قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ : قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ هَبَّارًا قَطُّ إِلَّا تَغَيَّظَ عَلَيْهِ ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قَطُّ إِلَّا قَالَ : إِنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارٍ فَاقْطَعُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ثُمَّ اضْرِبُوا عُنُقَهُ . فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَطْلُبُهُ وَأُسَائِلُ عَنْهُ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ لَوْ ظَفِرْتُ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَقَتَلْتُهُ ، ثُمَّ طَلَعَ عَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ جَالِسٌ فَجَعَلَ يَتَعَذَّرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَيَقُولُ : سُبَّ يَا مُحَمَّدُ مَنْ سَبَّكَ ، وَآذِ مَنْ آذَاكَ ، فَقَدْ كُنْتُ مَوْضِعًا فِي سَبِّكَ وَأَذَاكَ ، وَكُنْتُ مَخْذُولًا ، وَقَدْ بَصَّرَنِيَ اللَّهُ وَهَدَانِي لِلْإِسْلَامِ . قَالَ الزُّبَيْرُ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَإِنَّهُ لَيُطَأْطِئُ رَأْسَهُ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ مِمَّا يَتَعَذَّرُ هَبَّارٌ ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ ، وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ . وَكَانَ لَسِنًا فَكَانَ يُسَبُّ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يُبْلَغَ مِنْهُ فَلَا يَنْتَصِفُ مِنْ أَحَدٍ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِلْمُهُ وَمَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَذَى فَقَالَ : يَا هَبَّارُ ، سُبَّ مَنْ سَبَّكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْجِعْرَانَةِ ، فَطَلَعَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ مِنْ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ رَأَيْتُهُ . فَأَرَادَ بَعْضُ الْقَوْمِ الْقِيَامَ إِلَيْهِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنِ اجْلِسْ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ هَبَّارٌ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَقَدْ هَرَبْتُ مِنْكَ فِي الْبِلَادِ ، وَأَرَدْتُ اللُّحُوقَ بِالْأَعَاجِمِ ، ثُمَّ ذَكَرْتُكَ وَعَائِذَتَكَ وَفَضْلَكَ وَبِرَّكَ وَصَفْحَكَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، وَكُنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَ شِرْكٍ ، فَهَدَانَا اللَّهُ بِكَ وَتَنَقَّذَنَا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ ، فَاصْفَحْ عَنْ جَهْلِي وَعَمَّا كَانَ يَبْلُغُكَ عَنِّي ، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِسَوْأَتِي ، مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ بِكَ حَيْثُ هَدَاكَ لِلْإِسْلَامٍ ، وَالْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَخَرَجَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَتْ : لَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا ، أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ الْإِسْلَامَ مَحَا ذَلِكَ . وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ سَبِّهِ وَالتَّعَرُّضِ لَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الْأَسْوَدِ ، وَكَانَ امْرَءًا كَافِرًا ، تَنَاوَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِطَعْنَةٍ فَأَسْقَطَتْ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَرِيَّةً فَقَالَ : إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ حِزْمَتَيْنِ مِنْ حَطَبٍ ، ثُمَّ أَلْقُوا فِيهَا النَّارَ . ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللَّهِ ، إِنْ أَخَذْتُمُوهُ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ، ثُمَّ اقْطَعُوا رِجْلَهُ ، ثُمَّ اقْطَعُوا يَدَهُ ، ثُمَّ اقْطَعُوا رِجْلَهُ . فَلَمْ تُصِبْهُ السَّرِيَّةُ وَأَصَابَهُ الْإِسْلَامُ ، فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ رَجُلًا سَبَّابًا ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ : هُوَ ذَا هَبَّارٌ ، يُسَبُّ وَلَا يَسُبُّ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَمْشِي حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ : سُبَّ مَنْ سَبَّكَ ، سُبَّ مَنْ سَبَّكَ