قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ : انْطَلَقَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَنْبَأَهُمْ بِشَرَائِعِهِ ، فَأَسْلَمُوا جَمِيعًا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ ، وَقَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ فِيهَا قَالُوا : وَهَاجَرَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ الْهِجْرَتَيْنِ جَمِيعًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ .
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ : زَعَمُوا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَقَالَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ : إِنِّي لَا أَشْرَبُ شَيْئًا يُذْهِبُ عَقْلِي وَيُضْحِكُ بِي مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنِّي ، وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُنْكِحَ كَرِيمَتَيَّ مَنْ لَا أُرِيدُ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فِي الْخَمْرِ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ، وَتَلَا عَلَيْهِ الْآيَةَ ، فَقَالَ : تَبًّا لَهَا ، قَدْ كَانَ بَصَرِي فِيهَا ثَابِتًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، قَالَا : وَأَخْبَرَنَا الْإِفْرِيقِيُّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعُمَارَةَ بْنِ غُرَابٍ الْيَحْصِبِيِّ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَرَى امْرَأَتِي ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : عُرْيَتِي ، وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ : عَوْرَتِي ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : أَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ وَأَكْرَهُهُ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَكَ لِبَاسًا ، وَجَعَلَكَ لَهَا لِبَاسًا ، وَأَهْلِي يَرَوْنَ عُرْيَتِي ، فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ ، وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى : عَوْرَتِي ، وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْهُمْ ، قَالَ : أَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَمَنْ بَعْدَكَ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ لَحَيِيٌّ سِتِّيرٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ أَرَادَ أَنْ يَخْتَصِي وَيَسِيحَ فِي الْأَرْضِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَيْسَ لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ فَأَنَا آتِي النِّسَاءَ ، وَآكُلُ اللَّحْمَ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، إِنَّ خِصَاءَ أُمَّتِي الصِّيَامُ ، وَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ خَصَى أَوِ اخْتَصَى
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ لَاخْتَصَى
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ : دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فَقُلْنَ لَهَا : مَا لَكِ ؟ فَمَا فِي قُرَيْشٍ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ ، قَالَتْ : مَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ ، أَمَّا لَيْلَهُ فَقَائِمٌ ، وَأَمَّا نَهَارَهُ فَصَائِمٌ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ فَلَقِيَهُ فَقَالَ : يَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، أَمَا لَكَ بِيَّ أُسْوَةٌ ؟ فَقَالَ : يَا بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ قَالَ : إِنِّي لَأَفْعَلُ قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، إِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ حَقًّا ، فَصَلِّ وَنَمْ ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ ، قَالَ : فَأَتَتْهُنَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ ، فَقُلْنَ لَهَا : مَهْ ، قَالَتْ : أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَيَّاشٍ الْجَرْمِيُّ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اتَّخَذَ بَيْتًا فَقَعَدَ يَتَعَبَّدُ فِيهِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيْ بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي بِالرَّهْبَانِيَّةِ ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، وَإِنَّ خَيْرَ الدِّينِ عِنْدَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ، عَنْ أَبِيهَا ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي رَجُلٌ تَشُقُّ عَلَيَّ هَذِهِ الْعُزْبَةُ فِي الْمَغَازِي ، فَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِيَ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ مُجْفِرٌ . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَالْمُجْفِرُ : الَّذِي إِذَا أَتَى النِّسَاءَ فَإِذَا قَامَ انْقَطَعَ ذَلِكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ ، قَالَا : نَزَلَ عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو مَظْعُونٍ ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ حِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَجْلَانِيِّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نَزَلُوا عَلَى حِزَامِ بْنِ وَدِيعَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَآلُ مَظْعُونٍ مِمَّنْ أَوْعَبَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْهِجْرَةِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِمَكَّةَ أَحَدٌ حَتَّى غُلِّقَتْ دُورُهُمْ .
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ ، قَالَتْ : نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرُونَ مَعَهُ الْمَدِينَةَ فِي الْهِجْرَةِ فَتَشَاحَّتِ الْأَنْصَارُ فِيهِمْ أَنْ يُنْزِلُوهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ حَتَّى اقْتَرَعُوا عَلَيْهِمْ فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ عَلَى الْقُرْعَةِ ، تَعْنِي وَقَعَ فِي سَهْمِنَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتِهِ مَوْضِعَ دَارِهِمُ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ قَالُوا : وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ ، وَشَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ بَدْرًا ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ .
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ ، قَالَتْ : فَرَأَيْتُ دُمُوعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَسِيلُ عَلَى خَدِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ مَاتَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَرْتَادُ لِأَصْحَابِهِ مَقْبَرَةً يُدْفَنُونَ فِيهَا ، فَكَانَ قَدْ جَاءَ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ وَأَطْرَافِهَا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : أُمِرْتُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ ، يَعْنِي الْبَقِيعَ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ بَقِيعُ الْخَبْخَبَةِ ، وَكَانَ أَكْثَرُ نَبَاتِهِ الْغَرْقَدَ ، وَبِهِ نِجَالٌ كَثِيرَةٌ ، وَالنَّجْلُ النَّزُّ وَأَثْلٌ وَطَرْفَاءُ ، وَبِهِ بَعُوضٌ كَالدُّخَانِ إِذَا أَمْسَوْا ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قُبِرَ هُنَاكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَجَرًا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَقَالَ : هَذَا فَرَطُنَا ، فَكَانَ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ بَعْدَهُ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ نَدْفِنُهُ ؟ ، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ : عِنْدَ فَرَطِنَا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ : رَأَيْتُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَعِنْدَهُ شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ ، يَعْنِي كَأَنَّهُ عَلَمٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَدُفِنَ عِنْدَ مَوْضِعِ الْكِبَا الْيَوْمَ ، عِنْدَ دَارِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَالْكِبَا : الْكُنَاسَةُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَا : أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ : لَمَّا مُرَّ بِجِنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ذَهَبَتْ وَلَمْ تَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ ، يَعْنِي الدُّنْيَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ ، امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ كَانَتْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَذَكَرَتْ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ اشْتَكَى عِنْدَهُمْ ، فَمَرَّضْنَاهُ ، حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : أُذْهِبُ عَنْكَ أَبَا السَّائِبِ ، شَهَادَتِي عَلَيْكَ : لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : لَا أَدْرِي ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَمَنْ ؟ قَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ ، وَإِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ، قَالَتْ : فَمَنْ بِأَبِي وَأُمِّي ؟ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي بَعْدَهُ أَحَدًا أَبَدًا ، قَالَتْ : فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي ، قَالَتْ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : ذَلِكَ عَمَلُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَظَرَ غَضْبَانَ ، فَقَالَ لَهَا : وَمَا يُدْرِيكِ ؟ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لِرَسُولُ اللَّهِ ، فَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِهِ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ لِمِثْلِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِهِمْ ، فَلَمَّا مَاتَتْ ، قَالَ يَزِيدُ : زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَالَ عَفَّانُ : رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ : ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي حَدِيثِهِ : فَبَكَتِ النِّسَاءُ ، فَجَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ : مَهْلًا يَا عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ : ابْكِينَ ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ اللَّهِ وَمِنَ الرَّحْمَةِ ، وَمَا كَانَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَجُوزًا تَقُولُ وَرَاءَ جَنَازَتِهِ : هَنِيئًا لَكَ أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ ؟ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَبُو السَّائِبِ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : بِحَسْبِكِ أَنْ تَقُولِي : كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَفَاةً لَمْ يُقْتَلْ : هَبَطَ مِنْ نَفْسِي هَبْطَةً ضَخْمَةً فَقُلْتُ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي كَانَ أَشَدَّنَا تَخَلِّيًا مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُقْتَلْ ، فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ مِنْ نَفْسِي حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : وَيْكَ ، إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ : وَيْكَ ، إِنَّ خِيَارَنَا يَمُوتُونَ ، فَرَجَعَ عُثْمَانُ فِي نَفْسِي إِلَى الْمَنْزِلَةِ الَّتِي كَانَ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ : نَزَلَ فِي قَبْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَظْعُونٍ ، وَقُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ : لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِشَيْءٍ فَوُضِعَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَقَالَ : هَذَا عَلَامَةُ قَبْرِهِ يُدْفَنُ إِلَيْهِ ، يَعْنِي مَنْ مَاتَ مِنْ بَعْدِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ قَالَتْ : كَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَإِخْوَتُهُ مُتَقَارِبَيْنِ فِي الشَّبَهِ ، كَانَ عُثْمَانُ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ ، لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلَا بِالطَّوِيلِ ، كَبِيرَ اللِّحْيَةِ ، عَرِيضَهَا ، وَكَذَلِكَ صِفَةُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ، إِلَّا أَنَّ قُدَامَةَ كَانَ طَوِيلًا ، وَكَانَتْ كُنْيَةُ عُثْمَانَ أَبَا السَّائِبِ