حَدَّثَنِي صُحَيْبٌ لَنَا كَانَ مَعَنَا يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ خُزَيْمَةَ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ فَقَالَ : الْأَعْمَشُ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَوْ سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقُلْنَا : الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَقْرَبُ فَقَالَ : الْأَعْمَشُ شَيْخٌ وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ ، وَسُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، فَقِيهٌ عَنْ فَقِيهٍ عَنْ فَقِيهٍ عَنْ فَقِيهٍ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْعَدَوِيُّ ، مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَزْهَرِ الرَّازِيُّ ، ثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ قَابُوسَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي : كَيْفَ تَأْتِي عَلْقَمَةَ ، وَتَدَعُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ لِأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْتَفْتُونَهُ
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : قِيلَ لَهُ : أَدْرَكْتَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ، وَتَرَكْتَهُمْ وَرَجَعْتَ إِلَى هَذَا الْغُلَامِ قَالَ : أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَدَارَءُونَ فِي الْأَمْرِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزَّاءُ ، ثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَامِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : قِيلَ لِطَاوُسٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ ، وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ ، فَوَجَدَ بَعْضُهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَالُوا : يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ ؟ قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ أَوْ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ وَقَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ : وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، فَقَالُوا : أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا فَتَحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَأَنْ يَتُوبَ ، فَقَالَ عُمَرُ لِي : مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ قُلْتُ : لَيْسَ كَمَا قَالُوا قَالَ : فَقُلْ قُلْتُ : الْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ ، أَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهَ إِذَا فَتْحَ عَلَيْهِ مَكَّةَ ، وَرَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أَنْ يُسَبِّحَهَ وَيَسْتَغْفِرَهُ ، وَأَعْلَمَهُ مَوْتَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بَعْدَ هَذَا
حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ التُّسْتَرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ ، حَدَّثَنَا نَوْفَلٌ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، فَحَدَّثَنَا عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ : أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمُخْتَلِعَةِ كُلَّ مَا أَعْطَاهَا ، فَقَالَ رَجُلٌ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمُخْتَلِعَةِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : إِنَّ قَيْسًا لَمْ يَكُنْ يُفَرِّقْ بَيْنَ كُلِّ وَأَكْثَرَ ، فَاطْلُبْ لِسُفْيَانَ قَرْنًا وَلَنْ تَجِدْ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَدَعْ يَدَ لَامِسٍ قَالَ : طَلِّقْهَا ، قَالَ : إِنَّهَا حَسْنَاءُ ، وَإِنِّي أَخْشَى عَلَى نَفْسِي ، قَالَ : أَمْسِكْهَا قَالَ أَبُو حَفْصٍ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَأَنْكَرَهُ ، وَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ مُرْسَلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَكَانَ إِلَى جَنْبِهِ : ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ أَحَدُهُمَا ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : أَبُو دَاوُدَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ هَذَيْنِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ : أَيْنَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنَ الثَّوْرِيِّ ؟ فَقَالَ : عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ مِنْ مِعْرِفَتِهِ بِالْقُرْآنِ ، وَتَفْسِيرِ الْحَدِيثِ ، وَغَوصِهِ عَلَى حُرُوفٍ مُتَفَرِّقَةٍ يَجْمَعُهَا مَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بَهَانَ ، ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، ثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : أَتَيْتُ شُرَيْحًا ، فَكُنْتُ أُجَالِسُهُ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ يَوْمًا فِي قَضِيَّةٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ ، فَسَأَلَهُ فَقُلْتُ : هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْ شُرَيْحٍ ، فَأَتَيْتُهُ وَتَرَكْتُ شُرَيْحًا
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ سُهَيْلٍ الْفَقِيهُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، وَقَدْ قَالَ لِابْنَيْ أُخْتِهِ ، أَبِي بَكْرٍ وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ أَبِي أُوَيْسٍ : أُرَاكُمَا تُحِبَّانِ هَذَا الشَّأْنَ ، وَتَطْلُبَانِهِ يَعْنِي الْحَدِيثَ قَالَا : نَعَمْ قَالَ : إِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْتَفِعَا وَيَنْفَعُ اللَّهُ بِكُمَا ، فَأَقِلَّا مِنْهُ ، وَتَفَقَّهَا وَنَزَلَ ابْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ مِنْ فَوْقٍ ، وَمَعَهُ حَمَامٌ قَدْ غَطَّاهُ قَالَ : فَعَلِمَ مَالِكٌ أَنَّهُ قَدْ فَهِمَهُ النَّاسُ فَقَالَ : الْأَدَبُ أَدَبُ اللَّهِ ، لَا أَدَبَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ ، وَالْخَيْرُ خَيْرُ اللَّهِ ، لَا خَيْرَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرَوِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كَانَ يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ ، وَلَا يَجْلِسُ مَعَنَا عِنْدَ أَبِيهِ ، فَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوهُ يَقُولُ : هَاهْ إِنَّ مِمَّا يُطَيِّبُ نَفْسِي أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَا يُورَثُ ، وَأَنَّ أَحَدًا لَمْ يَخْلُفْ أَبَاهُ فِي مَجْلِسِهِ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الزُّهْرِيُّ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، فَرَأَى حِلَقَ الْعِلْمِ وَالذِّكْرَ ، فَأَعْجَبَ بِهَا ، فَأَشَارَ إِلَى حَلْقَةٍ ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ الْحَلْقَةِ ؟ فَقِيلَ لِعَطَاءٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمَكْحُولٍ ، وَنَظَرَ إِلَى أُخْرَى ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : لِمُجَاهِدٍ وَكُلُّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ الَّذِينَ بِالْيَمَنِ ، فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَبَعَثَ إِلَى حَيَاءِ قُرَيْشٍ فَجَمَعَهُمْ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، كُنَّا فِيمَا قَدْ عَلِمْتُمْ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبِهَذَا الدِّينِ ، فَحَقَّرْتُمُوهُ حَتَّى غَلَبَكُمْ أَبْنَاءُ الْفُرْسِ ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَإِنَّهُ قَالَ : ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنَ الْفُرْسِ ، مُلِكُوا مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ ، فَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَيْنَا ، وَمَلَكْنَاهَا فَمَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُمْ سَاعَةً
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ : قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ : مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ ؟ قَالُوا : رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ ؟ قَالُوا : عُبَادَةُ بْنُ نُسِيِّ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ دِمَشْقٍ ؟ قَالُوا : يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانَيُّ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ ؟ قَالُوا : عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ قَالَ : فَمَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ ؟ قَالُوا : عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ . قَالَ : يَا لَكِنْدَةَ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ ، أَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، ثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ ، ثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ : قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْبَصْرَةَ ، فَاسْتَقْبَلَهُ خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ سَيِّدِ أَهْلِ هَذَا الْمِصْرِ مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ : أَعَرَبِيُّ أَوْ مَوْلَى ؟ قَالَ : مَوْلَى قَالَ : مَوْلَى لِمَنْ ؟ قَالَ : لِلْأَنْصَارِ قَالَ : فَبِمَ سَادَهُمْ ؟ فَقَالَ : احْتَاجُوا إِلَيْهِ فِي دِينِهِمْ ، وَاسْتَغْنَى هُوَ عَنْ دُنْيَاهُمْ . فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : كَفَى بِهَذَا سُؤْدُدًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَابِدِيُّ ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : ابْتَنَى مُعَاوِيَةُ بِالْأَبْطَحِ مَجْلِسًا ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَمَعَهُ ابْنُهُ قَرَظَةُ ، فَإِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ عَلَى رِحَالٍ ، وَشَابٌّ مِنْهُمْ قَدْ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يُغَنِّي : بَيْنَمَا يَذْكُرْنَنِي أَبْصَرْنَنِي عِنْدَ قَيْدِ الْمَيْلِ يَسْعَى بِي الْأَغَرْ قُلْنَ تَعْرِفْنَ الْفَتَى قُلْنَا نَعَمْ قَدْ عَرَفْنَاهُ وَهَلْ يَخْفَى الْقَمَرْ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ : خَلُّوا لَهُ الطَّرِيقَ فَلْيَذْهَبْ قَالَ : ثُمَّ إِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ ، وَإِذَا رَجُلٌ يُسْأَلُ يُقَالُ لَهُ : رَمَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ ، وَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ ، لِأَشْيَاءَ أُشْكِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَالْتَفَتَ إِلَى ابْنِهِ قَرَظَةَ ، قَالَ : هَذَا وَأَبِيكَ الشَّرَفُ ، هَذَا وَاللَّهِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَشَرَفُ الْآخِرَةِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَنَّ الزُّبَيْرَ ، حَدَّثَهُمْ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : كَتَبَ بَعْضُ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى عَمِّي يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُنْثَى : مِنْ أَيْنَ يُورَثُ ؟ قَالَ : مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْهُمَا جَمِيعًا فَمِنْ أَيِّهِمَا سَبَقَ . قَالَ مَعْنٌ : فَسَمِعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ يَسْكُنُ بِلَادَ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ : أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ الشَّاعِرُ لَهُ حِينَ قَضَى بِهَذَا ؟ فَقُلْتُ : لَا ، وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قَالَ : وَمُهِمَّةٌ أَعْيَى الْقُضَاةَ قَضَاؤُهَا تَذَرُ الْفَقِيهَ يَشُكُّ شَكَّ الْجَاهِلِ عَجَّلْتُ قَبْلَ حَنِيذِهَا بِشِوَائِهَا وَقَطَعْتُ مِفْصَلَهَا بِحُكْمٍ فَاصِلِ فَتَرَكْتُهَا بَعْدَ الْعَمَايَةِ سُنَّةً لِلْمُقْتَدِينَ وَلِلْإِمَامِ الْعَادِلِ قَالَ الْحِزَامِيُّ : فَسَمِعَنِي الْمُؤَمَّلُ بْنُ طَالُوتَ ، فَقَالَ : هَذَا فَائِدُ بْنُ أَقْرَمَ الْبَلَوِيُّ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ يَذْكُرُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ : يَأْبَى الْجَوَابَ فَمَا يُرَاجَعُ هَيْبَةً وَالسَّائِلُونَ نَوَاكِسُ الْأَذْقَانِ هَدْيُ التُّقَى وَعِزُّ سُلْطَانِ الْهُدَى فَهُوَ الْعَزِيزُ وَلَيْسَ ذَا سُلْطَانِ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخِصَافُ ، حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى غُنْدَرٍ أَكْتُبُ عَنْهُ ، وَكَانَ يَسْتَثْقِلُنِي لِلْمَذْهَبِ فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا رَآنِي أَظْهَرَ اسْتِثْقَالًا ، وَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُهُمْ لِكَرَاهَتِهِ لِي ، فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، حَدِيثَ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ : أَنْ يَهُودِيَّيْنِ نَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمَالَا إِلَيْهِ ، فَقَالَا : نَسْأَلُكَ عَنِ التِّسْعِ الْآيَاتِ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسَى قَالَ : فَأَخْبَرْهُمَا بِهَا ، فَقَالَا لَهُ : نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تُسْلِمَا ؟ قَالَا : نَخَافُ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ فَقَالَ : نَعَمْ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، فَأَيُّ شَيْءٍ لِصَاحِبِكَ فِي هَذَا ؟ قُلْتُ : إِنَّهُمَا قَالَا : نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، فَلَمْ يَجْعَلْ ذَلِكَ رِدَّةً مِنْهُمَا فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : أَتُحْسِنُونَ أَنْتُمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : أُحِبُّ أَنْ تَلْزَمَنِي وَتَبَسَّطَ إِلَيَّ ، ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكْتُهُ
حَدَّثَنَا شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ ، وَأَحْسَبُهُ يُوسُفَ بْنَ الصَّاد قَالَ : وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ فُلَانٌ ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلَانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى ، وَكَانَتْ غَاسِلَةً ، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَحْنَفِ ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَهَا : أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ، وَلِقَوْلِهَا : كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا ، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الْآنَ أَخْبَرَنِي السَّاجِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : لَمَّا وَضَعَ أَبُو عُبَيْدٍ كُتُبَ الْفِقْهِ وَالرَّدِّ بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ بَعْضُ كُتُبِهِ ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِحُجَجٍ لِلشَّافِعِيِّ وَيَحْكِي لَفْظَهُ ، وَهُوَ لَا يَذْكُرُ الشَّافِعِيَّ ، فَغَضِبَ حُسَيْنٌ وَلَقِيَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عُبَيْدٍ ، تَقُولُ فِي كُتُبِكَ : قَالَ ابْنُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ فُلَانٌ ، وَتُدْغِمُ ذِكْرَ الشَّافِعِيِّ ، وَقَدْ سَرَقْتَ احْتِجَاجَهُ مِنْ كُتُبِهِ ، مَا أَنْتَ وَهَلْ تُحْسِنُ أَنْتَ شَيْئًا إِنَّمَا أَنْتَ رَاوِيَةٌ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ صَدْرَ رَجُلٍ ، فَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَأَجَابَهُ بِالْخَطَإِ ، فَقَالَ : أَنْتَ لَا تُحْسِنُ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً ، تَضَعُ الْكُتُبَ فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَيَّنَ أَمْرَهُ أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ ، فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ : فَغَضِبَ ، فَقَالَ : هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبِطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ ؟ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا مَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ : ذَاكِرَانِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ : اكْتُبْ ، لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ : لَا تَعُدْ قُلْتُ : لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ ، فَقَالَ : امْضِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ ، قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ ، قَالَ فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ : نَعَمْ ، مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ، فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا ، وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ : أرْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ، وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ ، حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ ، وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا ، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ : لَا تَعُدْ ثَانِيًا تَقُولُ مَا قُلْتَ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا ؟ كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ ، سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التُّسْتَرِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَدْ كَتَبْتُ أَنَا عَنْهُ ، وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا مِنْهُ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ التِّرْمِذِيُّ : فَسَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدٍ عَنِ الْعَقْرِ ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ، ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْهَا ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ثُمَّ سَأَلُوا أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ : فَقَالَ : لَا أَدْرِي ، فَقِيلَ : سَلُوا أَهْلَهَا فَقَالُوا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : مَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ ؟ فَقَالَ : كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ السَّيِّدُ عَقَرُوا عَلَى قَبْرِهِ ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لَا عُقْرَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ : فَأَخْبَرْتُ أَبَا عُمَرَ هِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ الرَّقِّيَّ ، فَأُعْجِبَ بِقَوْلِ أَحْمَدَ وَأَنْشَدَ : وَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ كُوَمَ الْهِجَانِ وَكُلَّ طَرَفٍ سَابِحِ ثُمَّ قَالَ لِي : عُقِرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى قَبْرِ رَبِيعَةَ بْنِ مُكْدَمٍ ، وَفِي الْإِسْلَامِ عَلَى قَبْرِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْمُهَلَّبِ ، عَقَرَ عَلَيْهِ كَعْبُ بْنُ أَبِي سُودٍ
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَرَّانِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلِ يَقُولُ : الرِّيَاسَةُ فِي الْحَدِيثِ بِلَا دِرَايَةِ رِيَاسَةٌ نَذِلَةٌ
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ يَقُولُ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيَّ يَقُولُ : وَسُئِلَ عَنْ أَحْمَدَ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ : مَا أَشْبَهُ السُّكَّ بِاللُّكِ يُرِيدُ فِقْهَ أَحْمَدَ وَعِلْمَهُ بِغَوَامِضِ الْحَدِيثِ
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الضَّبِّيُّ قَالَ : اسْتَأْذَنَ شَرِيكٌ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ كَاتِبِ الْمَهْدِيِّ فَدَخَلَ وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ لِشَرِيكٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَمْرٍ ، وَقَدْ ضَمِنْتُ عَنْكَ بِأَنْ تَقْضِيَ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ الِاخْتِلَافُ قَدِيمٌ ، وَإِنْ أَعْفَيْتَنِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ قَالَ : لَا ، إِنَّهُ لَابُدَّ قَالَ : فَفِيمَ اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّ النَّبِيذَ بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ ، وَزَعَمَ الْبَصْرِيُّونَ إِنَّهُ حَرَامٌ كَالْخَمْرِ ، فَقَالَ شَرِيكٌ : ثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ : شَرِبَ نَبِيذًا كَأَشَدِّ النَّبِيذِ وَثَنَا وَجَعَلَ يَذْكُرُ الْحَدِيثَ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ
وَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، فِيمَا كَتَبَ بِهِ إِلَيْنَا أَنَّ مَنْصُورَ بْنَ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَأَبُو مُصْعَبٍ ، وَعِنْدَهُ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ ، وَابْنٌ لِأَبِي مُوسَى يُقَالُ لَهُ : أَبُو بِلَالِ بْنُ الْأَشْعَرِيِّ ، وَخَالِدُ بْنُ هِلَالٍ الْمَخْزُومِيُّ ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِ ، فَتَكَلَّمَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ ، فَرَخَّصُوا فِي النَّبِيذِ ، وَذَكَرَ الْحِجَازِيُّونَ التَّشْدِيدَ ، فَقَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّا نَأْكُلُ لُحُومَ هَذِهِ الْإِبِلِ ، وَلَيْسَ يَقْطَعُهُ فِي بُطُونِنَا إِلَّا النَّبِيذُ الشَّدِيدُ فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ : {{ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ }} فَقَالَ شَرِيكٌ لِلْحَسَنِ : شَغَلَكَ عَنْ هَذَا جُلُوسُكَ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ ، هَذَا أَمْرٌ لَمْ تَسْهَرْ فِيهِ عَيْنَاكَ ، وَلَمْ يَسْمُلْ فِيهِ ثَوْبَاكَ ، وَلَمْ تَتَمَزَّقْ فِيهِ خُفَّاكَ ، أَصْحَابُ هَذَا يَطْلُبُونَهُ فِي مَظَانِّهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذَا ؟ قَالَ : هَيْهَاتَ ، أَهْلُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ صِيَانَةٍ مِنْ أَنْ يُعَرَّضُوا لِلْتَكْذِيبِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَشْرَبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَ النَّبِيذَ ، فَقَالَ شَرِيكٌ : أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ حَبْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ ، مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَالْحَدِيثُ عَلَى لَفْظِ أَبِي يَعْلَى ، عَنْ مَنْصُورٍ قَدْ سَبَقَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ نَصْرٍ النَّحْوِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ عَنْ قَوْلِهِ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ مَا مَعْنَاهَا ؟ فَقَالَ : التَّحِيَّاتُ مِثْلُ الْبَرَكَاتِ قُلْتُ : مَا مَعْنَى الْبَرَكَاتِ ؟ فَقَالَ : مَا سَمِعْتُ فِيهَا شَيْئًا وَسَأَلْتُ عَنْهَا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ فَقَالَ : هُوَ شَيْءٌ تَعَبَّدَ لِلَّهِ بِهِ عِبَادُهُ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُ الْكِسَائِيَّ وَمُحَمَّدًا عَنْ قَوْلِهِ : التَّحِيَّاتِ ، فَأَجَابَانِي بِكَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ : إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُمَا بِالشِّعْرِ ، وَبِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ التَّحِيَّةُ : الْمُلْكُ وَأَنْشَدَنِي : أَؤُمُّ بِهَا أَبَا قَابُوسَ حَتَّى أُنِيخَ عَلَى تَحِيَّتِهِ بِجُنْدِي
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيُّ ، ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ ، ثَنَا مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يُقَادُ الْبَعِيرُ بَيْنَ اثْنَيْنِ قَالَ أَبُو هَمَّامٍ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ : لَا يَرْكَبَانِهِ جَمِيعًا بَلْ يَمْشِيَانِ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْجَوْنِيُّ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ ، سَمِعَ مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَقِرُّوا الطَّيْرَ عَلَى مَكِنَاتِهَا قَالَ يُونُسُ : فَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ : مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ ، أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَتَى الطَّيْرَ فِي وَكْرِهَا ، فَنَفَرَهَا ، فَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الْيَمِينِ مَضَى لِحَاجَتِهِ ، وَإِنْ أَخَذَتْ ذَاتَ الشِّمَالِ رَجَعَ فَنَهَى النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ : لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا فَإِنَّهُ نَهَى عَنْ صَيْدِهَا لَيْلًا قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ : هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ : مَكِنَاتِهَا وَأَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُونَ : وُكُنَاتِهَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : وَقَدِ اغْتَدَى وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا وَالْوُكْنَةُ : اسْمٌ لِكُلِّ وَكْرٍ وَعِشٍّ ، وَالْوَكْرُ مَوْضِعُ الطَّائِرِ الَّذِي يَبْيَضُ فِيهِ ، وَيَفْرَخُ ، وَهُوَ الْخُرُوقُ فِي الْحِيطَانِ وَالشَّجَرِ ، وَيُقَالُ : وَكَنَ الطَّائِرُ يَكِنُ وُكُونًا إِذَا حَضَنَ عَلَى بَيْضِهِ ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا لَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إِلَّا أَهْلُ الْحَدِيثِ كَثِيرٌ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيِّ فِي حَدِيثٍ يَذْكُرُ فِيهِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ضَرَبَاتُهُ أَبْكَارٌ تَقْصُرُ مَعَهَا الْأَعْمَارُ ؟ قَالَ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ عَلَى الْمَضْرُوبِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَحَدِيثٌ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ : أَمِيرُ الْقَوْمِ أَقْطَفُهُمْ دَابَّةً قَالَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا بِسَيْرِهِ ، لِأَنَّ الْمَقْطُوفَ ، يَتَبَاطَأَ فِي السَّيْرِ لِئَلَّا يُحِيطَ بِهِ الْعَدُوُّ ، وَيَعْرِضُ لَهُ السَّبْعُ قَالَ : وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ عَلَى كُلِّ هُدْبَةٍ شَيْطَانًا قَالَ هَذَا مَثَلٌ فِي الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ ، يَقُولُ : اجْتَمِعُوا وَلَا تَفَرَّقُوا ، وَكُونُوا سَدًى وَلُحمَةً ، فَإِنَّكُمْ إِذَا تَفَرَّقْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ الْهُدْبِ ، كَانَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ يَدْعُوهُ إِلَى أَنْوَاعِ الْخِلَافِ ، وَإِذَا اجْتَمَعْتُمْ كُنْتُمْ بِمَنْزِلَةِ السَّدَيِّ وَاللُّحْمَةِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، ثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَبَرَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِرَجُلٍ : تَوَّقْهُ وَتَبَقَّهْ
حَدَّثَنَاهُ الْحَضْرَمِيُّ ، ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَيَّارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : يَا أَبَا بَكْرٍ تَوَقَّ وَتَبَقَّ وَهَذَا عَلَى وَجْهِ الدُّعَاءِ ، وَتَقْدِيرُهُ : وَقَاكَ اللَّهُ وَأَبْقَاكَ وَأَخْرَجَهُ مَخْرَجَ الْأَمْرِ كَمَا قَالَ لِلْآخَرِ : عِشْ حَمِيدًا ، وَالْبَسْ جَدِيدًا ، وَمُتْ شَهِيدًا ، وَكَمَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ : يَا أَمِينَ اللَّهِ عِشْ أَبَدًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ : تَوَقَّ الْمَحَارِمَ لِتَصِلَ إِلَى بَقَاءِ الْأَبَدِ ، وَالْهَاءُ عِمَادٌ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }} وَأَشْبَاهِهِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : قَالَ لَنَا حَسْنُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ : قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ : قَالَ لَنَا ابْنُ وَهْبٍ : قَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ ، لَيْسَ يُرِيدُ فَقْرَ الْقِلَّةِ ، إِنَّمَا أَرَادَ فَقْرَ الْقَلْبِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَّاجُ يَقُولُ : يَزْعُمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ أَغْمَارٌ ، وَحَمَلَةُ أَسْفَارٌ ، وَكَيْفَ يَلْحَقُ هَذَا النَّعْتُ قَوْمًا ضَبَطُوا هَذَا الْعِلْمَ ، حَتَّى فَرَّقُوا بَيْنَ الْيَاءِ وَالتَّاءِ ؟ فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَوُوا حَدِيثَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ ، فَقَالُوا : تَرْجِعُ بِالتَّاءِ ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْأُصْبُعِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ ، وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالُوا : يَرْجِعُ بِالْيَاءِ ، جَعَلُوا الْفِعْلَ لِلْيَمِّ قَالَ الْقَاضِي : وَضَبَطُوا الْحَرْفَيْنِ يَشْتَرِكَانِ فِي الصُّورَةِ ، يُعْجَمُ أَحَدُهُمَا وَلَا يُعْجَمُ الْآخِرُ ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يُنْضَحُ عَلَى بَوْلِ الصَّبِيِّ ، بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : نَضَخَهُ بِالْمَاءِ ، بِالْخَاءِ ، وَالنَّضْخُ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةٌ فَوْقَ النَّضْحِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، أَنَّ التُّوزِيَّ قَالَ : النَّضْخُ مُجْتَمِعٌ ، وَالنَّضْحُ مُتَفَرِّقٌ وَكَذَلِكَ النَّهْشِ وَالنَّهْسِ بِالشِّينِ ، وَالسِّينِ ، وَالرَّضْخِ وَالرَّضْحِ ، وَالْقَبْضِ وَالْقَبْصِ وَحَفَظُوا مَنْ قَالَ : كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيَتَ فِي حُفَالَةٍ مِنَ النَّاسِ ؟ بِالْفَاءِ ، وَمَنْ قَالَهُ بِالثَّاءِ وَمَنْ رَوَى رَحْمَةً مِهْدَاةً بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنَ الْهِدَايَةِ ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالضَّمِّ مِنَ الْهَدِيَّةِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُخَاضَرةِ بِالضَّادِ ، و وَهِيَ بَيْعُ الْبَقْلِ وَالْكُرَّاثِ قَبْلَ أَنْ يُجَزَّ جَزُّهُ , وَعَنِ الْمُخَاصَرَةِ بِالصَّادِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَرُوِيَ أَيْضًا الِاخْتِصَارُ ، وَهُوَ أَنْ يُمْسِكَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ فِي الصَّلَاةِ وَنَهَى عَنِ الْقَزْعِ بِالْقَافِ وَالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَ الصَّبِيِّ ، وَيَتْرُكَ وَسْطَهُ ، وَعَنِ الْفَرَعِ بِالْفَاءِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَهُوَ ذَبَائِحُهُمْ لِآلِهَتِمْ وَعَنِ الْقَرْعِ بِالْقَافِ وَالرَّاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ ، وَهُوَ الِانْتِبَاذُ فِي الْقَرْعِ ، يَعْنِي ظَرْفَ الدُّبَّاءِ وَضَبَطُوا اخْتِلَافَ حَرَكَةِ الْأَسْمَاءِ الْمُتَّفِقَةِ صُوَرُهَا ، فَمُيِّزَ عَبِيدَةُ مِنْ عُبَيْدَةَ ، وَعُمَارَةُ مِنْ عِمَارَةَ ، وَعُبَادَةُ مِنْ عَبَادَةَ ، وَحَبَّانُ مِنْ حِبَّانَ ، وَسُلَيْمٌ مِنْ سَلِيمٍ ، وَمَعْقِلٌ مِنْ مُعَقَّلٍ ، وَمُعَمَّرٌ مِنْ مَعْمَرٍ ، وَحَبِيبٌ مِنْ حُبَيْبٍ ، وَبَشِيرٌ مِنْ بُشَيْرٍ وَتَوَصَّلُوا إِلَى مَعْرِفَةِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَلْقَابِ وَالْأَنْسَابِ ، فَقَالُوا : فُلَانٌ الْبَدْرِيُّ شَهِدَ بَدْرًا ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ كَانَ يَنْزِلُ مَاءَ بَدْرٍ ، وَلَيْسَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَفُلَانٌ الْقَارِئُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ مِنَ الْقَارَةِ ، وَهُمْ بَنُو الْهُونُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَعُمَيْرٌ مَوْلَى آبِي اللَّحْمَ عَلَى وَزْنِ فَاعِلِ مِنَ الْأَبَاةِ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْبَى أَنْ يَأْكُلَ اللَّحْمَ ، فَلُقِّبَ بِهِ وَلَيْسَ بِكُنْيَةٍ وَيَزِيدُ الْفَقِيرُ كَانَ يَأْلَمُ فَقَارُ ظَهْرِهِ حَتَّى يَنْحَنِي لَهَا ، وَلَيْسَ مِنَ الْفَقْرِ ، وَعَمَّارُ الدُّهَنِيُّ مَفْتُوحٌ الْهَاءُ مِنْ بَنِي دَهَنٍ حَيُّ مِنْ بَجِيلَةَ ، وَهُمْ أَحْمَسُ بْنُ الْغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ أَرَاشِ بن الْغَوْثِ بْنِ نَبَتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَإٍ , وَبَجِيلَةُ أُمٌّ ، فَنُسِبَ وَلَدُهَا إِلَيْهَا ، وَالضَّحَّاكُ الْمِشْرَقِيُّ مَكْسُورُ الْمِيمِ ، مَفْتُوحُ الرَّاءِ مَنْسُوبٌ إِلَى مِشْرَقٍ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ الَّذِي رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ فِئَةً مُخْتَلِفَةٌ تَخْرُجُ ، يَقْتُلُهَا أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ ، وَالضَّحَّاكُ هَذَا فَارِسٌ شَرِيفٌ قَاتَلَ مَعَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْقَاضِي : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ يَوْمًا : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، مَنْ هُمْ ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَأَبُو حَمْزَةَ لَوْ قَالَ قَائِلٌ كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكً فَهَذَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْبُرِّيِّ مُفِيدًا عَلَى وَجْهِ الِاخْتِبَارِ ، وَلَوْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : دِينَارٌ أَبُوهُ أَوْ جَدِّهِ أَوْ أَبُو جَدِّهِ ، فَأَيُّهُمَا أَجَابَ الْمَسْؤُولُ فَقَدْ أَخْطَأَ ، لَأَنَّ دِينَارًا زَوْجُ أُمِّهِ عُرِفَ بِهِ ، فَنُسِبَ إِلَيْهِ ، وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ وَكَذَلِكَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، وَأَخْضَرُ زَوْجُ أُمِّهِ وَكَذَلِكَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، يَظُنُّ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ ، وَهُوَ أَبُو رَجَاءٍ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ مِنَ الْيَمَنِ ، سَبَاهُ بَنُو عُطَارِدِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَبَقِيَ فِيهِمْ وَنُسِبَ إِلَيْهِمْ ، وَهُوَ عُطَارِدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدٍ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ