سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبَّاسٍ النَّرْسِيُّ ، فَقُلْتُ : كَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ ؟ فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ : بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مَا قُولِي : الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، إِلَّا كَقَوْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَسُرَّ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَلَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ هَذَا الشَّيْخُ دَلَّنَا عَلَيْهِ لُؤَيْنٌ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَفْطِنْ لَهُ , قَوْلُهُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ الْقَلَمَ ، وَالْكَلَامُ قَبْلَ الْقَلَمِ , قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ كَأَنَّهُ كَشَفَ عَنْ وَجْهِي الْغِطَاءَ ، وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى وَجْهِهِ ، قُلْتُ : إِنَّهُ شَيْخٌ قَدْ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ وَاحِدَ الْكُوفَةِ وَاحِدٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءِ الْقَلَمُ فَقَالَ : كَمْ تَرَى ، قَدْ كَتَبْنَاهُ ؟ ثُمَّ قَالَ : نَظَرْتُ فِيهِ ، فَإِذَا قَدْ رَوَاهُ خَمْسَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْدَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبَّاسٍ النَّرْسِيُّ ، فَقُلْتُ : كَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ ؟ فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ : بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : مَا قُولِي : الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، إِلَّا كَقَوْلِي : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَسُرَّ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَلَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ هَذَا الشَّيْخُ دَلَّنَا عَلَيْهِ لُؤَيْنٌ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَفْطِنْ لَهُ , قَوْلُهُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ الْقَلَمَ ، وَالْكَلَامُ قَبْلَ الْقَلَمِ , قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ كَأَنَّهُ كَشَفَ عَنْ وَجْهِي الْغِطَاءَ ، وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى وَجْهِهِ ، قُلْتُ : إِنَّهُ شَيْخٌ قَدْ نَشَأَ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ وَاحِدَ الْكُوفَةِ وَاحِدٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءِ الْقَلَمُ فَقَالَ : كَمْ تَرَى ، قَدْ كَتَبْنَاهُ ؟ ثُمَّ قَالَ : نَظَرْتُ فِيهِ ، فَإِذَا قَدْ رَوَاهُ خَمْسَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَقَدْ خَرَّجْتُ هَذَا الْبَابَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ ، وَأَنَا أَذْكُرُهُ هَهُنَا لِتَقْوَى بِهِ حُجَّةُ أَهْلِ الْحَقِّ عَلَى أَهْلِ الزَّيْغِ