حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُصُّ لِابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَابْنُ عُمَرَ قَاعِدٌ نَاحِيَةً ، فَقَرَأَ : {{ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا }} فَبَكَى ابْنُ عُمَرَ حَتَّى لَثِقَ جَيْبُهُ مِنْ دُمُوعِهِ ، وَابْتَلَّتْ لِحْيَتُهُ
قَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَمَّا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةٍ فَذَكَرَ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : رُئِيَ ابْنُ عُمَرَ فِي حَلْقَةِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَكَانَ مِنْ أَبْلَغِ النَّاسِ يَبْكِي ، حَتَّى بَلَّ الْحَصَى بِدُمُوعِهِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ وَيَدُهُ فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، فَكُلَّمَا ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ , انْتَفَضَ شَقِيقٌ وَبَكَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ أَبُو النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : سَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يومًا فِي الظُّهْرِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ ذَكِّرْنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ . قَالَ : فَذَكَّرْتُ ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَكْثَرَ بُكَاءً مِنْهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأَهْتَمِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعِظُهُ وَعُمَرُ يَبْكِي ، حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ ، قَالَ : قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : ابْنَ الْأَهْتَمِ بَيَانُكَ حُجَّةٌ عَلَيْكَ ، فَأَقْصِرْ مِنْ خُطْبَتِكَ ، وَأَعِدَّ الْجَوَابَ عِنْدَ اللَّهِ بِحُجَّتِكَ قَالَ : فَبَكَى ابْنُ الْأَهْتَمِ ، وَبَكَى عُمَرُ ، وَارْتَجَّتِ الدَّارُ بِالْبُكَاءِ ، فَمَا رُئِيَ بَاكٍ فِي زَمَنِ عُمَرَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ ، قَالَ : دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَهْتَمِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخَذَ فِي مَوعِظَتِهِ الطَّوِيلَةِ ، فَنَزَلَ عُمَرُ عَنْ سَرِيرِهِ حَتَّى اسْتَوَى بِالْأَرْضِ ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَابْنُ الْأَهْتَمِ يَقُولُ : وَأَنْتَ يَا عُمَرُ وَأَنْتَ يَا عُمَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمُلُوكِ , وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ , وَغُذُّوا بِهِ ، لَا يَعْرِفُونَ غَيْرَهُ وَعُمَرُ يَبْكِي وَيَقُولُ : هِيهِ هِيهِ ابْنَ الْأَهْتَمِ هِيهِ ، فَلَمْ يَزَلْ يَعِظُهُ , وَعُمَرُ يَبْكِي ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ زَيْدٍ الْحَسَنِيُّ ، قَالَ : تَكَلَّمَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ يَومًا ، فَأَبْكَى الْقَوْمَ , فَلَمَّا تَفَرَّقُوا وَخَرَجُوا مِنْ دَارِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَكَذَا كَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، عَنْ عُقَيْبَةَ بْنِ فَضَالَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ دَعْلَجٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يُضْرَبُ ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أُكَلِّمُكَ بِشَيْءٍ , ثُمَّ شَأْنَكَ وَمَا تُرِيدُ . قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ ، فَأَمْسَكَ عَنْهُ ، فَقَالَ : هَاتِ كَلَامَكَ . قَالَ : فَهِبْتُهُ وَاللَّهِ , وَرَهِبْتُ مِنْهُ رَهْبَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قُلْتُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَنَّ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ فِي الْمَوْقِفِ خَوْفًا مِنْ شَرِّ مَا يَأْتِي بِهِ الْمُنَادِي لِلْحِسَابِ , وَإِنَّ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَئِذٍ لَتَحْتَ أَقْدَامِ الْخَلَائِقِ قَالَ : فَبَكَى ، فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ، فَأَمَرَ بِالرَّجُلِ ، فأُطْلِقَ . قَالَ : فَكُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَرَّبْنِي وَأَكْرَمَنِي قَالَ : وَقَالَ لِي يَومًا وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ : وَيْحَكَ يَا عُقَيْبَةُ مَا ذَكَرْتُ حَدِيثَكَ إِلَّا أَبْكَانِي قَالَ : ثُمَّ بَكَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُضَرُ ، قَالَ : اجْتَمَعْنَا لَيْلَةً عَلَى السَّاحِلِ وَمَعَنَا مُسْلِمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ : مَا لِلْمُحِبِّ سِوَى إِرَادَةِ حُبِّهِ إِنَّ الْمُحِبَّ بِكُلِّ بَرٍّ يَضْرَعُ قَالَ : فَبَكَى مُسْلِمٌ حَتَّى خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يَمُوتَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الضَّرِيرُ ، قَالَ : قَالَ لِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ : بَكَى الْبَاكُونَ لِلرَّحْمَنِ لَيْلًا وَبَاتُوا دَمْعَهُمْ مَا يَسْأَمُونَا بِقَاعُ الْأَرْضِ مِنْ شَوقٍ إِلَيْهِمْ تَحِنُّ مَتَى عَلَيْهَا يَسْجُدُونَا قَالَ : فَجَعَلْتُ أُرَدِّدُهَا عَلَيْهِ ، فَبَكَى ، حَتَّى قُلْتُ : الْآنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ : بِتْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ صَاحِبٍ لَنَا , وَمَعَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَجَعَلَ بَعْضُ قُرَّائِنا تِلْكَ اللَّيْلَةَ يَقُولُ : وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي عَلَى الذَّنْبِ إِنَّنِي أَرَى الذَّنْبَ دَاءً فِي الْجَوَانِحِ وَالْقَلْبِ
وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رِيَاحَ بْنَ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيَّ ، قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، جَاءَتْ بِيَ الْحَاجَةُ ، وَانْتَهَيْتُ الْغَايَةَ ، وَاللَّهُ سَائِلُكَ عَنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . قَالَ : وَيْحَكَ أَعِدْ عَلَيَّ فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، فَنَكَّسَ عُمَرُ رَأْسَهُ ، وَأَرْسَلَ دُمُوعَهُ ، حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : وَيْحَكَ كَمْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : أَنَا وَثَلَاثُ بَنَاتٍ لِي فَفَرَضَ لَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ ، وَفَرَضَ لِبَنَاتِهِ عَلَى مِائَةٍ ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ ، وَقَالَ لَهُ : هَذِهِ الْمِائَةُ أَعْطَيْتُكَ مِنَ مَالِي ، لَيْسَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ اذْهَبْ , فَاسْتَنْفِقْهَا حَتَّى تَخْرُجَ أُعْطِيَاتُ الْمُسْلِمِينَ فَتَأْخُذَ مَعَهُمْ
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ السِّنْجَارِيِّ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَذْرِبَيْجَانَ أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اذْكُرْ بِمَقَامِي هَذَا مَقَامًا لَا يَشْغَلُ اللَّهَ عَنْكَ فِيهِ كَثْرَةُ مَنْ يُخَاصِمُ , يَوْمَ تَلْقَاهُ بِلَا ثِقَةٍ مِنَ الْعَمَلِ ، وَلَا بَرَاءَةٍ مِنَ الذَّنْبِ . فَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ ارْدُدْ عَلَيَّ كَلَامَكَ هَذَا . فَجَعَلَ يُرَدِّدُهُ ، وَعُمَرُ يَبْكِي وَيَنْتَحِبُ ، ثُمَّ قَالَ : حَاجَتَكَ ، قَالَ : إِنَّ عَامِلَ أَذْرِبَيْجَانَ عَدَا عَلَيَّ فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ . فَقَالَ عُمَرُ : اكْتُبُوا لَهُ السَّاعَةَ إِلَى عَامِلِهَا حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ