أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ الدَّارِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكَ سَنَةَ تِسْعٍ ، وَهُمْ عَشْرَةٌ : هَانِئُ بْنُ حَبِيبٍ ، وَالْفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ ، وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو هِنْدِ بْنُ بُرٍّ ، وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ بُرٍّ ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ ، وَتَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَعَزَّةُ بْنُ مَالِكٍ ، سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَأَخُوهُ مُرَّةُ بْنُ مَالِكٍ ، وَهُوَ مِنْ لَخْمٍ . وَأَهْدَى هَانِئٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ ، وَأَفْرَاسًا ، وَقِبَاءً مُخَرَّصًا بِالذَّهَبِ ، يَعْنِي مَنْسُوجًا بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَّا الْخَمْرُ فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ شُرْبَهَا قَالَ : أَفَأَبِيعُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا , فَانْطَلَقَ بِهَا فَأَهْرَاقَهَا فِي بَقِيعِ الْخَبْجَبَةِ . وَقَبِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْأَفْرَاسَ ، وَقَبِلَ الْقِبَاءَ الْمُخَرَّصَ بِالذَّهَبِ ، فَأَعْطَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَصْنَعُ بِهِ وَهُوَ دِيبَاجٌ مَنْسُوجٌ بِالذَّهَبِ ؟ قَالَ : تَنْزِعُ الذَّهَبَ فَتُحَلِّيهِ نِسَاءَكَ أَوْ تَسْتَنْفِقُهُ ، وَتَبِيعُ الدِّيبَاجَ فَتَأْخُذُ ثَمَنَهُ ، فَبَاعَهُ الْعَبَّاسُ مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ بِثَمَانِيَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَأَقَامَ الْوَفْدُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَوْصَى لَهُمْ بِجَادٍّ مِائَةَ وَسْقٍ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ : كُنْتُ بِالشَّامِ حِينَ بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَخَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ حَاجَتِي , فَأَدْرَكَنِي اللَّيْلُ , فَقُلْتُ : أَنَامُ فِي جِوَارِ غِطَمِّ هَذَا الْوَادِي اللَّيْلَةَ . فَلَمَّا أَخَذْتُ مَضْجَعِي إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي لَا أَرَاهُ : عُذْ بِاللَّهِ , فَإِنَّ الْجِنَّ لَا تُجِيرُ أَحَدًا عَلَى اللَّهِ , فَقُلْتُ : ايْمُ اللَّهِ تَقُولُ ؟ فَقَالَ : قَدْ خَرَجَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ، رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ بِالْحَجُونِ ، وَأَسْلَمْنَا وَاتَّبَعْنَاهُ ، وَذَهَبَ كَيَدُ الْجِنِّ ، وَرُمِيَتْ بِالشُّهُبِ ، فَانْطَلِقْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَسْلِمْ . فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مَضَيْتُ إِلَى دَيْرِ أَيُّوبَ ، فَسَأَلْتُ رَاهِبًا بِهِ وَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ : قَدْ صَدَقُوا ، تَجِدُهُ يَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ ، وَمُهَاجِرُهُ الْحَرَمُ ، وَهُوَ خَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ ، فَلَا تُسْبَقْ إِلَيْهِ . قَالَ تَمِيمٌ : فَتَكَلَّفْتُ الشُّخُوصَ حَتَّى جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ مَوْلَى ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْمُحَدِّثِ ، عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِتَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ : أَنَّ عَيْنُونَ قَرْيَتَهَا كُلَّهَا ، وَسَهَلْهَا ، وَجَبَلَهَا ، وَمَاءَهَا ، وَحَرْثَهَا ، وَكَرُومَهَا ، وَأَنْبَاطَهَا ، وَثَمَرَهَا ، لَهُ وَلِعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، لَا يُحَاقُهُ فِيهَا أَحَدٌ ، وَلَا يَدْخُلُهُ عَلَيْهِمْ بِظُلْمٍ ، فَمَنْ أَرَادَ ظُلْمَهُمْ أَوْ أَخْذَهُ مِنْهُمْ ، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَكَتَبَ عَلِيٌّ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَيْسَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالشَّامِ قَطِيعَةٌ غَيْرُ حَبْرَى وَبَيْتِ عَيْنُونَ ، أَقْطَعَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَمِيمًا وَنُعَيْمًا ابْنَيْ أَوْسٍ ، وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَلَمْ يَزَلْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَكَانَ تَمِيمٌ يُكْنَى أَبَا رُقَيَّةَ
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : كَانَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَلْبِسُونَ لِبَاسًا مُرْتَفِعًا ، وَقَدِ اشْتَرَى تَمِيمٌ الدَّارِيُّ حُلَّةً بِأَلْفٍ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَا : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ أَخْبَرَهُ : أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى رِدَاءً بِأَلْفٍ ، فَكَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ فِيهِ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ عَفَّانُ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ مُحَمَّدٍ , وَقَالَ عَارِمٌ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ , عَنْ مُحَمَّدٍ : أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ ، فَكَانَ يَقُومُ فِيهَا بِاللَّيْلِ إِلَى صَلَاتِهِ . قَالُوا لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ : أَلْفَ دِرْهَمٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ : أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَتْ لَهُ حُلَّةٌ قَدِ ابْتَاعَهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، كَانَ يَلْبِسُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ : كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعِ لَيَالٍ
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ قَالَا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ : هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، صَلَّى لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ أَوْ كَرَبَ أَنْ يُصْبِحَ ، يَقْرَأُ آيَةً وَيُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي : {{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }}
أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ : مَا صَلَاتُكَ بِاللَّيْلِ ؟ فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَرَكْعَةٌ أُصَلِّيهَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي بَيْتِ سِرٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ اللَّيْلَ كُلَّهُ , ثُمَّ أَقُصُّ عَلَى النَّاسِ , فَغَضِبَ الرَّجُلُ , فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِكُمْ يَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنْ سَأَلْنَاكُمْ عَنَّفْتُمُونَا ، وَإِنْ لَمْ نَسْأَلْكُمْ جَفَيْتُمُونَا ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ تَمِيمٌ , فَقَالَ : أَرَأَيْتَكَ لَوْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا ، وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ ، أَشَاطِيَّ أَنْتَ عَلَى مَا أَعْطَانِي اللَّهُ فَتَقْطَعَنِي ؟ أَرَأَيْتَ لَوْ كُنْتُ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ ، أَشَاطُّكَ أَنَا عَلَى مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَأَقْطَعَكَ ؟ وَلَكِنْ خُذْ مِنْ دِينِكِ لِنَفْسِكَ ، وَمِنْ نَفْسِكَ لِدِينِكَ ، حَتَّى تَسْتَقِيمَ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : زَارَتْنَا عَمْرَةُ فَبَاتَتْ عِنْدَنَا ، فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمْ أَرْفَعْ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ ، فَقَالَتْ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرْفَعَ صَوْتَكَ بِالْقِرَاءَةِ ؟ فَمَا كَانَ يُوقِظُنَا إِلَّا صَوْتُ مُعَاذٍ الْقَارِئِ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ . قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ : كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فِي الْبَحْرِ غَازِيًا ، فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِالْأَسَارَى مِنَ الرُّومِ فَيَتَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ