حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : لَحِقَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ , فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مَكَّةَ يُرِيدُ قِتَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْهِ فِي جَمْعٍ , فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ وَأُسِرَ أَسْرًا , وَذَاكَ أَنَّهُ هَرَبَ , فَدَخَلَ دَارَ ابْنِ عَلْقَمَةَ , فَغَلَّقَهَا عَلَيْهِ , فَأَحَاطَ بِهِ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي قِتَالِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ , وَقَدْ أَخْرَجَ الْمِسْوَرُ سِلَاحًا حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُنَا مَرَّةً وَنَحْنُ نَقْتَتِلُ وَالْمِسْوَرُ عَلَيْهِ سِلَاحُهُ , وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسُوقُهُمْ سَوْقًا عَنِيفًا , وَحَمَلُوا عَلَيْنَا , فَكَشَفُونَا , فَقَالَ الْمِسْوَرُ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : يَا ابْنَ خَالِ , أَلَا تَرَى مَا قَدْ نَالَ هَؤُلَاءِ مِنَّا ؟ قَالَ : فَمَا الرَّأْيُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : نَكْمُنُ لَهُمْ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَظْفَرَ اللَّهُ بِهِمْ , وَاخْتَرْ مَعَكَ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْجَلَدِ . فَكَمَنَ لَهُمْ مُصْعَبُ فِي مِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الْخَوَارِجِ , فَغَدَوْا , فَنَالُوا مَا كَانُوا يَنَالُونَ , فَسَدَّ عَلَيْهِمْ مُصْعَبٌ بِأَصْحَابِهِ , فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ هَرَبَ وَجَاءَ الْخَبَرُ الْمِسْوَرَ فَسُرَّ بِذَلِكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ : إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ الْمِسْوَرِ مَا شَعَرْتُ إِلَّا بِابْنِ صَفْوَانَ يَقُولُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , لَقَدْ سَرَّنَا مَا صَنَعَ مُصْعَبٌ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَنَالُونَ مِنَّا مَا يَنَالُونَ , فَقَالَ الْمِسْوَرُ : وَهُوَ سُرُورُهُمْ . اللَّهُمَّ أَبْقِ لَنَا مُصْعَبًا ؛ فَإِنَّهُ أَجْزَأُ مَنْ مَعَنَا , وَأَنْكَاهُ لِعَدُوِّنَا . قَالَ الْمِسْوَرُ : هُوَ هَكَذَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا كَتِيبَةً خَشْنَاءَ ؛ فِيهَا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ , فَنَالُوا مِنَّا أَقْبَحَ الْقَوْلِ وَأَسْمَجَهُ , فَرَأَيْتُ أَبِي حَنِقًا عَلَيْهِمْ , وَقَالَ : مَا لِلْحَرْبِ , وَمَا لِهَذَا . هَذَا فِعْلُ النِّسَاءِ , فَقَالَ لِمُصْعَبٍ : أَبَا زُرَارَةَ , احْمِلْ بِنَا , فَحَمَلَ مُصْعَبٌ كَأَنَّهُ جَمَلٌ صَئُولٌ , وَحَمَلَ أَبِي , وَتَبِعْتُهُمْ فِي قَوْمٍ مِنَّا أَهْلُ نِيَّاتٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ السُّيُوفَ رَكَدَتْ سَاعَةً , وَلَكَأَنَّ هَامَ الرِّجَالِ وَأَذْرُعَهُمْ أَجري الْقِثَّاءِ حَتَّى خَلَصْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ , فَضَرَبَهُ مُصْعَبٌ ضَرْبَةً فَقَطَعَ السَّيْفُ الدِّرْعَ وَخَلَصَ إِلَى فَخِذِهِ , وَضَرَبَهُ ابْنُ أَبِي ذِرَاعٍ مِنْ جَانِبِهِ الْآخَرِ , فَجَرَحَهُ جُرْحًا آخَرَ , فَمَا عَلِمْتُ أَنَّا رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ إِلَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ , وَأَقَامَ فِي عَسْكَرِهِمْ جَرِيحًا حَتَّى وَلَّوْا مُنْصَرِفِينَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنَّا نَعْرِفُ قَتْلَى مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ قَتْلَى غَيْرِهِ بِشَحْوِهِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ هَذَا الْمَوْطِنَ الَّذِي قَامَ فِيهِ ابْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ يُقَاتِلُ يَوْمَئِذٍ , فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَدَدْتُ الْقَتْلَى مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَوَجَدْتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَتِيلًا قَتَلَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَبْعَةَ نَفَرٍ نَعْرِفُهُمْ بِالشَّحْوِ وَشَحْوُهُ وَثْبُهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ عَدَدًا كَثِيرًا , وَلَكِنْ سَاعَةَ يُقْتَلُ مِنْهُمْ إِنْسَانٌ يُوَارَى فَلَا يُرَى لَهُمْ قَتِيلٌ , ثُمَّ يَقُولُ : لَقَدْ بَرَزَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا كَانَتِ الدَّوْلَةُ فِيهِ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَ بِيَدِهِ خَمْسَةً , ثُمَّ رَجَعَ وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمُنْحَنٍ , فَجَعَلَ يَقُولُ : إِنَّا لَنُورِدُهَا بِيضًا وَنُصْدِرُهَا حُمُرًا وَفِيهَا انْحِنَاءٌ بَعْدَ تَقْوِيمِ ثُمَّ قَالَ أَبِي : مَا كَانَتْ مِنْ مُصْعَبٍ إِلَّا ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ فَفِيهَا الْيُتْمُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ الْحَجَرُ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَصُدْغَهُ الْأَيْسَرَ غُشِيَ عَلَيْهِ , فَاحْتَمَلْنَاهُ , وَجَاءَ الْخَبَرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , فَأَقْبَلَ يَعْدُو إِلَيْنَا , فَكَانَ فِيمَنْ حَمَلَهُ وَأَدْرَكَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ , ثُمَّ مَاتَ , فَوَلُّوهُ , وَدَفَنُوهُ , وَتُوُفِّيَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَفَاةً , وَذَلِكَ وَالْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ بَعْدُ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا مَاتَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَظْهَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدُّعَاءَ لِنَفْسِهِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْخِلَافَةِ , وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُرِيَهُمْ أَنَّ الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ , وَكَانَ شِعَارُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ الْمِسْوَرُ وَمُصْعَبُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَكَانَتْ وَفَاةُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ , وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ