حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، نا يَحْيَى بْنُ الصَّامِتِ ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَيْرٍ ، يَقُولُ : كَانَ فِي خَرَابَاتِ الْقَبَائِلِ بِمِصْرَ رَجُلٌ مَجْذُومٌ ، وَكَانَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ يَتَعَاهَدُهُ وَيَغْسِلُ خَرَقَهُ ، فَتَعَرَّى فَتًى مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَ لِلَّذِي كَانَ يَخْدُمُهُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَعْرِفُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَجِيءَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ الْفَتَى ، وَقَالَ : يَا عَمِّ ، إِنَّكَ تَعْرِفُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ ، فَلَوْ سَأَلْتَهُ أَنْ يَكْشِفَ مَا بِكَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّهُ هُوَ الَّذِي ابْتَلَانِي ، فَأَكْرَهُ أَنْ أُرُدَّهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ ، ذَكَرَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَرَّةً لِنَسْتَقِيَ وَخَرَجَ الْأَمِيرُ وَالْقَاضِي ، فَدَعَا الْقَاضِي ، ثُمَّ أَذِنَ الْأَمِيرُ لِلنَّاسِ بِالِانْصِرَافِ ، قَالَ : وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابًا ، قَالَ : وَإِلَى جَنْبِي أَسْوَدُ عَلَيْهِ كِسَاءٌ ، قَالَ : فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو ، وَأُعْجِبْتُ بِدُعَائِهِ ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ لَمَّا نَظَرَ إِلَى النَّاسِ مُنْصَرِفِينَ : اللَّهُمَّ اسْقِنَا السَّاعَةَ وَأَقْلِبْ عِبَادَكَ مَسْرُورِينَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ إِلَّا انْقِضَاءُ قَوْلِهِ حَتَّى أَقْبَلَتِ السَّمَاءُ بِأَشَدِّ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَطَرِ ، قَالَ بَكْرٌ : فَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَعْرِفَهُ أَوْ أُدْرِكَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَطُوفُ شَاخِصًا بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا مُقِيلَ الْعَاثِرِينَ ، أَقِلْنِي عَثْرَتِي ، واغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أُسْبُوعِهِ تَبِعْتُهُ ، فَقُلْتُ : عَلِّمْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ لِي : هَلْ تَعْرِفُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، أَوْصِنِي إِلَى مَالِكٍ بِمَا أَحْبَبْتَ حَتَّى أُبَلِّغَهُ عَنْكَ ، قَالَ : أَقْرِئْهُ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَإِيَّاكَ وَالتَّغْيِيرَ وَالتَّبْدِيلَ ، فَإِنَّكَ إِنْ غَيَّرْتَ هُنْتَ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَعَلَيْكَ بِالصَّبِرِ ، وَالتَّجَزِّي مِنَ الدُّنْيَا بِالْبَلَاغِ ، وَأَنْ يَكُفَّ غَضَبَهُ ، وَيَكْظِمَ غَيْظَهُ ، وَيَتَجَرَّعَ الْمَرَارَ ، وَأَعْلِمْهُ أَنَّ لِلَّهَ غَدًا مَقَامًا يَأْخُذُ مِنْهُ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ ، ثُمَّ قُلْ لَهُ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ ، وَيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ، قُلْ لَهُ : إِنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةٌ ، طَيِّبٌ رِيحُهَا ، عَذْبٌ مَاؤُهَا ، لَذِيذٌ شَرَابُهَا ، كَثِيرٌ أَزْوَاجُهَا ، لَا كَدَرَ فِيهَا وَلَا تَنْغِيصَ ، ثُمَّ قُلْ لَهُ : إِنَّ النَّارَ مُنْتِنٌ رِيحُهَا ، خَبِيثٌ شَرَابُهَا ، بَعِيدٌ قَعْرُهَا ، أَلِيمٌ عَذَابُهَا ، أَعَدَّهَا لِأَهْلِ الْكِبْرِ وَالْخُيَلَاءِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي وَأَنَا أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ طَوِيلٍ آدَمَ أَحْلَجَ ، فَقَالَ لِي : عَلَيْكَ بِالصَّلَاةِ ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ خَيْرُ مَوْضُوعٍ ، مَنْ أَوْفَى أُوفِيَ لَهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ أُكْثِرَ لَهُ ، وَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ ، قُلْتُ : أَوْصِنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَعَلَيْكَ بِقِلَّةِ الطَّعَامِ ، وَإِيَّاكَ وَالْكِبْرَ ، وَاجْتَنِبِ الْبُخْلَ وَالشُّحَّ يَزُرْكَ الصِّدِّيقُونَ ، وَتُلْهَمِ الْحِكْمَةَ ، وَتُعْطَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَيُصْرَفْ عَنْكَ السُّوءُ كُلُّهُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهَ ثَوَابًا وَعِقَابًا ، فَمَنْ آمَنَ بِهَا وَصَدَّقَ لَمْ تَقَرَّ عَيْنُهُ بِالدُّنْيَا ، قَالَ مَكْحُولٌ : فَرُبَّمَا ذَكَرَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ هَذَا الْحَدِيثَ وَبَكَى