أَقْبَلَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ حَتَّى نَزَلَا الْبَصْرَةَ وَطَرَحُوا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , وَعَلِيٌّ كَانَ بَعَثَهُ عَلَيْهَا , فَأَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ , فَأَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَبْطَأُوا عَلَيْهِ , ثُمَّ أَتَاهُمْ عَمَّارٌ فَخَرَجُوا , قَالَ زَيْدٌ : فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَهُ , قَالَ : فَكَفَّ عَنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأَصْحَابِهِمَا , وَدَعَاهُمْ حَتَّى بَدَءُوهُ فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ , فَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَوْلَ الْجَمَلِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ كَانَ يَذُبُّ عَنْهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : لَا تُتِمُّوا جَرِيحًا وَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ; فَلَمْ يَكُنْ قِتَالُهُمْ إِلَّا تِلْكَ الْعَشِيَّةَ وَحْدَهَا , فَجَاءُوا بِالْغَدِ يُكَلِّمُونَ عَلِيًّا فِي الْغَنِيمَةِ فَقَوْلُ عَلِيٍّ هَذِهِ الْآيَةُ , فَقَالَ : أَمَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ {{ وَاعْلَمُوا أَنَمَّا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ }} أَيُّكُمْ لِعَائِشَةَ ؟ فَقَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ , أُمُّنَا , فَقَالَ : أَحَرَامٌ هِيَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ عَلِيٌّ ; فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ بَنَاتِهَا مَا يَحْرُمُ مِنْهَا ; قَالَ : أَفَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَعْتَدِدْنَ مِنَ الْقَتْلَى أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : أَفَلَيْسَ لَهُنَّ الرُّبُعُ وَالثُّمُنُ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ الْيَتَامَى لَا يَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ , ثُمَّ قَالَ : يَا قَنْبَرُ , مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ , قَالَ زَيْدٌ : فَرَدَّ مَا كَانَ فِي الْعَسْكَرِ وَغَيْرِهِ , قَالَ : وَقَالَ عَلِيٌّ , لِطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ : أَلَمْ تُبَايِعَانِي ؟ فَقَالَا : نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ ; فَقَالَ عَلِيٌّ : لَيْسَ عِنْدِي دَمُ عُثْمَانَ , قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ : فَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَيْسٍ , قَالَ : لَمَّا نَادَى قَنْبَرٌ " مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ " مَرَّ رَجُلٌ عَلَى قِدْرٍ لَنَا وَنَحْنُ نَطْبُخُ فِيهَا فَأَخَذَهَا , فَقُلْنَا : دَعْهَا حَتَّى يَنْضَجَ مَا فِيهَا , قَالَ : فَضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ ثُمَّ أَخَذَهَا .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : أَقْبَلَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ حَتَّى نَزَلَا الْبَصْرَةَ وَطَرَحُوا سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , وَعَلِيٌّ كَانَ بَعَثَهُ عَلَيْهَا , فَأَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ , فَأَرْسَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الْكُوفَةِ فَأَبْطَأُوا عَلَيْهِ , ثُمَّ أَتَاهُمْ عَمَّارٌ فَخَرَجُوا , قَالَ زَيْدٌ : فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَهُ , قَالَ : فَكَفَّ عَنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَأَصْحَابِهِمَا , وَدَعَاهُمْ حَتَّى بَدَءُوهُ فَقَاتَلَهُمْ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ , فَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَحَوْلَ الْجَمَلِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ كَانَ يَذُبُّ عَنْهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : لَا تُتِمُّوا جَرِيحًا وَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِرًا وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ; فَلَمْ يَكُنْ قِتَالُهُمْ إِلَّا تِلْكَ الْعَشِيَّةَ وَحْدَهَا , فَجَاءُوا بِالْغَدِ يُكَلِّمُونَ عَلِيًّا فِي الْغَنِيمَةِ فَقَوْلُ عَلِيٍّ هَذِهِ الْآيَةُ , فَقَالَ : أَمَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ {{ وَاعْلَمُوا أَنَمَّا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ }} أَيُّكُمْ لِعَائِشَةَ ؟ فَقَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ , أُمُّنَا , فَقَالَ : أَحَرَامٌ هِيَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ عَلِيٌّ ; فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ بَنَاتِهَا مَا يَحْرُمُ مِنْهَا ; قَالَ : أَفَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَعْتَدِدْنَ مِنَ الْقَتْلَى أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : أَفَلَيْسَ لَهُنَّ الرُّبُعُ وَالثُّمُنُ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ الْيَتَامَى لَا يَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ , ثُمَّ قَالَ : يَا قَنْبَرُ , مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ , قَالَ زَيْدٌ : فَرَدَّ مَا كَانَ فِي الْعَسْكَرِ وَغَيْرِهِ , قَالَ : وَقَالَ عَلِيٌّ , لِطَلْحَةَ , وَالزُّبَيْرِ : أَلَمْ تُبَايِعَانِي ؟ فَقَالَا : نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ ; فَقَالَ عَلِيٌّ : لَيْسَ عِنْدِي دَمُ عُثْمَانَ , قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ : فَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَيْسٍ , قَالَ : لَمَّا نَادَى قَنْبَرٌ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى قِدْرٍ لَنَا وَنَحْنُ نَطْبُخُ فِيهَا فَأَخَذَهَا , فَقُلْنَا : دَعْهَا حَتَّى يَنْضَجَ مَا فِيهَا , قَالَ : فَضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ ثُمَّ أَخَذَهَا .