا ينفع صاحبه، ويفسرون الآية بأن معناها: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع الإيمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها، أو مقدمة إيمانها غير كاسبة فيه خيرا، فتقديم الإيمان من غير كسب عمل لا يفيد. وفسر ابن عطية الآية بما يساير مذهب أهل السنة، فقال ما حاصله: معنى الآية أن الكافر لا ينفعه إيمانه بعد طلوع الشمس من المغرب، وكذلك العاصي لا تنفعه توبته، ومن لم يعمل صالحا من قبل، ولو كان مؤمنا، لا ينفعه العمل بعد طلوعها من المغرب. وقال ابن المنير في الانتصاف: هذا الكلام من البلاغة يلقب باللف، وأصله: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا لم تكن مؤمنة قبل، إيمانها بعد، ولا ينفع نفسا لم تكسب خيرا قبل، ما تكسبه من الخير بعد، فلف الكلامين، فجعلهما كلاما واحدا إيجازا. اهـ. قال الألوسي- بعد أن ساق توجيهات أهل السنة: وبعد ذلك كله يرد على المعتزلة بأن خيرا نكرة في سياق النفي، فيعم، ويلزم أن يكون نفع الإيمان بمجرد كسب خير ولو واحدا، وليس ذلك مذهبهم فإن جميع الأعمال الصالحة داخلة في الخير عندهم. اهـ. والله أعلم

    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَالَ ‏"‏ يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ وَذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا ‏.‏

    Abu Dharr reported:I entered the mosque and the Messenger of Allah (ﷺ) was sitting there. When the sun disappeared (from the sight) he said: O Abu Dharr! Do you know where it goes? He (the narrator) said: Allah and His Apostle know best. He (the Holy Prophet) said. Verily it goes and begs permission, for prostration (to Allah) and the permission is granted to it. Once it would be said: Return to the place whence you came, and then it would rise from its setting place. Then he, after the recitation of 'Abdullah recited it: And that is its appointed term

    Dan telah menceritakan kepada kami [Abu Bakar bin Abu Syaibah] dan [Abu Kuraib] dan lafazh tersebut milik Abu Kuraib, keduanya berkata, telah menceritakan kepada kami [Abu Muawiyah] telah menceritakan kepada kami [al-A'masy] dari [Ibrahim at-Taimi] dari [bapaknya] dari [Abu Dzar] dia berkata, "Saat aku masuk masjid, Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam sedang duduk-duduk, maka tatkala matahari terbenam, beliau bersabda: "Wahai Abu Dzar, apakah kamu tahu kemana matahari ini pergi? ' Abu Dzar menjawab, 'Allah dan Rasul-Nya lebih tahu.' Beliau bersabda: "Ia pergi, lalu meminta izin untuk sujud, maka ia diberi izin untuk sujud, seakan-akan telah dikatakan kepadanya, 'Pulanglah dari arah kamu datang'. Lalu ia terbit dari barat.' Perawi berkata, 'Kemudian beliau membaca sebagaimana bacaan Abdullah, 'Dan itulah tempat untuk matahari

    Bize Ebu Bekr b. Ebi Şeybe ile Ebu Küreyb dahi rivayet ettiler. Lâfız Ebu Küreyb'indir. Dediler ki: Bize Ebu Muâviye rivayet etti. (Dedi ki): Bize EI-A'meş İbrahim et-Teymi'den, o da babasından, o da Ebu Zerr'den naklen rivayet etti. Ebu Zerr dedi ki: Mescide girdim, Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem) oturuyordu. Güneş batınca: "Ey Ebu Zerr bunun nereye gittiğini biliyor musun" diye sordu. Ben: Allah ve Resulü en iyi bilir dedim. O: "O gider, secde etmek için izin ister. Ona izin verilir sonra da ona: Geldiğin yerden dön, denilir. Sonunda da battığı yerden doğar" buyurdu. (Ebu Zerr) dedi ki: Sonra (Allah Resulü) Abdullah'ın kıraatinde olduğu gibi: "Ve bu, onun için karar kılacağı bir yerdir" diye okudu

    ابو معاویہ نے کہا : ہمیں اعمش نے ابراہیم تیمی سے سابقہ سند کے ساتھ حضرت ابو ذر ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے روایت کی ، انہوں نےکہا : میں مسجد میں داخل ہوا جبکہ رسول اللہ ﷺ تشریف فرماتھے ، جب سورج غائب ہو گیا تو آپ ﷺ نے فرمایا : ’’ اے ابو ذر!کیا تم جانتے ہو یہ سورج کہاں جاتا ہے ؟ کہا : میں نے عرض کی : اللہ اور اس کا رسول بہتر جاننے والے ہیں ۔ فرمایا : ’’ یہ جاتا ہے ، پھر سجدے کی اجازت مانگتا ہے تو اسے سجدے کی اجازت دی جاتی ہے ، ( پھر یوں ہو گا کہ ) جیسے اس سے کہہ دیا گیاہو ( اس میں اشارہ ہے کہ ہم حقیقت کو نہیں سمجھ سکتے ، ہمیں تمثیلا اس کی خبر دی جا رہی ہے ) کہ جس طرف سے آئے تھے ، ادھر لوٹ جاؤ تویہ اپنی غروب ہونےوالے سمت سے طلوع ہو جائے گا ‘ ذر ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے کہا : پھر آپ نے ﴿تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾کے بجائے ) عبد اللہ بن مسعود کی روایت کردہ قراءت کے مطابق پڑھا : وذلك مستقرلها’’یہ اس کا مستقر ہے ۔ ‘ ‘

    আবূ বাকর ইবনু আবূ শাইবাহ ও আবূ কুরায়ব (রহঃ) ..... আবূ যার (রাযিঃ) বলেন, একদা আমি মসজিদে নবাবীতে প্রবেশ করলাম। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম তথায় উপবিষ্ট ছিলেন। সূর্য ঢলে পড়লে তিনি (সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম) বললেন, হে আবূ যার! জান এ সূর্য কোথায় যায়? আমি বললাম, আল্লাহ ও তার রাসূলই ভাল জানেন। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেন, সে তার গন্তব্যে যায় এবং আল্লাহর নিকট সাজদার অনুমতি চায়। তখন তাকে অনুমতি দেয়া হয়। পরে একদিন যখন তাকে বলা হবে যেদিক থেকে এসেছো সেদিকে ফিরে যাও। তখন সে পশ্চিম দিক থেকে উঠবে। এরপর তিনি আবদুল্লাহ ইবনু মাসউদের কিরাআত অনুসারে তিলাওয়াত করেনঃ এ তার গন্তব্যস্থল। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ২৯৮, ইসলামিক সেন্টারঃ)