قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : قَالَ لِي عُثْمَانُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ : مَا تَرَى فِيمَا أَشَارَ بِهِ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ , قَالَ : قُلْتُ : مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ يُرِيدُونَ خَلْعِي ، فَإِنْ خَلَعْتُ تَرَكُونِي ، وَإِنْ لَمْ أَخْلَعْ قَتَلُونِي , قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ خَلَعْتَ تُتْرَكُ مُخَلَّدًا فِي الدُّنْيَا , قَالَ : لَا , قَالَ : فَهَلْ يَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ؟ قَالَ : لَا , قَالَ : فَقُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَخْلَعْ هَلْ يَزِيدُونَ عَلَى قَتْلِكَ ؟ قَالَ : لَا , قُلْتُ : فَلَا أَرَى أَنْ تُسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْإِسْلَامِ ، كُلَّمَا سَخِطَ قَوْمٌ عَلَى أَمِيرِهِمْ خَلَعُوهُ , لَا تَخْلَعْ قَمِيصًا قَمَّصَكَهُ اللَّهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ يُوسُفَ بْنُ مَاهَكَ ، عَنْ أُمِّهَا ، قَالَتْ : كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَيَقُولُونَ : انْزِعْ لَنَا , فَيَقُولُ : لَا أَنْزِعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهُ اللَّهُ ، وَلَكِنْ أَنْزِعُ عَمَّا تَكْرَهُونَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجَزَرِيُّ ، أَوِ الشَّامِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُثْمَانَ : إِنِ اللَّهُ كَسَاكَ يَوْمًا سِرْبَالًا فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لِظَالِمٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا قَيْسٌ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ : وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِيَ بَعْضَ أَصْحَابِي , فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ ، فَأَسْكَتَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ : أَدْعُو لَكَ عُمَرَ ، فَأَسْكَتَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , قُلْتُ : أَدْعُو لَكَ عَلِيًّا ، فَأَسْكَتَ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَا يُرِيدُهُ , فَقُلْتُ : فَأَدْعُو لَكَ ابْنَ عَفَّانَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَلَمَّا جَاءَ أَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ تَبَاعَدِي , فَجَاءَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ , قَالَ قَيْسٌ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَهْلَةَ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قِيلَ لِعُثْمَانَ : أَلَا تُقَاتِلُ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا وَإِنِّي صَابِرٌ عَلَيْهِ , قَالَ أَبُو سَهْلَةَ : فَيَرَوْنَ أَنَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ , قَالَ : وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا دَخَلْنَاهُ سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ , قَالَ : فَدَخَلَ عُثْمَانُ يَوْمًا لِحَاجَةٍ فَخَرَجَ مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونَنِي بِالْقَتْلِ آنِفًا قَالَ : قُلْنَا : يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ : وَلِمَ يَقْتُلُونَنِي ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ قَطُّ , وَلَا تَمَنَّيْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ , وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا , فَفِيمَ يَقْتُلُونَنِي ؟
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا هَيَّاجُ بْنُ سَرِيعٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَشْرَفَ عُثْمَانُ عَلَى الَّذِينَ حَاصَرُوهُ فَقَالَ : يَا قَوْمِ ، لَا تَقْتُلُونِي ، فَإِنِّي وَالٍ ، وَأَخٌ مُسْلِمٌ , فَوَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَصَبْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ , وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُونِي لَا تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا ، وَلَا تَغْزُوا جَمِيعًا أَبَدًا ، وَلَا يُقْسَمُ فَيْؤُكُمْ بَيْنَكُمْ , قَالَ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ : أَنْشِدُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ دَعَوْتُمْ عِنْدَ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا دَعَوْتُمْ بِهِ , وَأَمْرُكُمْ جَمِيعًا لَمْ يَتَفَرَّقْ ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ دِينِهِ وَحَقِّهِ ، فَتَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُجِبْ دَعْوَتَكُمْ ، أَمْ تَقُولُونَ : هَانَ الدِّينُ عَلَى اللَّهِ ، أَمْ تَقُولُونَ : إِنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْأَمْرَ بِالسَّيْفِ وَالْغَلَبَةِ ، وَلَمْ آخُذُهُ عَنْ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , أَمْ تَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَعْلَمْ مِنْ أَوَّلِ أَمْرِي شَيْئًا لَمْ يَعْلَمْ مِنْ آخِرِهِ ؟ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ : اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا ، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا ، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا , قَالَ مُجَاهِدٌ : فَقَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ فِي الْفِتْنَةِ , وَبَعَثَ يَزِيدُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عِشْرِينَ أَلْفًا فَأَبَاحُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثًا ، يَصْنَعُونَ مَا شَاؤُوا لِمُدَاهَنَتِهِمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ لَمَّا حُصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُوَّةٍ فِي الطَّمَارِ فَقَالَ : أَفِيكُمْ طَلْحَةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمَّا آخَى رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ آخَى بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهِ ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَقِيلَ لِطَلْحَةَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : نَشَدَنِي , وَأَمْرٌ رَأَيْتُهُ ، أَلَا أَشْهَدُ بِهِ ؟
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى عَلِيٍّ يَدْعُوهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ فَتَعَلَّقُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ , قَالَ : فَحَلَّ عِمَامَةً سَوْدَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ هَذَا ، أَوْ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ , وَاللَّهِ لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ : أَنَّ عُثْمَانَ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ أَنِ ائْتِنِي ، فَقَامَ عَلِيٌّ لَيَأْتِيَهِ , فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ عَلِيٍّ حَتَّى حَبَسَهُ وَقَالَ : أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْكَتَائِبِ ، لَا تَخْلُصُ إِلَيْهِ , وَعَلَى عَلِيٍّ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَنَقَضَهَا عَلَى رَأْسِهِ , ثُمَّ رَمَى بِهَا إِلَى رَسُولِ عُثْمَانَ وَقَالَ : أَخْبِرْهُ بِالَّذِي قَدْ رَأَيْتَ , ثُمَّ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَحْجَارِ الزَّيْتِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ قَتْلُهُ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِهِ ، أَنْ أَكُونَ قَتَلْتُ ، أَوْ مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الدَّارِ بَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ : سَلْ وَانْظُرْ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ : سَمِعْتُ بَعْضَهُمْ يَقُولُ : قَدْ حَلَّ دَمُهُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : مَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ , أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ , أَوْ قَتَلَ رَجُلًا فَقُتِلَ بِهِ , قَالَ : وَأَحْسِبُهُ قَالَ هُوَ أَوْ غَيْرُهُ : أَوْ سَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوا عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : عَلَامَ تَقْتُلُونَنِي ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ قَتْلَ رَجُلٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٍ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ , وَرَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ , وَرَجُلٍ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِعُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : يَا عُثْمَانُ ، إِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَهَابِيرَ مِنَ الْأَمْرِ فَتُبْ وَلْيَتُوبُوا مَعَكَ ، قَالَ : فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ لِعُثْمَانَ : إِنَّكَ رَكِبْتَ بِنَا نَهَابِيرَ وَرَكِبْنَاهَا مَعَكَ ، فَتُبْ يَتُبِ النَّاسَ مَعَكَ ، فَرَفَعَ عُثْمَانُ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ : وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ : إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي قُيُودٍ فَضَعُوهُمَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى عُثْمَانَ فَقَالَ : هَذِهِ الْأَنْصَارُ بِالْبَابِ يَقُولُونَ : إِنْ شِئْتَ كُنَّا أَنْصَارًا لِلَّهِ مَرَّتَيْنِ ، قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : أَمَّا الْقِتَالُ فَلَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : قَالَ عُثْمَانُ يَوْمَ الدَّارِ : إِنَّ أَعْظَمَكُمْ عَنِّي غَنَاءً رَجُلٌ كَفَّ يَدَهُ وَسِلَاحَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ قَالَ : أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ طَابٌ أَمْ ضَرْبٌ ؟ فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَيَسُرُّكَ أَنْ تَقْتُلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَإِيَّايَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا , قَالَ : فَإِنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ قَتَلْتَ رَجُلًا وَاحِدًا فَكَأَنَّمَا قُتِلَ النَّاسُ جَمِيعًا , قَالَ : فَرَجَعْتُ وَلَمْ أُقَاتِلْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ : قَاتِلْهُمْ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قِتَالَهُمْ , فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُهُمْ أَبَدًا , قَالَ : فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِمٌ ، قَالَ : وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ أَمَّرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الدَّارِ , وَقَالَ عُثْمَانُ : مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيِّ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : قُلْتُ لِعُثْمَانَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ مَعَكَ فِي الدَّارِ عِصَابَةً مُسْتَنْصَرَةً بِنَصْرِ اللَّهِ بِأَقَلَّ مِنْهُمْ لِعُثْمَانَ ، فَأْذَنْ لِي فَلْأُقَاتِلُ , فَقَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ رَجُلًا ، أَوْ قَالَ : أَذَّكِّرُ بِاللَّهِ رَجُلًا أَهْرَاقَ فِيَّ دَمُهُ ، أَوْ قَالَ : أَهْرَاقَ فِيَّ دَمًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ مَعَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي الدَّارِ سَبْعُمِائَةٍ لَوْ يَدَعُهُمْ لَضَرَبُوهُمْ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، حَتَّى يُخْرِجُوهُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ، مِنْهُمُ : ابْنُ عُمَرَ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ قَالَ : شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَاطَّلَعَ مِنْ كُوٍّ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تَقْتُلُونِي ، وَاسْتَتِيبُونِي ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُونِي , لَا تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَا تُجَاهِدُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا , وَلَتَخْتَلِفُنَّ حَتَّى تَصِيرُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ , ثُمَّ قَالَ : يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ، وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ . وَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ : مَا تَرَى ؟ فَقَالَ : الْكَفَّ الْكَفَّ ؛ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ لَكَ فِي الْحُجَّةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ : كَانَ الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ حَصَرُوا عُثْمَانَ سِتَّمِائَةٍ , رَأْسُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيُّ , وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ الْكِنْدِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ مِائَتَيْنِ , رَأْسُهُمْ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ , وَالَّذِينَ قَدِمُوا مِنَ الْبَصْرَةِ مِائَةُ رَجُلٍ رَأْسُهُمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ الْعَبْدِيُّ ، وَكَانُوا يَدًا وَاحِدَةً فِي الشَّرِّ ، وَكَانَ حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ ضَوَوْا إِلَيْهِمْ ، قَدْ مُزِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ , مَفْتُونُونَ , وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِينَ خَذَلُوهُ كَرِهُوا الْفِتْنَةَ ، وَظَنُّوا أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَبْلُغُ قَتْلَهُ ، فَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا فِي أَمْرِهِ ، وَلَعَمْرِي لَوْ قَامُوا أَوْ قَامَ بَعْضُهُمْ فَحَثَا فِي وجُوهِهِمُ التُّرَابَ لَانْصَرَفُوا خَاسِرِينَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : مَا زَالَ الْمِصْرِيُّونَ كَافِّينَ عَنْ دَمِهِ وَعَنِ الْقِتَالِ حَتَّى قَدِمَتْ أَمْدَادُ الْعِرَاقِ مِنَ الْكُوفَةِ وَمِنَ الْبَصْرَةِ وَمِنَ الشَّامِ ، فَلَمَّا جَاؤُوا وَشَجُعَ الْقَوْمُ حِينَ بَلَغَهُمْ أَنَّ الْبُعُوثَ قَدْ فَصَلَتْ مِنَ الْعِرَاقِ مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَامِرٍ , وَمِنْ مِصْرَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالُوا : نُعَاجِلُهُ قَبْلَ أَنْ تَقْدَمَ الْأَمْدَادُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ قَالَ : خَرَجَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مَحْصُورٌ , ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَرَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ وَمَالِكًا الْأَشْتَرَ وَحَكِيمَ بْنَ جَبَلَةَ فَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى ، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ ، ثُمَّ أَظْهَرَ الْكَلَامَ فَقَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ أَمْرًا هَؤُلَاءِ رُؤَسَاؤُهُ لَأَمْرُ سُوءٍ