حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ أَبُو عِمْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ ، فَإِنْ قَتَلَهُمْ أُجِرَ عِنْدَ اللَّهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ ، بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ اللَّحْجِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَزْهَرَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : خَرَجَتْ خَارِجَةٌ بِالشَّامِ فَقُتِلُوا ، وَأُلْقُوا فِي جُبٍّ ، أَوْ بِئْرٍ قَالَ : فَأَقْبَلَ أَبُو أُمَامَةَ وَأَنَا مَعَهُ ، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا فَعَلَ الشَّيْطَانُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ كِلَابُ النَّارِ ، كِلَابُ النَّارِ ، ثَلَاثًا ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مَنْ قَتَلُوهُ قَالَ : قُلْتُ يَا أَبَا أُمَامَةَ ، أَشَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ ، أَمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِنِّي إِذَنْ لَجَرِيءٌ ، إِنِّي إِذَنْ لَجَرِيءٌ ، ثَلَاثًا ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلَا مَرَّتَيْنٍ ، وَلَا ثَلَاثًا ، حَتَّى عَدَّ عَشْرًا ، سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ يَقُولُ : سَيَأْتِي قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، أَوْ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لَا يَعُودُونَ فِي الْإِسْلَامِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ عَلَى فَوْقِهِ ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ أَوْ قَتَلَهُمْ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمِّي قَالَ : حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ بِالشَّامِ ، وَبِهَا صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ أَبُو أُمَامَةَ ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ لِي صَدِيقًا قَالَ : فَجِيءَ بِرُءُوسِ الْحَرُورِيَّةِ ، فَأَلْقَيْتُ بِالدَّرَجِ ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنٍ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ الرُّءُوسِ قَالَ : فَقُلْتُ : لَأَتَّبِعَنَّهُ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ ، قَالَ : فَتَبِعْتُهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا صَنَعَ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ ثُمَّ قَالَ : كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ ، كِلَابُ النَّارِ ، كِلَابُ النَّارِ ، ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ : شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، وَخَيْرُ قَتْلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ قَالَ : ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ }}
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ أَيْضًا قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ : حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءُوا بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُءُوسِ الْخَوَارِجِ ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : كِلَابُ جَهَنَّمَ ، شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، وَمَنْ قُتِلُوا خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، وَبَكَى فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ ، إِنَّكَ بِبَلَدٍ هَؤُلَاءِ بِهِ كَثِيرٌ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : أَعَاذَكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : {{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ، هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }} إِلَى قَوْلِهِ {{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ }} قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ : إِنِّي رَأَيْتُ تَغَرْغَرَتْ لَهُمْ عَيْنَاكَ قَالَ : رَحْمَةً لَهُمْ ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، أَمِنْ رَأْيِكَ تَقُولُهُ ، أَمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ ، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنٍ ، وَلَا ثَلَاثٍ وَلَا أَرْبَعٍ وَلَا خَمْسٍ وَلَا سِتٍّ وَلَا سَبْعٍ
حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى : عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : قَدْ ذَكَرْتُ مِنَ التَّحْذِيرِ مِنْ مَذَاهِبِ الْخَوَارِجِ مَا فِيهِ بَلَاغٌ لِمَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، عَنْ مَذْهَبِ الْخَوَارِجِ ، وَلَمْ يَرَ رَأْيَهُمْ ، وَصَبَرَ عَلَى جَوْرِ الْأَئِمَّةِ ، وَحَيْفِ الْأُمَرَاءِ ، وَلَمْ يَخْرُجْ عَلَيْهِمْ بِسَيْفِهِ ، وَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى كَشْفَ الظُّلْمِ عَنْهُ ، وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ ، وَدَعَا لِلْوُلَاةِ بِالصَّلَاحِ ، وَحَجَّ مَعَهُمْ ، وَجَاهَدَ مَعَهُمْ كُلَّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ وَصَلَّى مَعَهُمُ الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَيْنِ , فَإِنْ أَمَرُوهُ بِطَاعَةٍ فَأَمْكَنَهُ أَطَاعَهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ اعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ ، وَإِنْ أَمَرُوهُ بِمَعْصِيَةٍ لَمْ يُطِعْهُمْ ، وَإِذَا دَارَتِ الْفِتَنُ بَيْنَهُمْ لَزِمَ بَيْتِهِ وَكَفَّ لِسَانَهُ وَيَدَهُ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا هُمْ فِيهِ ، وَلَمْ يُعِنْ عَلَى فِتْنَةٍ ، فَمَنْ كَانَ هَذَا وَصْفَهُ كَانَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ