حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ الْعُكْبَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِهِ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا عَطَفْتُمُوهُ عَلَى أَهْوَائِكُمْ ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ خَضَعَتْ لَهُ رِقَابُ النَّاسِ ، فَدَخَلُوهُ طَوْعًا وَكَرْهًا ، وَقَدْ وُضِعَتْ لَكُمُ السُّنَنُ ، وَلَمْ يُتْرَكْ لِأَحَدٍ مَقَالًا إِلَّا أَنْ يَكْفُرَ عَبْدٌ عَمْدًا عَيْنًا ، فَاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا ، فَقَدْ كُفِيتُمْ ، اعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ ، وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ فَلَا تَصْرِفُوهُ عَلَى آرَائِكُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : أَخَذَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بِيَدِي فَقَالَ : يَا هَنَاهُ ، تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا اسْتَطَعْتَ ، فَإِنَّكَ لَسْتَ تَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْبَزْوَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : سُئِلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْقُرْآنِ ، أَخَالِقٌ أَوْ مَخْلُوقٌ ؟ قال : لَيْسَ خَالِقًا وَلَا مَخْلُوقًا ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْبَدُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثِقَةٌ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الْقُرْآنِ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ كُوفِيُّ رَوَى عَنْ مُوسَى بنِ دَاوُدَ وَرُوَيْمِ بْنِ يَزِيدَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمُّويَهُ بْنُ يُونُسَ إِمَامُ مَسْجِدِ جَامِعِ قَزْوِينَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ الرَّأْسِيُّ ، رَأْسُ الْعَيْنِ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، كَاتِبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِيِ عِوَجٍ }} قَالَ : غَيْرَ مَخْلُوقٍ وَقَالَ حَمُّويَهِ بْنُ يُونُسَ : بَلَغَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ هَذَا الْحَدِيثُ ، فَكَتَبَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِإِجَازَتِهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِإِجَازَتِهِ فَسُرَّ أَحْمَدُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَالَ كَيْفَ فَاتَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ هَذَا الْحَدِيثُ
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَخٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ : وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّنْ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَالَ : مِنَ الْيَهُودِ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : مِنَ النَّصَارَى ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : مِنَ الْمَجُوسِ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَمِمَّنْ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ ، قَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ ، هَذَا زِنْدِيقٌ ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَخْلُوقٌ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى {{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }} فَالرَّحْمَنُ لَا يَكُونُ مَخْلُوقًا ، وَالرَّحِيمُ لَا يَكُونُ مَخْلُوقًا ، وَاللَّهُ لَا يَكُونُ مَخْلُوقًا ، فَهَذَا أَصْلُ الزَّنْدَقَةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ قَالَ : سَأَلْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا عِنْدَنَا فِي الْقُرْآنِ ، فَمَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، مَا نَعْرِفُ غَيْرَ هَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ : وَسَمِعْتُ هَارُونَ الْقَزْوِينِيُّ يَقُولُ : لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ ، وَأَهْلِ السُّنَنِ ، إِلَّا وَهُمْ يُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، وَيُكَفِّرُونَهُ قَالَ هَارُونُ : وَأَنَا أَقُولُ بِهَذِهِ السُّنَّةِ وَقَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ : وَأَنَا أَقُولُ بِمِثْلِ مَا قَالَ هَارُونُ قَالَ ابْنُ أَبِي عَوْفٍ ، وَسَمِعْتُ هَارُونَ يَقُولُ : مَنْ وَقَفَ عَلَى الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ ، وَلَمْ يَقُلْ غَيْرَ مَخْلُوقٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَالَ هُوَ مَخْلُوقٌ
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ قَالَ : حَدًّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ فَقُلْتُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، قَدْ بَلَغَكَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ ابْنِ عُلَيَّةَ فِي الْقُرْآنِ ، فَمَا تَقُولُ فِيهِ ؟ فَقَالَ : اسْمَعْ إِلَىَّ وَيْلَكَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ عِنْدَنَا كَافِرٌ زِنْدِيقٌ عَدُوُّ لِلَّهِ تَعَالَى ، لَا تُجَالِسْهُ وَلَا تُكَلِّمْهُ
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ قَالَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا مَخْلُوقٌ ، فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , وَكَلَامُ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ ، وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ ، وَيَسْتَفْظِعُ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , قَالَ مَالِكٌ : يُوجَعُ ضَرْبًا ، وَيُحْبَسُ حَتَّى يَمُوتَ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : سَأَلْتَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقُلْتُ : مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ فَقَالَ : لَوْ أَنِّي عَلَى سُلْطَانٍ لَقُمْتُ عَلَى الْجِسْرِ ، فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِي رَجُلٌ إِلَّا سَأَلْتُهُ ، فَإِذَا قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، وَأَلْقَيْتُهُ فِي الْمَاءِ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : لَوْ كَانَ لِيَ الْأَمْرُ لَقُمْتُ عَلَى الْجِسْرِ ، فَلَا يَمُرُّ بِي أَحَدٌ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، وَأَلْقَيْتُهُ فِي الْمَاءِ
حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ قَالَ : هُمْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ زَنَادِقَةٌ ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ عَمَّنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ فَقَالَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ وَأَسْمَاءَهُ مَخْلُوقَةٌ فَقَدْ كَفَرَ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ }} أَفَلَيْسَ هُوَ الْقُرْآنُ ؟ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ وَأَسْمَاءَهُ وَصِفَاتَهُ مَخْلُوقَةٌ فَهُوَ كَافِرٌ لَا يُشَكُّ فِي ذَلِكَ ، إِذَا أَعْتَقَدَ ذَلِكَ ، وَكَانَ رَأْيُهُ وَمَذْهَبُهُ وَكَانَ دِينًا يَتَدَيَّنُ بِهِ ، كَانَ عِنْدَنَا كَافِرٌ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ أَبُو عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ فِي مَجْلِسِ خَلَفِ الْبَزَّارِ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ : مَا يَقُولُ هَذِهِ الدُّوَيْبَةُ ؟ يَعْنِي بِشْرًا الْمِرِّيسِيُّ قَالُوا : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَالَ : كَذَبَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ }} فَالْخَلْقُ : خَلْقُ اللَّهِ ، وَالْأَمْرُ : الْقُرْآنُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ : وَسُئِلَ عَمَّنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ فَقَالَ : كَافِرٌ
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ : أنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ : مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْعَسْكَرِيُّ الْفَقِيهُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّبَّاعِ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَأُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَنْهَاكَ عَنْ مُسْلِمٍ ، وَتَسْأَلُنِي عَنْ كَافِرٍ ؟
أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَذُكِرَ لَهُ رَجُلٌ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : إِنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ وَالْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَالَ أَحْمَدُ : كُفْرٌ بَيِّنٌ ، قُلْتُ لِأَحْمَدَ : مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ ؟ قَالَ : أَقُولُ : هُوَ كَافِرٌ
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ قَالَ : قَالَ لِي أَحْمَدُ : يَا أَبَا طَالِبٍ لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِمَّا أَدْخَلْتَ عَلَيَّ مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ، قُلْتُ : عِلْمُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ ؟ قَالُوا : لَا ، قُلْتُ : فَإِنَّ عِلْمَ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ }} وَقَالَ تَعَالَى : {{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ }} هَذَا فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَصَّاصُ قَالَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ وَذَكَرَ الْقُرْآنَ وَمَا يَقُولُ حَفْصٌ الْفَرْدُ ، وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ : حَفْصٌ الْمُنْفَرِدُ ، وَنَاظَرَهُ بِحَضْرَةِ وَالٍ كَانَ بِمِصْرَ فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمُنَاظَرَةِ : كَفَرْتَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، ثُمَّ قَامُوا ، فَانْصَرَفُوا ، فَسَمِعْتُ حَفْصًا يَقُولُ : أَشَاطَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الشَّافِعِيُّ بِدَمِي قَالَ الرَّبِيعُ : وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرَ مَخْلُوقٍ ، وَمَنْ قَالَ : مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَسْنَوَيْهِ الْقَطَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ : مَنْ قَالَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدِ افَتَرَى عَلَى اللَّهِ ، وَقَالَ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَقُلْهُ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَقَدِ احْتَجَّ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمَ وَذَكَرَ أَنَّهُ حُجَّةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى مَنْ يَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : قَدْ كَانَ الْكَلَامُ قَبْلَ خَلْقِ الْقَلَمِ ، وَإِذَا كَانَ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمَ دَلَّ عَلَى أَنَّ كَلَامَهُ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ؛ ولِأَنَّهُ قَبْلَ خَلْقِ الْأَشْيَاءِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبَّاسٍ النَّرْسِيُّ ، فَقُلْتُ : كَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ ؟ فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ : بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مَا قُولِي : الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، إِلَّا كَقَوْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَسُرَّ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَلَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ هَذَا الشَّيْخُ دَلَّنَا عَلَيْهِ لُؤَيْنٌ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَفْطِنْ لَهُ , قَوْلُهُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ الْقَلَمَ ، وَالْكَلَامُ قَبْلَ الْقَلَمِ , قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ كَأَنَّهُ كَشَفَ عَنْ وَجْهِي الْغِطَاءَ ، وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى وَجْهِهِ ، قُلْتُ : إِنَّهُ شَيْخٌ قَدْ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ وَاحِدَ الْكُوفَةِ وَاحِدٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءِ الْقَلَمُ فَقَالَ : كَمْ تَرَى ، قَدْ كَتَبْنَاهُ ؟ ثُمَّ قَالَ : نَظَرْتُ فِيهِ ، فَإِذَا قَدْ رَوَاهُ خَمْسَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَقَدْ خَرَّجْتُ هَذَا الْبَابَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ ، وَأَنَا أَذْكُرُهُ هَهُنَا لِتَقْوَى بِهِ حُجَّةُ أَهْلِ الْحَقِّ عَلَى أَهْلِ الزَّيْغِ
أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ يَعْنِي الْأَزْرَقَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَوَّلُ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ ، ثُمَّ خَلَقَ بَعْدَهُ النُّونَ ، وَهِيَ الدَّوَاةُ ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ قَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَا يَكُونُ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ عَمَلٍ ، أَوْ أَثَرٍ ، أَوْ رِزْقٍ ، فَكَتَبَ مَا يَكُونُ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }} ثُمَّ خَتَمَ عَلَى الْقَلَمِ ، فَلَمْ يَنْطِقْ ، وَلَا يَنْطِقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ يَرَى فِيهِ الْمَوْتَ فَقَالَ : يَا أَبَتِ أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ قَالَ : اجْلِسْ ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قُلْتُ وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اجْرِ ، فَجَرَى تِلْكَ السَّاعَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ، فَإِنْ مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، دَخَلْتَ النَّارَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاهِينَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي فَقَالَ : إِلَيَّ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ : اكْتُبْ ، قَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، فَجَرَى تِلْكَ السَّاعَةَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقُ جَمَاعَةٍ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ شَاهِينَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى : الْقَلَمَ ، فَقَالَ : اكْتُبْ قَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَكَبَسَ عَلَى ظَهْرِهِ الْأَرْضَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }}
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِصْمَةُ أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَلِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا طُرُقُ جَمَاعَةٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَفِي حَدِيثِ آدَمَ مَعَ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حُجَّةٌ قَوِيَّةٌ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ، لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ، وَسَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ ، وَأَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ قَالَ : أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يَا رَبِّ ، أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَرَاهُ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ، وَأَمَرَ مَلَائِكَتَهُ فَسَجَدُوا لَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ لَهُ آدَمُ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى قَالَ : أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَمَا وَجَدْتَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ : فَلِمَ تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ الْقَضَاءُ قَبْلِي ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : أَيْنَ مَوْضِعُ الْحُجَّةِ فِيمَا قُلْتَ ؟ قِيلَ لَهُ : قَوْلُ آدَمَ لِمُوسَى : أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ ؟ وَإِنَّمَا كَانَ بَيْنَهُمَا الْكَلَامُ فَدُلَّ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ، إِذْ قَالَ : لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا ، مِنْ خَلْقِهِ فَتَفَّهَّمُوا هَذَا تَفْقَهُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ ، وَهَنَّادَ بْنَ السَّرِيِّ ، وَعَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ حَمَّادٍ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، وَحَكِيمَ بْنَ سَيْفٍ الرَّقِّيَّ ، وَأَيُّوبَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَسَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، صَاحِبَ الشَّافِعِيِّ وَعَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الصَّبَّاحِ ، وَعُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ ، وَأَحْمَدَ بْنَ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيَّ ، وَوَهْبَ بْنَ بَقِيَّةَ ، وَمَنْ لَا أُحْصِيهُمْ مِنْ عُلَمَائِنَا ، كُلُّ هَؤُلَاءِ سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ : غَيْرُ مَخْلُوقٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : فِيمَا ذَكَرْتُ مِنْ هَذَا الْبَابِ بَلَاغٌ لِمَنْ عَقَلَ وَسَلِمَ لَهُ دِينُهُ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِكُلِّ رَشَادٍ