• 2301
  • وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ فُلَانٌ ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلَانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى ، وَكَانَتْ غَاسِلَةً ، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَحْنَفِ ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : " أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ " ، وَلِقَوْلِهَا : " كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ " قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا ، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : " فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الْآنَ "

    حَدَّثَنَا شَيْخُنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ذَكَرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَأُنْسِيتُ أَنَا اسْمَهُ ، وَأَحْسَبُهُ يُوسُفَ بْنَ الصَّاد قَالَ : وَقَفَتِ امْرَأَةٌ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ ، فَسَمِعَتْهُمْ يَقُولُونَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ فُلَانٌ ، وَمَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ فُلَانٍ فَسَأَلَتْهُمُ الْمَرْأَةُ عَنِ الْحَائِضِ تَغْسِلُ الْمَوْتَى ، وَكَانَتْ غَاسِلَةً ، فَلَمْ يُجِبْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ بِالْمُقْبِلِ ، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ ، وَقَدْ دَنَا مِنْهَا ، فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تَغْسِلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْأَحْنَفِ ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : أَمَا إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ ، وَلِقَوْلِهَا : كُنْتُ أُفَرِّقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَّقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ بِالْمَاءِ فَالْمَيِّتُ أَوْلَى بِهِ ، فَقَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ ، وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا ، وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : فَأَيْنَ كُنْتُمْ إِلَى الْآنَ أَخْبَرَنِي السَّاجِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : لَمَّا وَضَعَ أَبُو عُبَيْدٍ كُتُبَ الْفِقْهِ وَالرَّدِّ بَلَغَ ذَلِكَ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيَّ بَعْضُ كُتُبِهِ ، فَنَظَرَ فِيهِ ، فَإِذَا هُوَ يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِحُجَجٍ لِلشَّافِعِيِّ وَيَحْكِي لَفْظَهُ ، وَهُوَ لَا يَذْكُرُ الشَّافِعِيَّ ، فَغَضِبَ حُسَيْنٌ وَلَقِيَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عُبَيْدٍ ، تَقُولُ فِي كُتُبِكَ : قَالَ ابْنُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ فُلَانٌ ، وَتُدْغِمُ ذِكْرَ الشَّافِعِيِّ ، وَقَدْ سَرَقْتَ احْتِجَاجَهُ مِنْ كُتُبِهِ ، مَا أَنْتَ وَهَلْ تُحْسِنُ أَنْتَ شَيْئًا إِنَّمَا أَنْتَ رَاوِيَةٌ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَرَبَ صَدْرَ رَجُلٍ ، فَكَسَرَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ ، فَأَجَابَهُ بِالْخَطَإِ ، فَقَالَ : أَنْتَ لَا تُحْسِنُ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً ، تَضَعُ الْكُتُبَ فَلَمْ يَقُمْ حَتَّى بَيَّنَ أَمْرَهُ أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَعُنِيتُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ فَجَمَعْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتِ يَا عَلِيُّ مَا عِنْدَكَ ، فَقُلْتُ : مَا أَحَدٌ يُفِيدُنِي عَنِ الْأَعْمَشِ شَيْئًا قَالَ : فَغَضِبَ ، فَقَالَ : هَذَا كَلَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَمَنْ يَضْبِطُ الْعِلْمَ وَمَنْ يُحِيطُ بِهِ ؟ مِثْلُكَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا مَعَكَ شَيْءٌ تَكْتُبُ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اكْتُبْ قُلْتُ : ذَاكِرَانِي فَلَعَلَّهُ عِنْدِي قَالَ : اكْتُبْ ، لَسْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ إِلَّا مَا لَيْسَ عِنْدَكَ قَالَ : فَأَمْلَى عَلَيَّ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهَا حَدِيثًا ثُمَّ قَالَ : لَا تَعُدْ قُلْتُ : لَا أَعُودُ قَالَ عَلِيٌّ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ جَاءَ سُلَيْمَانُ إِلَى الْبَابِ ، فَقَالَ : امْضِ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى أَفْضَحَهُ الْيَوْمَ فِي الْمَنَاسِكِ ، قَالَ عَلِيٌّ : وَكَانَ سُلَيْمَانُ مِنْ أَعْلَمِ أَصْحَابِنَا بِالْحَجِّ ، قَالَ فَذَهَبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : هَاتَا مَا عِنْدَكُمَا وَأَظُنُّكَ يَا سُلَيْمَانُ صَاحِبَ الْخُطْبَةِ قَالَ : نَعَمْ ، مَا أَحَدٌ يُفِيدُنَا فِي الْحَجِّ شَيْئًا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَضَى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلَّا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ، فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَانْدَفَعَ سُلَيْمَانُ فَرَوَى يَتَفَرَّقَانِ حَيْثُ اجْتَمَعَا ، وَيَجْتَمِعَانِ حَيْثُ تَفَرَّقَا قَالَ : أرْوِ وَمَتَى يَجْتَمِعَانِ ، وَمَتَى يَفْتَرِقَانِ ؟ فَسَكَتَ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ وَأَقْبَلَ يُلْقِي عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ ، حَتَّى كَتَبْنَا ثَلَاثِينَ مَسْأَلَةً فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ يَرْوِي الْحَدِيثَ وَالْحَدِيثَيْنِ ، وَيَقُولُ : سَأَلْتُ مَالِكًا ، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ : فَلَمَّا قُمْتُ قَالَ : لَا تَعُدْ ثَانِيًا تَقُولُ مَا قُلْتَ فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ : إِيشْ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ صُلْبِ مَهْدِيٍّ هَذَا ؟ كَأَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَهُمْ ، سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُفْيَانَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ

    دنا: الدنو : الاقتراب
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات