• 1670
  • قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ لَرَدَدْتُهُ ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا ، إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ ، غَيْرَ هَذَا الأَمْرِ "

    حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ ، هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ ، يَقُولُ ح وحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ ، وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ لَرَدَدْتُهُ ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا ، إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ ، غَيْرَ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ شَهِدْتُ صِفِّينَ وَبِئْسَتْ صِفُّونَ

    عواتقنا: العاتق : ما بين المنكب والعنق
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي
    حديث رقم: 3035 في صحيح البخاري كتاب الجزية باب
    حديث رقم: 3036 في صحيح البخاري كتاب الجزية باب
    حديث رقم: 3979 في صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية
    حديث رقم: 4581 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله: {إذ يبايعونك تحت الشجرة} [الفتح: 18]
    حديث رقم: 3425 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ
    حديث رقم: 3427 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ
    حديث رقم: 3426 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ فِي الْحُدَيْبِيَةِ
    حديث رقم: 15692 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْمَكِّيِّينَ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 15691 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْمَكِّيِّينَ حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 11058 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْفَتْحِ
    حديث رقم: 36173 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ
    حديث رقم: 37192 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ وَالْخَوَارِجِ بَابُ مَا ذُكِرَ فِي صِفِّينَ
    حديث رقم: 5461 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5462 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5463 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5464 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 776 في المعجم الصغير للطبراني بَابُ الْمِيمِ مَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ
    حديث رقم: 5460 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5465 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5466 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 5467 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ سَهْلٌ مَا أَسْنَدَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
    حديث رقم: 2778 في سنن سعيد بن منصور كِتَابُ الْجِهَادِ بَابُ جَامِعِ الشَّهَادَةِ
    حديث رقم: 17524 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْجِزْيَةِ جِمَاعُ أَبْوَابِ الشَّرَائِطِ الَّتِي يَأْخُذُهَا الْإِمَامُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ , وَمَا
    حديث رقم: 397 في مسند الحميدي مسند الحميدي حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 59 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
    حديث رقم: 59 في مسند ابن أبي شيبة نُعَيْمُ بْنُ هَزَّالٍ
    حديث رقم: 4135 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الثالث سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ وَاهِبِ بْنِ الْعَكِيمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَجْدَعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَيُكْنَى سَهْلٌ أَبَا سَعْدٍ وَيُقَالُ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَجَدُّهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ : بَحْزَجٍ ، وَأُمُّ سَهْلٍ اسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُمَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ مِنَ الْجَعَادِرَةِ ، وَأَخَوَاهُ لِأُمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالنُّعْمَانُ ابْنَا أَبِي حَبِيبَةَ بْنِ الْأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ ، وَكَانَ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ مِنَ الْوَلَدِ أَبُو أُمَامَةَ وَاسْمُهُ أَسْعَدُ بِاسْمِ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ ، وَعُثْمَانُ وَأُمُّهُمَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَسَعْدٌ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ ، وَلِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ ، قَالُوا : وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَشَهِدَ سَهْلٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا وَثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ انْكَشَفَ النَّاسُ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ ، وَجَعَلَ يَنْضَحُ يَوْمَئِذٍ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَبِّلُوا سَهْلًا فَإِنَّهُ سَهْلٌ ، وَشَهِدَ سَهْلٌ أَيْضًا الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    حديث رقم: 57 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
    حديث رقم: 57 في مسند ابن أبي شيبة نُعَيْمُ بْنُ هَزَّالٍ
    حديث رقم: 1692 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ
    حديث رقم: 5452 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ،
    حديث رقم: 5453 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ،
    حديث رقم: 5454 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ،
    حديث رقم: 5455 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُصَالَحَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ،
    حديث رقم: 905 في الجامع في بيان العلم و فضله لابن عبد البر بَابُ مَعْرِفَةِ أُصُولِ الْعِلْمِ وَحَقِيقَتِهِ
    حديث رقم: 179 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ سِيَاقِ ذِكْرِ مَنْ رُسِمَ بِالْإِمَامَةِ فِي السُّنَّةِ سِيَـاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْ مُنَاظَرَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَجِدَالِهِمْ وَالْمُكَالَمَةِ مَعَهُمْ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِمُ الْمُحْدَثَةِ وَآرَائِهِمُ الْخَبِيثَةِ
    حديث رقم: 4412 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَسَهْلِ
    حديث رقم: 4410 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَسَهْلِ
    حديث رقم: 4411 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَسَهْلِ

    [7308] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وعبدان لقب وَأَبُو حَمْزَةَ بِالْمُهْمَلَةِ ثُمَّ الزَّايِ هُوَ السُّكَّرِيُّ وَسَاقَ الْمَتْنَ عَلَى لَفْظِ أَبِي عَوَانَةَ لِأَنَّهُ سَاقَ لَفْظَ عَبْدَانَ فِي كِتَابِ الْجِزْيَةِ وَوَقَعَتْ رِوَايَةُ أَبِي عَوَانَةَ مُقَدَّمَةٌ عَلَى رِوَايَةِ أَبِي حَمْزَةَ وَسَاقَ الْمَتْنَ ثُمَّ عَطَفَ عَلَيْهِ رِوَايَةَ أَبِي حَمْزَةَ وَفِي آخِرِهِ فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ ذَلِكَ قَوْلُهُ قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ سَبَبِ خُطْبَتِهِ بِذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْفَتْحِ وَبَيَانُ الْمُرَادِ بِقَوْلِ سَهْلٍ يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَقَوْلُهُ يُفْظِعُنَا بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَ الْفَاءِ السَّاكِنَةِ أَيْ يُوقِعُنَا فِي أَمْرٍ فَظِيعٍ وَهُوَ الشَّدِيدُ فِي الْقُبْحِ وَنَحْوِهِ وَقَوْلُهُ إِلَّا أَسْهَلْنَ بِسُكُونِ اللَّامِ بَعْدَ الْهَاءِ وَالنُّونِ الْمَفْتُوحَتَيْنِ وَالْمَعْنَى أَنْزَلَتْنَا فِي السَّهْلِ مِنَ الْأَرْضِ أَيْ أَفْضَيْنَ بِنَا وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ التَّحَوُّلِ مِنَ الشِّدَّةِ إِلَى الْفَرَجِ وَقَوْلُهُ بِنَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِهَا وَمُرَادُ سَهْلٍ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا وَقَعُوا فِي شِدَّةٍ يَحْتَاجُونَ فِيهَا إِلَى الْقِتَالِ فِي الْمَغَازِي وَالثُّبُوتِ وَالْفُتُوحِ الْعُمَرِيَّةِ عَمَدُوا إِلَى سُيُوفِهِمْ فَوَضَعُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْجِدِّ فِي الْحَرْبِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ انْتَصَرُوا وَهُوَ الْمُرَادُ بِالنُّزُولِ فِي السَّهْلِ ثُمَّ اسْتَثْنَى الْحَرْبَ الَّتِي وَقَعَتْ بِصِفِّينَ لِمَا وَقَعَ فِيهَا مِنْ إِبْطَاءِ النَّصْرِ وَشِدَّةِ الْمُعَارَضَةِ مِنْ حِجَجِ الْفَرِيقَيْنِ إِذْ حُجَّةُ عَلِيٍّ وَمَنْ مَعَهُ مَا شُرِعَ لَهُمْ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ وَحُجَّةُ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ مَعَهُ مَا وَقَعَ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ مَظْلُومًا وَوُجُودُ قَتَلَتِهِ بِأَعْيَانِهِمْ فِي الْعَسْكَرِ الْعِرَاقِيِّ فَعَظُمَتِ الشُّبْهَةُ حَتَّى اشْتَدَّ الْقِتَالُ وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي الْجَانِبَيْنِ إِلَى أَنْ وَقَعَ التَّحْكِيمُ فَكَانَ مَا كَانَ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ أَبُو وَائِل شهِدت صفّين وبئست صفّين كَذَا لأبي ذَر وَلغيره وبئست صِفُّونَ وَفِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ مِثْلُهُ وَلَكِنْ قَالَ وبئست الصِّفُّونُ بِزِيَادَةِ أَلْفٍ وَلَامٍ وَالْمَشْهُورُ فِي صِفِّينَ كَسْرُ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَبَعْضُهُمْ فَتَحَهَا وَجَزَمَ بِالْكَسْرِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَالْفَاءُ مَكْسُورَةٌ مُثْقَلَةٌ اتِّفَاقًا وَالْأَشْهَرُ فِيهَا بِالْيَاءِ قَبْلَ النُّونِ كَمَارِدِينَ وَفِلَسْطِينَ وَقِنِّسْرِينَ وَغَيْرِهَا وَمِنْهُمْ مَنْ أَبْدَلَ الْيَاءَ وَاوًا فِي الْأَحْوَالِ وَعَلَى هَاتَيْنِ اللُّغَتَيْنِ فَإِعْرَابُهَا إِعْرَابَ غِسْلِينَ وَعُرْبُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَبَهَا إِعْرَابَ جَمْعِ الْمُذَكَّرِ السَّالِمِ فَتَتَصَرَّفُ بِحَسْبِ الْعَوَامِلِ مِثْلَ لَفِي عليين وَمَا إِدْرَاك مَا عليون وَمِنْهُمْ مَنْ فَتَحَ النُّونَ مَعَ الْوَاوِ لُزُومًا نقل كل ذَلِك بن مَالِكٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فَتْحَ النُّونِ مَعَ الْيَاءِ لُزُومًا وَقَوْلُهُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ أَيْ لَا تَعْمَلُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ بِالرَّأْيِ الْمُجَرَّدِ الَّذِيلَا يَسْتَنِدُ إِلَى أَصْلٍ مِنَ الدِّينِ وَهُوَ كَنَحْوِ قَوْلِ عَلِيٍّ فِيمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ مَسْحُ أَسْفَلِ الْخُفِّ أَوْلَى مِنْ أَعْلَاهُ وَالسَّبَبُ فِي قَوْلِ سَهْلٍ ذَلِكَ مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَمَّا اسْتَشْعَرُوا أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ شَارَفُوا أَنْ يَغْلِبُوهُمْ وَكَانَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ يُبَالِغُونَ فِي التَّدَيُّنِ وَمِنْ ثَمَّ صَارَ مِنْهُمُ الْخَوَارِجُ الَّذِينَ مَضَى ذِكْرُهُمْ فَأَنْكَرُوا عَلَى عَلِيٍّ وَمَنْ أَطَاعَهُ الْإِجَابَةَ إِلَى التَّحْكِيمِ فَاسْتَنَدَ عَلِيٌّ إِلَى قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَابَ قُرَيْشًا إِلَى الْمُصَالَحَةِ مَعَ ظُهُورِ غَلَبَتِهِ لَهُمْ وَتَوَقَّفَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَوَّلًا حَتَّى ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّ الصَّوَابَ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ كَمَا مَضَى بَيَانُهُ مُفَصَّلًا فِي الشُّرُوطِ وَأَوَّلَ الْكِرْمَانِيُّ كَلَامَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ بِحَسَبِ مَا احْتَمَلَهُ اللَّفْظُ فَقَالَ كَأَنَّهُمِ اتَّهَمُوا سَهْلًا بِالتَّقْصِيرِ فِي الْقِتَالِ حِينَئِذٍ فَقَالَ لَهُمْ بَلِ اتَّهِمُوا أَنْتُمْ رَأْيَكُمْ فَإِنِّي لَا أُقَصِّرُ كَمَا لَمْ أَكُنْ مُقَصِّرًا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَقْتَ الْحَاجَةِ فَكَمَا تَوَقَّفْتُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَجْلِ أَنِّي لَا أُخَالِفُ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أَتَوَقَّفُ الْيَوْمَ لِأَجْلِ مَصْلَحَةِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ جَاءَ عَنْ عُمَرَ نَحْوُ قَوْلِ سَهْلٍ وَلَفْظُهُ اتَّقُوا الرَّأْيَ فِي دِينِكُمْ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ هَكَذَا مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ هُوَ وَالطَّبَرِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ مُطَوَّلًا بِلَفْظِ اتِّهِمُوا الرَّأْيَ عَلَى الدِّينِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرُدُّ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْيِي اجْتِهَادًا فَوَاللَّهِ مَا آلُو عَنِ الْحَقِّ وَذَلِكَ يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ حَتَّى قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَانِي أَرْضَى وَتَأْبَى وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْمَصِيرَ إِلَى الرَّأْيِ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ فَقْدِ النَّصِّ وَإِلَى هَذَا يُومِئُ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ الْقِيَاسُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَيْسَ الْعَامِلُ بِرَأْيِهِ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَى الْمُرَادِ مِنَ الْحُكْمِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَإِنَّمَا عَلَيْهِ بَذْلُ الْوُسْعِ فِي الِاجْتِهَادِ لِيُؤْجَرَ وَلَوْ أَخْطَأَ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل وبن عَبْدِ الْبَرِّ فِي بَيَانِ الْعِلْمِ عَنْ جَمَاعَةٍ من التَّابِعين كالحسن وبن سِيرِينَ وَشُرَيْحٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ بِأَسَانِيدَ جِيَادٍ ذَمَّ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ الْمُجَرَّدِ وَيَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ أَخْرَجَهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَغَيْرُهُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَقَدْ صَحَّحَهُ النَّوَوِيُّ فِي آخِرِ الْأَرْبَعِينَ وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَأَصْحَابَ الرَّأْيِ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَقَالُوا بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا فَظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ أَرَادَ ذَمَّ مَنْ قَالَ بِالرَّأْيِ مَعَ وُجُودِ النَّص من الحَدِيث لإغفاله التنقيب عَلَيْهِ فَهَلا يُلَامُ وَأَوْلَى مِنْهُ بِاللَّوْمِ مَنْ عَرَفَ النَّصَّ وَعَمِلَ بِمَا عَارَضَهُ مِنَ الرَّأْيِ وَتَكَلَّفَ لِرَدِّهِ بِالتَّأْوِيلِ وَإِلَى ذَلِكَ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ فِي التَّرْجَمَةِ وتكلف الْقيَاس وَالله اعْلَم.
    وَقَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ فِي بَيَانِ الْعِلْمِ بَعْدَ أَنْ سَاقَ آثَارًا كَثِيرَةً فِي ذَمِّ الرَّأْيِ مَا مُلَخَّصُهُ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الرَّأْيِ الْمَقْصُودِ إِلَيْهِ بِالذَّمِّ فِي هَذِهِ الْآثَارِ مَرْفُوعِهَا وَمَوْقُوفِهَا وَمَقْطُوعِهَا فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هُوَ الْقَوْلُ فِي الِاعْتِقَادِ بِمُخَالَفَةِ السُّنَنِ لِأَنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوا آرَاءَهُمْ وَأَقْيِسَتَهُمْ فِي رَدِّ الْأَحَادِيثِ حَتَّى طَعَنُوا فِي الْمَشْهُورِ مِنْهَا الَّذِي بَلَغَ التَّوَاتُرَ كَأَحَادِيثِ الشَّفَاعَةِ وَأَنْكَرُوا أَنْ يَخْرُجَ أَحَدٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَهَا وَأَنْكَرُوا الْحَوْضَ وَالْمِيزَانَ وَعَذَابَ الْقَبْرِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ كَلَامِهِمْ فِي الصِّفَاتِ وَالْعِلْمِ وَالنَّظَرِ.
    وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ الرَّأْيُ الْمَذْمُومُ الَّذِي لَا يَجُوزُ النَّظَرُ فِيهِ وَلَا الِاشْتِغَالُ بِهِ هُوَ مَا كَانَ فِي نَحْوِ ذَلِكَ مِنْ ضُرُوبِ الْبِدَعِ ثُمَّ أَسْنَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ لَا تَكَادُ تَرَى أَحَدًا نَظَرَ فِي الرَّأْيِ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ دَغَلٌ قَالَ.
    وَقَالَ جُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ الرَّأْيُ الْمَذْمُومُ فِي الْآثَارِ الْمَذْكُورَةِ هُوَ الْقَوْلُ فِي الْأَحْكَامِ بِالِاسْتِحْسَانِ وَالتَّشَاغُلُ بِالْأُغْلُوطَاتِ وَرَدُّ الْفُرُوعِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ دُونَ رَدِّهَا إِلَى أُصُولِ السُّنَنِ وَأَضَافَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إِلَى ذَلِكَ مَنْ يَتَشَاغَلُ بِالْإِكْثَارِ مِنْهَا قَبْلَ وُقُوعهَالِمَا يَلْزَمُ مِنَ الِاسْتِغْرَاقِ فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْطِيل السّنَن وقوى بن عَبْدِ الْبَرِّ هَذَا الْقَوْلَ الثَّانِي وَاحْتَجَّ لَهُ ثُمَّ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ يَثْبُتُ عِنْدَهُ حَدِيثٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَّا بِادِّعَاءِ نَسْخٍ أَوْ مُعَارَضَةِ أَثَرِ غَيْرِهِ أَوْ إِجْمَاعٍ أَوْ عَمَلٍ يَجِبُ عَلَى أَصْلِهِ الِانْقِيَادُ إِلَيْهِ أَوْ طَعَنَ فِي سَنَدِهِ وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ بِغَيْرِ ذَلِكَ لَسَقَطَتْ عَدَالَتُهُ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُتَّخَذَ إِمَامًا وَقَدْ أَعَاذَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ خَتَمَ الْبَابَ بِمَا بَلَغَهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّسْتُرِيِّ الزَّاهِدِ الْمَشْهُورِ قَالَ مَا أَحْدَثَ أَحَدٌ فِي الْعِلْمِ شَيْئًا إِلَّا سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنْ وَافق السّنة سلم والا فَلَا (قَوْلُهُ بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ مِمَّا لم ينزل عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي أَوْ لَمْ يُجِبْ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ) أَيْ كَانَ لَهُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ فِيهِ حَالَانِ إِمَّا أَنْ يَقُولَ لَا أَدْرِي وَإِمَّا أَنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَأْتِيَهُ بَيَانُ ذَلِكَ بِالْوَحْيِ وَالْمُرَادُ بِالْوَحْيِ أَعَمُّ مِنَ الْمُتَعَبَّدِ بِتِلَاوَتِهِ وَمِنْ غَيْرِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ لِقَوْلِهِ لَا أَدْرِي دَلِيلًا فَإِنَّ كُلًّا مِنَ الْحَدِيثَيْنِ الْمُعَلَّقِ وَالْمَوْصُولِ مِنْ أَمْثِلَةِ الشِّقِّ الثَّانِي وَأَجَابَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ بِأَنَّهُ اسْتَغْنَى بِعَدَمِ جَوَابِهِ بِهِ.
    وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ فِي قَوْلِهِ فِي التَّرْجَمَةِ لَا أَدْرِي حَزَازَةٌ إِذْ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ كَذَا قَالَ وَهُوَ تَسَاهُلٌ شَدِيدٌ مِنْهُ فِي الْإِقْدَامِ عَلَى نَفْيِ الثُّبُوتِ كَمَا سَأُبَيِّنُهُ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ أَشَارَ فِي التَّرْجَمَةِ إِلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى شَرْطِهِ وَإِنْ كَانَ يَصْلُحُ لِلْحُجَّةِ كَعَادَتِهِ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ وَأَقْرَبُ مَا وَرَدَ عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ بن مَسْعُودٍ الْمَاضِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ ص مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ الْحَدِيثَ لَكِنَّهُ مَوْقُوفٌ وَالْمُرَادُ مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَجَابَ بِلَا أَعْلَمُ أَوْ لَا أَدْرِي وَقَدْ وَرَدَتْ فِيهِ عدَّة أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث بن عُمَرَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ قَالَ لَا أَدْرِي فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ سَلْ رَبَّكَ فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ انْتِفَاضَةً الحَدِيث أخرجه بن حِبَّانَ وَلِلْحَاكِمِ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم وَفِي الْبَاب عَن أنس عِنْد بن مَرْدَوَيْهِ وَأَمَّا حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَةٌ لِأَهْلِهَا أَمْ لَا وَهُوَ عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَالْحَاكِمِ فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي شَرْحِ حَدِيثِ عُبَادَةَ مِنْ كِتَابِ الْعِلْمِ الْكَلَامُ عَلَيْهِ وَطَرِيقُ الْجَمْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ عُبَادَةَ وَوَقَعَ الْإِلْمَامُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ أَيْضا.
    وَقَالَ بن الْحَاجِبِ فِي أَوَائِلِ مُخْتَصَرِهِ لِثُبُوتِ لَا أَدْرِي وَقَدْ أَوْرَدْتُ مِنْ ذَلِكَ مَا تَيَسَّرَ فِي الْأَمَالِي فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الْمُخْتَصَرِقَوْلُهُ وَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيٍ وَلَا قِيَاسٍ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ هُمَا مُتَرَادِفَانِ وَقِيلَ الرَّأْيُ التَّفَكُّرُ وَالْقِيَاسُ الْإِلْحَاقُ وَقِيلَ الرَّأْيُ أَعَمُّ لِيَدْخُلَ فِيهِ الِاسْتِحْسَانُ وَنَحْوُهُ انْتَهَى وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْأَخِيرَ مُرَادُ الْبُخَارِيِّ وَهُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ الَّذِي أَوْرَدَهُ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
    وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ الْعِلْمُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَمْ يَجِئْ عَنْهُمْ فَلَيْسَ بِعِلْمٍ وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ شيبَة عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ لَا يَزَالُ النَّاسُ مُشْتَمِلِينَ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَابِرِهِمْ فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ وَتَفَرَّقَتْ أَهْوَاؤُهُمْ هَلَكُوا.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ كُلَّ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ هُوَ الْعِلْمُ الْمَوْرُوثُ وَمَا أَحْدَثَهُ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ هُوَ الْمَذْمُومُ وَكَانَ السَّلَفُ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْعِلْمِ وَالرَّأْيِ فَيَقُولُونَ لِلسُّنَّةِ عِلْمٌ وَلِمَا عَدَاهَا رَأْيٌ وَعَنْ أَحْمَدَ يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَهُوَ فِي التَّابِعِينَ مُخَيَّرٌ وَعَنْهُ مَا جَاءَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ وَمَا جَاءَ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ قَالَ إِنَّهُ سُنَّةٌ لَمْ أَدْفَعْهُ وَعَنِ بن الْمُبَارَكِ لِيَكُنِ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ الْأَثَرَ وَخُذُوا مِنَ الرَّأْيِ مَا يُفَسِّرُ لَكُمُ الْخَبَرَ وَالْحَاصِلُ أَنَّ الرَّأْيَ إِنْ كَانَ مُسْتَنِدًا لِلنَّقْلِ مِنَ الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ فَهُوَ مَحْمُودٌ وَإِنْ تَجَرَّدَ عَنْ عِلْمٍ فَهُوَ مَذْمُومٌ وَعَلَيْهِ يَدُلُّ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْمَذْكُورُ فَإِنَّهُ ذَكَرَ بَعْدَ فَقْدِ الْعِلْمِ أَنَّ الْجُهَّالَ يُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ قَوْلُهُ لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَا أَرَاك الله وَقد نقل بن بَطَّالٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ مَا مَعْنَاهُ إِنَّمَا سَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْيَاءَ مُعْضِلَةٍ لَيْسَتْ لَهَا أُصُولٌ فِي الشَّرِيعَةِ فَلَا بُدَّ فِيهَا مِنَ اطِّلَاعِ الْوَحْيِ وَإِلَّا فَقَدْ شَرَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ الْقِيَاسَ وَأَعْلَمَهُمْ كَيْفِيَّةَ الِاسْتِنْبَاطِ فِيمَا لَا نَصَّ فِيهِ حَيْثُ قَالَ لِلَّتِي سَأَلَتْهُ هَلْ تَحُجُّ عَنْ أُمِّهَا فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْقَضَاءِ وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ وَأَمَّا عِنْدَ الْعُلَمَاءِ فَهُوَ تَشْبِيه مَالا حُكْمَ فِيهِ بِمَا فِيهِ حُكْمٌ فِي الْمَعْنَى وَقَدْ شَبَّهَ الْحُمُرَ بِالْخَيْلِ فَأَجَابَ مَنْ سَأَلَهُ عَنِ الْحُمُرِ بِالْآيَةِ الْجَامِعَةِ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرة خيرا يره إِلَى آخرهَا كَذَا قَالَ وَنقل بن التِّينِ عَنِ الدَّاوُدِيِّ مَا حَاصِلُهُ أَنَّ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ لِمَا ادَّعَاهُ مِنَ النَّفْيِ حُجَّةٌ فِي الْإِثْبَاتِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ بِمَا أَرَاك الله لَيْسَ مَحْصُورًا فِي الْمَنْصُوصِ بَلْ فِيهِ إِذْنٌ فِي الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةِ الَّذِي قَالَ إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ إِلَى أَنْ قَالَ فَلَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ.
    وَقَالَ لَمَّا رَأَى شَبَهًا بِزَمْعَةَ احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ ثُمَّ ذَكَرَ آثَارًا تدل على الْإِذْن فِي الْقيَاس وتعقبها بن التِّينِ بِأَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يُرِدِ النَّفْيَ الْمُطْلَقَ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ الْكَلَامَ فِي أَشْيَاءَ وَأَجَابَ بِالرَّأْيِ فِي أَشْيَاءَ وَقَدْ بَوَّبَ لِكُلِّ ذَلِكَ بِمَا وَرَدَ فِيهِ وَأَشَارَ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ بَابَيْنِ بَابُ مَنْ شَبَّهَ أَصْلًا مَعْلُومًا بِأَصْلٍ مُبَيَّنٍ وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ وَحَدِيثَ فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ مَا فهمه الْمُهلب والداودي ثمَّ نقل بن بَطَّالٍ الْخِلَافَ هَلْ يَجُوزُ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَجْتَهِدَ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ ثَالِثُهَا فِيمَا يَجْرِي مَجْرَى الْوَحْيِ مِنْ مَنَامٍ وَشِبْهِهِ وَنَقَلَ أَنْ لَا نَصَّ لِمَالِكٍ فِيهِ قَالَ وَالْأَشْبَهُ جَوَازُهُ وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ الْمَسْأَلَةَ فِي الْأُمِّ وَذَكَرَ أَنَّ حُجَّةَ مَنْ قَالَ أَنَّهُ لَمْ يَسُنَّ شَيْئًا إِلَّا بِأَمْرٍ وَهُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ إِمَّا بِوَحْيٍ يُتْلَى عَلَى النَّاسِ وَإِمَّا بِرِسَالَةٍ عَنِ اللَّهِ أَنِ افْعَلْ كَذَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَأنزل الله عَلَيْك الْكتاب وَالْحكمَة الْآيَةَ فَالْكِتَابُ مَا يُتْلَى وَالْحِكْمَةُ السُّنَّةُ وَهُوَ مَا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ بِغَيْرِ تِلَاوَةٍ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي قِصَّةِ الْعَسِيفِ لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ أَيْ بِوَحْيِهِ وَمِثْلُهُ حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ فِي قِصَّةِ الَّذِي سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ وَهُوَ لَابِسٌ الْجُبَّةَ فَسَكَتَ حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْيُ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ أَجَابَهُ وَأَخْرَجَ الشَّافِعِيُّ مِنْ طَرِيقِ طَاوُسٍ أَنَّ عِنْدَهُ كِتَابًا فِي الْعُقُولِ نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ أَحَدِ التَّابِعِينَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِوَيَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى الْآيَةَ ثُمَّ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ أَنَّ مِنْ وُجُوهِ الْوَحْيِ مَا يَرَاهُ فِي الْمَنَامِ وَمَا يُلْقِيهِ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رَوْعِهِ ثُمَّ قَالَ وَلَا تَعْدُو السُّنَنُ كُلُّهَا وَاحِدًا مِنْ هَذِهِ الْمَعَانِي الَّتِي وَصَفْتُ انْتَهَى وَاحْتَجَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَجْتَهِدُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَاعْتَبِرُوا يَا أولي الْأَبْصَار وَالْأَنْبِيَاءُ أَفْضَلُ أُولِي الْأَبْصَارِ وَلِمَا ثَبَتَ مِنْ أَجْرِ الْمُجْتَهِدِ وَمُضَاعَفَتِهِ وَالْأَنْبِيَاءُ أَحَقُّ بِمَا فِيهِ جزيل الثَّوَاب ثمَّ ذكر بن بَطَّالٍ أَمْثِلَةً مِمَّا عَمِلَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّأْيِ مِنْ أَمْرِ الْحَرْبِ وَتَنْفِيذِ الْجُيُوشِ وَإِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ وَأَخْذِ الْفِدَاءِ مِنْ أُسَارَى بَدْرٍ وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ قَالَ وَلَا تَكُونُ الْمَشُورَةُ إِلَّا فِيمَا لَا نَصَّ فِيهِ وَاحْتَجَّ الدَّاوُدِيُّ بِقَوْلِ عُمَرَ أَنَّ الرَّأْيَ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصِيبًا وَإِنَّمَا هُوَ مِنَّا الظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ.
    وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ قَالَ الْمُجَوِّزُونَ كَأَنَّ التَّوَقُّفَ فِيمَا لَمْ يَجِدْ لَهُ أَصْلًا يَقِيسُ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَهُوَ مَأْمُورٌ بِهِ لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى فاعتبروا يَا أولي الْأَبْصَار انْتهى وَهُوَ ملخص مِمَّا تقدم وَاحْتج بن عَبْدِ الْبَرِّ لِعَدَمِ الْقَوْلِ بِالرَّأْيِ بِمَا أَخْرَجَهُ من طَرِيق بن شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرَّأْيَ إِنَّمَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصِيبًا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنَّا الظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ وَبِهَذَا يُمْكِنُ التَّمَسُّكُ بِهِ لِمَنْ يَقُولُ كَانَ يَجْتَهِدُ لَكِنْ لَا يَقَعُ فِيمَا يَجْتَهِدُ فِيهِ خَطَأً أَصْلًا وَهَذَا فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا مَنْ بَعْدَهُ فَإِنَّ الْوَقَائِعَ كَثُرَتْ وَالْأَقَاوِيلَ انْتَشَرَتْ فَكَانَ السَّلَفُ يَتَحَرَّزُونَ مِنَ الْمُحْدَثَاتِ ثُمَّ انْقَسَمُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ الْأُولَى تَمَسَّكَتْ بِالْأَمْرِ وَعَمِلُوا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فَلَمْ يَخْرُجُوا فِي فَتَاوِيهِمْ عَنْ ذَلِكَ وَإِذَا سُئِلُوا عَنْ شَيْءٍ لَا نَقْلَ عِنْدَهُمْ فِيهِ أَمْسَكُوا عَنِ الْجَوَابِ وَتَوَقَّفُوا وَالثَّانِيَةُ قَاسُوا مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى مَا وَقَعَ وَتَوَسَّعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى أَنْكَرَتْ عَلَيْهِمُ الْفِرْقَةُ الْأُولَى كَمَا تَقَدَّمَ وَيَجِيءُ وَالثَّالِثَةُ تَوَسَّطَتْ فَقَدَّمَتِ الْأَثَرَ مَا دَامَ مَوْجُودًا فَإِذَا فُقِدَ قَاسُوا قَوْلُهُ.
    وَقَالَ بن مَسْعُودٍ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّوحِ فَسَكَتَ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ هُوَ طَرَفٌ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي مَضَى قَرِيبًا فِي آخِرِ بَابِ مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ مَوْصُولا إِلَى بن مَسْعُودٍ لَكِنَّهُ ذَكَرَهُ فِيهِ بِلَفْظِ فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ وَأَوْرَدَهُ بِلَفْظِ فَسَكَتَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ وَأَوْرَدَهُ فِي تَفْسِيرِ سُبْحَانَ بِلَفْظِ فَأَمْسَكَ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ جَابِرٍ فِي مَرَضِهِ وَسُؤَالَهُ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي قَالَ فَمَا أَجَابَنِي بِشَيْءٍ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِيمَا تَرْجَمَ لَهُ وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي تَفْسِيرِ سُورَة النِّسَاء(قَوْلُهُ بَابُ تَعْلِيمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أمته من الرِّجَال وَالنِّسَاء مِمَّا علمه اللَّهُ) لَيْسَ بِرَأْيٍ وَلَا تَمْثِيلٍ قَالَ الْمُهَلَّبُ مُرَادُهُ أَنَّ الْعَالِمَ إِذَا كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِالنُّصُوصِ لَا يُحَدِّثُ بِنَظَرِهِ وَلَا قِيَاسِهِ انْتَهَى وَالْمُرَادُ بِالتَّمْثِيلِ الْقِيَاسُ وَهُوَ إِثْبَاتُ مِثْلِ حُكْمٍ مَعْلُومٍ فِي آخَرَ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي عِلَّةِ الْحُكْمِ وَالرَّأْيُ أَعَمُّ وَذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ فِي سُؤَالِ الْمَرْأَةِ قَدْ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ وَفِيهِ فَأَتَاهُنَّ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ وَفِيهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْجَنَائِزِ وَفِي الْعِلْمِ وَقَوْلُهُ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:6917 ... ورقمه عند البغا: 7308 ]
    - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: ح.وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِى يَوْمَ أَبِى جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنَّ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلاَّ أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ، غَيْرَ هَذَا الأَمْرِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ شَهِدْتُ صِفِّينَ وَبِئْسَتْ صِفُّونَ.وبه قال: (حدّثنا عبدان) هو عبد الله بن عثمان وعبدان لقبه قال: (أخبرنا أبو حمزة) بالحاء المهملة والزاي محمد بن ميمون السكري قال: (سمعت الأعمش) سليمان بن مهران (قال: سألت أبا وائل) شقيق بن سلمة (هل شهدت) وقعة (صفين) التي كانت بين علي ومعاوية (قال: نعم) حضرتها (فسمعت سهل بن حنيف) بضم الحاء وفتح النون (يقول: ح) لتحويل السند إلى آخر.قال البخاري: (وحدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي الحافظ قال: (حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري (عن الأعمش عن أبي وائل) أنه (قال: قال سهل بن حنيف) -رضي الله عنه- يوم صفين وقد كانوا يتهمونه بالتقصير في القتال يومئذ (يا أيها الناس اتهموا رأيكم) في هذا القتال (على دينكم) فإنما تقاتلون إخوانكم في الإسلام باجتهاد اجتهدتموه. وقال في الفتح: أي لا تعملوا في أمر الدين بالرأي المجرد الذي لا يستند إلى أصل من الدين. وقال ابن بطال: وهذا وإن كان يدل على ذم الرأي لكنه مخصوص بما إذا كان معارضًا للنص فكأنه قال: اتهموا الرأي إذا خالف السُّنَّة (لقد رأيتني) أي رأيت نفسي (يوم أبي جندل) بفتح الجيم والدال المهملة بينهما نون ساكنة آخره لام ابن سهيل بن عمرو إذ جاء يوسف في قيوده يوم الحديبية سنة ست عند كتب الصلح على وضع الحرب عشر سنين، ومن أتى من قريش بغير إذن وليه ردّه عليهم (ولو أستطيع أن أردّ أمر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إذ ردّ أبا جندل إلى قريش لأجل الصلح (لرددته) وقاتلت قريشًا قتالاً لا مزيد له، فكما توقفت يوم الحديبية من أجل أني لا أخالف حكم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذلك أتوقف اليوم لأجل مصلحة المسلمين، وقد جاء عن عمر نحو
    قول سهل ولفظه: اتقوا الرأي في دينكم أخرجه البيهقي في المدخل وأخرجه هو والطبراني مطوّلاً بلفظ: اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- برأيي اجتهادًا فوالله ما آلو عن الحق وذلك يوم أبي جندل حتى قال لي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تراني أرضى وتأبى.والحاصل كما قال في فتح الباري: إن المصير إلى الرأي إنما يكون عند فقد النص، وإلى هذا يومئ قول إمامنا الشافعي فيما أخرجه البيهقي بسند صحيح إلى أحمد بن حنبل سمعتالشافعي يقول: القياس عند الضرورة ومع ذلك فليس القائل برأيه على ثقة من أنه وقع على المراد من الحكم في نفس الأمر وإنما عليه بذل الوسع في الاجتهاد ليؤجر ولو أخطأ وبالله التوفيق، ولأبي ذر: ولو أستطيع أن أردّ أمر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليه لرددته.(وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا) في الله (إلى أمر يفظعنا) بضم التحتية وسكون الفاء وكسر الظاء المعجمة يوقعنا في أمر فظيع أي شديد في القبح (إلا أسهلن) أي السيوف ملتبسة (بنا) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة واللام بينهما هاء مفتوحة آخره نون أي لا أفضين بنا، ولأبي ذر عن الكشميهني إلا أسهلن بها (إلى أمر) سهل (نعرفه) حالاً ومآلاً فأدخلتنا فيه (غير هذا الأمر) الذي نحن فيه فإنه مشكل حيث عظمت المصيبة بقتل المسلمين وشدة المعارضة من حجج الفريقين إذ حجّة عليّ وأتباعه ما شرع من قتال أهل البغي حتى يرجعوا إلى الحق، وحجة معاوية وأتباعه قتل عثمان ظلمًا ووجود قتلته بأعيانهم في العسكر العراقي فعظمت الشبهة حتى اشتد القتال إلى أن وقع التحكيم فكان ما كان.ومطابقة الحديث للترجمة في قوله: اتهموا رأيكم على دينكم ونسب اليوم إلى أي جندل لا إلى الحديبية لأن ردّه إلى المشركين كان شاقًّا على المسلمين وكان ذلك أعظم ما جرى عليهم من سائر الأمور وأرادوا القتال بسببه وأن لا يردوا أبا جندل ولا يرضوا بالصلح.والحديث سبق في كتاب الجزية.(قال) الأعمش سليمان بالسند السابق (وقال أبو وائل): شقيق بن سلمة (شهدت) أي حضرت وقعة (صفين) بكسر الصاد المهملة والفاء المشددة بعدها تحتية ساكنة فنون لا ينصرف للعلمية والتأنيث بقعة بين الشام والعراق بشاطئ الفرات (وبئست صفون) بضم الفاء بعدها واو بدل الياء أي بئست المقاتلة التي وقعت فيها وإعراب الواقع هنا كإعراب الجمع في نحو قوله تعالى: {{كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما إدراك ما عليون}} [المطففين: 18، 19] والمشهور إعرابه بالنون والتحتية ثابتة في أحواله الثلاثة تقول: هذا صفين برفع النون ورأيت صفين ومررت بصفين بفتح النون فيهما. قال في الفتح: ولأبي ذر شهدت صفين وبئست صفين بالتحتية فيهما ولغيره الثاني بالواو وفي رواية النسفيّ مثله، لكن قال: بئست الصفون بزيادة الألف واللام وبعضهم فتح الصاد والفاء مكسورة مشددة اتفاقًا والله أعلم.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:6917 ... ورقمه عند البغا:7308 ]
    - حدّثنا عَبْدانُ أخبرنَا أبُو حَمْزَةَ سَمِعْتُ الأعْمَشَ قَالَ: سَألْتُ أَبَا وائِلٍ: هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَسَمِعْتُ سَهْلَ بنَ حُنَيْفٍ يَقُول. وحّدثنا مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ، حدّثنا أبُو عَوَانَة، عنِ الأعْمَشِ، عنْ أبي وائِلٍ قَالَ: قَالَ سَهلُ بنُ حُنَيْفٍ: يَا أيُّها النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ
    رأيْتُنِي يَوْمَ أبي جَنْدَلٍ، ولَوْ أسْتَطِيعُ أَن أرُدَّ أمْرَ رسولِ الله لَرَدَدْتُهُ وَمَا وضَعْنَا سُيُوفَنا عَلى عَوَاتِقِنا إِلَى أمْرٍ يُفْظِعُنا إلاّ أسْهَلْنَ بِنا إِلَى أمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هاذَا الأمْرِ.قَالَ: وَقَالَ أبُو وائِلٍ: شَهِدْتُ صِفِّينَ، وبِئْسَتْ صِفُّونَ.امطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: اتهموا رَأْيكُمْ على دينكُمْ قَالَ الْكرْمَانِي: وَذَلِكَ أَن سهلاً كَانَ يتهم بالتقصير فِي الْقِتَال فِي صفّين، فَقَالَ: اتهموا رَأْيكُمْ، فَإِنِّي لَا أقصر وَمَا كنت مقصراً وَقت الْحَاجة كَمَا فِي يَوْم الْحُدَيْبِيَة، فَإِنِّي رَأَيْت نَفسِي يومئذٍ لَو قدرت على مُخَالفَة حكم رَسُول الله لقاتلت قتالاً لَا مزِيد عَلَيْهِ، لكني أتوقف الْيَوْم لمصَالح الْمُسلمين. انْتهى. وَقَالَ بَعضهم: قَوْله: اتهموا رَأْيكُمْ على دينكُمْ أَي: لَا تعملوا فِي أَمر الدّين بِالرَّأْيِ الْمُجَرّد الَّذِي لَا يسْتَند إِلَى أصل من الدّين. انْتهى. قلت: مَا قَالَه الْكرْمَانِي أقرب إِلَى معنى التَّرْكِيب، وَمَا قَالَه غَيره أقرب إِلَى التَّرْجَمَة.وَأخرج الحَدِيث الْمَذْكُور من طَرِيقين. الأول: عَن عَبْدَانِ لقب عبد الله بن عُثْمَان عَن أبي حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي مُحَمَّد بن مَيْمُون السكرِي عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن سهل بن حنيف بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح النُّون. وَالطَّرِيق الثَّانِي: عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة الوضاح الْيَشْكُرِي عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش إِلَى آخِره. والْحَدِيث مر فِي كتاب الْجِزْيَة فِي بابُُ مُجَرّد بعد: بابُُ إِثْم من عَاهَدَ ثمَّ غدر، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة عَن الْأَعْمَش وَمضى أَيْضا فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة.قَوْله: هَل شهِدت صفّين؟ أَي: هَل حضرت وقْعَة صفّين الَّتِي كَانَت بَين عَليّ بن أبي طَالب وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وصفين بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَتَشْديد الْفَاء الْمَكْسُورَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالنون وَهُوَ مَوضِع بَين الشَّام وَالْعراق بشاطىء الْفُرَات. قَوْله: اتهموا رَأْيكُمْ مر تَفْسِيره الْآن. قَوْله: لقد رَأَيْتنِي أَي: لقد رَأَيْت نَفسِي يَوْم أبي جندل وَهُوَ يَوْم من أَيَّام غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة وقصتها مختصرة أَنَّهَا كَانَت فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ بِلَا خلاف، وَخرج رَسُول الله إِلَيْهَا فِي رَمَضَان وسَاق مَعَه الْهَدْي وَأحرم بِالْعُمْرَةِ ليأمن النَّاس من حربه وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار، وَكَانَ الْهَدْي سبعين بَدَنَة وَالنَّاس سَبْعمِائة رجل فَكَانَت كل بَدَنَة عَن عشرَة نفر، وَلما بلغ الْخَبَر قُريْشًا خَرجُوا، ونزلوا بِذِي طوى وعاهدوا الله أَن مُحَمَّدًا لَا يدخلهَا أبدا ثمَّ إِن بديل بن وَرْقَاء أَتَى النَّبِي فِي رجال من خُزَاعَة فَسَأَلُوهُ مَا الَّذِي جَاءَ بِهِ؟ فَأخْبرهُم أَنه لم يَأْتِ للحرب بل زَائِرًا للبيت، وَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْش فَأَخْبرُوهُمْ بِهِ، ثمَّ جرى أُمُور كَثِيرَة من مراسلات وَغَيرهَا إِلَى أَن بعثت قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو إِلَى رَسُول الله بالمصالحة وَأَن يرجع عَامه هَذَا، وَجرى كَلَام كثير حَتَّى جرى الصُّلْح على وضع الْحَرْب عشر سِنِين على أَن من أَتَى من قُرَيْش بِغَيْر إِذن وليه رده عَلَيْهِم، وَمن جَاءَ قُريْشًا مِمَّن مَعَ مُحَمَّد لم يردوه عَلَيْهِ، فَبينا رَسُول الله يكْتب الْكتاب هُوَ وَسُهيْل بن عَمْرو إِذْ جَاءَ أَبُو جندل بن سُهَيْل بن عَمْرو يرسف فِي الْحَدِيد، قد: انفلت مِنْهُم، وَلما رأى سُهَيْل أَبَا جندل قَامَ إِلَيْهِ فَضرب وَجهه وَأخذ بتلبيبه، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد قد لجت الْقَضِيَّة بيني وَبَيْنك قبل أَن يَأْتِيك هَذَا. قَالَ: صدقت، فَجعل يجر أَبَا جندل ليَرُدهُ إِلَى قُرَيْش وَجعل أَبُو جندل يصْرخ بِأَعْلَى صَوته: يَا معشر الْمُسلمين أرد إِلَى الْمُشْركين يفتنونني فِي ديني؟ فَزَاد النَّاس ذَلِك هما إِلَى هَمهمْ، فَقَالَ رَسُول الله يَا أَبَا جندل اصبر واحتسب فَإِن الله جَاعل لَك وَلمن مَعَك من الْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّة فرجا ومخرجاً. وَلما فرغ الصُّلْح قَامَ النَّبِي إِلَى هَدْيه فنحره وَحلق رَأسه، وَقَامَ الصَّحَابَة كلهم ينحرون ويحلقون رؤوسهم، ثمَّ قفل رَسُول الله إِلَى الْمَدِينَة. قَوْله: وَلَو أَسْتَطِيع أَن أرد أَمر رَسُول الله لرددته قد ذكرنَا أَنهم لما اتهموا سهل بن حنيف بالتقصير فِي الْقِتَال فِي قصَّة صفّين صَعب عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُم: أَنا لست بمقصر فِي الْقِتَال وَقت الْحَاجة، وَلما جَاءَ أَبُو جندل إِلَى رَسُول الله مُسلما فَرده، إِلَى الْمُشْركين لأجل الصُّلْح الْمَذْكُور بَينهم وَبَين النَّبِي صَعب على سهل ذَلِك جدا، فَقَالَ لَهُم حِين اتَّهَمُوهُ بالتقصير فِي الْقِتَال: لَو كنت أَسْتَطِيع رد أبي جندل لرددته، وَلَكِنِّي قصرت لأجل أَمر رَسُول الله فَإِنَّهُ أَمر برده وَلم يكن يسعني أَن أرد أَمر رَسُول الله وَقَالَ الْكرْمَانِي: لم نسب الْيَوْم إِلَى أبي جندل لَا إِلَى الْحُدَيْبِيَة؟ قلت: لِأَن رده إِلَى الْمُشْركين كَانَ شاقاً على الْمُسلمين وَكَانَ ذَلِك أعظم مَا جرى عَلَيْهِم من سَائِر
    الْأُمُور، وَأَرَادُوا الْقِتَال بِسَبَبِهِ وَأَن لَا يردوا أَبَا جندل وَلَا يرضون بِالصُّلْحِ. قَوْله: وَمَا وَضعنَا سُيُوفنَا على عواتقنا جمع عاتق. قَوْله: إِلَى أَمر يفظعنا بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْفَاء وَكسر الظَّاء الْمُعْجَمَة أَي: يخوفنا ويهولنا، قَالَه الْكرْمَانِي، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: أَي يوقعنا فِي أَمر فظيع أَي: شَدِيد شنيع وَقد فظع يفظع فَهُوَ مفظع، وفظع الْأَمر فَهُوَ فظيع. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: وأفظع الرجل، على مَا لم يسم فَاعله، أَي: نزل بِهِ أَمر عَظِيم، وأفظعت الشَّيْء واستفظعته وجدته فظيعاً. قَوْله: أَلا أسهلن بِنَا أَي: أفضين بِنَا إِلَى سهولة يَعْنِي السيوف أفضين بِنَا إِلَى أَمر سهل نعرفه خَبرا غير هَذَا الْأَمر أَي: الَّذِي نَحن فِيهِ من هَذِه الْمُقَاتلَة فِي صفّين، فَإِنَّهُ لَا يسهل بِنَا، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني بهَا وَقَالَ بَعضهم إلاَّ أسهلن أَي: أنزلتنا فِي السهل من الأَرْض أَي: أفضين بِنَا وَهُوَ كِنَايَة عَن التَّحَوُّل من الشدَّة إِلَى الْفرج. قلت: هَذَا معنى بعيد على مَا لَا يخفى على المتأمل.قَوْله: قَالَ: وَقَالَ أَبُو وَائِل أَي: قَالَ الْأَعْمَش: قَالَ أَبُو وَائِل الْمَذْكُور: شهِدت صفّين وبئست صفون أَي: بئست الْمُقَاتلَة الَّتِي وَقعت فِيهَا. وإعراب هَذَا اللَّفْظ كإعراب الْجمع كَقَوْلِه تَعَالَى: {{كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الاَْبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ}} وَالْمَشْهُور أَن يعرب بالنُّون وَيكون بِالْيَاءِ فِي الْأَحْوَال الثَّلَاث، تَقول: هَذِه صفّين بِرَفْع النُّون وَرَأَيْت صفّين ومررت بصفين بِفَتْح النُّون فيهمَا، وَكَذَلِكَ تَقول فِي قنسرين وفلسطين ونبرين، وَالْحَاصِل أَن فِيهَا لغتين: إِحْدَاهمَا: إِجْرَاء الْإِعْرَاب على مَا قبل النُّون وَتركهَا مَفْتُوحَة كجمع السَّلامَة. وَالثَّانيَِة: أَن يَجْعَل النُّون حرف الْإِعْرَاب كَمَا ذكرنَا، وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر: شهِدت صفّين وبئست صفّين، وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ: وبئست الصفون، بِالْألف وَاللَّام وَهُوَ لَا ينْصَرف للعلمية والتأنيث، وَالْمَشْهُور كسر الصَّاد وَقيل: جَاءَ بِفَتْحِهَا أَيْضا.

    حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ هَلْ شَهِدْتَ صِفِّينَ قَالَ نَعَمْ‏.‏ فَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، يَقُولُ ح وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنَّ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَرَدَدْتُهُ، وَمَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ يُفْظِعُنَا إِلاَّ أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ غَيْرَ هَذَا الأَمْرِ‏.‏ قَالَ وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ شَهِدْتُ صِفِّينَ وَبِئْسَتْ صِفُّونَ‏.‏

    Narrated Al-A`mash:I asked Abu Wail, "Did you witness the battle of Siffin between `Ali and Muawiya?" He said, "Yes," and added, "Then I heard Sahl bin Hunaif saying, 'O people! Blame your personal opinions in your religion. No doubt, I remember myself on the day of Abi Jandal; if I had the power to refuse the order of Allah's Messenger (ﷺ), I would have refused it. We have never put our swords on our shoulders to get involved in a situation that might have been horrible for us, but those swords brought us to victory and peace, except this present situation.' " Abu Wail said, "I witnessed the battle of Siffin, and how nasty Siffin was

    Telah menceritakan kepada kami ['Abdan] telah mengabarkan kepada kami [Abu Hamzah] aku mendengar [Al A'masy] ia berkata, "Aku mendengar [Abu Wail] berkata, "Apakah engkau menyaksikan perang Shiffin?" Ia menjawab, "Ya. Aku mendengar [Sahl bin Hunaif] berkata." (dalam jalur lain disebutkan) Telah menceritakan kepada kami [Musa bin Ismail] telah menceritakan kepada kami [Abu Awanah] dari [Al A'masy] dari [Abu Wail] ia berkata; [Sahl bin Hunaif] berkata, "Wahai manusia, telitilah logika kalian terhadap agama kalian, sebab ketika hari-hari Abu jandal disiksa, aku berpendapat kalaulah bisa akan kutolak perintah Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, dan tidak akan kami letakkan pedang kami yang berada di atas pundak kami karena suatu hal yang menjadikan hati kami sangat miris, hanya pendapat kami --alhamdullillah-memudahkan kami menerima sesuatu yang akhirnya bisa kami sadari, yang sangat berlawanan dengan kejadian yang ada." Al A'masy berkata, "Abu Wail berkata, "Aku pernah menyaksikan perang Shiffin, dan alangkah buruk tragedi perang shiffin

    Ebu Vail'in nakline göre Sehl b. Huneyf şöyle demiştir: Ey insanlar! Dininiz hakkında görüşlerinizi itham ediniz! Yemin olsun ki ben (Hudeybiye'deki) Ebu Cendel gününde kendi nefsimi şöyle gördüm: Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in (Ebu Cendel'i sulh maddesine göre müşriklere) geri vermesi emrini reddetmeye gücüm yetseydi, muhakkak onu reddedecektim. Biz Allah yolunda kılıçlarımızı henüz omuzlarımızdan indirmemiştik. (Ebu Cendel'i geri vermeme teşebbüsümüz) bizleri korkunç bir duruma düşürecekti. Şu kadar var ki, kılıçlarımız bizi (şu harb) işinden başka hayırlı bilmekte olduğumuz kolay bir işe götürmüştür. A'meş şöyle dedi: Ebu Vail "Ben Sıffın'da hazır bulundum. O ne kadar çirkin Sıffın idi" demiştir. Fethu'l-Bari Açıklaması: "Re'yin kötülenmesi." Yani düşünceye dayanan fetvanın kötülüğü. Nassa uygun olan görüşe rey denildiği gibi, muhalif olana da denir. Kınanmış olanı, nassın aksini gösterdiği görüştür. İmam Buhari yukarıdaki başlıkta "min" kelimesi ile reye dayanan bazı fetvaların kınanmayacağına işaret etmektedir. Bu, hakkında kitap veya sünnet ya da icmadan bir nas bulunmayan durumlardır. Buharl'nin başlığındaki "tekellüfü'l-kıyas" deyiminden maksat şudur: Herhangi bir mesele hakkında kitap, sünnet ve icma hükmü bulunmayıp, kıyasa ihtiyaç duyulduğunda kişi kendini buna zorlamaz. Aksine kıyası kendi kalıpları içinde kullanır ve kıyasın rükünlerinden olan ortak illeti bulmada kendini zorlamaz. Aksine ortak illet açık ve net olmadığında beraet-i asliyye delilini esas alır. Bir kimsenin nas varken kendi formuna uygun olarak kıyası kullanması ve nas bulunduğu halde ona muhalefet edip, bunu da uzak bir şeyle tevil etmesi kıyasta tekellüfe girer. Bu konuda taklit ettiği kimsenin tarafını tutan kişiye yönelik olan kınama, şiddetlidir. Zira taklit edilen kişinin nastan haberdar olmama ihtimali vardır. "Ardına düşme: Hakkında bilgin bulunmayan şeyi söyleme." İmam Buhari sözünü ettiği zorlamanın kınanmasına bu ayeti delilolarak göstermiştir. Ayette geçen "el-kafv" İbn Abbas tarafından "söz" şeklinde tefsir edilmiştir. İbn Abbas'ın bu tefsiri Taberi tarafından nakledilmiştir. Ayrıca İbn Ebi Hatim de Ali b. Ebi Talha vasıtasıyla İbn Abbas'tan bu rivayeti nakletmiştir. Aynı şekilde Abdurrezzak'ın Ma'mer'den nakline göre Katade "Hakkında bilgin bulunmayan şeyin ardına düşme" ayetini görsen de, görmesen de, işitsen de, işitmesen de söyleme şeklinde tefsir etmiştir. Bu kelimenin manası olarak bilinen, onun "birisine tabi olma, uyma" anlamına geldiğidir. Musa ve Hızır hadisinde "fentalaka yekfU eserehCı" şeklinde bir cümle geçmişti. Bunun manası Musa onun izini takip etmek üzere yola çıktı demektir. İmam Şafii kıyası habere tercih edenlere karşı "Eğer bir hususta anlaşmazlığa düşerseniz onu Allah'a ve Resule götürün"(Nisa 59) ayet-i kerimesini delil olarak göstermiş ve bunun manası "-Allah daha iyi bilir ya- bu konuda Allah'ın ve Resulünlin dediğine tabi olunuz şeklindedir" demiştir. Üzerinde durduğumuz konuda Beyhaki, İbn Mesud'un şu hadisine yer vermiştir: "Kendisinden sonra ondan daha kötüsü olmayan hiçbir yıl yoktur. Ben "Bir yıl, diğerinden daha verimlidir. Bir emir diğerinden daha hayırlıdır" demiyorum. Fakat alimlerin gideq:ı ğinden söz ediyorum. Sonra bir topluluk çıkar ve meseleleri kendi görüşlerine kıyas ederler ve böylece İslam yıkılır." "Abdullah b. Amr hacca giderken bizim yanımıza uğradı ve Resulullah s.a.v.'in şu sözlerini nakletti: Müslim'in rivayetine göre(Müslim, ilim) Urve şöyle demiştir: Aişe r.anha bana dedi ki: 'Ey kızkardeşimin oğlu! Abdullah b. Amr'ın bize uğrayarak hacca gideceğini duydum. Git, ona sor, çünkü kendisi Hz. Nebiden çok miktarda ilim almıştır. Ben de gittim, onunla karşılaştım ve kendisine birçok şey sordum. O bunları Hz. Nebiden rivayet etti. Zikrettiklerinden birisine göre Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem" Şüphesiz Allah ilmi size verdikten sonra (hafızalarınızdan) zorla söküp almaz." Zannediyorum Abdullah b. Amr bu hadisi Ebu Ümame'nin rivayet ettiği hadisi soran kimseye cevap olarak nakletmiştir. Ebu Ümame'nin rivayeti şöyledir: Veda haccı yapılınca Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem siyah bir devenin üzerinde ayağa kalktı ve "Ey insanlar! İlmi kabzedilmeden ve dünyadan kaldırılmadan önce alınız" buyurdu. Bu hadisin son kısmında Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem üç kez "Dikkat ediniz! İlmin gitmesi onu taşıyanların (alim) gitmesidir" buyurdu. Hadisi Ahmed b. Hanbel, Taberani ve Darimi rivayet etmişlerdir. (Ahmed b. Hanbel, V, 266; Taberani, el-Mucemu'l-Kebir, VIII, 215) Bu hadis zamanın müçtehitsiz olabileceğine delilolarak göstermiştir. Hanbelilerin büyük bir kısmının ve oDların dışındaki bazı bilginlerin aksine çoğunluğun görüşü bu doğrultudadır. Zira hadis alimlerin kabzedilmesi ile ilmin toplumdan alınacağı, cahillerin başa geçirileceği noktasında açıktır. Cahil kimselerin baş yapılmasının ayrılmaz parçası ise bilmeden hüküm vermektir. Toplumda ilim ve ilme göre hüküm veren yok olunca bundan içtihadın ve müçtehidin yok olacağı sonucu çıkar. Bu görüşe "Allah'ın emri kendilerine gelinceye kadar -bir rivayette- kıyamet kopuncaya kadar -veya- Allah'ın emri gelinceye kadar ümmetimden bir zümre hep (hak üzere) olmaya devam edecektir" hadisiyle itiraz edilmiştir. Bu yaklaşıma ilkin hadisin kıyamete kadar ümmet içinden bir zümrenin hak üzere bulunmasının imkansızlığı noktasında değil, zamanın alimsiz kalmayacağı konusunda açık ve net olduğu şeklinde cevap verilmiştir. İkinci olarak birinci delil -ikincinin aksine- bazen ilmin alınacağı, bazen de yeryüzünden kaldırılacağı noktasında daha açıktır. Bu iki hadisi birbiriyle çelişir farzetsek bile belli bir zamanın alimsiz kalacağına mani olmadığı şeklindeki temel kural, geçerliliğini korur. Bilginler şöyle demişlerdir: içtihat, farz-ı kifayedir. içtihadın olmaması insanların batıl üzere ittifaklarını gerektirir. Buna şöyle cevap verilmiştir: Farz-ı kifayenin varlığını koruması, alimlerin bakası şartına bağlıdır. Alimlerin yeryüzünden silindiklerine delil bulunduğunda farz-ı kifaye de geçerliliğini kaybeder. Çünkü alimlerin yok olmasıyla içtihat gücü ve fırsatı da ortadan kalkar. içtihadın imkan dahilinde olması yok olunca böyle bir mükellefiyet de varlığını yitirir. Bir grup alim bu konuyu bu şekilde kısıtlamıştır. Fiten Bölümünün sonlarında yer alan Zamanın Değişmesi ve Nihayet Putlara Tapılması başlığı altında bunun İsa'nın aleyhisselam yeryüzüne inmesinden sonra esecek bir rüzgarla müslümanların yeryüzünden silinme anı olacağına işaret edilmişti. Dolayısıyla bu rüzgardan sonra kalbinde zerre ağırlığında iman olup da ruhu kabzedilmemiş kimse kalmayacak, geriye sadece kötü insanlar kalacak ve kıyamet de onların başına kopacaktır. HadistenÇıkan Sonuçlar 1- Fesada yol açacağı için cahil bir kimse başkan olarak başa geçirilemez. Cahil bir kimseyi -akıllı ve iffetli bile olsa- yönetime getirmenin caiz olmadığını söyleyenler bu hadise dayanmışlardır. Fakat iş fasık alimle, iffetli cahil arasında bir tercih noktasına varmışsa iffetli cahil daha iyidir. Çünkü onun takvası, kendisinin bilmeden hüküm vermesine engelolur ve onu araştırmaya, sormaya sevkeder. 2- Alimlerin ve öğrencilerin birbirinden ilim alması gerekir. 3- Alimler ve öğrencileri birbirlerinin hıfzına ve faziletine şehadette bulunmalıdır. 4- Alim öğrencisini kendisinde olmayan şeyden istifade etmesi için başkasından ilim almaya teşvik etmelidir. 5- Bir muhaddisin yanıldığına dair bir karine bulunduğu takdirde yaptığı rivayeti araştırmak ve faziletli olanı gözetmek gerekir. Çünkü Aişe r.anha Urve'ye "Ona git ve bu konuyu aç" ki ona hadisi sorasın demiş, bunun yerine Abdullah b. Amr'ın kendisinden uzak duracağı korkusuyla ilk baştan "bunu ona sor" dememiştir. İbn Battal şöyle der: Reye dayanarak amel etmeyi kınayan ayet ve hadisle, selefin hüküm istinbat etme şeklindeki uygulamasını birbiriyle şu şekilde uzlaştırmak mümkündür: Ayet bilmeden yere konuşmayı kınamaktadır. Dolayısıyla ayet in sözkonusu ettiği kişi herhangi bir asla dayanmaksızın sırf görüşüne göre konuşan kimsedir. Hadis ise bilmediği halde fetva veren kimseyi kınamaktadır. Bundan dolayı Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem bu tip kişileri yolunu sapıtmış ve başkalarını saptıran olarak nitelemektedir. Bir asla dayanarak hüküm çıkaran kimse ise "Onların arasından işin iç yüzünü anlayanlar onun ne olduğunu bilirlerdi"(Nisa 83) ayet-i kerimesi gereğince övülmüştür. Rey kitap veya sünnet ya da icma gibi bir asla dayandığında övülmüştür. Bunlardan herhangi birine dayanmadığında ise kınanmıştır. Sehl b. Huneyf ve Ömer hadisi reyi kınamaya delalet etmekle birlikte bu, nassa aykırı olan reye mahsustur. Sanki o şöyle demiştir: Sünnete muhalif olduğunda reyi itham ediniz. Nitekim bizim başımızdan böyle bir şey geçmiştir. Zira Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem bize ihramdan çıkmamızı emretti. Biz ihramlı olarak kalmak istedik. Hac ibadetimizi tamamlamak ve düşmanımızı yenmek için savaşa devam etmek istedik. O anda Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in gördüğü ve akıbeti güzelolan şeyi biz göremedik. Ömer ise Kadı Şureyh'a şu satırları yazan kişidir: "Allah'ın kitabından senin için açık olana bak. Onu kimseye sarma. Allah'ın kitabından sana bir şeyaçık olmazsa bu konuda Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in sünnetine uy. Onun sünnetinden açık bir şey bulamazsan bu konuda kendi reyinle içtihat et." "Sehl b. Huneyf dedi ki: Ey insanlar!" Sehl'in bu konuşmasının sebebi, Fetih suresinin tefsirinde geçmişti. Ebu Cendel'in geri iade edileceği gün Sehl'in konuşmasından maksadın ne olduğu orada açıklanmıştı. Ebu Cendel'i geri vermeme teşebbüsümüz bizleri muhakkak korkunç bir işin içine düşürecekti." Yani feci ve son derece çirkin bir işin içine düşürecekti. "İlla eshelne=kolay bir işe götürmüştür." Bunun manası şudur: Kılıçlarımız bizi avaya indirmiştir yani bizi araya götürmüştür. Bu ifade şiddetten kolaylığa geçişin kinayeli anlatımıdır. Sehl'in demek istediği şudur: Onlar sıkıntıya düştüklerinde ömür boyu savaş, buna sebat ve fetih uğrunda çarpışmaya ihtiyaç duydular. Bundan dolayı kılıçlarına yöneldiler ve onları omuzlarına aldılar. Bu, savaşta ciddiyetin kinayeli bir anlatımıdır. Böyle davranınca galip geldiler. "Avaya inmek" deyiminden maksat budur. Sonra Ebu Vail Sıffın savaşını bundan istisna etti. Çünkü bu savaşta iki tarafın ileri sürdüğü delilden dolayı savaş gecikti ve direniş şiddetli oldu. Zira Ali ve taraftarlarının delili hakka dönünceye kadar bağllerle savaşmanın kendilerine meşru olduğu görüşü idi. Muaviye ve taraftarlarının delili ise, Osman'ın haksız yere öldürülmesi ve katillerinin Irak askerlerinin içinde bulunması idi. Böylece her iki tarafın saflarında şüphe büyüdü, çarpışma şiddetlendi ve çok kişi öldürüldü. Sonunda hakeme gidildi, arda da olanlar oldu. Sehl'in ifadesine benzer bir görüş. Hz. Ömer'den de şöyle nakledilmiştir: "Dininiz konusunda reyden sakınınız." Bu ifadeyi Beyhaki eserinin baş tarafında bu şekilde kısaca rivayet etmiştir. Aynı haberi, Taberi ve Taberani uzun haliyle şu şekilde rivayet etmiştir: Din hakkında reyinize göre hareket etmeyin. Ben içtihat ederek kendi görüşüme dayanıp, Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in emrini geri çevirdiği mi görmüşümdür. Allah'a yemin olsun ki haktan geri dönmem. Bu olay Ebu CendeJ'in (geri iade edildiği) gün olmuştu. Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem bana 'Benim razı olduğumu görüyorsun ve bundan yüz çeviriyorsun' dedi. "(Taberami, el-Mucemu'l-Kebir, I, 72) Kısacası reye nassın bulunmadığı zaman başvurulur. İmam Şafil'nin ifadesi de buna işaret etmektedir. Beyhakl'nin sahih bir isnadla Ahmed b. Hanbel'den nakline göre İmam Şam zaruret durumunda kıyası kabul ederdi. Bununla birlikte reyine göre ameJ eden kişi, aslında o hükümden hedeflenen hümü yakalamış olduğuna güvenmemelidir. Ona düşen, yanlışlıkla bile olsa ecir ve sevap kazanabilmek için içtihadında olanca gücünü harcamaktır. Başarı yalnız Allah'tandır. Beyhaki'nin Şa'bı vasıtasıyla Amr b. Hureys'ten nakline göre Hz. Ömer şöyle demiştir: "Rey sahiplerinden kaçınınız! Çünkü onlar sünnetlerin düşmanıdır. Bunlar hadislerini ezberlemekten aciz kalmışlar ve reyi kabul etmişlerdir. Böylece hem kendileri sapmış, hem de başkalarını saptırmışlardır. Hz. Ömer'in hadisten nas varken reyi kabul eden kimseyi kınamak istediği gayet açıktır. Çünkü böyle bir kimse, hadisi araştırmaktan gafildir. Bu tip bir kişi hiç kınanmaz mı?" Kınanmaya bundan daha layık olan ise nassı bildiği halde ona muhalif olan reye göre amel eden ve nassı reyi ile reddetmek için kendini zorlayan kişidir. İmam Buharl'nin attığı başlıkta "Kıyasta Zorlamaya Gitme" derken işaret etmek istediği budur. Doğruyu en iyi Yüce Allah bilir. İbn Abdilberr, reyin kınanması hususunda birçok haberi naklettikten sonra ilmin açıklanması sadedinde özetle şöyle der: Alimler gerekmerfu, gerek mevkuf, gerek maktu bu haberlerde yer alan kınama ile kastedilen reyin ne olduğu noktasında ihtilaf etmişlerdir. Bazıları bu, sünnetlere muhalefete inanarak söz söylemektir demişlerdir. Çünkü bunlar, görüşlerini ve kıyaslarını hadisleri red alanında kullanmaktadırlar. Hatta şefaat hadisi örneğinde olduğu gibi tevatür derecesine ulaşmış meşhur hadislere bile dil uzatmışlar ve cehenneme girdikten sonra oradan herhangi bir kimsenin çıkacak olmasını inkar etmişlerdir. Bunlar ayrıca havzı, mizanı, kabir azabını inkar etmişlerdir. Bunun dışında Allah'ın sıfatları, ilim ve nazar konusundaki görüşleri de böyledir. İlim ehlinin çoğunluğunun görüşü şudur: Üzerinde düşünmenin ve kendisiyle meşgulolmanın caiz olmadığı kınanmış olan rey, bu gibi durumlarda ileri sürülmüş çeşitli bid'atler şeklindeki görüşlerdir. İbn Abdilberr bundan sonra Ahmed b. Hanbel'in şu görüşüne yer verir: Rey üzerine düşünüp de, kalbinde ayıp ve kusur olmayan hiç kimseyi hemen hemen göremezsin. İbn Abdilberr şöyle devam eder: Bilginlerin çoğunluğu zikredilen haberlerdeki kınanmış olan rey ahkam konusunda istihsana göre hüküm vermek, yanıltıcışeylerle meşgulolmak, detay hükümleri (furu) sünnetlerin asıllarına havale edecek yerde birbirine kıyas etmektir. İbn Abdilberr şöyle der: Ümmetin alimlerinden yanında Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'den herhangi bir şey konusunda hadis var olduğu sabit olup da onu reddeden hiç kimse yoktur. Ancak nesih bulunduğu iddiası, bir başka haberle çelişme veya icma ya da boyun eğmek gerekli olan bir uygulama ya da senediyle ilgili bir tenkit bulunması müstesnadır. Bunların dışında bir kimse böyle hareket edecek olursa imam olarak kabul edilmesi şöyle dursun, adaleti bile sakıt olup düşer. Allah onları böyle durumlara düşmekten korusun. O, bu konuyu meşhur zahid Sehl b. Abdullah et-Tusterl'den duyduğu şu sözle kapatmaktadır. Bir kimse ilim konusunda herhangi bir şey uydurursa kıyamet günü bu kendisine sorulur. Yaptığı sünnete uygunsa yakası nı kurtarır. Aksi takdirde kurtaramaz

    ہم سے عبدان نے بیان کیا، کہا ہم کو ابوحمزہ نے خبر دی، کہا میں نے اعمش سے سنا، کہا کہ میں نے ابووائل سے پوچھا تم صفین کی لڑائی میں شریک تھے؟ کہا کہ ہاں، پھر میں نے سہل بن حنیف کو کہتے سنا ( دوسری سند ) امام بخاری رحمہ اللہ نے کہا اور ہم سے موسیٰ بن اسماعیل نے بیان کیا، کہا ہم سے ابوعوانہ نے بیان کیا، ان سے اعمش نے، ان سے ابووائل نے بیان کیا کہ سہل بن حنیف رضی اللہ عنہ نے ( جنگ صفین کے موقع پر ) کہا کہ لوگوں! اپنے دین کے مقابلہ میں اپنی رائے کو بےحقیقت سمجھو میں نے اپنے آپ کو ابوجندل رضی اللہ عنہ کے واقعہ کے دن ( صلح حدیبیہ کے موقع پر ) دیکھا کہ اگر میرے اندر رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کے حکم سے ہٹنے کی طاقت ہوتی تو میں اس دن آپ سے انحراف کرتا ( اور کفار قریش کے ساتھ ان شرائط کو قبول نہ کرتا ) اور ہم نے جب کسی مہم پر اپنی تلواریں کاندھوں پر رکھیں ( لڑائی شروع کی ) تو ان تلواروں کی بدولت ہم کو ایک آسانی مل گئی جسے ہم پہچانتے تھے مگر اس مہم میں ( یعنی جنگ صفین میں مشکل میں گرفتار ہیں دونوں طرف والے اپنے اپنے دلائل پیش کرتے ہیں ) ابواعمش نے کہا کہ ابووائل نے بتایا کہ میں صفین میں موجود تھا اور صفین کی لڑائی بھی کیا بری لڑائی تھی جس میں مسلمان آپس میں کٹ مرے۔

    আমাস (রহ.) বলেন। আমি আবূ ওয়ায়িলকে জিজ্ঞেস করলাম, আপনি কি সিফফীনের যুদ্ধে যোগদান করেছিলেন? তিনি বললেন, হ্যাঁ। মূসা ইবনু ইসমা‘ঈল ..... সাহল ইবনু হুনায়ফ (রাঃ) বলেন, হে লোকেরা! দ্বীনের ব্যাপারে তোমাদের নিজস্ব মতামতকে গ্রহণযোগ্য মনে করো না। কেননা আবূ জান্দাল দিবসে (হুদাইবিয়াহর দিন) আমি ভেবেছিলাম, যদি রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সিদ্ধান্তকে প্রত্যাখ্যান করতে পারতাম, তাহলে অবশ্যই আমি তা প্রত্যাখ্যান করতাম। যে কোন ভয়াবহ অবস্থার জন্য আমরা যখনই তলোয়ার কাঁধে নিয়েছি, তখনই তলোয়ার আমাদের কাঙ্ক্ষিত লক্ষ্যের পথ সহজ করে দিয়েছে। বর্তমান বিষয়টি আলাদা। রাবী বলেন, আবূ ওয়ায়িল (রাঃ) বলেছেন, আমি সিফফীনের যুদ্ধে শরীক ছিলাম; কতই না মন্দ ছিল সিফফীনের লড়াই! [৩১৮১] (আধুনিক প্রকাশনী- ৬৭৯৮, ইসলামিক ফাউন্ডেশন)

    அஃமஷ் (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: நான் அபூவாயில் (ரஹ்) அவர்களிடம், “நீங்கள் ஸிஃப்பீன் போரில் கலந்து கொண்டீர்களா?” என்று கேட்டேன். அவர்கள், “ஆம் (கலந்துகொண்டேன்)” என்று கூறிவிட்டு, “நான் சஹ்ல் பின் ஹுனைஃப் (ரலி) அவர்களிடமிருந்து செவியுற்றேன் என (பின்வருமாறு) அறிவித்தார்கள்: சஹ்ல் பின் ஹுனைஃப் (ரலி) அவர்கள் கூறினார்கள்: மக்களே! (இந்தப் போரில் கலந்துகொள்ளாததற்காக என் மீது குற்றம்சாட்டாதீர்கள். மாறாக, கலந்து கொள்ள வேண்டும் என்று) உங்கள் மார்க்க விஷயத்தில் நீங்கள் எடுத்துள்ள முடிவையே குறைகாணுங்கள். அபூஜந்தல் (அபயம் தேடிவந்த) நாளில், அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களது கட்டளையை ஏற்க மறுப்பதற்கு என்னால் முடிந்திருந்தால் ஏற்க மறுத்திருப்பேன். (அன்று) எங்கள் தோள்களில் நாங்கள் எங்கள் வாட்களை (முடக்கி) வைத்துக் கொண்டது எங்களுக்குச் சிரமம் தரக்கூடிய விஷயமான போருக்கு அஞ்சியல்ல. நாங்கள் அறிந்த எளிய விஷயமான சமாதானத்தை அடைய, (முடக்கப்பட்ட) அந்த வாட்களே வழி வகுத்தன. ஆனால், இது (ஸிஃப்பீன் சண்டை) வேறு விஷயம். (முஸ்லிம்களுக்கிடையே மூண்டுவிட்ட இந்தப் போரில் ஈடுபடுவது அழிவைத்தான் தரும்).38 அபூவாயில் (ரஹ்) அவர்கள் கூறினார்கள்: ஸிஃப்பீன் போரில் நான் கலந்துகொண்டேன். ஸிஃப்பீன் போர் ஒரு கெட்ட நிகழ்ச்சி. இந்த ஹதீஸ் இரு அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :