• 1749
  • عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ ؟ فَقَالَتْ : لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلاَثٍ ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ : مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ }} ، {{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }} . وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا }} . وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }} الآيَةَ وَلَكِنَّهُ " رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ "

    حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ ؟ فَقَالَتْ : لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلاَثٍ ، مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ : مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ }} ، {{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }} . وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا }} . وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }} الآيَةَ وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ

    قف: قف شعري : قام من الفزع والخوف من هيبة الله عز وجل
    رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ
    حديث رقم: 3088 في صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء، آمين فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه
    حديث رقم: 3089 في صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء، آمين فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه
    حديث رقم: 4359 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} [المائدة: 67]
    حديث رقم: 6986 في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} [الجن: 26]، و {إن الله عنده علم الساعة} [لقمان: 34]، و {أنزله بعلمه} [النساء: 166]، {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} [فاطر: 11]، {إليه يرد علم الساعة} [فصلت: 47]
    حديث رقم: 7133 في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته)
    حديث رقم: 285 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى
    حديث رقم: 286 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى
    حديث رقم: 3141 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنعام
    حديث رقم: 3348 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة والنجم
    حديث رقم: 24364 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 23705 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25458 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 25507 في مسند أحمد ابن حنبل حَدِيثُ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
    حديث رقم: 60 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْإِسْرَاءِ ذِكْرُ تِعْدَادِ عَائِشَةَ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَعْظَمِ
    حديث رقم: 10966 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْأَحْزَابِ
    حديث رقم: 11086 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ النَّجْمِ
    حديث رقم: 10706 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
    حديث رقم: 1499 في مسند الطيالسي أَحَادِيثُ النِّسَاءِ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 303 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي صُورَتِهِ ، وَصِفَةِ جِبْرِيلَ
    حديث رقم: 1524 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مِنْ مُسْنَدِ الصِّدِّيقَةِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَعَنْ
    حديث رقم: 4775 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 4776 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 4777 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَائِشَةَ
    حديث رقم: 304 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي صُورَتِهِ ، وَصِفَةِ جِبْرِيلَ
    حديث رقم: 305 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي صُورَتِهِ ، وَصِفَةِ جِبْرِيلَ
    حديث رقم: 306 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي صُورَتِهِ ، وَصِفَةِ جِبْرِيلَ
    حديث رقم: 306 في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني بَقِيَّةُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ عَلِيُّ بْنُ بِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
    حديث رقم: 307 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي صُورَتِهِ ، وَصِفَةِ جِبْرِيلَ
    حديث رقم: 4886 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ فِيمَنْ قَرَأَ قَوْلَهُ : ( وَمَا

    [4855] قَوْله حَدثنَا يحيى هُوَ بن مُوسَى قَوْلُهُ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَوْلُهُ عَنْ مَسْرُوقٍ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ زِيَادَةُ قِصَّةٍ فِي سِيَاقِهِ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدٍ عَنِ الشّعبِيّ قَالَ لَقِي بن عَبَّاسٍ كَعْبًا بِعَرَفَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَكَبَّرَ كَعْب حَتَّى جاوبته الْجبَال فَقَالَ بن عَبَّاسٍ إِنَّا بَنُو هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلَامَهُ هَكَذَا فِي سِيَاقِ التِّرْمِذِيِّ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنْ هَذَا الْوَجْه فَقَالَ بن عَبَّاسٍ إِنَّا بَنُو هَاشِمٍ نَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ مَرَّتَيْنِ فَكَبَّرَ كَعْبٌ.
    وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلَامَهُ بَيْنَ مُوسَى وَمُحَمَّدٍ فَكَلَّمَ مُوسَى مَرَّتَيْنِ وَرَآهُ مُحَمَّدٌ مَرَّتَيْنِ قَالَ مَسْرُوقٌ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ الْحَدِيثَ وَلِابْنِ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍعَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ كَعْبٍ مِثْلَهُ قَالَ يَعْنِي الشَّعْبِيَّ فَأَتَى مَسْرُوقٌ عَائِشَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَظَهَرَ بِذَلِكَ سَبَبُ سُؤَالِ مَسْرُوقٍ لِعَائِشَةَ عَنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ يَا أُمَّتَاهُ أَصْلُهُ يَا أُمَّ وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ فَأُضِيفَ إِلَيْهَا أَلِفُ الِاسْتِغَاثَةِ فَأُبْدِلَتْ تَاءً وَزِيدَتْ هَاءُ السَّكْتِ بَعْدَ الْأَلِفِ وَوَقَعَ فِي كَلَامِ الْخَطَّابِيِّ إِذَا نَادَوْا قَالُوا يَا أُمَّهْ عِنْد السكت وَعند الْوَصْل يَا أمت بِالْمُثَنَّاةِ فَإِذَا فَتَحُوا لِلنُّدْبَةِ قَالُوا يَا أُمَّتَاهُ وَالْهَاءُ لِلسَّكْتِ وَتَعَقَّبَهُ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّ قَوْلَ مَسْرُوقٍ يَا أُمَّتَاهُ لَيْسَ لِلنُّدْبَةِ إِذْ لَيْسَ هُوَ تَفَجُّعًا عَلَيْهَا وَهُوَ كَمَا قَالَ قَوْلُهُ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ قَالَتْ لَقَدْ قَفَّ شَعْرِي أَيْ قَامَ مِنَ الْفَزَعِ لِمَا حَصَلَ عِنْدَهَا مِنْ هَيْبَةِ اللَّهِ وَاعْتَقَدَتْهُ مِنْ تَنْزِيهِهِ وَاسْتِحَالَةِ وُقُوعِ ذَلِكَ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْقَفُّ بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ كَالْقُشَعْرِيرَةِ وَأَصْلُهُ التَّقَبُّضُ وَالِاجْتِمَاعُ لِأَنَّ الْجِلْدَ يَنْقَبِضُ عِنْدَ الْفَزَعِ فَيَقُومُ الشَّعْرُ لِذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ أَيْ كَيْفَ يَغِيبُ فهمك عَن هَذِه الثَّلَاث وَكَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَكُونَ مُسْتَحْضِرَهَا وَمُعْتَقِدًا كَذِبَ مَنْ يَدَّعِي وُقُوعَهَا قَوْلُهُ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ الْمَذْكُورِ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ قَوْلُهُ ثُمَّ قَرَأت لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار قَالَ النَّوَوِيُّ تَبَعًا لِغَيْرِهِ لَمْ تَنْفِ عَائِشَةُ وُقُوعَ الرُّؤْيَةِ بِحَدِيثٍ مَرْفُوعٍ وَلَوْ كَانَ مَعَهَا لَذَكَرَتْهُ وَإِنَّمَا اعْتَمَدَتْ الِاسْتِنْبَاطَ عَلَى مَا ذَكَرَتْهُ مِنْ ظَاهِرِ الْآيَةِ وَقَدْ خَالَفَهَا غَيْرُهَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالصَّحَابِيُّ إِذَا قَالَ قَوْلًا وَخَالَفَهُ غَيْرُهُ مِنْهُمْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْقَوْلُ حُجَّةً اتِّفَاقًا وَالْمُرَادُ بِالْإِدْرَاكِ فِي الْآيَةِ الْإِحَاطَةُ وَذَلِكَ لَا يُنَافِي الرُّؤْيَةَ انْتَهَى وَجَزْمُهُ بِأَنَّ عَائِشَةَ لَمْ تنف الرُّؤْيَة بِحَدِيث مَرْفُوع تبع فِيهِ بن خُزَيْمَةَ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ مِنْ صَحِيحِهِ النَّفْيُ لَا يُوجِبُ عِلْمًا وَلَمْ تَحْكِ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَبَّهُ وَإِنَّمَا تَأَوَّلَتِ الْآيَةَ انْتَهَى وَهُوَ عَجِيبٌ فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْهَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ الَّذِي شَرَحَهُ الشَّيْخُ فَعِنْدَهُ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ فِي الطَّرِيقِ الْمَذْكُورَةِ قَالَ مَسْرُوقٌ وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ أَلَمْ يقل الله وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى فَقَالَتْ أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل وَأخرجه بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ دَاوُدَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فَقَالَتْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ فَقَالَ لَا إِنَّمَا رَأَيْتُ جِبْرِيلَ مُنْهَبِطًا نَعَمْ احتجاج عَائِشَة بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَة خالفها فِيهِ بن عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ قُلْتُ أَلَيْسَ الله يَقُول لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار قَالَ وَيْحَكَ ذَاكَ إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ الَّذِي هُوَ نُورُهُ وَقَدْ رَأَى رَبَّهُ مَرَّتَيْنِ وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآيَةِ نَفْيُ الْإِحَاطَةِ بِهِ عِنْدَ رُؤْيَاهُ لَا نَفْيَ أَصْلِ رُؤْيَاهُ وَاسْتَدَلَّ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ لِأَنَّ الْإِدْرَاكَ لَا يُنَافِي الرُّؤْيَةَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ أَصْحَابِ مُوسَى فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كلا وَهُوَ اسْتِدْلَالٌ عَجِيبٌ لِأَنَّ مُتَعَلِّقَ الْإِدْرَاكِ فِي آيَةِ الْأَنْعَامِ الْبَصَرُ فَلَمَّا نُفِيَ كَانَ ظَاهِرَهُ نَفْيُ الرُّؤْيَةِ بِخِلَافِ الْإِدْرَاكِ الَّذِي فِي قِصَّةِ مُوسَى وَلَوْلَا وُجُودُ الْأَخْبَارِ بِثُبُوتِ الرُّؤْيَةِ مَا سَاغَ الْعُدُولُ عَنِ الظَّاهِرِ ثُمَّ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ الْأَبْصَارُ فِي الْآيَةِ جَمْعٌ مُحَلَّى بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ فَيَقْبَلُ التَّخْصِيصَ وَقَدْ ثَبَتَ دَلِيلُ ذَلِكَ سَمْعًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لمحجوبون فَيَكُونُ الْمُرَادُ الْكُفَّارَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا ناظرة قَالَ وَإِذَا جَازَتْ فِي الْآخِرَةِ جَازَتْ فِي الدُّنْيَا لِتَسَاوِي الْوَقْتَيْنِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَرْئِيِّ انْتَهَى وَهُوَ اسْتِدْلَالٌ جَيِّدٌ.
    وَقَالَ عِيَاضٌ رُؤْيَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَائِزَةٌعَقْلًا وَثَبَتَتِ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ الْمَشْهُورَةُ بِوُقُوعِهَا لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَقَالَ مَالِكٌ إِنَّمَا لَمْ يُرَ سُبْحَانَهُ فِي الدُّنْيَا لِأَنَّهُ بَاقٍ وَالْبَاقِي لَا يُرَى بِالْفَانِي فَإِذَا كَانَ فِي الْآخِرَةِ وَرُزِقُوا أَبْصَارًا بَاقِيَةً رَأَوُا الْبَاقِيَ بِالْبَاقِي قَالَ عِيَاضٌ وَلَيْسَ فِي هَذَا الْكَلَامِ اسْتِحَالَةُ الرُّؤْيَةِ إِلَّا مِنْ حَيْثُ الْقُدْرَةِ فَإِذَا قَدَّرَ اللَّهُ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ عَلَيْهَا لَمْ يَمْتَنِعْ قُلْتُ وَوَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مَا يُؤَيِّدُ هَذِهِ التَّفْرِقَةَ فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا وَأخرجه بن خُزَيْمَةَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَمِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَإِنْ جَازَتِ الرُّؤْيَةُ فِي الدُّنْيَا عَقْلًا فَقَدِ امْتَنَعَتْ سَمْعًا لَكِنْ مَنْ أَثْبَتَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَنْ يَقُولَ إِنَّ الْمُتَكَلِّمَ لَا يَدْخُلُ فِي عُمُومِ كَلَامِهِ وَقَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ فَذَهَبت عَائِشَة وبن مَسْعُودٍ إِلَى إِنْكَارِهَا وَاخْتُلِفَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى إِثْبَاتِهَا وَحَكَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ حَلَفَ أَنَّ مُحَمَّدًا رأى ربه وَأخرج بن خُزَيْمَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ إِثْبَاتَهَا وَكَانَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ إِذَا ذُكِرَ لَهُ إِنْكَارُ عَائِشَةَ وَبِه قَالَ سَائِر أَصْحَاب بن عَبَّاسٍ وَجَزَمَ بِهِ كَعْبُ الْأَحْبَارِ وَالزُّهْرِيُّ وَصَاحِبُهُ مَعْمَرٌ وَآخَرُونَ وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَغَالِبِ أَتْبَاعِهِ ثُمَّ اخْتَلَفُوا هَلْ رَآهُ بِعَيْنِهِ أَوْ بِقَلْبِهِ وَعَن أَحْمد كالقولين قلت جَاءَت عَن بن عَبَّاسٍ أَخْبَارٌ مُطْلَقَةٌ وَأُخْرَى مُقَيَّدَةٌ فَيَجِبُ حَمْلُ مُطْلَقِهَا عَلَى مُقَيَّدِهَا فَمِنْ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا مِنْ طَرِيق عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ لِإِبْرَاهِيمَ وَالْكَلَام لمُوسَى والرؤية لمُحَمد وَأخرجه بن خُزَيْمَةَ بِلَفْظِ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى إِبْرَاهِيمَ بِالْخُلَّةِ الحَدِيث وَأخرج بن إِسْحَاقَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَن بن عمر أرسل إِلَى بن عَبَّاسٍ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ نَعَمْ وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيق أبي الْعَالِيَة عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رأى وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى قَالَ رَأَى رَبَّهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ وَلَهُ مِنْ طَرِيق عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ رَآهُ بِقَلْبِهِ وَأَصْرَحُ مِنْ ذَلِكَ مَا أخرجه بن مرْدَوَيْه من طَرِيق عَطاء أَيْضا عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمْ يَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنِهِ إِنَّمَا رَآهُ بِقَلْبِهِ وعَلى هَذَا فَيمكن الْجمع بَين إِثْبَات بن عَبَّاسٍ وَنَفْيِ عَائِشَةَ بِأَنْ يُحْمَلَ نَفْيُهَا عَلَى رُؤْيَةِ الْبَصَرِ وَإِثْبَاتُهُ عَلَى رُؤْيَةِ الْقَلْبِ ثُمَّ الْمُرَادُ بِرُؤْيَةِ الْفُؤَادِ رُؤْيَةُ الْقَلْبِ لَا مُجَرَّدَ حُصُولِ الْعِلْمِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَالِمًا بِاللَّهِ عَلَى الدَّوَامِ بَلْ مُرَادُ مَنْ أَثْبَتَ لَهُ أَنَّهُ رَآهُ بِقَلْبِهِ أَنَّ الرُّؤْيَةَ الَّتِي حَصَلَتْ لَهُ خُلِقَتْ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَخْلُقُ الرُّؤْيَةَ بِالْعَيْنِ لِغَيْرِهِ وَالرُّؤْيَةُ لَا يُشْتَرَطُ لَهَا شَيْءٌ مَخْصُوصٌ عَقْلًا وَلَوْ جَرَتِ الْعَادة بخلقها فِي الْعين وروى بن خُزَيْمَةَ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ وَعِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ ذَلِكَ فَقَالَ نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ وَلِأَحْمَدَ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ نُورًا وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ عَنْهُ قَالَ رَآهُ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يَرَهُ بِعَيْنِهِ وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ مُرَادُ أَبِي ذَرٍّ بِذِكْرِهِ النُّورَ أَيِ النُّورُ حَالَ بَيْنَ رُؤْيَتِهِ لَهُ بِبَصَرِهِ وَقَدْ رَجَّحَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ قَوْلَ الْوَقْفِ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَعَزاهُ لجَماعَة مِنَ الْمُحَقِّقِينَ وَقَوَّاهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْبَابِ دَلِيلٌ قَاطِعٌ وَغَايَةُ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ لِلطَّائِفَتَيْنِ ظَوَاهِرُ مُتَعَارِضَةٌ قَابِلَةٌ لِلتَّأْوِيلِ قَالَ وَلَيْسَتِ الْمَسْأَلَةُ مِنَ الْعَمَلِيَّاتِ فَيُكْتَفَى فِيهَا بِالْأَدِلَّةِ الظَّنِّيَّةِ وَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ فَلَا يُكْتَفَى فِيهَا إِلَّا بِالدَّلِيلِ الْقطعِي وجنح بن خُزَيْمَةَ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِلَى تَرْجِيحِ الْإِثْبَاتِ وَأَطْنَبَ فِي الِاسْتِدْلَالِ لَهُ بِمَا يَطُولُ ذِكْرُهُ وَحمل مَا ورد عَن بن عَبَّاسٍ عَلَى أَنَّ الرُّؤْيَا وَقَعَتْ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً بِعَيْنِهِ وَمَرَّةً بِقَلْبِهِ وَفِيمَا أَوْرَدْتُهُ مِنْ ذَلِكَ مُقْنِعٌ وَمِمَّنْ أَثْبَتَ الرُّؤْيَةَ لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم الإِمَام أَحْمد فروى الْخلال فِي كِتَابِ السُّنَّةِ عَنِ الْمَرْوَزِيِّ قُلْتُ لِأَحْمَدَ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُدْفَعُ قَوْلُهَا قَالَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ رَبِّيقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنْ قَوْلِهَا وَقَدْ أَنْكَرَ صَاحِبُ الْهَدْيِ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَحْمَدَ قَالَ رَأَى رَبَّهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ قَالَ وَإِنَّمَا قَالَ مَرَّةً رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ.
    وَقَالَ مَرَّةً بِفُؤَادِهِ وَحَكَى عَنْهُ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ رَآهُ بِعَيْنَيْ رَأْسِهِ وَهَذَا مِنْ تَصَرُّفِ الْحَاكِي فَإِنَّ نُصُوصَهُ مَوْجُودَةٌ ثُمَّ قَالَ يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ الْفَرْقُ بَيْنَ قَوْلِهِمْ كَانَ الْإِسْرَاءُ مَنَامًا وَبَيْنَ قَوْلِهِمْ كَانَ بِرُوحِهِ دُونَ جَسَدِهِ فَإِنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقًا فَإِنَّ الَّذِي يَرَاهُ النَّائِمُ قَدْ يَكُونُ حَقِيقَةً بِأَنْ تَصْعَدَ الرُّوحُ مَثَلًا إِلَى السَّمَاءِ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ ضَرْبِ الْمَثَلِ أَنْ يَرَى النَّائِمُ ذَلِكَ وَرُوحُهُ لَمْ تَصْعَدْ أَصْلًا فَيَحْتَمِلُ مَنْ قَالَ أُسْرِيَ بِرُوحِهِ وَلَمْ يَصْعَدْ جَسَدُهُ أَرَادَ أَنَّ رُوحَهُ عُرِجَ بِهَا حَقِيقَةً فَصَعِدَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ وَجَسَدُهُ بَاقٍ فِي مَكَانِهِ خَرْقًا لِلْعَادَةِ كَمَا أَنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ شُقَّ صَدْرُهُ وَالْتَأَمَ وَهُوَ حَيٌّ يَقْظَانُ لَا يَجِدُ بِذَلِكَ أَلَمًا انْتَهَى وَظَاهِرُ الْأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِي الْإِسْرَاءِ تَأْبَى الْحَمْلَ عَلَى ذَلِكَ بَلْ أُسْرِيَ بِجَسَدِهِ وَرُوحِهِ وَعُرِجَ بِهِمَا حَقِيقَةً فِي الْيَقَظَةِ لَا مَنَامًا وَلَا اسْتِغْرَاقًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَأَنْكَرَ صَاحِبُ الْهَدْيِ أَيْضًا عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِسْرَاءَ تَعَدَّدَ وَاسْتَنَدَ إِلَى اسْتِبْعَادِ أَنْ يَتَكَرَّرَ قَوْلُهُ فَفَرَضَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً وَطَلَبَ التَّخْفِيفَ إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ فَإِنَّ دَعْوَى التَّعَدُّدِ تَسْتَلْزِمُ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي أَنَّ فَرْضِيَّةَ الْخَمْسِينَ وَقَعَتْ بَعْدَ أَنْ وَقَعَ التَّخْفِيفُ ثُمَّ وَقَعَ سُؤَالُ التَّخْفِيفِ وَالْإِجَابَةُ إِلَيْهِ وَأُعِيدَ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي إِلَى آخِرِهِ انْتَهَى وَمَا أَظُنُّ أَحَدًا مِمَّنْ قَالَ بِالتَّعَدُّدِ يَلْتَزِمُ إِعَادَةَ مِثْلِ ذَلِكَ يَقَظَةً بَلْ يَجُوزُ وُقُوعُ مِثْلِ ذَلِكَ مَنَامًا ثُمَّ وُجُودُهُ يَقَظَةً كَمَا فِي قِصَّةِ الْمَبْعَثِ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْرِيرُهَا وَيَجُوزُ تَكْرِيرُ إِنْشَاءِ الرُّؤْيَةِ وَلَا تُبْعِدُ الْعَادَةُ تَكْرِيرَ وُقُوعِهِ كَاسْتِفْتَاحِ السَّمَاءِ وَقَوْلِ كُلِّ نَبِيٍّ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ بَلِ الَّذِي يُظَنُّ أَنَّهُ تَكَرَّرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَنَسٍ رَفَعَهُ بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفِي فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّائِرِ فَقَعَدْتُ فِي أَحَدِهِمَا وَقَعَدَ جِبْرِيلُ فِي الْأُخْرَى فَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفِي وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسِسْتُ فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ جَلَسَ لِأَجْلِي وَفَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ فَرَأَيْتُ النُّورَ الْأَعْظَمَ وَإِذَا دُونَهُ الْحِجَابُ وَفَوْقَهُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ.
    وَقَالَ تَفَرَّدَ بِهِ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ بَصْرِيًّا مَشْهُورًا قُلْتُ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ قَوْلُهُ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ هُوَ دَلِيلٌ ثَانٍ اسْتَدَلَّتْ بِهِ عَائِشَةُ عَلَى مَا ذَهَبَتْ إِلَيْهِ مِنْ نَفْيِ الرُّؤْيَةِ وَتَقْرِيرُهُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَصَرَ تَكْلِيمَهُ لِغَيْرِهِ فِي ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَهِيَ الْوَحْيُ بِأَنْ يُلْقِيَ فِي رَوْعِهِ مَا يَشَاءُ أَوْ يُكَلِّمَهُ بِوَاسِطَةٍ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ رَسُولًا فَيُبَلِّغَهُ عَنْهُ فَيَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ انْتِفَاءَ الرُّؤْيَةِ عَنْهُ حَالَةَ التَّكَلُّمِ وَالْجَوَابُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الرُّؤْيَةِ مُطْلَقًا قَالَهُ الْقُرْطُبِيُّ قَالَ وَعَامَّةُ مَا يَقْتَضِي نَفْيَ تَكْلِيمِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الثَّلَاثَةِ فَيَجُوزُ أَنَّ التَّكْلِيمَ لَمْ يَقَعْ حَالَةَ الرُّؤْيَةِ قَوْلُهُ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تكسب غَدا إِلَخْ تَقَدَّمَ شَرْحُ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ لُقْمَانَ قَوْلُهُ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بلغ الْآيَةَ يَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ قَوْلُهُ وَلَكِنْ رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَلَكِنَّهُ وَهَذَا جَوَابٌ عَنْ أَصْلِ السُّؤَالِ الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ مَسْرُوقٌ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَهُوَ قَوْلُهُ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رأى وَقَوله وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى وَلِمُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ وَلَهُ فِي رِوَايَةِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ بن مَسْعُود أبْصر جِبْرِيل وَلم يبصر ربه(قَوْلُهُ بَابُ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ تَقَدَّمَ هَذَا التَّفْسِيرُ قَرِيبًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَهِيَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَيْضًا وَالْقَابُ مَا بَيْنَ الْقَبْضَةِ وَالسِّيَةِ مِنَ الْقَوْسِ قَالَ الْوَاحِدِيُّ هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَادَ الْقَوْسُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا قَالَ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهَا الذِّرَاعُ لِأَنَّهُ يُقَاسُ بِهَا الشَّيْءُ قُلْتُ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَوْلُ هُوَ الرَّاجِحُ فقد أخرج بن مرْدَوَيْه بِإِسْنَاد صَحِيح عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْقَابُ الْقَدْرُ وَالْقَوْسَيْنِ الذِّرَاعَانِ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْقَوْسُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا لَمْ يُمَثَّلْ بِذَلِكَ لِيُحْتَاجَ إِلَى التَّثْنِيَةِ فَكَانَ يُقَالُ مَثَلًا قَابَ رُمْحٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ عَلَى الْقَلْبِ وَالْمُرَادُ فَكَانَ قَابَيْ قَوْسٍ لِأَنَّ الْقَابَ مَا بَيْنَ الْمِقْبَضِ إِلَى السِّيَةِ فَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى خَالِفَتِهِ وَقَوْلُهُ أَوْ أَدْنَى أَيْ أَقْرَبَ قَالَ الزَّجَّاجُ خَاطَبَ اللَّهُ الْعَرَبَ بِمَا أَلِفُوا وَالْمَعْنَى فِيمَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَاللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِالْأَشْيَاءِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ لَا تَرَدُّدَ عِنْدَهُ وَقِيلَ أَوْ بِمَعْنَى بَلْ وَالتَّقْرِيرُ بَلْ هُوَ أَقْرَبُ مِنَ الْقَدْرِ الْمَذْكُورِ وَسَيَأْتِي بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ فَتَدَلَّى فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

    باب
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4592 ... ورقمه عند البغا: 4855 ]
    - حَدَّثَنَا يَحْيَى. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ -رضي الله عنها- يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلاَثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {{لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}} [الأنعام: 103] {{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}} [الشورى: 51] وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا}} [لقمان: 34] وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}} [المائدة: 67] الآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ.وبه قال: (حدّثنا يحيى) هو ابن موسى الختي بالخاء المعجمة والفوقية المشددة قال: (حدّثنا وكيع) هو ابن الجرّاح بن فليح الرؤاسي براء مضمومة فهمزة مفتوحة فمهملة الكوفي (عن إسماعيل بن أبي خالد) الأحمسي مولاهم العجلي (عن عامر) الشعبي (عن مسروق) هو ابن الأجدع الهمداني أنه (قال: قلت لعائشة -رضي الله عنها- يا أمتاه) بضم الهمزة وتشديد الميم وبعد الفوقية ألف فهاء ساكنة قال في الفتح والأصل يا أم والهاء للسكت فأضيف إليها ألف الاستغاثة فأبدلت تاء ثم زيدت هاء السكت بعد الألف (هل رأى محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربه)؟ ليلة الإسراء (فقالت: لقد قفّ) بفتح القاف وتشديد الفاء أي قام (شعري) فرعًا (مما قلت) هيبة من الله واستحالة لوقوع ذلك في الدنيا وليس هو إنكارًا منها لجواز الرؤية مطلقًا كقول المعتزلة ولأبي ذر مما قلته (أين أنت من ثلاث) أي كيف يغيب فهمك عن ثلاث (من حدّثكهن فقد كذب) في حديثه (من حدّثك أن محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى ربه) ليلة المعراج (فقد كذب) وعند مسلم فقد أعظم على الله الفرية (ثم قرأت) مستدلة لذلك بطريق الاستنباط ({{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}}) [الأنعام: 103].وفي مسلم: أنها سألت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن قوله تعالى: {{ولقد رآه نزلة أخرى}} [النجم: 13] فقال: إنما هو جبريل. وعند ابن مردويه أنها قالت: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: لا إنما رأيت جبريل منهبطًا واحتجاجها بالآية خالفها فيه ابن عباس، ففي الترمذي عن عكرمة عنه قال: رأى محمد ربه. قلت: أليس يقول الله تعالى: {{لا تدركه الأبصار}} [الأنعام: 153] قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين فالمنفي في الآية إحاطة الأبصار لا مجرد الرؤية بل في تخصيص الإحاطة بالنفي ما يدل على الرؤية أو يُشعِر بها كما تقول لا تحيط به الأفهام وأصل المعرفة حاصل.ثم استدلت أيضًا بقوله تعالى: ({{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيًا أو من وراء حجاب}}) [الشورى: 51] وأجيب: بأن هذه الآية لا تدل على نفي الرؤية مطلقًا بل على أن البشر لا يرى الله في حال التكلم فنفي الرؤية مقيد بهذه الحالة دون غيرها.(ومن حدّثك أنه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت {{وما تدري نفس ماذا تكسب
    غدًا}}
    )
    [لقمان: 34] أي تعمل.(ومن حدّثك أنه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (كتم) شيئًا مما أمر بتبليغه ولأبي ذر أنه قد كتم (فقد كذب ثم قرأت ({{يا أيها الرسول بَلّغ ما أنزل إليك من ربك}}) [المائدة: 67] (الآية. ولكنه) عليه الصلاة والسلام ولأبي ذر عن الحموي والمستملي ولكن (رأى جبريل عليه السلام في صورته) له ستمائة جناح (مرتين) مرة بالأرض في الأفق الأعلى ومرة في السماء عند سدرة المنتهى.وهذا الحديث أخرجه في التفسير والتوحيد مقطعًا ومسلم في الإيمان والترمذي والنسائي في التفسير.

    ( {{سُورَةُ وَالنَّجْمِ}} )أَي: هَذَا تَفْسِير بعض سُورَة النَّجْم، وَهِي مَكِّيَّة. قَالَ مقَاتل: غير آيَة نزلت فِي نَبهَان التمار وَهِي: {{وَالَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم}} (النَّجْم: 23) وَفِيه رد لقَوْل أبي الْعَبَّاس فِي (مقامات التَّنْزِيل) وَغَيره. مَكِّيَّة بِلَا خلاف. وَقَالَ السخاوي: نزلت بعد سُورَة الْإِخْلَاص وَقيل سُورَة عبس، وَهِي ألف وَأَرْبَعمِائَة حرف، وثلاثمائة وَسِتُّونَ كلمة، وَاثْنَتَانِ وَسِتُّونَ آيَة. وَالْوَاو فِي: والنجم، للقسم، والنجم: الثريا. قَالَه ابْن عَبَّاس وَالْعرب تسمي الثريا نجما وَإِن كَانَت فِي الْعدَد نجوما. وَعَن مُجَاهِد نُجُوم السَّمَاء كلهَا حِين تغرب لَفظه وَاحِد وَمَعْنَاهُ جمع، وسمى الْكَوْكَب نجما لطلوعه، وكل طالع نجم. قَوْله: {{إِذا هوى}} أَي: إِذا غَابَ وَسقط قَوْله: {{مَا ضل صَاحبكُم}} جَوَاب الْقسم والصاحب هُوَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.(بِسم الله الرحمان الرَّحِيم)لم تثبت الْبَسْمَلَة إلاَّ لأبي ذَر. وَلم يثبت لغيره أَيْضا لفظ: سُورَة.وَقَالَ مُجَاهِدٌ: ذَو مِرَّةٍ: ذُو قُوَّةٍأَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {{ذُو مرّة فَاسْتَوَى}} (النَّجْم: 6) أَي: ذُو قُوَّة شَدِيدَة، وَعَن أبي عُبَيْدَة: ذُو شدَّة، وَهُوَ جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، وَعَن عَبَّاس: ذُو خلق حسن، وَعَن الْكَلْبِيّ: من قُوَّة جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، أَنه اقتلع قريات قوم لوط، عَلَيْهِ السَّلَام، من المَاء الْأسود وَحملهَا على جنَاحه ورفعها إِلَى السَّمَاء ثمَّ قَلبهَا، وأصل الْمرة من أمررت الْحَبل إِذا أحكمت فتله. قَوْله: (فَاسْتَوَى) يَعْنِي: جِبْرِيل، وَهوى. أَي: مُحَمَّد، عَلَيْهِ السَّلَام، يَعْنِي: اسْتَوَى مَعَ مُحَمَّد، عَلَيْهِمَا السَّلَام، لَيْلَة الْمِعْرَاج بالأفق الْأَعْلَى وَهُوَ أقْصَى الدُّنْيَا
    عِنْد مطلع الشَّمْس فِي السَّمَاء.قَابَ قَوْسَيْنِ حَيْثُ الوَتَرُ مِنَ القَوْسِهَذَا سقط من أبي ذَر، وَعَن أبي عُبَيْدَة، أَي قدر قوسين أَو أدنى، أَي: أقرب، وَعَن الضَّحَّاك، ثمَّ دنا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ربه عز وَجل فَتَدَلَّى فَأَهوى بِالسُّجُود، فَكَانَ مِنْهُ قاب قوسين أَو أدنى، وَقيل: مَعْنَاهُ بل أدنى أَي: بل أقرب مِنْهُ، وَقيل: ثمَّ دنى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سَاق الْعَرْش فَتَدَلَّى أَي: جَاوز الْحجب والسرادقات لَا نقلة مَكَان وَهُوَ قَائِم بِإِذن الله، عز وَجل، وَهُوَ كالمتعلق بالشَّيْء لَا يثبت قدمه على مَكَان، والقاب والقاد والقيد، عبارَة عَن مِقْدَار الشَّيْء، والقاب مَا بَين القبضة والشية من الْقوس، وَقَالَ الواحدي: هَذَا قَول جُمْهُور الْمُفَسّرين إِن المُرَاد الْقوس الَّتِي يرْمى بهَا. قَالَ: وَقيل: المُرَاد بهَا الذِّرَاع لِأَنَّهُ يُقَاس بهَا الشَّيْء. قلت: يدل على صِحَة هَذَا القَوْل مَا رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه بِإِسْنَاد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: القاب الْقدر، والقوسين الذراعين، وَقد قيل: إِنَّه على الْقلب، وَالْمرَاد: فَكَانَ قابي قَوس.ضِيزَى: عَوْجَاءُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{تِلْكَ إِذا قسْمَة ضيزي}} (النَّجْم: 22) وَفَسرهُ بقوله: (عوجاء) وَهُوَ مَرْوِيّ عَن مقَاتل، وَعَن ابْن عَبَّاس وَقَتَادَة: قسْمَة جائرة حَيْثُ جعلتم لربكم من الْوَلَد مَا تَكْرَهُونَ لأنفسكم وَعَن ابْن سِيرِين: غير مستوية أَن يكون لكم الذّكر وَللَّه الْإِنَاث تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا.وَأَكْدَى قَطَعَ عَطَاءَهُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{أَفَرَأَيْت الَّذِي تولى وَأعْطى قَلِيلا وأكدى}} (النَّجْم: 33، 43) وَفسّر: (أكدى) بقوله: (قطع عطاءه) نزلت فِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة. قَالَ مقَاتل: يَعْنِي أعْطى الْوَلِيد قَلِيلا من الْخَيْر بِلِسَانِهِ ثمَّ أكدى، أَي: قطعه وَلم يتم عَلَيْهِ، وَعَن ابْن عَبَّاس وَالسُّديّ والكلبي وَالْمُسَيب بن شريك. نزلت فِي عُثْمَان بن عَفَّان، رَضِي الله عَنهُ، وَله قصَّة تركناها لطولها، وأصل أكدى، من الكدية وَهُوَ حجر يظْهر فِي الْبِئْر وَيمْنَع من الْحفر ويوئس من المَاء، وَيُقَال: كديت أَصَابِعه إِذا بخلت، وكديت يَده إِذا كلت فَلم تعْمل شَيْئا.رَبُّ الشِّعْرَى: هُوَ مِرْزَمُ الجَوْزَاءِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَإنَّهُ هُوَ رب الشعرى}} (النَّجْم: 94) وَقَالَ الشعرى مرزم الجوزاء، بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الزَّاي وَهُوَ الْكَوْكَب الَّذِي يطلع وَرَاء الجوزاء، وهما شعريان: الغميصاء، مصغر الغمصاء بالغين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وبالمد، والعبور. فَالْأولى فِي الْأسد وَالثَّانِي فِي الجوزاء، وَكَانَت خُزَاعَة تعبد الشعرى العبور. وَقَالَ أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي فِي (كتاب الأنواء) الْعذرَة والشعرى العبور والجوزاء فِي نسق وَاحِد، وَهن نُجُوم مَشْهُورَة، قَالَ: وللشعرى ثَلَاثَة أزمان إِذا رؤيت غدْوَة طالعة فَذَاك صميم الْحر، وَإِذا رؤيت عشيا طالعة فَذَاك صميم الْبرد، وَلها زمَان ثَالِث وَهُوَ وَقت نوئها وَأحد كوكبي الذِّرَاع المقبوضة هِيَ الشعرى الغميصاء، وَهِي تقَابل الشعرى العبور والمجرة بَينهمَا، وَيُقَال لكوكبها الآخر الشمالي المرزم، مرزم الذِّرَاع، وهما مرزمان هَذَا وَالْآخر فِي الجوزاء، وَكَانَت الْعَرَب تَقول: انحدر سُهَيْل فَصَارَ يَمَانِيا فتبعته الشعرى فعبرت إِلَيْهِ المجرة. وأقامت الغميصاء بَكت عَلَيْهِ حَتَّى غمصت عينهَا. قَالَ: والشعريان الغميصاء والعبور يطلعان مَعًا.الَّذِي وَفَّى وَفَّى مَا فَرِضَ عَلَيْهِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَإِبْرَاهِيم الَّذِي وفى}} (النَّجْم: 73) وَفسّر قَوْله: {{إِبْرَاهِيم الَّذِي وفى}} بقوله: وفَّى مَا فرض عَلَيْهِ من الْأَمر، ووفى بِالتَّشْدِيدِ أبلغ من وفى بِالتَّخْفِيفِ، لِأَن بابُُ التفعيل فِيهِ الْمُبَالغَة، وَعَن ابْن عَبَّاس وَأبي الْعَالِيَة: أوفى أدّى {{إِن لَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى}} (الْأَنْعَام: 461) وَعَن الزّجاج: وَفِي بِمَا أَمر بِهِ وَمَا امتحن بِهِ من ذبح وَلَده وَعَذَاب قومه.أزِفَتِ الآزِفَةُ: اقْتَرَبَتِ السَّاَعةأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{أزفت الآزفة لَيْسَ لَهَا من دون الله كاشفة}} (النَّجْم: 75، 85) وَفسّر قَوْله تَعَالَى: {{أزفت الآزفة}} بقوله: (اقْتَرَبت السَّاعَة) وَرُوِيَ عَن مُجَاهِد كَذَلِك، وَسقط هَذَا هُنَا فِي رِوَايَة أبي ذَر. وَيَأْتِي فِي التَّوْحِيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى. قَوْله: (كاشفة) ، أَي: مظهرة مُقِيمَة، وَالْهَاء فِيهِ للْمُبَالَغَة.سَامِدُونَ البَرْطَمَةُ، وَقَالَ عِكْرَمَةُ يَتَغَنَّوْن بِالحِمْيَرِيَة
    أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وَجل: {{تضحكون وَلَا تَبْكُونَ وَأَنْتُم سامدون}} (النَّجْم: 01، 16) وَقَالَ: (سامدون البرطمة) بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَالْمِيم، كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ والأصيلي والقابسي، البرطنة، بالنُّون بدل الْمِيم، وَمَعْنَاهُ الْإِعْرَاض، وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة: البرطمة هَكَذَا وَوضع ذقنه فِي صَدره، وَعَن مُجَاهِد: سامدون غضاب متبرطمون، فَقيل لَهُ: مَا البرطمة، فَقَالَ الْإِعْرَاض، وَيُقَال: البرطمة الانتفاخ من الْغَضَب، وَرجل مبرطم متكبر، وَقيل: هُوَ الْغناء الَّذِي لَا يفهم، وَفِي التَّفْسِير: سامدون لاهون غافلون، يُقَال: دع عَنْك سمودك. أَي: لهوك، وَهُوَ لُغَة أهل الْيمن للاَّهي، وَعَن الضَّحَّاك: أشرون بطرون. قَوْله: (وَقَالَ عِكْرِمَة) ، هُوَ مولى ابْن عَبَّاس: معنى سامدون يتغنون بلغَة الْحمير، رَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة فِي تَفْسِيره عَن ابْن أبي نجيح عَن عِكْرِمَة.وَقَالَ إبْرَاهِيمُ أفَتُمَارُونَهُ أفَتُجادِلُونَهُ وَمَنْ قَرَأَ أَفَتَمْرُونَهُ يَعْنِي أفَتَجْحَدُونَهُ.أَي: قَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {{أفتمارونه على مَا يرى}} وَفَسرهُ بقوله: (أفتجادلونه) من المراء وَهُوَ الملاحاة والمجادلة، واشتقاقه من مري النَّاقة كَانَ كل وَاحِد من المتجادلين يمري مَا عِنْد صَاحبه، وَيُقَال: مريت النَّاقة مريا إِذا مسحت ضرْعهَا لندر، وَهَكَذَا رَوَاهُ قوم مِنْهُم سعيد بن مَنْصُور عَن هشيم عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم. قَوْله: (وَمن قَرَأَ: افتمرونه) ، بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْمِيم وَهِي قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَخلف وَيَعْقُوب على معنى: أفتجحدونه، وَاخْتَارَهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ لأَنهم لم يماروه وَإِنَّمَا جَحَدُوا. وَتقول الْعَرَب: مريت الرجل حَقه إِذا جحدته، وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ: أفتجحدون، بِغَيْر ضمير.مَا زَاغَ البَصَرُ بَصَرُ مُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَمَا طَغَى وَلا جَاوَزَ مَا رَأَىهَذَا ظَاهر. وَفِي التَّفْسِير أَي: مَا جَاوز مَا أَمر بِهِ وَلَا مَال عَمَّا قصد لَهُ، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، وَقَالَ: مَا زاغ الْبَصَر، وَلم يعين الْقَائِل، وَهُوَ قَول الْفراء، يُقَال مَا عدل يَمِينا وَلَا شمالاً وَلَا زَاد وَلَا تجَاوز، وَهَذَا وصف أدب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.فَتَمَارَوْا: كَذَبُواهَذَا لَيْسَ فِي هَذِه السُّورَة بل فِي سُورَة الْقَمَر الَّتِي تلِي هَذِه السُّورَة، وَلَعَلَّ هَذَا من تخبيط النساخ، وَمعنى: (تماروا: كذبُوا) وَقَالَ الْكرْمَانِي: تتمارى تكذب، وَقَالَ بَعضهم بعد أَن نقل كَلَام الْكرْمَانِي: وَلم أَقف عَلَيْهِ. قلت: لَا حَاجَة إِلَى وُقُوفه عَلَيْهِ، بل هَذِه اللَّفْظَة فِي هَذِه السُّورَة. وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {{فَبِأَي آلَاء رَبك تمّارى}} (النَّجْم: 55) أَي: فَبِأَي نعمائه عَلَيْك تتمارى أَي: تشك وتجادل، وَالْخطاب للْإنْسَان على الْإِطْلَاق وَفِي (تَفْسِير النَّفْسِيّ) الْخطاب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا يُعجبنِي هَذَا. وَالله أعلم.وَقَالَ الحَسَنُ: إذَا هَوَى: غَابَأَي: قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {{والنجم إِذا هوى}} (النَّجْم: 1) مَعْنَاهُ: إِذا غَابَ، وَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة عَن الْحسن، وَيُقَال: إِذا سقط الْهوى السُّقُوط وَالنُّزُول، يُقَال: هوى يهوي هويا، مثل مضى يمْضِي مضيا، وَعَن جَعْفَر الصَّادِق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ {{والنجم إِذا هوى}} يَعْنِي: مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل من السَّمَاء لَيْلَة الْمِعْرَاج.وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ أغْنَى وَأفْنَى: أعْطَى فَأرْضَىأَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عز وَجل: {{وَإنَّهُ أغْنى وأقنى}} (النَّجْم: 84) وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَنهُ، وَعَن أبي صَالح: غنى النَّاس بِالْمَالِ، وأفنى أعْطى الْقنية وأصول الْأَمْوَال، وَقَالَ الضَّحَّاك: أَعنِي بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وصنوف الْأَمْوَال، وأقنى بِالْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم. وَعَن ابْن زيد: أغْنى أَكثر وأفنى أقل، وَعَن الْأَخْفَش: أفنى أفقر، وَعَن ابْن كيسَان أولد.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4592 ... ورقمه عند البغا:4855 ]
    - حدَّثنا يَحْيَى حدَّثنا وَكِيعُ عَنْ إسْمَاعِيلَ بنِ أبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِر عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا يَا امتاهْ هَلْ رَأي مُحَمَّدٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَبَّهُ فَقَالَتْ لَقَدْ قَفَّ شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ أيْنَ أنْتَ مِنْ ثَلاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أنَّ مُحَمَّدا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ
    ثُمَّ قَرَأْت: {{لَا تُدْرِكَهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}} (الْأَنْعَام: 301) . {{وَمَا كَانَ لِبَشَرِ أنْ يُكَلِّمَهُ الله إلاَّ وَحْيا أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}} (الشورى: 15) وَمَنْ حَدَّثَكَ أنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ: {{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدا}} (لُقْمَان: 43) وَمَنْ حَدَّثَكَ أنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأْت: {{يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}} (الْمَائِدَة: 76) الآيَةَ وَلاكِنَّهُ رَأى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السلامُ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ..مطابقته للسورة ظَاهِرَة. وَيحيى هَذَا إِمَّا ابْن مُوسَى الختي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق، وَإِمَّا ابْن جَعْفَر الْبَلْخِي البيكندي، وعامر هُوَ الشّعبِيّ.والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي التَّوْحِيد مُطلقًا عَن مُحَمَّد بن يُوسُف وَفِي التَّوْحِيد أَيْضا وَقَالَ مُحَمَّد إِلَى آخِره وَأخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان عَن مُحَمَّد بن عبد الله وَغَيره وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن أَحْمد بن منيع وَغَيره وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن الْمثنى وَغَيره.قَوْله: (يَا أمتاه) ، بِزِيَادَة الْألف وَالْهَاء، وَقَالَ الْخطابِيّ: هم يَقُولُونَ فِي النداء: يَا أبه أمه إِذا وقفُوا فَإِذا وصلوا قَالُوا: يَا أَبَت وَيَا أمت، وَإِذا فتحُوا للنعدبة قَالُوا: يَا أبتاه وَيَا أمتاه، وَالْهَاء الْوَقْف. وَقَالَ الْكرْمَانِي، هَذَا لَيْسَ من بابُُ الندبة إِذْ لَيْسَ ذَلِك تفجعا عَلَيْهَا. وَقَالَ بَعضهم: أَصله يَا أم فأضيف إِلَيْهَا ألف الاستغاثة فأبدلت تَاء وزيدت هَاء السكت بعد الْألف. قلت: لم يقل أحد مِمَّن يُؤْخَذ عَنهُ أَن الْألف فِيهِ للاستغاثة وَأَيْنَ الاستغاثة هَاهُنَا. قَوْله: (لقد قف شعري) ، أَي: قَامَ من الْفَزع لما حصل عِنْدهَا من هَيْبَة الله عز وَجل، وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل: القفة: بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الْفَاء، كالقشعريرة وَأَصله التقبض والاجتماع لِأَن الْجلد ينقبض عِنْد الْفَزع فَيقوم الشّعْر لذَلِك. قَوْله: (أَيْن أَنْت من ثَلَاث) ، أَي: أَيْن فهمك يغيب من استحضار ثَلَاثَة أَشْيَاء؟ فَيَنْبَغِي لَك أَن تستحضرها ليحبط علمك بكذب من يَدعِي وُقُوعهَا. قَوْله: (من حدثكهن) ، أَي: من حَدثَك هَذِه الثَّلَاث فقد كذب. قَوْله: (من حَدثَك أَن مُحَمَّدًا رأى ربه) ، هَذَا هُوَ الأول من الثَّلَاث وَهُوَ أَن من يخبر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى ربه يَعْنِي لَيْلَة الْمِعْرَاج فقد كذب فِي إخْبَاره، ثمَّ استدلت عَائِشَة على نفي الرُّؤْيَة بالآيتين المذكورتين إِحْدَاهمَا هُوَ قَوْله: (لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار) وَجه الِاسْتِدْلَال بهَا أَن الله عز وَجل نفى أَن تُدْرِكهُ الْأَبْصَار، وَعدم الْإِدْرَاك يَقْتَضِي نفي الرُّؤْيَة بِأَن المُرَاد بالإدراك الْإِحَاطَة وهم يَقُولُونَ بِهَذَا أَيْضا وَعدم الْإِحَاطَة لَا يسْتَلْزم نفي الرُّؤْيَة. وَقَالَ النَّوَوِيّ: لم تنف عَائِشَة الرُّؤْيَة بِحَدِيث مَرْفُوع، وَلَو كَانَ مَعهَا فِي حَدِيث لذكرته، وَإِنَّمَا اعتمدت الاستنباط على مَا ذكرت من ظَاهر الْآيَة، قد خالفها غَيرهَا من الصَّحَابَة، والصحابي إِذا قَالَ قولا وَخَالفهُ غَيره مِنْهُم لم يكن ذَلِك القَوْل حجَّة اتِّفَاقًا، وَقد خَالف عَائِشَة ابْن عَبَّاس فَأخْرج التِّرْمِذِيّ من طَرِيق الحكم بن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: رأى مُحَمَّد ربه قلت: أَلَيْسَ الله يَقُول: {{لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار}} قَالَ: وَيحك ذَاك إِذا تجلى بنوره الَّذِي هُوَ نوره، وَقد رأى ربه مرَّتَيْنِ، وروى ابْن خُزَيْمَة بِإِسْنَاد قوي عَن أنس. قَالَ: رأى مُحَمَّد ربه، وَبِه قَالَ سَائِر أَصْحَاب ابْن عَبَّاس وَكَعب الْأَحْبَار وَالزهْرِيّ وَصَاحب معمر وَآخَرُونَ، وَحكى عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْحسن أَنه حلف أَن مُحَمَّدًا رأى ربه، وَأخرج ابْن خُزَيْمَة عَن عُرْوَة بن الزبير إِثْبَاتهَا وَكَانَ يشْتَد عَلَيْهِ إِذا ذكر لَهُ إِنْكَار عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَهُوَ قَول الْأَشْعَرِيّ وغالب اتِّبَاعه. قَوْله: (وَمَا كَانَ لبشر) الْآيَة هِيَ الْآيَة الثَّانِيَة الَّتِي استدلت بهَا عَائِشَة على نفي الرُّؤْيَة، وَجه الِاسْتِدْلَال بِهِ أَن الله تَعَالَى حصر تكليمه لغيره فِي ثَلَاثَة أوجه وَهِي الْوَحْي بِأَن يلقِي فِي روعه مَا يَشَاء أَو يكلمهُ بِغَيْر وَاسِطَة من وَرَاء حجاب، أَو يُرْسل إِلَيْهِ رَسُولا فيبلغه عَنهُ فيستلزم ذَلِك انْتِفَاء الرُّؤْيَة عَنهُ حَالَة التَّكَلُّم، وَأَجَابُوا عَنهُ أَن ذَلِك لَا يسْتَلْزم نفي الرُّؤْيَة مُطلقًا، وَغَايَة مَا يَقْتَضِي نفي تكليم الله على غير هَذِه الْأَحْوَال الثَّلَاثَة فَيجوز أَن التكليم لم يَقع حَالَة الرُّؤْيَة قَوْله: {{وَمن حَدثَك أَنه يعلم مَا فِي غَد فقد كذب}} هَذَا هُوَ الثُّلُث من الثَّلَاث الْمَذْكُورَة. واستدلت: على ذَلِك بقوله تَعَالَى: (وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا) قَوْله: (وَمن حَدثَك أَنه فقد كذب) هَذَا هُوَ الثَّالِث من الثَّلَاث الْمَذْكُورَة أَي: وَمن حَدثَك بِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتم شَيْئا من الَّذِي شرع الله تَعَالَى لَهُ فقد كذب لِأَنَّهُ رَسُول مَأْمُور بالتبليغ فَلَيْسَ لَهُ كتم شَيْء من ذَلِك واستدلت على ذَلِك بقوله تَعَالَى: {{يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك}} ، قَوْله: {{وَلكنه رأى جبرايل}} هَكَذَا، رِوَايَة
    الْكشميهني لكنه بالضمير، وَفِي رِوَايَة غَيره وَلَكِن بِدُونِ الضَّمِير، وَلما نفت عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، رُؤْيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ربه بِعَيْنِه فِي سُؤال مَسْرُوق عَنْهَا عَن ذَلِك استدركت بقولِهَا لَكِن رأى جِبْرِيل، عَلَيْهِ السَّلَام، فِي صورته مرَّتَيْنِ، وأشارت بذلك إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى}} (النَّجْم: 31) قَالَ الثَّعْلَبِيّ أَي: مرّة أُخْرَى سَمَّاهَا نزلة على الِاسْتِعَارَة، وَذَلِكَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، على صورته الَّتِي خلق عَلَيْهَا مرَّتَيْنِ مرّة بِالْأَرْضِ فِي الْأُفق الْأَعْلَى، وَمرَّة فِي السَّمَاء عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى، وَهَذَا قَول عَائِشَة، وَأكْثر الْعلمَاء وَهُوَ الِاخْتِيَار لِأَنَّهُ قرن الرُّؤْيَة بِالْمَكَانِ، فَقَالَ: عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى، وَلِأَنَّهُ قَالَ: نزلة أُخْرَى، وَوصف الله تَعَالَى بِالْمَكَانِ وَالنُّزُول الَّذِي هُوَ الِانْتِقَال محَال. فَإِن قلت: كَيفَ التَّوْفِيق بَين نفي عَائِشَة الرُّؤْيَة وَإِثْبَات ابْن عَبَّاس إِيَّاهَا.قلت: وَيحمل نَفيهَا على رُؤْيَة الْبَصَر وإثباته على رُؤْيَة الْقلب، وَالدَّلِيل على هَذَا مَا رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أبي الْعَالِيَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {{مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى وَلَقَد رآره نزلة أُخْرَى}} قَالَ: رأى ربه بفؤاده مرَّتَيْنِ، وَله من طَرِيق عَطاء عَن ابْن عَبَّاس. قَالَ: رَآهُ بِقَلْبِه، وأصرح من ذَلِك مَا أخرجه ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عَطاء أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: لم يره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَيْنِه إِنَّمَا رَآهُ بِقَلْبِه، وَقد رجح الْقُرْطُبِيّ قَول الْوَقْف فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَعَزاهُ لجَماعَة من الْمُحَقِّقين، وقوَّاه لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْبابُُ دَلِيل قَاطع، وَغَايَة مَا اسْتدلَّ بِهِ للطائفتين، ظواهر متعارضة قَابِلَة للتأويل. قَالَ: وَلَيْسَت الْمَسْأَلَة من العمليات فيكتفي فِيهَا بالأدلة الظنية، وَإِنَّمَا هِيَ من المعتقدات فَلَا يَكْتَفِي فِيهَا إلاَّ بِالدَّلِيلِ الْقطعِي، وَمَال ابْن خُزَيْمَة فِي كتاب التَّوْحِيد إِلَّا الْإِثْبَات وَأَطْنَبَ فِي الِاسْتِدْلَال، وَحمل مَا ورد عَن ابْن عَبَّاس على أَن الرُّؤْيَا وَقعت مرَّتَيْنِ: مرّة بِعَيْنِه وَمرَّة بِقَلْبِه، وَالله أعلم.

    حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ يَا أُمَّتَاهْ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ ﷺ رَبَّهُ فَقَالَتْ لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلاَثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ فَقَدْ كَذَبَ، مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ‏.‏ ثُمَّ قَرَأَتْ ‏{‏لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‏}‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ‏}‏ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ ‏{‏وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا‏}‏ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ ‏{‏يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏}‏ الآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ‏.‏

    Narrated Masruq:I said to `Aisha, "O Mother! Did Prophet Muhammad see his Lord?" Aisha said, "What you have said makes my hair stand on end ! Know that if somebody tells you one of the following three things, he is a liar: Whoever tells you that Muhammad saw his Lord, is a liar." Then Aisha recited the Verse: 'No vision can grasp Him, but His grasp is over all vision. He is the Most Courteous Well-Acquainted with all things.' (6.103) 'It is not fitting for a human being that Allah should speak to him except by inspiration or from behind a veil.' (42.51) `Aisha further said, "And whoever tells you that the Prophet knows what is going to happen tomorrow, is a liar." She then recited: 'No soul can know what it will earn tomorrow.' (31.34) She added: "And whoever tell you that he concealed (some of Allah's orders), is a liar." Then she recited: 'O Apostle! Proclaim (the Message) which has been sent down to you from your Lord..' (5.67) `Aisha added. "But the Prophet (ﷺ) saw Gabriel in his true form twice

    Telah menceritakan kepada kami [Yahya] Telah menceritakan kepada kami [Waki'] dari [Ismail bin Abu Khalid] dari ['Amir] dari [Masruq] dia berkata; Aku bertanya kepada ['Aisyah radliallahu 'anha] wahai Ibu, Apakah benar Nabi shallallahu 'alaihi wasallam pernah melihat Rabbnya? Aisyah menjawab; Sungguh rambutku berdiri (karena kaget) atas apa yang kamu katakan. Tiga perkara yang barang siapa mengatakannya kepadamu, maka sungguh ia telah berdusta. Barang siapa mengatakan kepadamu bahwa Muhammad shallallahu 'alaihi wasallam pernah melihat Rabbnya, maka ia telah berdusta. Lalu Aisyah membaca ayat; Dia tidak dapat dicapai oleh penglihatan mata, sedang Dia dapat melihat segala yang kelihatan; dan Dialah Yang Maha Halus lagi Maha Mengetahui. (Al An'am: 103). Dan tidak mungkin bagi seorang manusiapun bahwa Allah berkata-kata dengan dia kecuali dengan perantaraan wahyu atau dibelakang tabir. (As Syura: 51). Dan barang siapa yang mengatakan kepadamu bahwa beliau mengetahui apa yang akan terjadi pada hari esok maka ia telah berdusta. Lalu Aisyah membaca ayat; Dan tiada seorangpun yang dapat mengetahui (dengan pasti) apa yang akan diusahakannya besok. (Luqman: 34). Dan barang siapa yang mengatakan kepadamu bahwa beliau menyembunyikan sesuatu, maka ia telah berdusta. Lalu Aisyah membaca ayat; Hai Rasul, sampaikanlah apa yang diturunkan kepadamu dari Tuhanmu. (Al Maidah; 67). Hanya saja beliau pernah melihat bentuk Jibril dua kali

    Mesruk'un şöyle söylediği rivayet edilmiştir: Hz. Aişe'ye "Ey Anneciğim! Hz. Muhammed Rabbini gördÜ mü?" diye sordum. O da şöyle cevap verdi: "Bu sözlerin yüzünden tüylerim diken diken oldu! Şu üç hususu nasıl bilmezsin! Kim sana şu üç konuda bir şeyler anlatırsa, bil ki o yalan söylemiştir. 1- Her kim sana Muhammed Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in Rabbini gördüğünü söylerse, bil ki o yalan söylemiştir." Sonra Hz. Aişe şu ayetleri okudu: "Gözler O'nu göremez; halbuki O, gözleri görür. 0, eşyayı pek iyi bilen, her şeyden haberdar olandır, " "Allah bir insanla ancak vahiy yoluyla veya perde arkasından konuşur. " 2- "Her kim Muhammed Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yarın ne olacağını bildiğini söylerse, bil ki o yalan söylemiştir." Sonra Hz. Aişe şu ayeti okudu: "Hiç kimse yarın ne kazanacağın! bilemez. "(Lukman 34) 3- "Her kim Muhammed Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in vahiyden bir şey gizlediğini söylerse, bil ki o yalan söylemiştir." Sonra Hz. Aişe: "Ey Resul! Rabbinden sana indirileni tebliğ et, "(Maide 67) ayetini okudu ve şöyle dedi: Fakat Hz. Nebi aslı suretinde CebralI'i iki kez görmüştür. Fethu'l-Bari Açıklaması: Tirmizı'nin rivayetinde bu hadisin baş tarafında bir ziyade bulunmaktadır. İmam Tirmizi, Mücalid kanalıyla Şa'bı'nin şöyle söylediğini nakletmiştir: "İbn Abbas Arafat'ta Ka'b ile karşılaştı ve ona bir konu hakkında soru sordu. Birden Ka'b [u'l-ahbar] tekbir getirdi, sesi dağlarda yankılandı. İbn Abbas: 'Biz HaşimoğullarıylZ. (Bilgi ve kültürümüz yerindedir. Bu kadar hayret edilecek bir şeyi sormayız)' dedi. Bunun üzerine Ka'b ona şu şekilde cevap verdi: Allah Teala görülmesini ve kelamını Musa ile Muhammed arasında paylaştırdı ... " Abdurrezzak İbn Hemmam'ın aynı senetle aktardığı rivayette ise İbn Abbas'ın "Biz Haşimoğullarıyız. Muhammed'in sallalliihu aleyhi ve sellem iki defa Rabbini gördüğünü söylüyoruz" dediği, Ka'b'ın da bunun üzerine tekbir getirip şöyle söylediği anlatılmıştır: "Allah Teala görülmesini ve kelamını Musa ile Muhammed arasında paylaştırmıştır. İki defa Musa ile konuşmuş; iki defa da Muhammed'e sallalliihu aleyhi ve sellem görünmüştür." Bu rivayetıere göre, olayın bundan sonraki kısmında Mesrlık şöyle demiştir: "Hz. Aişe'nin yanına gittim ve ona 'Muhammed sallalliihu aleyhive sellem Rabbinigördü mü?' diye sordum ... " Hz. Aişe, Allah'ın görülmekten münezzeh olduğuna, böyle bir şeyin gerçekleşmesinin mümkün olmadığına inandığı için ve içinde bulunan Allah saygısından dolayı tüylerinin diken diken olduğunu söylemiştir. İmam Nevevı şöyle demiştir: "Hz. Aişe merfO' bir hadise dayanarak Hz. Nebi'in Rabbini görmediğini söylememiştir. Şayet böyle bir hadis bilseydi mutlaka onu söylerdi. Kuşkusuz Hz. Aişe, ayetin zahirinden anladıklarından çıkardığı bir yoruma dayanmıştır. Halbuki onun dışındaki sahablIer kendisinden farklı düşünmektedirler. Bir sahabi bir görüş belirtir, diğer sahablIer ona muhalif olurlarsa, onun bu sözü ittifakla delil olmaz. Kaldı ki, ayette geçen .......idrak'ten maksat kuşatmaktır. Kuşatmanın olmayacağının belirtilmesi görmenin olmayacağı anlamınagelmez." Nevevi, En'am 103 te geçen .........la tudrikuhu'l-ebsar ifadesini kastetmektedir. İmam Nevevı, İbn Huzeyme'yi takip ederek Hz. Aişe'nin merfu' bir hadise dayanarak Muhammed'in sallalliihu aleyhi ve sellem Rabbini görmediğini söylemediğini kesin bir dille ifade etmiştir. Nitekim İbn Huzeyme "Sahıh"inin "Kitabu't-tevhıd" bölümünde şöyle demiştir: "Hz. Aişe'nin Hz. Muhammed'in Rabbini görmediğini söylemesi kesin bir bilgi değildir. Çünkü Hz. Aişe Hz. Nebi'in kendisine Rabbini görmediğini anlattığını söylememiş, sadece ayet i yorumlamıştır." Bu sözler son derece hayret uyandırmaktadır. Çünkü Nevevı'nin şerhetti'ği İmam Müslim'in "Sahıh"inde Hz. Aişe'nin Allah Restı!ü'nden bunu duyduğu nakledilmiştir. Müslim'in "Sahıh"inde Davud İbn Ebı Hind ve Şa'bı kanalıyla MesrCık'un şöyle söylediği rivayet edilmiştir: Yanım üzere yatıyordum. Derken doğruldum ve Hz. Aişe'ye "Allah Teala 'Andolsun ki; onu bir de diğer inişte görmüştü, '(Necm 13) buyurmuyor mu?" dedim. ° da şu şekilde cevap verdi: Bu konuyu bu ümmet içinde Nebi'e soran ilk kimse benim. Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem bu ayette kesinlikle Cebrall'in kastedildiğini söylemişti. Hz. Aişe'nin yukarıdaki ayeti [el-En'am 6/103] delil olarak kullanmasına İbn Abbas muhalefet etmiştir. Tirmizı, Hakem İbn Eban ve İkrime'den şöyle nakIetmiştir: İbn Abbas: "Hz. Muhammed Rabbini görmüştür," dedi. Ben de; "Allah Teala 'Gözler O'nu göremez; halbuki 0, gözleri görür. o, eşyayı pek iyi bilen, her şeyden haberdar olandır, '(En'am 103) buyurmuyor mu?" diyerek karşılık verdim. Bunun üzerine o şöyle dedi: "yazıklar olsun sana ... Bu ayetteki durum, Allah Teala'nın kendi nuru ile tecelli etmesi durumunda geçerlidir. Halbuki Hz. Muhammed iki defa Rabbini görmüştür." Özetle ifade edecek olursak; ayette [el-En'am 6/103] Allah Teala'nın hiç görülmeyeceği değil, görüldüğü zaman tam olarak kuşatılmasının mümkün olmayacağı ifade edilmiştir. Kadı lyaz şöyle demiştir: "Allah Teala'nın görülmesi aklen mümkün olup ahirette müminler tarafında görüleceği konusunda sahıh rivayetler mevcuttur. Allah'ın dünyada görülmesi konusunda ise İmam Malik şöyle demiştir: 'Allah Teala dünyada görülmemiştir. Çünkü 0, bakidir. Baki olanı fani olan göremez .. Müminler ahirete irtihal edip baki gözler ile rızıklandırılınca, baki olan ile Baki olanı göreceklerdir.' İmam Malik'in bu sözü, Allah'ın görülmesinin kudret bakımından imkansız olduğu anlamına gelmez. Allah Teala kullarından kimin görmesini dilerse, o kimse için Allah'ı görmek imkansız olmaz." İmam Müslim'in "Sahıh"indeki şu ifadelerin yer aldığı merfCı' bir hadis bunu desteklemektedir: "Bilin ki, ölünceye kadar Rabbinizi göremezsiniz." Bu rivayeti İbn Huzeyme Ebu Ümame'den nakletmiştir. Selef Hz. Nebi'in Rabbini görüp görmediği konusunda farklı görüşler ileri sürmüştür. Hz. Aişe ve İbn Mes'ı1d Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü kabul etmemiş, bir grup sahabi ise bunu kabul etmiştir. Abdurrezzak İbn Hemmam, Ma'mer kanalıyla Hasan-ı Basri'nin Hz. Nebi'in Rabbini gördüğüne dair yemin ettiğini nakletmiştir. İbn Huzeyme, Urve İbnü'z-Zübeyr'in Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü kabul ettiğini rivayet etmiştir. O, Hz. Aişe'nin bunu inkar ettiği kendisine söylendiği zaman şiddetli tepki gösterirdi. İbn Abbas'ın öğrencileri de bu görüştedir. Ka'bu'I-Ahbar, Zühri, Ma'mer ve daha başkaları kesin bir dille bu görüşü dile getirmişlerdir. "Acaba Hz. Nebi Rabbini gözüyle mi gördü, yoksa kalbi ile mi?" Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü söyleyenler de kendi aralarında bu konuda ihtilafa düşmüşlerdir. Ahmed İbn Hanbel'den her iki görüş de nakledilmiştir. Bu konuda İbn Abbas'tan mutlak ve mukayyed rivayetler nakledilmiştir. Bu rivayetler, mutlak olanlar mukayyed olanlara hamledilerek anlaşılır. Söz konusu rivayetlerden birini Nesai, İkrime kanalıyla İbn Abbas'tan sahih bir senetle nakIetmiş, Hakim de bunun sahih olduğunu ifade etmiştir. Buna göre İbn Abbas şöyle demiştir: "Halilliğinidostluğun İbrahim'e, konuşmanın Musa'ya ve görülmenin Muhammed'e sallalliihu aleyhi ve sellem ait olmasına hayret mi ediyorsunuz?" İbn Huzeyme bı' rivayeti şu laflZlarla nakletmiştir: "Allah Teala'nın İbrahim'i halilliğe seçmesine hayret mi ediyorsunuz ... " İbn İshak'ın Abdullah İbn Ebi Seleme'den naklettiği rivayete göre, Abdullah İbn Ömer, İbn Abbas'a bir elçi gönderip "Hz. Muhammed Rabbini gördü mü?" diye sordurmuş, o da "evet" cevabını yollamıştır. Bu konudaki bir başka rivayet ise İmam Müslim tarafından nakledilmiştir. Ebu'l-Niye kanalıyla yapılan bu rivayete göre, İbn Abbas "Gözünün gördüğünü gönlij yalanlamadı, "(Necm 10) ayeti hakkında "Muhammed sallalliihu aleyhi ve sellem kalbi ile Rabbini iki defa görmüştür," demiştir. Yine İmam Müslim, Ata kanalıyla İbn Abbas'ın "Onu kalbiyle gördü," dediğini nakletmiştir. Bundan daha açık olan rivayet ise, İbn Merdı1ye'nin Ata kanalıyla İbn Abbas'tan aktardığı şu rivayettir: "Hz. Nebi Rabbini gözü ile görmedi, O'nu kalbi ile gördü." Buna göre, İbn Abbas'ın kabul ettiği, Hz. Aişe'nin ise reddettiği Allah'ın Hz. Nebi tarafından görülmesi hakkındaki görüşleri uzlaştırmak mümkündür. Şöyle ki; Hz. Aişe, Hz. Nebi'in Rabbini görmediğini söylerken, onun göz ile O'nu görmediğini; İbn Abbas da, Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü söylerken, onun kalp ile O'nu gördüğünü kastetmiştir. Allah'ın kalp ile görülmesinden maksat, bizzat kalp ile görülmesidir, sadece bilginin hasıl olması değildir. Çünkü Hz. Nebi her zaman Allah'ı bilen biri idi. Hz. Nebi'in kalbi ile Rabbini gördüğünü söyleyenlere göre bu görme, normal görmenin gözde yaratıldığı gibi, kalpte yaratılmıştır. Her ne kadar görme gözde yaratılsa da, görmenin gerçekleşmesi için belli bir şart ileri sürülmemiştir. İbn Huzeyme kavi bir senetle Enes'in şöyle söylediğini rivayet etmiştir: "Hz. Muhammed Rabbini gördü." İmam Müslim'in rivayetine göre, Ebu Zerr Hz. Nebi'e Rabbini görüp görmediğini sormuş, o da şu şekilde cevap vermiştir: "O bir nurdur. Nasıl göreyim?." Ahmed İbn Hanbel de Ebu Zerr kanalıyla Hz. Nebi'in şöyle buyurduğunu rivayet etmiştir: "Ben bir nur gördüm." İbn Huzeyme de Ebu Zerr'in şöyle söylediğini rivayet etmiştir: "Hz. Peygmaber Rabbini gözüyle görmedi, kalbi ile gördü." Bu söz ile Ebu Zerr'in nur kelimesini kullanmasındaki gaye ortaya çıkmıştır. O, nurun Hz. Nebi'in gözü ile Rabbini görmesine engelolduğunu ifade etmiştir. Kurtubi, "el-Müfhim" adlı eserinde bu konuda tevakkuf etme görüşünün daha isabetli olduğunu söylemiş ve bunu büyük alimlerden bir gruba dayandırmış, ayrıca bu konuda kesin bir delil olmadığını belirterek bu görüşü desteklemiştir. Bu konuda iki görüş benimseyen tarafların delil olarak getirdiği naslar, birbirleri ile çatışah ve tevile açık olan lafızların zahirleridir. Kurtubi şöyle demiştir: "Bu konu ameli bir mesele olmadığı için, burada zanni deliller yeterli olmaz. Bu konu itikadi konulardandır ve burada kesinlikle kat'i delillerin bulunması gerekir." İbn Huzeyme "Kitabu't-tevhid"inde Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü söyleyenlerin görüşünü tercihe yönelmiştir. Burada yer veremeyeceğimiz kadar uzun bir şekilde bu görüşün delillerini sıralamıştır. İbn Abbas'ın Hz. Nebi'in Rabbini iki defa gördüğü sözünü ise, görme hadisesininden birinin göz ile diğerinin kalp ile gerçekleştiği şeklinde açıklamış ve bu konuda aktardığı bilgilerin ikna edici olduğunu söylemiştir. Hz. Nebi'in Rabbini gördüğünü söyleyen alimlerden biri de Ahmed İbn Hanbel'dir. O "Kitabu's-sünne"de bu konunun ihtilaflı olduğunu nakletmiştir. Mervzi'den şöyle rivayet edilmiştir: Ahmed İbn Hanbel'e, Hz. Aişe'nin "Kim Muhammed'in Sallallahu Aleyhi ve Sellem Rabbini gördüğünü söylerse, bilin ki o, Allah'a karşı en büyük iftirada bulunmuştur," dediğini söyledim ve onun bu sözüne nasıl cevap verileceğini sordum. O da; "Hz. Nebi'in 'Rabbimi gördüm,' sözü ile cevap verilir. Hz. Nebi'in sözü Hz. Aişe'nin sözünden üstündür," dedi. "el-Hedyu" adlı kitabın yazarı, Ahmed İbn Hanbel'in Hz. Nebi'in Allah'ı gözü ile gördüğünü iddia edenleri reddetmiş ve Ahmed İbn Hanbel'in bir defasında Hz. Muhammed'in Rabbini gözü ile gördüğünü, bir defasında da kalbi ile gördüğünü ifade ettiğini söylemiştir. Daha sonra da şunları eklemiştir: "Alimlerin İsra olayının uykuda gerçekleştiği görüşü ile Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in bedeni ile değil sadece ruhu ile İsra olayının gerçekleştiği görüşü arasında fark bulunduğunu bilmek gerekir. Çünkü ikisinin arasında bir fark vardır. Şöyle ki; uykudaki birinin, ruhunun semaya yükselmesi ile gördükleri hakikat olabilir. Ukudaki kimse ruhu hiçbir şekilde semaya yükselmeden de bir takım olayları görebilir. Bu bakımdan Hz. Nebi'in ruhuyla İsra olayını yaşadığını, vücudunun ise semaya yükselmediğini söyleyenler muhtemelen bir mucize eseri olarak Hz. Nebi'in ruhunun gerçekten göğe yükseltildiğini, sonra olduğu yerde duran bedenine döndüğünü kastetmişlerdir. Nitekim o gece başka mucizeler demeydana gelmişti. Mesela; Allah Resulü'nün uyanıkken kalbi açılmış ve tekrar birleştirilmişti. Bütün bunlar olurken Hz. Nebi en hafif bir acı bile hissetmemiştir. " İsra konusunda nakledilen rivayetlerin zahiri bu görüş ile çelişmektedir. Aksine İsra olayı Hz. Nebi'in hem ruhu, hem de bedeni ile birlikte gerçekleşmiştir. O, hem ruhu, hem de bedeni uyurken ya da dalgın iken değil, uyanıkken gerçekten göğe yükseltilmiştir

    ہم سے یحییٰ بن موسیٰ نے بیان کیا، ان سے وکیع نے، ان سے اسمٰعیل بن ابی خالد نے، ان سے عامر نے اور ان سے مسروق نے بیان کیا کہ میں نے عائشہ رضی اللہ عنہا سے پوچھا: اے ایمان والوں کی ماں! کیا محمد صلی اللہ علیہ وسلم نے معراج کی رات میں اپنے رب کو دیکھا تھا؟ عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہا تم نے ایسی بات کہی کہ میرے رونگٹے کھڑے ہو گئے کیا تم ان تین باتوں سے بھی ناواقف ہو؟ جو شخص بھی تم میں سے یہ تین باتیں بیان کرے وہ جھوٹا ہے جو شخص یہ کہتا ہو کہ محمد صلی اللہ علیہ وسلم نے شب معراج میں اپنے رب کو دیکھا تھا وہ جھوٹا ہے۔ پھر انہوں نے آیت «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير‏» سے لے کر «من وراء حجاب‏» تک کی تلاوت کی اور کہا کہ کسی انسان کے لیے ممکن نہیں کہ اللہ سے بات کرے سوا اس کے کہ وحی کے ذریعہ ہو یا پھر پردے کے پیچھے سے ہو اور جو شخص تم سے کہے کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم آنے والے کل کی بات جانتے تھے وہ بھی جھوٹا ہے۔ اس کے لیے انہوں نے آیت «وما تدري نفس ماذا تكسب غدا‏» یعنی ”اور کوئی شخص نہیں جانتا کہ کل کیا کرے گا۔“ کی تلاوت فرمائی۔ اور جو شخص تم میں سے کہے کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے تبلیغ دین میں کوئی بات چھپائی تھی وہ بھی جھوٹا ہے۔ پھر انہوں نے یہ آیت تلاوت کی «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏» یعنی اے رسول! پہنچا دیجئیے وہ سب کچھ جو آپ کے رب کی طرف سے آپ پر اتارا گیا ہے۔ ہاں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے جبرائیل علیہ السلام کو ان کی اصل صورت میں دو مرتبہ دیکھا تھا۔

    سُوْرَةُ وَالنَّجْمِ সূরাহ (৫৩) : আন্-নাজম وَقَالَ مُجَاهِدٌ (ذُوْ مِرَّةٍ)ذُوْ قُوَّةٍ (قَابَ قَوْسَيْنِ) حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ (ضِيْزَىْ) عَوْجَاءُ (وَأَكْدٰى) قَطَعَ عَطَاءَهُ (رَبُّالشِّعْرٰى) هُوَ مِرْزَمُ الْجَوْزَاءِ (الَّذِيْ وَفّٰى) وَفَّى مَا فُرِضَ عَلَيْهِ (أَزِفَتِ الْاٰزِفَةُ) اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ (سَامِدُوْنَ) الْبَرْطَمَةُ وَقَالَ عِكْرِمَةُ يَتَغَنَّوْنَ بِالْحِمْيَرِيَّةِ وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ (أَفَتُمَارُوْنَه”) أَفَتُجَادِلُوْنَهُ وَمَنْ قَرَأَ أَفَتَمْرُوْنَهُ يَعْنِيْ أَفَتَجْحَدُوْنَهُ وَقَالَ (مَا زَاغَ الْبَصَرُ) بَصَرُ مُحَمَّدٍ e(وَمَا طَغٰى) وَمَا جَاوَزَ مَا رَأَى (فَتَمَارَوْا) كَذَّبُوْا وَقَالَ الْحَسَنُ (إِذَا هَوٰى) غَابَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (أَغْنٰى وَأَقْنٰى) أَعْطَى فَأَرْضَى. মুজাহিদ (রহ.) বলেন, ذُوْ مِرَّةٍ শক্তিশালী। قَابَ قَوْسَيْنِ দুই ধনুকের ছিলার পরিমাণ। ضِيْزَىْ বক্রতা وَأَكْدٰى সে তাঁর দান বন্ধ করে দেয়। رَبُّ الشِّعْرٰى জওযারামীর মিরজাম নক্ষত্র। الَّذِيْوَفّٰى সে তাঁর প্রতি ন্যস্ত দায়িত্ব পালন করেছে। أَزِفَتْ الْاٰزِفَةُ ক্বিয়ামাত (কিয়ামত) সন্নিকট। سَامِدُوْنَ দ্বারা بَرْطَمَةُ নামক খেলাধুলা বোঝানো হয়েছে। ইকরামাহ (রাঃ) বলেন, হামারিয়্যাহ ভাষায় গান গাওয়াকে سَامِدُوْنَ বলা হয়। ইব্রাহীম (রহ.) বলেন, أَفَتَجْحَدُوْنَه তোমরা কি তাঁর সঙ্গে বিতর্ক করবে? যারা এ শব্দটিকে أَفَتَجْحَدُوْنَه পড়ে, তাদের কিরাআত অনুসারে এর অর্থ হবে أَفَتَجْحَدُوْنَه তোমরা কি তার কথাকে অস্বীকার করবে? مَا زَاغَ الْبَصَرُ (মুহাম্মদ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর) দৃষ্টি বিভ্রম হয়নি وَمَاطَغٰى এবং তাঁর দৃষ্টি লক্ষ্যভ্রষ্টও হয়নি। فَتَمَارَوْا তারা মিথ্যা প্রতিপন্ন করল। হাসান (রহ.) বলেন, إِذَاهَوٰى যখন সে অদৃশ্য হয়ে গেল। ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন, أَغْنٰىوَأَقْنٰى তিনি দান করলেন এবং খুশী করে দিলেন। ৪৮৫৫. মাসরূক (রহ.) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি ‘আয়িশাহ (রাঃ)-কে জিজ্ঞেস করলাম, আম্মা! মুহাম্মদ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম কি তাঁর রবকে দেখেছিলেন তিনি বললেন, তোমার কথায় আমার গায়ের পশম কাঁটা দিয়ে খাড়া হয়ে গেছে। তিনটি কথা সম্পর্কে তুমি কি জান না যে তোমাকে এ তিনটি কথা বলবে সে মিথ্যা বলবে। যদি কেউ তোমাকে বলে যে, মুহাম্মাদ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাঁর প্রতিপালককে দেখেছেন, তাহলে সে মিথ্যাচারী। তারপর তিনি পাঠ করলেন, তিনি দৃষ্টিশক্তির অধিগম্য নহেন কিন্তু দৃষ্টিশক্তি তাঁর অধিগত; এবং তিনিই সূক্ষ্মদর্শী, সম্যক পরিজ্ঞাত’’ ‘‘মানুষের এমন মর্যাদা নেই যে, আল্লাহ্ তাঁর সঙ্গে কথা বলবেন, ওয়াহীর মাধ্যম ব্যতীত অথবা পর্দার আড়াল ছাড়া’’। আর যে ব্যক্তি তোমাকে বলবে যে, আগামীকাল কী হবে সে তা জানে, তাহলে সে মিথ্যাচারী। তারপর তিনি তিলাওয়াত করলেন, ‘‘কেউ জানে না আগামীকাল সে কী অর্জন করবে।’’ এবং তোমাকে যে বলবে, মুহাম্মাদ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম কোন কথা গোপন রেখেছেন, তাহলেও সে মিথ্যাচারী। এরপর তিনি পাঠ করলেন, ‘‘হে রাসূল! তোমার প্রতিপালকের নিকট হতে তোমার প্রতি যা অবতীর্ণ হয়েছে, তা প্রচার কর। হ্যাঁ, তবে রাসূল জিব্রীল (আঃ)-কে তাঁর নিজস্ব আকৃতিতে দু’বার দেখেছেন। [৩২৩৪] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৪৮৮, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    மஸ்ரூக் பின் அல்அஜ்தஉ (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: நான் ஆயிஷா (ரலி) அவர்களிடம், ‘‘அன்னையே! முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் தம் இறைவனை (விண்ணுலகப் பயணத்தின்போது நேரில்) பார்த்தார்களா?” என்று கேட்டேன். அதற்கு அவர்கள், ‘‘நீங்கள் சொன்னதைக் கேட்டு என் ரோமம் சிலிர்த்துவிட்டது. மூன்று விஷயங்கள் (பற்றிய உண்மைகள்) உங்களுக்கு எப்படித் தெரியாமல் போயின? அவற்றை உங்களிடம் யார் தெரிவிக்கிறாரோ அவர் பொய்யுரைத்துவிட்டார். முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் தம் இறைவனை (நேரில்) பார்த்தார்கள் என்று உங்களிடம் யார் கூறுகிறாரோ அவர் பொய் சொல்லிவிட்டார்” என்று கூறிவிட்டு, பிறகு (தமது கருத்திற்குச் சான்றாக,) ‘‘கண் பார்வைகள் அவனை எட்ட முடியாது; அவனோ அனைத்தையும் பார்க்கின்றான். அவன் நுட்பமானவனும் நன்கறிந்தவனும் ஆவான்” எனும் (6:103ஆவது) வசனத்தையும், ‘‘எந்த மனிதருடனும் அல்லாஹ் நேருக்கு நேர் பேசுவதில்லை. ஆயினும் வஹீயின் (வேதஅறிவிப்பின்) மூலமோ, திரைக்கு அப்பாலிருந்தோ, ஒரு தூதரை அனுப்பி வைத்துத் தன் அனுமதியின் பேரில் தான் நாடுகின்றவற்றை அறிவிக்கச் செய்தோ அல்லாமல் நேரடியாகப் பேசுவதில்லை” எனும் (42:51ஆவது) வசனத்தையும் ஓதினார்கள். மேலும், ‘‘எவர் உங்களிடம் முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் நாளை நடப்பவற்றையும் அறிவார்கள்” என்று சொல்கிறாரோ, அவரும் பொய்யே சொன்னார்” என்று கூறிவிட்டு, பிறகு (தமது கருத்திற்குச் சான்றாக,) ‘‘எந்த மனிதனும் நாளை என்ன சம்பாதிக்கப்போகிறான் என்பதை அறிவதில்லை” எனும் (31:34ஆவது) வசனத்தை ஓதினார்கள். மேலும், ‘‘எவர் உங்களிடம் முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் (மக்களுக்கு எடுத்துரைத்து விடுமாறு பணிக்கப்பட்ட ஒன்றை) மறைத்துவிட்டார்கள்” என்று சொன்னாரோ, அவரும் பொய்யே சொன்னார் என்று கூறிவிட்டு, பிறகு (தமது கருத்திற்குச் சான்றாக,) ‘‘தூதரே! உம்முடைய இறைவனிடமிருந்து உம்மீது இறக்கி வைக்கப்பட்டவற்றை (மக்களுக்கு) எடுத்துரைத்துவிடுவீராக!...” எனும் (5:67ஆவது) வசனத்தை ஓதினார்கள். ‘‘மாறாக, முஹம்மத் (ஸல்) அவர்கள் (வானவர்) ஜிப்ரீல் (அலை) அவர்களையே அவரது (நிஜத்) தோற்றத்தில் இரண்டு முறை கண்டார்கள்” என்று சொன்னார்கள்.4 அத்தியாயம் :