حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اقْرَأْ عَلَيَّ قَالَ : قُلْتُ : أَلَيْسَ تَعَلَّمْتُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي , فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ : {{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا }} فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُيَيٌّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا بَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : أَبْكَتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ السُّورَةُ
وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنِي حُيَيٌّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ، يَذْكُرُ : أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوتًا بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اعْرِضْ عَلَيَّ سُورَةَ بَرَاءَةِ , فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، فَبَكَى عُمَرُ بَكَّاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهَا أُنْزِلَتْ
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ : كَانَ إِذَا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }} بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ الْبُكَاءُ ، وَيَقُولُ : بَلَى يَا رَبِّ
وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، قَالَ : كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }} بَكَى ، حَتَّى أَقُولَ : قَدِ انْدَقَّ قَضِيضُ زَوْرِهِ
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْغَرِقِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جِمَازٍ ، قَالَ : قَالَ شُمَيْطٌ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ : كُلُّ دَمْعٍ يَجْرِي مِنَ الْقُرْآنِ فَمَرْحُومٌ عِنْدَ اللَّهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : قَالَ فَضْلٌ الرَّقَاشِيُّ : مَا تَلَذَّذَ الْعَابِدُونَ ، وَلَا اسْتَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ بِشَيْءٍ كَحُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ , وَكُلُّ قَلْبٍ لَا يُجِيبُ عَلَى حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ فَهُوَ قَلْبٌ مَيِّتٌ . وَقَالَ الْفَضْلُ : وَأَيُّ عَيْنٍ لَا تَهْمُلُ عَلَى حُسْنِ الصَّوْتِ إِلَّا عَيْنُ غَافِلٍ أَوْ لَاهٍ ؟
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي مُوسَى : ذَكِّرْنَا رَبَّنَا . فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبْكِيَ أَصْحَابَهُ ، قَرَأَ آيَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوتًا ، فَإِذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى , قَالَ : ثُمَّ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ يَتَكَلَّمُ وَدُمُوعُهُ سَائِلَةٌ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى أَبُو نُبَاتَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ ، وَقَرَأَ عِنْدَهُ رَجُلٌ {{ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا }} ، فَبَكَى حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ وَعَلَا نَشِيجُهُ ، فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ لِابْنِهِ : اقْرَأْ فَقَالَ : مَا أَقْرَأُ ؟ قَالَ : سُورَةُ ق فَقَرَأَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ : {{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ }} بَكَى ثُمَّ قَالَ : اقْرَأْ يَا بُنَيَّ . قَالَ : مَا أَقْرَأُ ؟ قَالَ : سُورَةُ ق حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ الْمَوْتِ بَكَى أَيْضًا بُكَاءً شَدِيدًا . فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ ، عَنْ مُعْتَمِرٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا أَبِي ، فَقَرَأَ سُورَةَ ق فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {{ : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ }} غَلَبَتْهُ عَبْرَتُهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَجُوزَ ، فَرَكَعَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ : قَرَأَ لَنَا قَارِئٌ بِمَكَّةَ {{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ }} وَنَحْنُ عَلَى بَابِ فُضَيْلٍ فَجَعَلْنَا نَسْمَعُ نَشِيجَهُ مِنَ الْعُلُوِّ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : كَانَ طَلْقٌ إِذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ لَمْ يَسْمَعْهُ أَحَدٌ إِلَّا بَكَى مِنْ رِقَّتِهِ وَحُسْنِ صَوْتِهِ , قَالَ : وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : مَا أَحْسَنَ صَوْتَكَ يَابُنَيَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيتَهُ لَا يَكُونُ وَبَالًا عَلَيْكَ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ . فَبَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْفُضَيْلِ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ ، قَالَ : شَهِدْتُ رَجُلًا قَرَأَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ }} بَكَى عُمَرُ حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ثُمَّ ازْدَادَ بُكَاءً ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : قَرَأَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ : {{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }} {{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }} ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : إِنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ لَشَدِيدٌ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَعِنْدَهُ قَارِئٌ يَقْرَأُ ، فَقَرَأَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا فَجَعَلَ مَالِكٌ يَنْتَفِضُ ، وَأَهْلُ الْمَجْلِسُ يَبْكُونَ وَيَصْرُخُونَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }} فَجَعَلَ مَالِكٌ وَاللَّهِ يَبْكِي وَيَشْهَقُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَحُمِلَ مِنْ بَيْنَ الْقَوْمِ صَرِيعًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَرَأَ ذَاتَ يَوْمٍ : {{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا }} فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الدَّارِ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ ، فَجَعَلَتْ تَبْكِي لِبُكَائِهِ وَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ لِبُكَائِهِمْ ، فَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ يَبْكُونَ ، فَقَالَ : يَا أَبَهْ مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : خَيْرٌ يَا بُنَيَّ ، وَدَّ أَبُوكَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَعْرِفْهُ , وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُهْلَكَ , وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، إِلَى الْحَسَنِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يَقْرَأُ ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }} {{ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ }} بَكَى الْحَسَنُ ، وَبَكَى أَصْحَابُهُ , وَجَعَلَ مَالِكٌ يَضْطَرِبُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ ، قَالَ : قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي {{ وَالطُّورِ }} {{ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ }} ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى : {{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }} {{ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ }} قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ ، حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْقَارِئِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الشَّمَّاسِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَرَأَ : {{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمُ مَسْئُولُونَ }} فَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاوِزَهَا ، يَعْنِي : مِنَ الْبُكَاءِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ مُؤَذِّنًا , فَأَبْطَأَ الْإِمَامُ ، فَأَمَّنَا ، فَكَانَ لَا يَكَادُ يُجِيزُهَا مِنَ الرِّقَّةِ ، يَعْنِي مِنَ الْبُكَاءِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْأُمَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ثِيَابٍ دَسِمَةٍ ، وَوَرَاءَهُ حَبَشِيُّ يَمْشِي , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّاسِ رَجَعَ الْحَبَشِيُّ , فَكَانَ عُمَرُ إِذَا انْتَهَى إِلَى الرَّجُلَيْنِ قَالَ : هَكَذَا رَحِمَكُمَا اللَّهُ ، حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَخَطَبَ ، فَقَرَأَ : {{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }} ، فَقَالَ : وَمَا شَأْنُ الشَّمْسِ ؟ ، {{ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ }} حَتَّى انْتَهَى إِلَى {{ وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ }} {{ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ }} فَبَكَى ، وَبَكَى أَهْلُ الْمَسْجِدِ ، وَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنُ حِيطَانَ الْمَسْجِدِ تَبْكِي مَعَهُ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نُوحٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ ضَيْغَمٍ بِعَبَّادَانَ ، فَزَارَهُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ ، فَقَالَ ضَيْغَمٌ : وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ انْظُرْ لَنَا بَعْضَ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ يَقْرَأُ ، فَإِنَّ بِشْرًا يُعْجِبُهُ حُسْنُ الصَّوْتِ , فَانْطَلَقْتُ ، فَأَتَيتُهُمْ بِإِنْسَانٍ فَارِسِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ ، فَقَالُوا لِي : لَا تَقُلْ لَهُ يَقْرَأُ حَتَّى يَهْدَأَ أَهْلُ الدَّيْرِ . فَلَمَّا سَكَنَتِ الرِّجْلُ ، وَهَدَأَ النَّاسُ ، قَالُوا لَهُ : خُذِ الْآنَ . فَجَعَلَ وَاللَّهِ الْفَارِسِيُّ يَقْرَأُ , وَالْقَوْمُ يَبْكُونَ وَيَنْتَحِبُونَ قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ فَجَعَلَ يَنُوحُ بِالْفَارِسِيَّةِ ، فَجَعَلُوا وَاللَّهِ يَصْرُخُونَ كَمَا تَصْرُخُ الثَّكْلَى . قَالَ : حَتَّى اسْتَيْقَظَ أَهْلُ الدَّيْرِ وَاجْتَمَعُوا . فَأَمَّا بِشْرٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِرَارًا قَالَ : وَأَمَّا أَبُو مَالِكٍ فَجَعَلَ يَقُومُ وَيَقْعُدُ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَقْلَهُ قَدْ ذَهَبَ قَالَ : فَبِتْنَا وَاللَّهِ بِلَيْلَةٍ , أَطْيَبِ لَيْلَةٍ , وَأَلَذِّ عَيْشٍ فَكَانَ بِشْرٌ يَقُولُ لِي بَعْدُ : وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ ؟ وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ يَقْتُلُ النَّاسَ ذَاكَ الْفَارِسِيُّ هَكَذَا عِيَانًا بِصَوْتِهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ هَذِهِ الْآيَاتِ : {{ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ }} ، فَبَكَتْ ، وَقَالَتْ : رَبِّ مُنَّ ، وَقِنِي عَذَابَ السَّمُومِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ، مِنْ وَلَدِ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ ، قَالَ : كُنَّا نَجْتَمِعُ كَثِيرًا ، قَالَ : فَبِتْنَا لَيْلَةً بِعَبَّادَانَ فِي أَوَّلِ مَا اتُّخِذَتْ ، قَالَ : وَمَعَنَا لَيْلَتَئِذٍ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ ، وَعِدَّةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ ، إِذْ قَالُوا : قَدْ جَاءَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، . . لَهُ الْقَوْمُ جَمِيعًا ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا ، وَكَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ ، فَدَخَلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ وَقَدِ انْتَهَى الْقَارِئُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا }} {{ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا }} ، فَصَاحَ : وَأَيُّ أَذَانٍ دُونَ ؟ فَضَجَّ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ ، وَسَقَطَ عَبْدُ الْوَاحِدِ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ . فَقَامَ الرَّبِيعُ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَحَاطُوا بِهِ ، فَجَعَلُوا يَبْكُونَ وَهُوَ بَيْنَهُمْ صَرِيعٌ . فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ يَبْكُونَ , حَتَّى ضَرَبَهُ الْبَرْدُ فِي السَّحَرِ ، فَأَفَاقَ
حَدِّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَجُلًا يَقْرَأُ : {{ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ }} ، فَجَعَلَ يَبْكِي حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ . ثُمَّ خَرَّ يَضْطَرِبُ . فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : دَعُونِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ قَسَمَ حَقٍّ مِنْ رَبِّي
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ ، قَالَ : قِيلَ لِلْحَسَنِ : إِنَّ هَهُنَا قَوْمًا إِذَا اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ بَكَوْا حَتَّى تَعْلُوَ أَصْوَاتُهُمْ فَقَالُ الْحَسَنُ : لَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ يَبْكُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ