حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ قَالَ : ثنا الْعُتْبِيُّ قَالَ : ثنا أَبِي قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ لِلصَّلَاةِ وَصَارَ بَيْنَ وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ وَنَفْضَةٌ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ أَتَدْرُونَ إِلَى مَنْ أَقُومُ ، وَمَنْ أُرِيدُ أَنْ أُنَاجِيَ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : ثنا حَاتِمٌ ، يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَالَ : يَا بُنَيَّ لَوِ اتَّخَذْتَ لِي ثَوْبًا لِلْغَائِطِ ؛ رَأَيْتُ الذُّبَابَ يَقَعُ عَلَى الشَّيْءِ ثُمَّ يَقَعُ عَلَيَّ ، ثُمَّ انْتَبَهَ فَقَالَ : فَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا لِأَصْحَابِهِ إِلَّا ثَوْبٌ ، فَرَفَضَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ : ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا يَضْرِبُ بَعِيرَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ : ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : مَنْ ضَحِكَ ضَحْكَةً مَجَّ مَجَّةً مِنَ الْعِلْمِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ ، ثنا جَرِيرٌ ، وثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ قَالَ : ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ : ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : إِنَّ الْجَسَدَ إِذَا لَمْ يَمْرَضْ أَشِرَ ، وَلَا خَيْرَ فِي جَسَدٍ يَأْشَرُ
حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ : ثنا قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : فَقْدُ الْأَحِبَّةِ غُرْبَةٌ ، وَكَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لَوَائِعِ الْعُيونِ عَلَانِيَتِي ، وَتُقَبِّحَ فِي خَفِيَّاتِ الْعُيونِ سَرِيرَتِي ، اللَّهُمَّ كَمَا أَسَأْتُ وَأَحْسَنْتَ إِلَيَّ فَإِذَا عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ ، وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ قَوْمًا عَبَدُوا اللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ ، وَآخَرِينَ عَبْدُوهُ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ , وَقَوْمًا عَبَدُوا اللَّهَ شُكْرًا فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ رَجَاءٍ الْقَادِسِيُّ قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ بَابَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَضْرِبَ ، فَقَعَدْتُ حَتَّى خَرَجَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَدَعَوْتُ لَهُ ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ وَدَعَا لِي ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى حَائِطٍ لَهُ فَقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، تَرَى هَذَا الْحَائِطَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَإِنِّي اتَّكَأْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا وَأَنَا حَزِينٌ ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ يَنْظُرُ فِي تُجَاهِ وَجْهِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، مَالِي أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا ؟ أَعَلَى الدُّنْيَا ؛ فَهُوَ رِزْقٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ؟ فَقُلْتُ : مَا عَلَيْهَا أَحْزَنُ ؛ لِأَنَّهُ كَمَا تَقُولُ ، فَقَالَ : أَعَلَى الْآخِرَةِ ؛ هُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَاهِرٌ ؟ قُلْتُ : مَا عَلَى هَذَا أَحْزَنُ ؛ لِأَنَّهُ كَمَا تَقُولُ ، فَقَالَ : وَمَا حُزْنُكَ يَا عَلِيُّ بْنَ الْحُسَيْنِ ؟ قُلْتُ : مَا أَتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، هَلْ رَأَيْتَ أَحَدًا سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ يُعْطِهِ ؟ قُلْتُ : لَا ، ثُمَّ قَالَ : فَخَافَ اللَّهَ فَلَمْ يَكْفِهِ ؟ قُلْتُ : لَا ، ثُمَّ غَابَ عَنِّي ، فَقِيلَ لِي : يَا عَلِيُّ ، هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَاجَاكَ
حُدِّثْتُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَلَوِيُّ قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ فَرُّوخَ ، مَوْلَى الْجَعْفَرِيِّينَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ حَمَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ فَأَثْقَلَهُ حَدِيدًا ، وَوَكَّلَ بِهِ حُفَّاظًا فِي عُدَّةٍ وَجَمْعٍ ، فَاسْتَأْذَنْتُهُمْ فِي التَّسْلِيمِ عَلَيْهِ وَالتَّوْدِيعِ لَهُ ، فَأَذِنُوا لِي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ ، وَالْأَقْيَادُ فِي رِجْلَيْهِ ، وَالْغُلُّ فِي يَدَيْهِ ، فَبَكَيْتُ وَقُلْتُ : وَدِدْتُ أَنِّي مَكَانَكَ وَأَنْتَ سَالِمٌ ، فَقَالَ : يَا زُهَرِيُّ ، أَتَظُنُّ أَنَّ هَذَا مِمَّا تَرَى عَلَيَّ وَفِي عُنُقِي يُكْرِبُنِي ، أَمَا لَوْ شِئْتُ مَا كَانَ ، فَإِنَّهُ وَإِنْ بَلَغَ مِنْكَ وَبِأَمْثَالِكَ لَيَذُكِّرُنِي عَذَابَ اللَّهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنَ الْغُلِّ وَرِجْلَيْهِ مِنَ الْقَيْدِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا زُهَرِيُّ ، لَا جُزْتَ مَعَهُمْ عَلَى ذَا مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَمَا لَبِثَا إِلَّا أَرْبَعَ لَيَالٍ حَتَّى قَدِمَ الْمُوَكَّلُونَ يَطْلُبُونَهُ بِالْمَدِينَةِ ، فَمَا وَجَدُوهُ ، فَكُنْتُ فِيمَنْ سَأَلَهُمْ عَنْهُ ، فَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ : إِنَّا لَنَرَاهُ مَتْبُوعًا ؛ إِنَّهُ لَنَازِلٌ وَنَحْنُ حَوْلَهُ لَا نَنَامُ ، نَرْصُدُهُ إِذْ أَصْبَحْنَا ، فَمَا وَجَدْنَا بَيْنَ مَحْمَلِهِ إِلَّا حَدِيدَهُ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَسَأَلَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي فِي يَوْمِ فَقَدَهُ الْأَعْوَانُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : مَا أَنَا وَأَنْتَ ؟ فَقُلْتُ : أَقِمْ عِنْدِي ، فَقَالَ : لَا أُحِبُّ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَوَاللَّهِ لَقَدِ امْتَلَأَ ثَوْبِي مِنْهُ خِيفَةً . قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَيْسَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَيْثُ تَظُنُّ ، إِنَّهُ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : حَبَّذَا شُغْلُ مِثْلِهِ ، فَنِعْمَ مَا شُغِلَ بِهِ . قَالَ : وَكَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَبْكِي وَيَقُولُ : زَيْنُ الْعَابِدِينَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الْبَجَلِيُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ تَسْنِيمٍ قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : مَنْ قَنِعَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فَهُوَ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَحْمِلُ جِرَابَ الْخُبْزِ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ فَيتَصَدَّقُ بِهِ وَيَقُولُ : إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ ، ثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ ، قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يُبَخَّلُ ، فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ جَرِيرٌ فِي الْحَدِيثِ - أَوْ مِنْ قَبْلِهِ - إِنَّهُ حِينَ مَاتَ وَجَدُوا بِظَهْرِهِ آثَارًا مِمَّا كَانَ يَحْمِلُ بِاللَّيْلِ الْجُرُبَ إِلَى الْمَسَاكِينِ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : ثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَغَسَّلُوهُ جَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى آثَارٍ سَوْدَاءَ بِظَهْرِهِ ، فَقَالُوا : مَا هَذَا ؟ فَقِيلَ : كَانَ يَحْمِلُ جُرُبَ الدَّقِيقِ لَيْلًا عَلَى ظَهْرِهِ يُعْطِيهِ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَعِيشُونَ لَا يَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشُهُمْ ، فَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَقَدُوا مَا كَانُوا يُؤْتَوْنَ بِهِ فِي اللَّيْلِ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ ، يَقُولُ : قَالَ أَبِي : سَمِعْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، يَقُولُونَ : مَا فَقَدْنَا صَدَقَةَ السِّرِّ حَتَّى مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ قَالَ : أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : ثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ ، قَالَ : عَمَدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِلَى عَبْدٍ لَهُ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَعْطَاهُ بِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَأَعْتَقَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ ، قَالَ : ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَاسٌ ، فَقَالُوا لَهُ ذَلِكَ الْقَوْلَ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ مَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ : إِبْرَاهِيمُ بْنُ قُدَامَةَ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : أَتَانِي نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَلَمَّا فَرَغُوا ، قَالَ لَهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : أَلَا تُخْبِرُونَنِي أَنْتُمُ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَأَنْتُمُ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ، وَيؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَبَرَّأْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنْ أَحَدِ هَذَيْنِ الْفَرِيقَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }} اخْرُجُوا فَعَلَ اللَّهُ بِكُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : ثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : ثَنَا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ ، وَلَا تَرْفَعُونَا فَوْقَ حَقِّنَا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرَ النَّعَمِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ الْمِنْهَالِ الطَّائِيُّ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ : كَانَ إِذَا نَاوَلَ الصَّدَقَةَ السَّائِلَ قَبَّلَهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، وَالْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ ، قَالَا : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ ، قَالَ : سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ ، يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنْتَ سَيِّدُ النَّاسِ وَأَفْضَلُهُمْ ، تَذْهَبُ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ فَتَجْلِسُ مَعَهُ - يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ - فَقَالَ : إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعِلْمِ أَنْ يُتْبَعَ حَيْثُمَا كَانَ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : ثَنَا أَبُو يَحْيَى صَاعِقَةٌ قَالَ : ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَتَخَطَّى حِلَقَ قَوْمِهِ حَتَّى يَأْتِيَ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ فَيَجْلِسَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ عَنْ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ ، فَقَالَ : لَا تَلُومُونِي ، فَإِنَّ يَعْقُوبَ فَقَدَ سِبْطًا مِنْ وَلَدِهِ فَبَكَى حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ مَاتَ ، وَقَدْ نَظَرْتُ إِلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي غَزَاةٍ وَاحِدَةٍ أَفَتَرَوْنَ حُزْنَهُمْ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي ؟
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الغُلَابِيُّ قَالَ : ثَنَا الْعُتْبَى قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - وَكَانَ مِنْ أَفْضَلَ بَنِي هَاشِمٍ - لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ اصْبِرْعَلَى النَّوَائِبَ وَلَا تَتَعَرَّضْ لِلْحُقُوقِ , وَلَا تُجِبْ أَخَاكَ إِلَى الْأَمْرِ الَّذِي مَضَرَّتُهُ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِ لَهُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ : ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : نَاعِيَةً فِي بَيْتِهِ ، وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ ، فَنَهَضَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَمِنْ حَدَثٍ كَانَتِ النَّاعِيَةُ ؟ قَالَ : فَعَزَّوْهُ وَتَعَجَّبُوا مِنْ صَبْرِهِ ، فَقَالَ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُطِيعُ اللَّهَ فِيمَا نُحِبُّ وَنَحْمَدُهُ فِيمَا نَكْرَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَسْكَرِيُّ الْعَطَّارُ ، قَالَ : ثَنَا صُهَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : ثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ : عَلَامَ صَبَرْتُمْ ؟ قَالُوا : صَبَرْنَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَصَبَرْنَا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُقَالُ : صَدَقْتُمْ ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زَكَرِيَّا ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَائِشَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ الْخِلَافَةَ ، فَاجْتَهَدَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ فَلَمْ يُمْكِنْهُ ، وَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَوَقَفَ لَهُ النَّاسُ وَتَنَحَّوْا حَتَّى اسْتَلَمَهُ ، قَالَ : وَنُصِبَ لِهِشَامٍ مِنْبَرٌ ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ : مَنْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : لَا أَعْرِفُهُ ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ : لَكِنِّي أَعْرِفُهُ ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهِ عِنْدَ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ قِيلَ هُمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا بِضَائِرِهِ الْعُرْبُ تَعْرِفُ مَا أَنْكَرْتَ وَالْعَجَمُ يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ وَلَا يُكَلَّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ : لِيَقُمْ أَهْلُ الْفَضْلِ ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ فَيُقَالُ : انْطَلِقُوا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : إِلَى أَيْنَ ؟ فَيَقُولُونَ : إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالُوا : قَبْلَ الْحِسَابِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالُوا : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : أَهْلُ الْفَضْلِ ، قَالُوا : وَمَا كَانَ فَضْلُكُمْ ؟ قَالُوا : كُنَّا إِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا ، وَإِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا ، وَإِذَا أُسِيَ عَلَيْنَا غَفَرْنَا ، قَالُوا : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : لِيَقُمْ أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : انْطَلِقُوا إِلَى الْجَنَّةِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ، قَالُوا : مَا كَانَ صَبْرُكُمْ ؟ قَالُوا : صَبَّرْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَصَبَّرْنَاهَا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالُوا : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : لِيَقُمْ جِيرَانُ اللَّهِ فِي دَارِهِ ، فَيَقُومُ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ وَهُمْ قَلِيلٌ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : انْطَلِقُوا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ ، قَالُوا : وَبِمَا جَاوَرْتُمُ اللَّهَ فِي دَارِهِ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَتَزَاوَرُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَتَجَالَسُ فِي اللَّهِ ، وَنَتَبَاذَلُ فِي اللَّهِ ، قَالُوا : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، فِي كِتَابِهِ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثَنَا الحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ الْحَجَّاجُ : أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَاسَمَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّائِبَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، ثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَإِذَا عَصَافِيرُ يَطِرْنَ حَوْلَهُ يَصْرُخْنَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ هَلْ تَدْرِي مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْعَصَافِيرُ ؟ فَقُلْتُ : لَا قَالَ : فَإِنَّهَا تُقَدِّسُ رَبَّهَا عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَسْأَلُهُ قُوتَ يَوْمِهَا
حُدِّثْتُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ ، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَلُوسِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : التَّارِكُ لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، كَنَابِذِ كِتَابِ اللَّهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، إِلَّا أَنْ يَتَّقِيَ تُقَاهُ ، قِيلَ : مَا تُقَاتُهُ ؟ قَالَ : يَخَافُ جَبَّارًا عَنِيدًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْهِ أَوْ أَنْ يَطْغَى
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَحَدًا أَوْ أَخَذَ عَلَيْهِ أَجْرًا رِفْدًا ، فَلَا يَنْفَعُهُ أَبَدًا
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، ثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : كَانَ فِي نَقْشِ خَاتَمِ أَبِي {{ الْقُوَّةُ لِلَّهِ جَمِيعًا }}
أًخْبِرْتُ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، ثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ : اللَّهُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ ، فَإِنَّمَا يَتَصَدَّقُ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ ، وَلَكِنْ لِيَقُولَنَّ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْجَنَّةَ ، اللَّهُمَّ مُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الطُّوسِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ مِنْ فُلَانٍ ، قَالَ : هَلْ رَأَيْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ مِنْهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ : قَالَ الزُّهْرِيُّ : لَمْ أَرَ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ ، ثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي حَازِمَ ، يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : عَلَيَّ دَيْنٌ ؟ قَالَ : كَمْ هُوَ ؟ قَالَ : خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ ، قَالَ : فَهُوَ عَلَيَّ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ ، فِي كِتَابِهِ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ : يَا زُهَرِيُّ ، فِيمَ كُنْتُمْ ؟ قُلْتُ : تَذَاكَرْنَا الصَّوْمَ ، فَأَجْمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ أَصْحَابِي عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الصَّوْمِ شَيْءٌ وَاجِبٌ إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : يَا زُهَرِيُّ لَيْسَ كَمَا قُلْتُمْ ، الصَّوْمُ عَلَى أَرْبَعِينَ وَجْهًا ، عَشَرَةٌ مِنْهَا وَاجِبَةٌ كَوُجُوبِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَعَشَرَةٌ مِنْهَا حَرَامٌ ، وَأَرْبَعَةَ عَشْرَةَ خَصْلَةً صَاحِبُهَا بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ، وَصَوْمُ النَّذْرِ وَاجِبٌ ، وَصَوْمُ الِاعْتِكَافِ وَاجِبٌ ، قَالَ : قُلْتُ : فَسِّرْهُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : أَمَّا الْوَاجِبُ فَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ - يَعْنِي فِي قَتْلِ الْخَطَأِ ، لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْعِتْقَ - قَالَ تَعَالَى : {{ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً }} الْآيَةَ ، وَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْإِطْعَامَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ }} وَصِيَامُ حَلْقِ الرَّأْسِ ، قَالَ تَعَالَى : {{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ }} الْآيَةَ ، صَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ صَامَ ثَلَاثًا ، وَصِيَامُ دَمِ الْمُتْعَةِ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْهَدْيَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ }} الْآيَةَ ، وَصَوْمُ جَزَاءِ الصَّيْدِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ }} الْآيَةَ وَإِنَّمَا يُقَوَّمُ ذَلِكَ الصَّيْدُ قِيمَةً ، ثُمَّ يُقَصُّ ذَلِكَ الثَّمَنُ عَلَى الْحِنْطَةِ وَأَمَّا الَّذِي صَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ : فَصَوْمُ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، وَصَوْمُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بَعْدَ رَمَضَانَ ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ ، وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ كُلُّ ذَلِكَ صَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ، وَأَمَّا صَوْمُ الْإِذْنِ : فَالْمَرْأَةُ لَا تَصُومُ تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا ، وَكَذَلِكَ الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ ، وَأَمَّا صَوْمُ الْحَرَامِ : فَصَوْمُ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ الْأَضْحَى ، وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَيَوْمِ الشَّكِّ نُهِينَا أَنْ نَصُومَهُ كَرَمَضَانَ - وَصَوْمُ الْوِصَالِ حَرَامٌ ، وَصَوْمُ الصَّمْتِ حَرَامٌ ، وَصَوْمُ نَذَرِ الْمَعْصِيَةِ حَرَامٌ ، وَصَوْمُ الدَّهْرِ حَرَامٌ ، وَالضَّيْفُ لَا يَصُومُ إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ فَلَا يَصُومَنَّ تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِهِمْ وَيُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّوْمِ إِذَا لَمْ يُرَاهِقْ تَأْنِيسًا وَلَيْسَ بِفَرْضٍ ، وَكَذَلِكَ مَنْ أَفْطَرَ لِعِلَّةٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ وَجَدَ قُوَّةً فِي بَدَنِهِ أُمِرَ بِالْإِمْسَاكِ ، وَذَلِكَ تَأْدِيبُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ بِفَرْضٍ ، وَكَذَلِكَ الْمُسَافِرُ إِذَا أَكَلَ مِنْ أَوَّلَ النَّهَارِ ثُمَّ قَدِمَ أُمِرَ بِالْإِمْسَاكِ ، وَأَمَّا صَوْمُ الْإِبَاحَةِ : فَمَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا مِنْ غَيْرِ عَمْدٍ فَقَدْ أُبِيحَ لَهُ ذَلِكَ ، وَأَجْزَأَهُ عَنْ صَوْمِهِ ، وَأَمَّا صَوْمُ الْمَرِيضِ وَصَوْمُ الْمُسَافِرِ فَإِنَّ الْعَامَّةَ اخْتَلَفَتْ فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يَصُومُ ، وَقَالَ قَوْمٌ : لَا يَصُومُ ، وَقَالَ قَوْمٌ : إِنْ شَاءَ صَامَ ، وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ، وَأَمَّا نَحْنُ فَنَقُولُ : يُفْطِرُ فِي الْحَالَيْنِ جَمِيعًا ، فَإِنْ صَامَ فِي السَّفَرِ وَالْمَرَضِ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }} أَسْنَدَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَثِيرَ وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرٍ ، وَمَرْوَانَ ، وَصَفِيَّةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ ، ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، حَدَّثَهُ ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذْ رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، كُنَّا نَقُولُ : وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، وَمَاتَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَتْهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَتْهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ سَبَّحَتْهُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ يَقُولُونَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ فَيُجِيبُونَهُمْ ، فَيَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيُلْقُونَهُ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ ، وَلَكِنَّهُمْ يُفَرِّقُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ ، فَتُرْمَى الشَّيَاطِينُ بِالنُّجُومِ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، وَيُونُسَ ، وَمَعْقِلٍ ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ . وَرَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَمَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي آخَرِينَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي بِلَالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ قَالَا : ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَقِيلٍ قَالَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا : أَلَا تُصَلِّيَانِ ؟ قَالَ عَلِيٌّ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ ، وَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ : {{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }} صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ فِي آخَرِينَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ، قَالَ : أَصَبْتُ شَارِفًا يَوْمَ بَدْرٍ ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَارِفًا فَأَنَخْتُهُمَا بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ وَمَعِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، وَفِي الْبَيْتِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَقَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ وَهِيَ تَقُولُ : أَلَا يَا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ ، فَخَرَجَ حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ إِلَيْهِمَا فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا ، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا ، فَرَأَيْتُ مَنْظَرًا عَظِيمًا ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ يَمْشِي وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ ، فَرَفَعَ حَمْزَةُ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : أَلَسْتُمْ عَبِيدَ آبَائِي ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَمْشِي الْقَهْقَرَى صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فَزَادَ : فَطَفِقَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ ، فَإِذَا حَمْزَةُ ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عَيْنَاهُ
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَيُونُسُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَهُشَيْمٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي جَمَاعَةٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، وَحَدَّثَ بِهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ كَذَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ سُفْيَانَ ، وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَبَّاسٌ الْأَسْفَاطِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ ، قَالَا : ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق ِ ، ثَنَا مَعْمَرٌ ، قَالَا : عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَنَّ صَفِيَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَخْبَرَتْهُ : أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيْلًا تَزُورُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ ، فَحَدَّثَتْهُ ، قَالَتْ : ثُمَّ قُمْتُ ، فَقَامَ مَعِي - وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَسْرَعَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عَلَى رِسْلِكُمَا ، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا أَوْ قَالَ : شَرًّا لَفْظُ مَعْمَرٍ ، رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَابْنُ مُسَافِرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَشُعَيْبٌ فِي آخَرِينَ وَهُوَ مِنْ صِحَاحِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : تُمَدُّ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَدَّ الْأَدِيمِ لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهِ إِلَّا مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ هَذَا - وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، وَوَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا - إِنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ - وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ - ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ صَحِيحٌ تَفَرَّدَ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ هُوَ أَفْضَلُ وَأَتْقَى مِنْ أَنْ يَرْوِيَهُ عَنْ رَجُلٍ لَا يَعْتَمِدُهُ فَيَنْسُبَهُ إِلَى الْعِلْمِ ، وَيُطْلِقَ الْقَوْلَ بِهِ