• 3021
  • حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو ، لِحُذَيْفَةَ : أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ

    قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو ، لِحُذَيْفَةَ : أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ "

    لا توجد بيانات
    مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ
    لا توجد بيانات

    [3450] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَلِبَعْضِهِمْ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ بَدَلَ مُوسَى وَلَيْسَ بِصَوَابٍ لِأَنَّ رِوَايَةَ مُسَدَّدٍ سَتَأْتِي فِي آخِرِ هَذَا الْبَابِ مَوْصُولَةً وَرِوَايَةُ مُوسَى مُعَلَّقَةٌ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةٍ اخْتَلَفَا فِيهَا عَلَى أَبِي عَوَانَةَ وَكَلَامُ أَبِي عَلِيٍّ الْغَسَّانِيِّ يُوهِمُ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ هُنَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَقَوْلُهُ حَدَّثَنَا عبد الْملك هُوَ بن عُمَيْرٍ قَوْلُهُ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو هُوَ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَدْرِيِّ قَوْلُهُ إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءٌ الْحَدِيثُ يَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ هُنَا إِيرَادُ مَا يَلِيهِ وَهُوَ قِصَّةُ الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ وَقِصَّةُ الرَّجُلِ الَّذِي أَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يُحَرِّقُوهُ فَأَمَّا قِصَّةُ الَّذِي كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ فَقَدْ أَوْرَدَهَا أَيْضًا فِي أَوَاخِرِ هَذَا الْبَابِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ كِتَابِ الْبُيُوعِ وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ أَيْ أُقَاضِيهِمْ وَالْمُجَازَاةُ الْمُقَاضَاةُ أَيْ آخُذُ مِنْهُمْ وَأُعْطِي وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَأُجَازِفُهُمْبِالْجِيمِ وَالزَّايِ وَالْفَاءِ وَفِي أُخْرَى بِالْمُهْمَلَةِ وَالرَّاءِ وَكِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ لَا يَظْهَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا قِصَّةُ الَّذِي أَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يُحَرِّقُوهُ فَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهَا فِي أَوَاخِرِ هَذَا الْبَابِ حَيْثُ أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ مُفْرَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ فَامْتُحِشَتْ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ وَكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُعْجَمَةٌ أَيِ احْتَرَقَتْ وَلِبَعْضِهِمْ بِوَزْنِ احْتَرَقَتْ وَهُوَ أَشْبَهُ وَقَوْلُهُ ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا أَيْ شَدِيدَ الرِّيحِ قَوْلُهُ فِي آخِرِهِ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاكَ وَكَانَ نَبَّاشًا ظَاهِرُهُ أَنَّ الَّذِي سَمِعَهُ أَبُو مَسْعُودٍ هُوَ الْحَدِيثُ الْأَخِيرُ فَقَطْ لَكِنْ تَبَيَّنَ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْجَمِيعَ فَإِنَّهُ أَوْرَدَ فِي الْفِتَنِ قِصَّةَ الَّذِي كَانَ يُبَايِعُ النَّاسَ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ وَأَنَا سَمِعْتُهُ وَكَذَلِكَ قَالَ فِي حَدِيثِ الَّذِي أَوْصَى بَنِيهِ كَمَا سَيَأْتِي فِي أَوَاخِرِ هَذَا الْبَابِ وَقَوْلُهُ وَكَانَ نَبَّاشًا ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مِنْ زِيَادَةِ أبي مَسْعُود فِي الحَدِيث لَكِن أوردهُ بن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ تُوُفِّيَ رَجُلٌ كَانَ نَبَّاشًا فَقَالَ لِوَلَدِهِ أَحْرِقُونِي فَدَلَّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ وَكَانَ نَبَّاشًا مِنْ رِوَايَةِ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ مَعًا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلطَّبَرَانِيِّ بِلَفْظِ بَيْنَمَا حُذَيْفَةُ وَأَبُو مَسْعُودٍ جَالِسَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَنْبُشُ الْقُبُورَ فَذَكَرَهُ وَعَرَفَ مِنْهَا وَجه دُخُوله فِي هَذَا الْبَاب الحَدِيث الثَّانِي

    باب مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ(باب ما ذكر عن بني إسرائيل) ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم من الأعاجيب التي كانت في زمنهم.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3292 ... ورقمه عند البغا: 3450 ]
    - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا؛ فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّتِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ. فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ». [الحديث 3450 - طرفه في: 7130].وبه قال: (حدّثنا موسى بن إسماعيل) المنقري قال: (حدّثنا أبو عوانة) الوضّاح بن عبد الله اليشكري قال: (حدّثنا عبد الملك) بن عمير الكوفي (عن ربعي بن حراش) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة؛ وحراش بالحاء المهملة وبعد الراء المخففة ألف فمعجمة، الغطفاني،يقال إنه تكلم بعد الموت. أنه (قال: قال عقبة بن عمرو) بفتح العين وسكون الميم، الأنصاري المعروف بالبدري (لحذيفة) بن اليمان (ألا) بالتخفيف (تحدّثنا ما سمعت من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: إني سمعته يقول):(إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارًا، فأما الذي) ولآبي ذرّ عن الكشميهني: "فأما التي" (يرى الناس أنها النار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق؛ فمن أدرك) ذلك (منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه) ماء (عذب بارد). وفي مسلم عن أبي هريرة: "وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنه جنة هي النار وهذا من فتنته التي امتحن الله بها عباده، ثم يفضحه الله تعالى ويظهر عجزه".

    (بابُُ مَا ذُكِرَ عنْ بَنِي إسْرَائِيلَ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل، أَي: عَن ذُريَّته من الْعَجَائِب والغرائب. وَإِسْرَائِيل هُوَ يَعْقُوب، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام. وأصل سَبَب تَسْمِيَة يَعْقُوب بإسرائيل مَا ذكره السّديّ: أَن إِسْحَاق أَب يَعْقُوب كَانَ قد تزوج رفقا بنت بثويل بن ناحور بن آزر بن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَولدت لإسحاق عيصو وَيَعْقُوب بَعْدَمَا مضى من عمره سِتُّونَ سنة، وَلها قصَّة عَجِيبَة، وَهِي أَنه: لما قربت ولادتهما اقتتلا فِي بطن أمهما، فَأَرَادَ يَعْقُوب أَن يخرج أَولا قبل عيصو، فَقَالَ عيصو: وَالله لَئِن خرجت قبلي لأعترضن فِي بطن أُمِّي لأقتلها، فَتَأَخر يَعْقُوب وَخرج عيصو قبله، فَسُمي عيصو لِأَنَّهُ عصى، وَسمي يَعْقُوب لِأَنَّهُ خرج آخرا بعقب عيصو، وَكَانَ يَعْقُوب أكبرهما فِي الْبَطن، وَلَكِن عيصو خرج قبله، فَلَمَّا كبرا كَانَ عيصو أحبهما إِلَى أَبِيه، وَكَانَ يَعْقُوب أحبهما إِلَى أمه، فَوَقع بَينهمَا مَا يَقع بَين الْأَخَوَيْنِ فِي مثل ذَلِك، فخافت أمه عَلَيْهِ من عيصو أَن يُوقع بِهِ فعلا، فَقَالَت: يَا ابْني إلحق بخالك فاكمن عِنْده، خشيَة أَن يقْتله عيصو، فَانْطَلق يَعْقُوب إِلَى خَاله فَكَانَ يسري بِاللَّيْلِ ويكمن بِالنَّهَارِ، فَلذَلِك سمي: إِسْرَائِيل، وَهُوَ أول من سرى بِاللَّيْلِ، فَأتى خَاله لابان بِبابُُِل، وَقيل: بحران.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3292 ... ورقمه عند البغا:3450 ]
    - حدَّثنا مُوساى بنُ إسْمَاعِيلَ حدَّثنا أبُو عَوانَةَ حدَّثنا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ عنْ رِبْعِيِّ بنِ حِرَاشٍ قَالَ قَالَ عُقْبَةُ بنُ عَمْرِو لِحُذَيْفَةَ ألاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ إنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إذَا خَرَجَ مَاء ونارَاً فأمَّا الَّذي يراى النَّاسُ أنَّها النَّارُ فَماءٌ بارِدٌ وأمَّا الذِي يرَى النَّاسُ أنَّهُ ماءٌ بارِدٌ فَنارٌ تُحْرِقُ فَمَنْ أدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَراى أنَّهَا نارٌ فإنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ. قالَ حُذَيْفَةُ وسَمِعْتُهُ يَقُولُ إنَّ رَجُلاً كانَ فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ أتاهُ المَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَقِيلَ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ قَالَ مَا أعْلَمُ قِيلَ لَهُ انْظُرْ قَالَ مَا أعْلَمُ شَيْئاً غَيْرَ أنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا فأُجَازِيهِمْ فأُنْظِرُ المُوسِرَ وأتَجاوَزُ عنِ المُعْسِرِ فأدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ. فقَالَ وسَمِعْتُهُ يَقُولُ إنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ المَوْتُ فلَمَّا يَئِسَ مِنَ الحَياةِ أوْصاى أهْلَهُ إذَا أَنا مُتُّ فاجْمَعُوا لِي حَطَبَاً كَثِيرَاً وأوْقِدُوا فِيهِ نَارَاً حَتَّى إذَا أكَلَتْ لَحْمِي وخَلَصَتْ إلَى عَظْمِي فامْتَحَشَتْ فَخُذُوهَا فاطْحَنُوهَا ثُمَّ انْظُرُوا يَوْماً رَاحا فاذْرُوهُ فِي اليَمِّ ففَعَلُوا فَجَمَعَهُ الله فَقَالَ لَهُ لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ قَالَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَغَفَرَ الله لَهُ: قَالَ عُقْبَةُ بنُ عَمْرُو وأنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ وكانَ نبَّاشَاً.هَذَا الحَدِيث مُشْتَمل على ثَلَاثَة أَحَادِيث: الأول: حَدِيث الدَّجَّال. وَالثَّانِي وَالثَّالِث: فِي رجلَيْنِ كل وَاحِد فِي رجل، والمطابقة للتَّرْجَمَة فِي الثَّانِي وَالثَّالِث والْحَدِيث الثَّانِي قد مضى فِي كتاب الْبيُوع فِي: بابُُ من أنظر مُوسِرًا، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن أَحْمد بن يُونُس عَن زُهَيْر عَن مَنْصُور عَن ربعي بن خرَاش ... إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ، وَهنا أخرج الثَّلَاثَة: عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمنْقري التَّبُوذَكِي عَن أبي عوَانَة الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي وَعَن عبد الْملك بن عُمَيْر الْكُوفِي عَن ربعي، بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر الْعين الْمُهْملَة: ابْن حِرَاش، بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَفِي آخِره شين مُعْجمَة: الْغَطَفَانِي، وَكَانَ من العبّاد يُقَال: إِنَّه تكلم بعد الْمَوْت، وَعقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ المعروب بالبدري، وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، ثمَّ إِن البُخَارِيّ روى
    هَذَا الحَدِيث عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة كَمَا رَأَيْته، وَهُوَ الصَّوَاب، كَمَا قَالَ أَبُو ذَر لَا كَمَا وَقع فِي بعض نسخه: حَدثنَا مُسَدّد، وَوَقع فِي كَلَام الجياني: أَنه سَاقه أَولا بِكَمَالِهِ عَن مُسَدّد، ثمَّ سَاق الْخلاف فِي لَفظه من الْمَتْن عَن مُوسَى، وَالَّذِي فِي الْأُصُول مَا ذكره سِيَاقَة وَاحِدَة، لَا كَمَا قَالَه، وَهَذَا الْموضع مَوضِع تنبه وتيقظ.قَوْله: (مَاء) ، مَنْصُوب لِأَنَّهُ خبر: إِن، و: نَارا، عطف عَلَيْهِ. قَوْله: (يرى) بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا، هَذَا من جملَة فتنته امتحن الله بهَا عباده فيحق الْحق وَيبْطل الْبَاطِل، ثمَّ يَفْضَحهُ وَيظْهر للنَّاس عَجزه. قَوْله: (قَالَ حُذَيْفَة) ، شُرُوع فِي الحَدِيث الثَّانِي. قَوْله: (وسمعته يَقُول) ، أَي: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول. قَوْله: (فأجازيهم) ، أَي: أتقاضاهم الْحق، والمجازي المتقاضي، يُقَال: تجازيت ديني عَن فلَان إِذا تقاضيته، وَحَاصِله أَخذ مِنْهُم وَأعْطى، وَوَقع فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: وأجازفهم، من المجازفة، وَوَقع فِي أُخْرَى: وأحاربهم، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء، وَكِلَاهُمَا تَصْحِيف. قَوْله: (فَقَالَ، وسمعته) ، شُرُوع فِي الحَدِيث الثَّالِث، ويروى: وَقَالَ، بِالْوَاو. قَوْله: (وخلصت) ، بِفَتْح اللَّام أَي: وصلت. قَوْله: (فامتحشت) ، أَي: احترقت، وَهُوَ على صِيغَة بِنَاء الْفَاعِل، كَذَا ضَبطه الْكرْمَانِي، وَضَبطه بَعضهم على بِنَاء صِيغَة الْمَجْهُول، وَله وَجه وَهُوَ من الامتحاش ومادته: مِيم وحاء مُهْملَة وشين مُعْجمَة، والمحش: احتراق الْجلد وَظُهُور الْعظم. قَوْله: (يَوْمًا رَاحا) أَي: يَوْمًا شَدِيد الرّيح، وَإِذا كَانَ طيب الرّيح يُقَال: يَوْم ريِّح، بِالتَّشْدِيدِ، وَقَالَ الْخطابِيّ: يَوْم رَاح أَي: ذُو ريح، كَمَا يُقَال: رجل مَال، أَي: ذُو مَال. قَوْله: (فاذروه) أَمر من الإذراء، يُقَال: ذرته الرّيح وأذرته تَذْرُوهُ وتذريه أَي: أطارته. قَوْله: (قَالَ عقبَة بن عَمْرو) ، وَهُوَ أَبُو مَسْعُود البدري (وَأَنا سمعته) يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَظَاهر الْكَلَام يَقْتَضِي أَن الَّذِي سَمعه أَبُو مَسْعُود هُوَ الحَدِيث الْأَخير فَقَط، لَكِن رِوَايَة شُعْبَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر نبئت أَنه سمع الْجَمِيع، فَإِنَّهُ أوردهُ فِي الْفِتَن فِي قصَّة الَّذِي كَانَ يُبَايع النَّاس من حَدِيث حُذَيْفَة، وَقَالَ فِي آخِره: قَالَ أَبُو مَسْعُود وَأَنا سمعته، وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الَّذِي أوصى بنيه، كَمَا ستقف عَلَيْهِ فِي حَدِيث فِي أَوَاخِر هَذَا الْبابُُ. قَوْله: (وَكَانَ نباشاً) ظَاهره أَنه من زِيَادَة أبي مَسْعُود فِي الحَدِيث، لَكِن أوردهُ ابْن حبَان من طَرِيق ربعي عَن حُذَيْفَة، قَالَ: توفّي رجل كَانَ نباشاً، فَقَالَ لأولاده: أحرقوني، فَدلَّ على أَن قَوْله: (وَكَانَ نباشاً) من رِوَايَة حُذَيْفَة وَأبي مَسْعُود، مَعًا وَالله أعلم.

    لا توجد بيانات