حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ : نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مِنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ سُئِلَ عَنْهُ ، وَمَنْ لَمْ يُتَكَلَّمْ فِيهِ لَمْ يُسْأَلْ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ أَبِي سَهْلٍ أَيْضًا قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي زِيَادٌ أَبُو عَمْرٍو قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ عَنِ الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ : شَيْءٌ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَلَّا يُطْلِعَكُمْ عَلَيْهِ ، فَلَا تُرِيدُوا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَا أَبَى عَلَيْكُمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذَا مَعْنَى مَا قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي رِسَالَتِهِ لِأَهْلِ الْقَدَرِ ، قَوْلُهُ : فَلَئِنْ قُلْتُمْ : قَدْ قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا ، يُقَالُ لَهُمْ : لَقَدْ قَرَءُوا مِنْهُ يَعْنِي الصَّحَابَةَ مَا قَدْ قَرَأْتُمْ وَعَلِمُوا مِنْ تَأْوِيلِهِ مَا جَهِلْتُمْ ، ثُمَّ قَالُوا بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ : كُلُّهُ كِتَابٌ وَقَدَرٌ ، وَكَتَبَ الشِّقْوَةَ ، وَمَا قُدِّرَ يَكُنْ ، وَمَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ، ثُمَّ رَغِبُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَرَهِبُوا وَالسَّلَامُ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ : أَنَّ عُزَيْرًا سَأَلَ رَبَّهُ تَعَالَى عَنِ الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ : سَأَلْتَنِي عَنْ عِلْمِي ، عُقُوبَتُكَ أَنْ لَا أُسَمِّيكَ فِي الْأَنْبِيَاءِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ نَوْفٍ قَالَ : قَالَ عُزَيْرٌ فِيمَا يُنَاجِي بِهِ رَبَّهُ : يَا رَبِّ تَخْلِقُ خَلْقًا فَتُضِلُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُهْدِي مَنْ تَشَاءُ قَالَ : قِيلَ لَهُ : يَا عُزَيْرُ ، أَعْرِضْ عَنْ هَذَا قَالَ : فَعَادَ فَقَالَ : يَا رَبِّ تَخْلِقُ خَلْقًا ، فَتُضِلُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُهْدِي مَنْ تَشَاءُ قَالَ : قِيلَ لَهُ : يَا عُزَيْرُ ، أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ، {{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }} فَعَادَ فَقَالَ : يَا عُزَيْرُ ، لَتُعْرِضَنَّ عَنْ هَذَا أَوْ لَمَحَوْتُكَ مِنَ النُّبُوَّةِ ، إِنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَزْوِينِيُّ الصَّوَّافُ قَالَ : نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ نَهْشَلٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : وَافَيْتُ الْمَوْسِمَ ، فَلَقِيتُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ذِكْرَ الْجَمَاعَةِ قَالَ : وَرَأَيْتُ طَاوُسًا الْيَمَانِيَّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ : إِنَّ الْقَدَرَ سِرُّ اللَّهِ تَعَالَى ، فَلَا تَدْخُلَنَّ فِيهِ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يُحَدِّثُ عَنْ نَبِيِّكُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ فِرْعَوْنَ مُتَغَيِّرَ الْوَجْهِ ، إِذِ اسْتَقْبَلَهُ مَلَكٌ مِنْ خَزَّانِ النَّارِ ، وَهُوَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ مُتَعَجِّبًا لِمَا قَالَ لِهُ الرُّوحُ الْأَمِينُ : إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَكَ إِلَى فِرْعَوْنَ مَعَ أَنَّهُ قَدْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ فَلَنْ يُؤْمِنَ قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، فَدُعَائِي مَا هُوَ ؟ قَالَ : امْضِ لِمَا أُمِرْتَ قَالَ صَدَقْتَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُوسَى اثْنَا عَشَرَ مَلَكًا مِنْ خَزَّانِ النَّارِ ، وَقَدْ جَهَدْنَا عَلَى أَنْ نَسْأَلَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ، فَأَوْحَى إِلَيْنَا أَنَّ الْقَدَرَ سِرُّ اللَّهِ ، فَلَا تَدْخُلُوا فِيهِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أنا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ قَالَ : أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ ، أَوْ فِي الْكِتَابِ : أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا خَالِقُ الْخَلْقِ ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، وَخَلَقْتُ مَنْ يَكُونُ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ ، فَطُوبَى لِمَنْ خَلَقْتُهُ لِيَكُونَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ خَلَقْتُهُ لِيَكُونَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُسَافِعَ الْحَاجِبِ أَنَّهُ قَالَ وَجَدُوا حَجَرًا حِينَ نَقَضُوا الْبَيْتَ فِيهِ ثَلَاثَةُ صُفُوحٍ ، فِيهَا كِتَابٌ مِنْ كُتُبِ الْأُوَلِ ، فَدَعَى لَهَا رَجُلٌ فَقَرَأَهَا , فَإِذَا فِي صَفْحٍ مِنْهَا : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ صُغْتُها يَوْمَ صُغْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ ، وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ ، وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَاشْتَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ، وَفِي الصَّفْحِ الثَّالِثِ : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : يُوسُفُ بْنُ سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَجَجْتُ فَسَمِعْتُ رَجُلًا ، يُلَبِّي يَقُولُ فِي تَلْبِيَتِهِ : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ مَكَّةَ لَقِيتُ سُفْيَانَ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي سَمِعْتُ ، فَمَا زَادَنِي عَلَى أَنْ قَالَ : {{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ }}
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ قَالَ : نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : نا أَبُو سِنَانٍ قَالَ : اجْتَمَعَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِمَكَّةَ فَقَالَ عَطَاءٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كُتُبٌ بَلَغَنِي أَنَّهَا كُتِبَتْ عَنْكَ فِي الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ وَهْبٌ : وَمَا كَتَبْتُ كُتُبًا ، وَلَا تَكَلَّمْتُ فِي الْقَدَرِ ، ثُمَّ قَالَ وَهْبٌ : قَرَأْتُ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى ، مِنْهَا نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ظَاهِرَةٌ فِي الْكَنَائِسِ ، وَمِنْهَا نَيِّفُ وَعِشْرُونَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ ، فَوَجَدْتُ فِيهَا كُلَّهَا : أَنْ مَنْ وَكَّلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ : نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ : نا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قِيلَ لَهُ إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ فَقَالَ : دُلُّونِي عَلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى فَقَالُوا : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ حَتَّى أَقْطَعَهُ ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ الْخَيْرَ ، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ : نا بَقِيَّةُ قَالَ : نا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ : عِلْمَ اللَّهُ تَعَالَى مَا هُوَ خَالِقٌ وَمَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ ، ثُمَّ كَتَبَهُ ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : {{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }}
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَ بْرٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ اللَّهُ الْقَلَمُ ، فَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ قَالَ : فَكَتَبَ الدُّنْيَا وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ ، بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ ، رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ ، فَأَحْصَاهُ عِنْدَهُ فِي الذِّكْرِ ، ثُمَّ قَالَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : {{ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} فَهَلْ تَكُونُ النَّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَهَذَا طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ : الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَاقِعٌ مِنَ اللَّهِ بِمَقْدُورٍ جَرَى بِهِ ، يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ {{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }} وَأَمَّا الْحُجَّةُ فِي تَرْكِ مُجَالَسَةِ الْقَدَرِيَّةِ وَلَا يُفَاتَحُونَ بِكَلَامٍ ، وَلَا بِمُنَاظَرَةٍ إِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَإِثْبَاتِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَتَبْكِيتِهِمْ ، أَوْ يَسْتَرْشِدُ مِنْهُمْ مُسْتَرْشِدٌ لِلِاسْتِرْشَادِ فَيُرْشَدُ ، وَيُوقَفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ ، وَيَحْذَرُ طَرِيقَ الْبَاطِلِ ، فَلَا بَأْسَ بِالْبَيَانِ عَلَى هَذَا النَّعْتِ ، وَسَأَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِكُلِّ رَشَادٍ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، مِثْلَهُ سَوَاءً
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا نُجَالِسُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ فَيُسْرِدُ عَلَيْنَا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ ، فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى الْحَدِيثَ إِعْظَامًا لِرَبِيعَةَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ يَوْمًا يُحَدِّثُنَا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : {{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }} فَقَالَ لَهُ جَمِيلُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعِرَاقِيُّ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَنَا : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَرَأَيْتَ السِّحْرَ مِنْ تِلْكِ الْخَزَائِنِ ؟ فَقَالَ يَحْيَى : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ : إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ لَيْسَ بِصَاحِبِ خُصُومَةٍ ، وَلَكِنْ عَلَيَّ فَأَقْبِلْ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ : إِنَّ السِّحْرَ لَا يَضُرُّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، أَفَتَقُولُ أَنْتَ ذَلِكَ ؟ فَسَكْتَ ، فَكَأَنَّمَا سَقَطَ عَنَّا جَبَلٌ
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ النَّاقِدُ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ : رَجُلٌ زَنَى ، فَقَالَ سَالِمٌ : يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : اللَّهُ قَدَّرَهُ عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ سَالِمٌ : نَعَمْ قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً مِنَ الْحَصْبَاءِ ، فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ الرَّجُلِ وَقَالَ : قُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : نا أَيُّوبُ شَيْخٌ لَنَا قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ قَالَ : نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ ؟ فَقَالَ : طَرِيقٌ مُظْلِمٍ فَلَا تَسْلُكْهُ ، قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجْهُ ، قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : سِرُّ اللَّهِ فَلَا تُكَلَّفْهُ ، ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : فِي الْمَشِيئَةِ الْأُولَى أَقُومُ وَأَقْعُدُ وَأَقْبِضُ وَأَبْسُطُ ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ ، وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ وَلَا لِمَنْ ذَكَرَ الْمَشِيئَةَ مَخْرَجًا ، أَخْبِرْنِي أَخَلَقَكَ اللَّهُ لَمَّا شَاءَ أَوْ لَمَّا شِئْتَ ؟ قَالَ : بَلْ لَمَّا شَاءَ قَالَ : أَخْبِرْنِي أَفَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا شَاءَ أَوْ كَمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : لَا بَلْ كَمَا شَاءَ ، قَالَ أَخْبِرْنِي أَخْلَقَكَ اللَّهُ كَمَا شَاءَ أَوْ كَمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : لَا بَلْ كَمَا شَاءَ قَالَ : فَلَيْسَ لَكَ مِنَ الْمَشِيئَةِ شَيْءٌ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَالَ لَنَا طَاوُسٌ : أَخِّرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لَنَا طَاوُسٌ : أَخِّرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِالْقَدَرِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ طَاوُسٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَمَرَّ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ قَائِلٌ لِطَاوُسٍ : هَذَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَعَدَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ ، الْقَائِلُ مَا لَا تَعْلَمُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ يُكْذَبُ عَلَيَّ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : فَعَدَلْتُ مَعَ طَاوُسٍ ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ لَهُ طَاوُسٌ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ : الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ قَالَ : أَرُونِي بَعْضَهُمْ ، قُلْنَا : صَانِعٌ مَاذَا ؟ قَالَ : إِذًا أَضَعُ يَدِي فِي رَأْسِهِ فَأَدُقُّ عُنُقَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ قَالَ : نا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي وَعَمِّي يَقُولَانِ : سَمِعْنَا الْحَسَنَ : يَنْهَى عَنْ مُجَالَسَةِ ، مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ ، وَيَقُولُ : لَا تُجَالِسُوهُ ، قَالَ : وَقَالَ أَبِي : لَا أَعْلَمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَعْبَدٍ ، وَرَجُلٍ مِنَ الْأَسَاوِرَةِ يُقَالُ لَهُ شِيشَنْوَيْهِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ : نا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْمَكِّيِّ قَالَ : لَقِيتُ غَيْلَانَ بِدِمَشْقَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَسَأَلُونِي فِي أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : اجْعَلْ لِي عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ أَلَّا تَغْضَبَ ، وَلَا تَجْحَدَ ، وَلَا تَكْتُمَ قَالَ : فَقَالَ : ذَلِكَ لَكَ ، فَقُلْتُ : نَشَدْتُكَ اللَّهَ ، هَلْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْهُ حِينَ كَانَ ؟ قَالَ غَيْلَانُ : اللَّهُمَّ لَا ، قُلْتُ : فَعِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى بِالْعِبَادِ كَانَ قَبْلَ أَوْ بَعْدَ أَعْمَالِهِمْ ؟ قَالَ غَيْلَانُ : بَلْ عِلْمُهُ كَانَ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ ، قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ كَانَ عِلْمُهُ بِهِمْ مِنْ دَارٍ كَانُوا فِيهَا قَبْلَهُ جَبَلَهُمْ فِي تِلْكَ الدَّارِ غَيْرُهُ ؟ وَأَخْبَرَهُ الَّذِي جَبَلَهُمْ هُوَ فِي الدَّارِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ ؟ أَمْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ؟ وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوُونَ بِهَا الْمَعَاصِي ؟ قَالَ غَيْلَانُ : بَلْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوُونَ بِهَا الْمَعَاصِي ، قُلْتُ : وَهَلْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ قَالَ غَيْلَانُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : هَلْ مَعَهَا غَيْرُهَا قُلْتُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَهَلْ كَانَ إِبْلِيسُ يُحِبُّ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ قَالَ : فَلَمَّا عَرَفَ الَّذِي أُرِيدَ سَكَتَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّهُ قَالَ : حَسِيبُ غَيْلَانَ اللَّهُ ، لَقَدْ تَرَكَ هَذِهِ الْأُمَّةَ فِي مِثْلِ لُجَجِ الْبِحَارِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا نَصْرٌ قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ : وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ لَا تَمُوتُ إِلَّا مَفْتُونًا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : مَنْ أَئِمَّةُ الْقَدَرِيَّةِ فِي مَذَاهِبِهِمْ ؟ قِيلَ لَهُ : قَدْ أَجَلَّ اللَّهُ تَعَالَى الْمُسْلِمِينَ عَنْ مَذَاهِبِهِمْ ، وَأَئِمَّتُهُمْ فِي مَذَاهِبِهِمُ الْقَدَرِيَّةُ : مَعْبَدُ الْجُهَنِيُّ بِالْبَصْرَةِ ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ ، وَقَبْلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَنَصَّرَ ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْقَدَرَ ، كَذَا قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَأَخَذَ غَيْلَانُ عَنْ مَعْبَدٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لِقَصَّةِ غَيْلَانَ ، وَمَا عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا ، وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَعْظَمُ ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَمَا ذَمَّهُ الْعُلَمَاءُ وَهَجَرُوهُ وَكَفَّرُوهُ ، هَؤُلَاءِ أَئِمَّتُهُمُ الْأَنْجَاسُ وَالْأَرْجَاسُ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِالْقَدَرِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يُقَالُ لَهُ : سَوْسَنُ ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَنَصَّرَ ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، وَأَخَذَ غَيْلَانُ عَنْ مَعْبَدٍ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ فَقَالَ : لَقَدْ أَدْرَكْتُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ يُتَّهَمُ بِالْقَدَرِ إِلَّا رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، فَعَلَيْكُمْ بِدِينِ الْعَوَاتِقِ اللَّائِي لَا يَعْرِفْنَ إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ : أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ وَأَبُو يُونُسَ الْأُسْوَارِيُّ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَمِّهِ سَمِعَهُمَا يَقُولَانِ : سَمِعْنَا الْحَسَنَ وَهُوَ يَنْهَى عَنْ مُجَالَسَةِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ يَقُولُ : لَا تُجَالِسُوهُ فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : ثُمَّ اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ الْقَدَرِيَّ لَا يَقُولُ : اللَّهُمَّ وَفَّقْنِي ، وَلَا يَقُولُ : اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي ، وَلَا يَقُولُ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لِأَنَّ عِنْدَهُ أَنَّ الْمَشِيئَةَ إِلَيْهِ ، إِنْ شَاءَ أَطَاعَ وَإِنْ شَاءَ عَصَى ، فَاحْذَرُوا مَذَاهِبَهُمْ لَا يَفْتِنُوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ ، يَقُولُ : صَلَّيْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ الرَّقَاشِيُّ ، خَلْفَ الرَّبِيعِ بْنِ بَرَّةَ قَالَ مُعَاذٌ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَنَّهُ حَضَرَتْهُ الصَّلَاةُ مَرَّةً أُخْرَى ، فَصَلَّى خَلْفَهُ قَالَ : فَقَعَدْتُ أَدْعُو فَقَالَ : لَعَلَّكَ مِمَّنْ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي ؟ قَالَ : مُعَاذٌ : فَأَعَدْتُ تِلْكَ الصَّلَاةَ بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ هَذَا قَدَرِيًّا ، وَكَانَ مِنَ الْمُتَعَبِّدِينَ عِنْدَهُمْ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ : خَرَجْتُ فِي سَفِينَةٍ إِلَى الْأُبُلَّةِ أَنَا وَقَاضِيهَا هُبيَرْةُ بْنُ الْعُدَيْسِ قَالَ : وَصَحَبَنَا فِي السَّفِينَةِ مَجُوسٌ وَقَدَرِيُّ قَالَ : فَقَالَ الْقَدَرِيُّ لِلْمَجُوسِيِّ : أَسْلِمْ قَالَ : فَقَالَ الْمَجُوسِيُّ حِينَ يُرِيدُ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ الْقَدَرِيُّ : اللَّهُ يُرِيدُ وَالشَّيْطَانُ لَا يَدَعُكَ قَالَ : يَقُولُ الْمَجُوسِيُّ : أَرَادَ اللَّهُ ، وَأَرَادَ الشَّيْطَانُ ، فَكَانَ مَا أَرَادَ الشَّيْطَانُ ، هَذَا شَيْطَانٌ قَوِيُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : هَذَا الْكَلَامُ ذَكَرَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِالْفَارِسِيَّةِ عَنِ الْقَدَرِيِّ وَالْمَجُوسِيِّ ، ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنَا الْفِرْيَابِيُّ هَذَا الْمَعْنَى وَنَحْوَهَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيُّ : قَالَ : قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : مَسْأَلَةٌ يُقْطَعُ بِهَا الْقَدَرِيُّ يُقَالُ لَهُ أَخْبِرْنَا : أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعِبَادِ أَنْ يُؤْمِنُوا فَلَمْ يَقْدِرْ ، أَوْ قَدَرَ فَلَمْ يُرِدْ ؟ فَإِنْ قَالَ : قَدَرَ وَلَمْ يُرِدْ ، قِيلَ لَهُ : فَمَنْ يَهْدِي مَنْ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ هِدَايَتَهُ ؟ وَإِنْ قَالَ : أَرَادَ ، فَلَمْ يَقْدِرْ ، قِيلَ لَهُ : لَا يَشُكُّ جَمِيعُ الْخَلْقِ أَنَّكَ قَدْ كَفَرْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو غِيَاثٍ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أُغَسِّلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ قَالَ : فَتَفَرَّقُوا عَنِّي ، فَبَقِيتُ وَحْدِي فَقُلْتُ : وَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ : فَانْتَفَضَ حَتَّى سَقَطَ عَنْ دَفِّهِ قَالَ : فَلَمَّا دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ فَرَأَيْتُهُ فِي لَيْلَتِي تِلْكَ فِي مَنَامِي ، كَأَنِّي مُنْصَرِفٌ مِنَ الْمَسْجِدِ ، إِذِ الْجِنَازَةُ فِي السُّوقِ يَحْمِلُهَا حَبَشِيَّانِ رِجْلَاهَا بَيْنَ يَدَيْهَا فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : فُلَانٌ ، فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ قَدْ دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ ؟ قَالَ : دَفَنْتُمُوهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأَتَّبِعَنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُصْنَعُ بِهِ ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجُوا بِهِ مِنْ بَابِ الْيَهُودِ مَالُوا بِهِ إِلَى نَوَاوِيسِ النَّصَارَى ، فَأَتَوْا قَبْرًا مِنْهَا فَدَفَنُوهُ فِيهِ ، فَبَدَتْ لِي رِجْلَاهُ ، فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : مَنْ أَرَادَ الْحِظَّةَ فَلْيَتَوَاضَعْ فِي الطَّاعَةِ فَقَالَ لِي : وَيْحَكَ ، وَأَيُّ شَيْءٍ التَّوَاضُعُ ؟ إِنَّمَا التَّوَاضُعُ أَنْ لَا تُعْجَبَ بِعَمَلِكَ ، وَكَيْفَ يُعْجَبُ عَاقِلٌ بِعَمَلِهِ ؟ وَإِنَّمَا نَعُدُّ الْعَمَلَ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى وَيُتَواضَعَ ، إِنَّمَا يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ ، فَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُسْتَعَمَلُ ، فَكَيْفَ يُعْجَبُ ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : يُقَالُ لِلْقَدَرِيِّ : يَا مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ ، يَا مَنْ يُنْكِرُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الشَّرَّ ، أَلَيْسَ إِبْلِيسُ أَصْلَ كُلِّ شَرٍّ ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ خَلْقَهُ ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى خَلَقَ الشَّيَاطِينَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى مَنْ أَرَادَ لِيُضِلُّوهُمْ عَنْ طَرِيقِ الرُّشْدِ ؟ فَأَيُّ حُجَّةٍ لَكَ يَا قَدَرِيُّ ؟ يَا مَنْ قَدْ حُرِمَ التَّوْفِيقَ ، أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ : {{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }} إِلَى قَوْلِهِ {{ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ }} ؟ وَقَالَ تَعَالَى : {{ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ }} وَقَالَ تَعَالَى {{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا }} ؟
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ : نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ قَالَ : نا أَبُو شِهَابٍ يَعْنِي الْحَنَّاطَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، وَعُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُوَ عَطِيَّةَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْنَا لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، فَأَيُّنَا يُحِبُّ الْمَوْتَ ؟ فَقَالَتْ : يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ ، حَدَّثَ أَوَّلَ الْحَدِيثِ وَأَمْسَكَ عَنْ آخِرِهِ ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تُحَدِّثُ فَقَالَتْ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا بَعَثَ إِلَيْهِ مَلَكًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ يُسَدِّدُهُ وَيُوَفِّقُهُ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى خَيْرِ أَحَايِينِهِ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : مَاتَ فُلَانٌ عَلَى خَيْرٍ أَحَايِينِهِ ، فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَى مَا أُعِدَّ لَهُ ، جَعَلَ يَتَهَوَّعُ نَفْسَهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ ، هُنَاكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ غَيْرَ ذَلِكَ ، قَيَّضَ لَهُ شَيْطَانًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ يُغْوِيهِ وَيَصُدُّهُ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى شَرِّ أَحَايِينِهِ , فَيَقُولُ النَّاسُ : مَاتَ فُلَانٌ عَلَى شَرِّ أَحَايِينِهِ ، فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَى مَا أُعِدَّ لَهُ حَتَّى يَبْتَلِعَ نَفَسَهُ ، كَرَاهِيَةَ أَنْ تَخْرُجَ ، هُنَاكَ : كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : أنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ ، عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَذَكَرْنَا لَهَا قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَكُمْ أَوَّلَ الْحَدِيثِ ، وَلَمْ تَسْأَلُوهُ عَنْ آخِرِهِ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا قَيَّضَ لَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ وَيُبَشِّرُهُ ، حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَ ، وَيَقُولُ النَّاسُ : مَاتَ فُلَانٌ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَ ، فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَى ثَوَابَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَجَعَلَ يَتَهَوَّعُ نَفْسَهُ ، وَدَّ لَوْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، فَذَلِكَ حِينَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ شَرًّا قَيَّضَ لَهُ شَيْطَانًا قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ ، فَجَعَلَ يَفْتِنُهُ وَيُضِلُّهُ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى شَرِّ مَا كَانَ ، وَيَقُولُ النَّاسُ : مَاتَ فُلَانٌ عَلَى شَرِّ مَا كَانَ ، فَإِذَا حَضَرَ وَرَأَى مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ ، فَجَعَلَ يَبْتَلِعُ نَفْسَهُ أَنْ تَخْرُجَ ، هُنَاكَ حِينَ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُجْرٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ يَعْنِي لِرَجُلٍ سَمِعَهُ يَقُولُ : مَا أَجْرَأَ فُلَانًا عَلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : لَا تَقُلْ مَا أَجْرَأَ فُلَانًا عَلَى اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُجْتَرَأَ عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ قُلْ : مَا أَغَرَّ فُلَانًا بِاللَّهِ قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّرَانِيَّ فَقَالَ : صَدَقَ ابْنُ مُبَارَكٍ , اللَّهُ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُجْتَرَأَ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّهُمْ هَانُوا عَلَيْهِ فَتَرَكَهُمْ وَمَعَاصِيَهُمْ ، وَلَوْ كَرِمُوا عَلَيْهِ لَمَنَعَهُمْ مِنْهَا
وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ : أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا شَرِيكٌ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }} قَالَ : الْأَيْدِي : الْقُوَّةُ فِي الْعَمَلِ ، وَالْأَبْصَارُ : بَصَرُهُمْ مَا هُمْ فِيهِ مِنْ دِينِهِمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَإِنِ اعْتَرَضَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةِ بِتَأْوِيلِهِ الْخَطَأَ ، فَقَالَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }} فَيَزْعُمُ أَنَّ السَّيِّئَةَ مِنْ نَفْسِهِ ، دُونَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى قَضَاهَا وَقَدَّرَهَا عَلَيْهِ ، قِيلَ لَهُ : يَا جَاهِلُ ، إِنَّ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ هُوَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهَا مِنْكَ ، وَهُوَ الَّذِي بَيَّنَ لَنَا جَمِيعَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ إِثْبَاتِ الْقَدَرِ ، وَكَذَلِكَ الصَّحَابَةُ الَّذِينَ شَاهَدُوا التَّنْزِيلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، هُمُ الَّذِينَ بَيَّنُوا لَنَا وَلَكَ إِثْبَاتَ الْمَقَادِيرِ بِكُلِّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَقِيلَ : لَوْ عَقَلْتَ تَأْوِيلَهَا لَمْ تُعَارِضْ بِهَا ، وَلَعَلِمْتَ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْكَ لَا لَكَ فَإِنْ قَالَ : كَيْفَ ؟ قِيلَ لَهُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }} أَلَيْسَ اللَّهُ تَعَالَى أَصَابَهُ بِهَا : خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا ؟ فَاعْقِلْ يَا جَاهِلُ ، أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {{ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ }} وَقَالَ تَعَالَى : {{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوَ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }} وَقَالَ تَعَالَى {{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }} وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ ، أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخْبِرُنَا أَنَّ كُلَّ مُصِيبَةٍ تَكُونُ بِالْعِبَادِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ فَاللَّهُ يُصِيبُهُمْ بِهَا ، وَقَدْ كَتَبَ مُصَابَهُمْ فِي عِلْمٍ قَدْ سَبَقَ ، وَجَرَى بِهِ الْقَلَمُ عَلَى حَسْبِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ ، فَاعْقِلُوهُ يَا مُسْلِمُونَ فَإِنَّ الْقَدَرِيَّ مَحْرُومٌ مِنَ التَّوْفِيقِ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي يَحْتَجُّ بِهَا الْقَدَرِيُّ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَنَا كَتَبْتُهَا عَلَيْكَ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ وَأُبَيٍّ : مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَنَا كَتَبْتُهَا عَلَيْكَ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَا : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قُضِيَ الْقَضَاءُ وَجَفَّ الْقَلَمُ ، وَأُمُورٌ تُقْضَى فِي كِتَابٍ قَدْ خَلَا
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ ، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ ، فَأْذَنْ لِي أَخْتَصِي قَالَ : فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : اعْلَمُوا رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ الْعِبَادَ بِاتِّبَاعِ صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَأَنْ لَا يَعْوَجُّوا عَنْهُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا ، فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ {{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ، ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }} ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : {{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ }} فَفِي الظَّاهِرِ أَنَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ أَمَرَهُمْ بِالِاسْتِقَامَةِ وَاتِّبَاعِ سَبِيلِهِ وَجَعَلَ فِي الظَّاهِرِ إِلَيْهِمُ الْمَشِيئَةَ ، ثُمَّ أَعْلَمَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ : إِنَّكُمْ لَنْ تَشَاءُوا إِلَّا أَنْ أَشَاءَ أَنَا لَكُمْ مَا فِيهِ هِدَايَتُكُمْ ، وَإِنَّ مَشِيئَتَكُمْ تَبَعٌ لِمَشِيئَتِي ، فَقَالَ تَعَالَى : {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }} فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّ مَشِيئَتَهُمْ تَبَعٌ لِمَشِيئَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {{ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ، فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }} قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : انْقَطَعَتْ حُجَّةُ كُلِّ قَدَرِيٍّ قَدْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ فَهُوَ فِي غَيِّهِ يَتَرَدَّدُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانَا مِمَّا ابْتَلَاهُمْ بِهِ ، وَبَعْدُ فَقَدِ اجْتَهَدْتُ وَبَيَّنْتُ فِي إِثْبَاتِ الْقَدَرِ بِمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبِمَا قَالَ الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، الْمُبِينُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَذَكَرْتُ قَوْلَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَقَوْلَ التَّابِعِينَ ، وَكَثِيرًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، عَلَى مَعْنَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَذَا فَهُوَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ : {{ لَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }}