حديث رقم: 170

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : جَاءَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ إِلَى حَفْصَةَ ، فَقَالُوا : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْثَرَ هَذَا الْخَيْرَ وَفَشَا ، فَلَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَكَلَّمْتِيهِ أَنْ يُصِيبَ لِنَفْسِهِ ، وَيَصِلَ قَرَابَتَهُ . فَأَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، أَنْتِ امْرَأَةٌ نَصَحْتِ قَوْمَكِ وَغَشَشْتِ أَبَاكِ ، إِنَّ لِي صَاحِبَيْنِ مَضَيَا أَمَامِي ، وَإِنْ أَنَا لَمْ أَسْلُكْ طَرِيقَهُمَا خَشِيتُ أَنْ لَا أُرَافِقَهُمَا فِي الْمَنْزِلِ ، وَاللَّهِ لَأُشْرِكَنَّهُمَا فِي وَخْشِ الْمَعِيشَةِ ، لَعَلَّ اللَّهَ يُشْرِكُنِي مَعَهُمَا فِي صَفْوِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

حديث رقم: 171

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، أَنَّ عُمَرَ قَسَمَ بَيْنَ أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ حَائِطًا أَوْ أَرْضًا ، وَكَانَ صَائِمًا ، فَبَرَّدُوا لَهُ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ بِعَسَلٍ ، فَلَمَّا ذَاقَهُ رَدَّهُ ، فَسَأَلُوهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَعْجَزَ عَنْ شُكْرِ هَذَا ، حَلْقِي ، حَتَّى تَمْرُرَ فِي فِي ، إِذَا ذَكَرْتُ مَا مَضَى عَلَيْهِ صَاحِبَيَّ ، ثُمَّ بَكَى

حديث رقم: 172

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ ، قَالَ : دَخَلَ أُنَاسٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ ، فَقَالُوا : لَوْ كَلَّمْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْكُلَ طَعَامًا هُوَ أَطْيَبُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ ، وَيَلْبَسُ ثِيَابًا أَلْيَنُ مِنْ هَذِهِ الثِّيَابِ ، فَإِنَّهُ قَدْ بَدَتْ عِلْبَاءُ رَقَبَتِهِ مِنَ الْهُزَالِ ، وَقَدْ كَثُرَ الْمَالُ ، وَفُتِحَتِ الْأَمْصَارُ ، فَدَعَتْهُ ، فَقَالَتْ لَهُ ذَاكَ ، فَقَالَ لَهَا : يَا بُنَيَّةُ ، هَلُمَّ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، فَجَاءُوا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ عَجْوَةٍ ، فَقَالَ : افْرُكُوهُ بِأَيْدِيكُمْ ، فَفَرَكُوهُ ، فَقَالَ : انْزِعُوا تَفَارِيقَهُ ، يَعْنِي أَقْمَاعَهُ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَأَكَلَهُ كُلَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَتُرَوْنِي لَا أَشْتَهِي الطَّعَامَ ، إِنِّي لَآكُلُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ ، ثُمَّ إِنِّي لَأَتْرُكُ اللَّحْمَ وَهُوَ عِنْدِي ، فَلَا آكُلُ بِهِ ، وَآكُلُ بِالسَّمْنِ ، ثُمَّ إِنِّي لَأَتْرُكُ السَّمْنَ وَهُوَ عِنْدِي ، فَلَا آكُلُ بِهِ ، وَلَوْ شِئْتُ لَأَكَلْتُ ، وَلَكِنِّي أَتْرُكُهُ وَآكُلُ بِالزَّيْتِ ، ثُمَّ إِنِّي لَأَتْرُكُ الزَّيْتَ وَهُوَ عِنْدِي ، لَا آكُلُ بِهِ ، وَآكُلُ بِالْمِلْحِ ، وَإِنِّي لَأَتْرُكُ الْمِلْحَ وَهُوَ عِنْدِي ، وَإِنَّ الْمِلْحَ لَإِدَامٌ ، وَلَوْ شِئْتُ لَأَكَلْتُهُ بِهِ ، وَأُكْثِرُ أَكْلَ قَفَارٍ ، أَبْتَغِي مَا عِنْدَ اللَّهِ . يَا بُنَيَّةُ ، أَخْبِرِينِي بِأَحْسَنِ ثَوْبٍ لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عِنْدَكِ ؟ قَالَتْ : نَمِرَةٌ نُسِجَتْ لَهُ فَلَبِسَهَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : اكْسُنِيهَا ، فَكَسَاهَا إِيَّاهُ . قَالَ : فَأَخْبِرِينِي بِأَلْيَنِ فِرَاشٍ فَرَشْتِيهِ عِنْدَكِ قَطُّ ؟ قَالَتْ : عَبَاءَةٌ كُنَّا ثَنَيْنَاهَا لَهُ فَغَلُظَتْ عَلَيْهِ فَدَبَغْنَاهَا ، وَوِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٍ بِلِيفٍ . فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، مَضَى صَاحِبَايَ عَلَى حَالٍ إِنْ خَالَفْتُهُمَا خُولِفَ بِي عَنْهُمَا ، إِذَنْ لَا أَفْعَلُ شَيْئًا مِمَّا تَقُولِينَ

حديث رقم: 173

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ : {{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }} ، وَقَالَ : غَيٌّ نَهْرٌ حَمِيمٌ فِي النَّارِ ، يُقْذَفُ فِيهِ بِالَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ

حديث رقم: 174

حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : شِرَارُ أُمَّتِي قَوْمٌ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ وَغُذُّوا فِيهِ ، هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الثِّيَابِ ، وَأَلْوَانُ الطَّعَامِ ، وَيَتَشَدَّقُونَ فِي الْكَلَامِ . حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمِثْلِهِ ، أَوْ بِنَحْوِهِ

حديث رقم: 175

عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي قَوْمٌ يُغَذَّوْنَ فِي النَّعِيمِ ، وَيُولَدُونَ فِي النَّعِيمِ ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ سِوَى الطَّعَامِ وَأَلْوَانِ الثِّيَابِ ، أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي

حديث رقم: 176

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا الْأَجْوَفَانِ فَقَدْ قَلَّ فَهْمُهُ ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ

حديث رقم: 177

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِي ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ : إِنَّ الْحِمَارَ ، وَالْكَلْبَ ، وَالْخِنْزِيرَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَنْكِحُ

حديث رقم: 178

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ

حديث رقم: 179

حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ لَمْ يَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً إِلَّا فِي مَطْعَمٍ ، أَوْ فِي مَشْرَبٍ ، فَقَدْ قَصُرَ عَمَلُهُ ، وَحَضَرَ عَذَابُهُ

حديث رقم: 180

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، فِي قَوْلِهِ : {{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا }} ، قَالَ : لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ أَصَابُوا مِنْ لِينِ الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَتِهِ غَيْرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ ، فَعُوتِبُوا ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ

حديث رقم: 181

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ جَالِسًا ، فَإِذَا رَجُلٌ يَمْشِي ، بَارِزٌ ، سَمِينٌ ، ضَخْمُ الْجِسْمِ ، فَجَاءَ يَمْشِي ، فَجَعَلَ يَتَنَفَّسُ تَنَفُّسًا شَدِيدًا ، فَرَمَا بِنَفْسِهِ إِلَى جَانِبِ عُمَرَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : وَيْلَكَ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَرَكَةُ اللَّهِ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ عَذَابُ اللَّهِ

حديث رقم: 182

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ، أَوِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينِ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَرِحِينَ ، إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ كُلَّ سَمِينٍ ، وَلَا يُحِبُّ أَهْلَ بَيْتٍ لَحُمِينَ ، وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ

حديث رقم: 183

حَدَّثَنَا أَبُو فَضَالَةَ الشَّامِيُّ فَرَجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي لُقْمَانُ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : يَا رُبَّ شَهْوَةٍ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلًا ، يَا رُبَّ مُكْرِمٍ نَفْسَهُ وَهُوَ لَهَا مُهِينٌ

حديث رقم: 184

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَ عَلِيًّا وَابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : الْحَقُّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ ، وَالْبَاطِلُ خَفِيفٌ وَبِيُّ ، وَرُبَّ شَهْوَةٍ أَوْرَثَتْ صَاحِبَهَا حُزْنًا طَوِيلًا

حديث رقم: 185

حَدَّثَنَا الْأَشْيَاخُ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ : بِأَبِي هُوَ ، لَمْ يَأْكُلِ الْخُبْزَ ، وَلَمْ يَلْبَسِ الْحَرِيرَ ، وَلَمْ يَنَمْ عَلَى وَثِيرٍ ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : كَمْ مِنْ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ مُهِينٌ غَدًا ، وَكَمْ مِنْ مُهِينٍ لِنَفْسِهِ مُكْرِمٌ لَهَا غَدًا

حديث رقم: 186

حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ نَصِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ لِأُمِّهِ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ : أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ اتَّخَذْتَ حَمَّامًا وَحَجَّامًا ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَلَا تَتَّخِذْ حَمَّامًا وَلَا حَجَّامًا ، قَالَ : فَأَغْلَقَ الْحَمَّامَ ، وَأَخْرَجَ الْحَجَّامَ مِنَ الدَّارِ

حديث رقم: 187

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَتَانَا رَجُلٌ وَنَحْنُ شَبَابٌ ، مُسْتَبْشِعَةٌ نِعَالُنَا ، فَقَالَ : قَالَ عُمَرُ : اتَّزِرُوا ، وَارْتَدُوا ، وَانْتَعِلُوا ، وَقَابِلُوا النِّعَالَ ، وَعَلَيْكُمْ بِعَيْشِ مَعَدٍّ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ ، وَزِيَّ الْعَجَمِ

حديث رقم: 188

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لَا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأَعَاجِمِ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَعَلَّمَهَا خَبَّ ، وَلَا تَلْبَسُوا لِبَاسَهُمْ ، وَاخْشَوْشِنُوا ، وَاخْلَوْلِقُوا ، تَجَرَّدُوا ، وَتَمَعَّدُوا ، فَإِنَّكُمْ مُعَذَّبُونَ

حديث رقم: 189

حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، أَنَّهُ كَانَ فِي كِتَابِ عُمَرَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ : وَاتَّزِرُوا ، وَانْتَعِلُوا ، وَأَلْقُوا الْخِفَافَ وَالسَّرَاوِيلَاتِ ، وَالرُّكُبَ ، وَانْزُوا نَزْوًا ، وَارْمُوا الْأَغْرَاضَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَعَدِّيَّةِ أَوِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ ، وَزِيَّ الْعَجَمِ

حديث رقم: 190

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ ، قَالَ : أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَنَحْنُ غَزَاةٌ بِأَذْرَبِيجَانَ : إِذَا رَجَعْتُمْ مِنْ غَزَاتِكُمْ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَضَعُوا السَّرَاوِيلَاتِ وَالْأَقْبِيَةَ ، وَالْبَسُوا الْأُزُرَ وَالْأَرْدِيَةَ ، وَضَعُوا الْخِفَافَ ، وَانْتَعِلُوا ، وَقَابِلُوا النِّعَالَ ، وَضَعُوا الرُّكُبَ ، وَانْزُوا عَلَيْهَا ، وَخُذُوا الْمَخَاضَ بِأَيْدِيكُمْ ، وَامْشُوا حُفَاةً ، وَاسْتَقْبِلُوا بِجِبَاهِكُمُ الشَّمْسَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ ، وَزِيَّ الْعَجَمِ ، وَاخْشَوْشِنُوا ، وَاخْلَوْلِقُوا ، وَتَمَعْدَدُوا

حديث رقم: 191

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى عَامِلِهِ بِالشَّامِ : أَنْ مُرْ مَنْ قِبَلَكَ أَنْ يَنْتَضِلُوا ، وَيَحْتَفُوا ، وَيَتَمَعْدَدُوا ، وَيَأْتَزِرُوا ، وَيَرْتَدُوا ، وَيُؤَدِّبُوا الْخَيْلَ ، وَلَا يُرْفَعُ فِيهِمُ الصُّلُبُ ، وَلَا تُجَاوِرُهُمُ الْخَنَازِيرُ ، وَلَا يَقْعُدُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ ، وَلَا يَدْخُلُوا الْحَمَّامَ إِلَّا بِإِزَارٍ ، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ

حديث رقم: 192

حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا آدَمُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : احْتَفُوا ، وَامْشُوا ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ سَيُبْتَلَى

حديث رقم: 193

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَقِيرُ ، قَالَ : اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي زِيَارَةِ أَهْلِهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَانْطَلَقَ فَأَقَامَ فِيهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يُكَبِّرُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُهَلِّلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَى سَعْدٌ عَجَبًا . فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَسَاءَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ لَيْسَ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَى نَعَمِهِمْ ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا مَا طَرَحُوهُ فِي أَجْوَافِهِمْ ، أَوْ لَبِسُوهُ عَلَى ظُهُورِهِمْ ، أَوْ أَصَابُوهُ بِفُرُوجِهِمْ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا أُخْبِرُكَ يَا سَعْدُ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَوْمٌ يُؤْمِنُونَ بِمَا كَفَرَ بِهِ أُولَئِكَ ، ثُمَّ هُمْ يَسْهُونَ كَمَا سَهَوْا

حديث رقم: 194

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : بَلَغَنَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ . وَفَسَّرَهُ سُفْيَانُ ، قَالَ : يَعْنِي : التَّجَوُّزَ فِي الْمَلْبَسِ وَالْمَطْعَمِ وَنَحْوِ ذَا

حديث رقم: 195

ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّاشِرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : طُوبَى لِعَبْدٍ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ ظَلَّ صَائِمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ أَفْطَرَ عَلَى كِسْرَةٍ ، وَشَرِبَ بِشَقَفٍ ، أَوْ بِيَدِهِ مَاءً مُزَمَّزًا ، لَمَّا - يَعْنِي بِالشَّقَفِ : الْفَخَارَةَ - مَا أَعْظَمَ أَجْرَ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ ، وَوَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ ، الَّذِينَ يَلُوثُونَ كَمَا يَلُوثُ الْبَقَرُ ، ارْفَعْ وَضَعْ حَتَّى يَذْهَبَ لَيْلٌ وَيَجِيءَ آخِرُ ، وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا

حديث رقم: 196

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ ، عَنْ شُرَيْحٍ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ شَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ ، وَنِعْمَةٌ مُلْهِيَةٌ ، وَذَلِكَ حِينَ تَشْبَعُونَ مِنَ الْعَمَلِ ، وَتَجُوعُونَ مِنَ الْعِلْمِ

حديث رقم: 197

حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْوَلِيدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ خَوْلَةَ ابْنَةَ قَيْسٍ ، وَكَانَتْ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ ، لَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا النَّارُ

حديث رقم: 198

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، أَنَّ أَبَا الْوَلِيدِ عُبَيْدًا ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِي عُبَادَةَ الزُّرَقِيِّ عَلَى خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، قَالَتْ : ذُكِرَ الْمَالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ مُجِيبًا : إِنَّ الْمَالَ حُلْوَةٌ خَضِِرَةٌ ، مَنْ أَصَابَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ النَّارُ

حديث رقم: 199

حَدَّثَنَا عُمَارَةُ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ : عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَجَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ كَيْفَ عَلِمَهُ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ . حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، بِمِثْلِهِ ، وَقَالَ : عَنْ عِلْمِهِ كَيْفَ عَمِلَ فِيهِ

حديث رقم: 200

حَدَّثَنَا بَعْضُ الْأَشْيَاخِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : يُحَاسَبُ الْعَبْدُ بِقَدْرِ عِلْمِهِ ، وَعَمَلِهِ ، وَنَعِيمِهِ ، وَعُمُرِهِ

حديث رقم: 201

حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ ، قَالَ : كُنَّا بِبَابِ مُعَاوِيَةَ وَمَعَنَا أَبُو مَسْعُودٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ قَدْ كَسَاهُ مُعَاوِيَةُ بُرْنُسًا ، فَهَنَّأَهُ قَوْمٌ ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ : خُذْ مِنْ طَيِّبَاتِكَ ، وَقَالَ الْآخَرُ : خُذْ مِنْ حَسَنَاتِكَ

حديث رقم: 202

حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالُوا : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ الَّذِي نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا هُمْ إِخْوَانُنَا أَسْلَمُوا كَمَا أَسْلَمْنَا ، وَأَنْفَقُوا كَمَا أَنْفَقْنَا ، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا ، أَتَوْا عَلَى آجَالِهِمْ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ . قَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ مَضَوْا ، وَقَدْ شَهِدْتُ عَلَيْهِمْ ، أَلَا إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ مَضَوْا وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَقَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ أَنْتُمْ بَعْدِي . قَالَ الْحَسَنُ : فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ أَنَّ الَّذِي يُعَجَّلُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ أُجُورِهِمْ فِي الْآخِرَةِ أَمْسَكُوا ، قَالَ : حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لِيُؤْتَى بِالشَّرْبَةِ مِنَ الْعَسَلِ فَيَرُدُّهَا

حديث رقم: 203

حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ مَشْيَخَتِهِمْ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَاهُمْ بِقُبَاءٍ فِي صُلْحٍ كَانَ بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا حَلَّ لِلصَّائِمِ الْفِطْرُ اسْتَسْقَى ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِقَدَحٍ مِنْ زُجَاجٍ - أَوْ قَالَ : مِنْ قَوَارِيرَ - فِيهِ عَسَلٌ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ إِنَاءً أَحْسَنَ ، وَلَا شَرَابًا أَحْسَنَ ، ثُمَّ قَالَ : شَرَابٌ هُوَ أَيْسَرُ فِي الْمَسْأَلَةِ مِنْ هَذَا ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ

حديث رقم: 204

حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ حَسَّانَ الْكَاهِلِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ : {{ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ، }} ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْأَلُ عَنِ الشَّرْبَةِ مِنَ الْعَسَلِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ

حديث رقم: 205

حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْأَوْدِيُّ ، عَنْ شَيْخٍ كَانَ يَخْدِمُ ابْنَ عُمَرَ : أَنَّهُ بَرَّدَ ، أَوْ دَفَنَ لِابْنِ عُمَرَ مَاءً بِالْبَطْحَاءِ بِعَسَلٍ ، فَكَانَ صَائِمًا ، فَقَالَ : وَيْحَكَ ، أَيُّ شَيْءٍ هَذَا الَّذِي سَقَيْتَنِي ؟ لَا تَعُودَنَّ

حديث رقم: 206

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : أَقْبَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ نَمِرَةٌ ، وَقَدْ وَصَلَ إِلَيْهَا إِهَابًا ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابُهُ نَكَسُوا رَحْمَةً لَهُ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَعُودُونَ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وَقَالَ خَيْرًا ، وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِتَقَلُّبِ الدُّنْيَا بِأَهْلِهَا ، رَأَيْتُ هَذَا بِمَكَّةَ ، مَا مِنْ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَنْعَمَ عِنْدَ أَبَوَيْهِ ، يُكَرِّمَانِهِ وَيُنَعِّمَانِهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ ذَلِكَ حُبُّ اللَّهِ وَحُبُّ رَسُولِهِ ، وَنَصْرُ اللَّهِ وَنَصْرُ رَسُولِهِ ، أَبْشِرُوا ، لَا يَمُرُّ بِكُمْ إِلَّا كَذَا وَكَذَا مِنْ سَنَةٍ ، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ أَرْضَ حِمْيَرَ ، وَأَرْضَ فَارِسَ ، وَأَرْضَ الرُّومِ ، وَيَغْدُو عَلَى أَحَدِكُمْ بِقَصْعَةٍ ، وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِأُخْرَى ، وَيَغْدُو فِي ثَوْبَيْنِ ، وَيَرُوحُ فِي ثَوْبَيْنِ ، قَالُوا : ذَاكَ زَمَانٌ خَيْرٌ مِنْ زَمَانِنَا . قَالَ : كَلَّا ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَعْلَمُ ، لَاسْتَرَاحَتْ أَنْفُسُكُمْ عَنْهَا

حديث رقم: 207

حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : عَادَ خَبَّابًا بَقَايَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالُوا : أَبْشِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِخْوَتُكَ تَقْدِمُ عَلَيْهِمْ غَدًا ، فَبَكَى ، وَقَالَ : عَلَيْهَا مِنْ حَالٍ ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِي جَزْعٌ ، وَلَكِنَّكُمْ ذَكَّرْتُمُونِي أَقْوَامًا ، وَسَمَّيْتُمُوهُمْ لِي إِخْوَانًا ، وَإِنَّ أُولَئِكَ قَدْ مَضَوْا بِأُجُورِهِمْ كَمَا هِيَ ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابَ مَا تَذْكُرُونَ مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ مَا أَتَيْنَا بَعْدَهُمْ

حديث رقم: 208

حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ حُدَيْرًا الْأَسْلَمِيَّ ، دَخَلَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَتَحْتَهُ فِرَاشُ جَلْدٍ ، وَسَبَنِيَّةُ صُوفٍ ، وَهُوَ وَجِعٌ وَقَدْ عَرَقَ ، فَقَالَ لَهُ حُدَيْرٌ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكْتَسِبَ فِرَاشًا بِوَرِقٍ ، وَكِسَاءَ خَزٍّ ، وَقَطِيفَةَ خَزٍّ ، مِمَّا يُعْطِيكَ مُعَاوِيَةُ ؟ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : إِنَّ لَنَا دَارًا لَهَا نَعْمَلُ ، وَإِلَيْهَا نَظْعَنُ ، وَإِنَّ الْمُخَفِّفَ فِيهَا أَفْضَلُ مِنَ الْمُثَقِّلِ

حديث رقم: 209

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : نَزَلَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ قَوْمٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِطَعَامٍ طَيِّبٍ سَخِنٍ ، وَلَمْ يَبْعَثْ إِلَيْهِمْ بِلِحَافٍ ، وَقَالَ : إِنَّ لَنَا دَارًا نَنْتَقِلَ إِلَيْهَا ، قَدَّمْنَا إِلَيْهَا فُرُشَنَا وَلُحُفَنَا ، وَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا ، الْمُخَفِّفُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُثَقِّلِ

حديث رقم: 210

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبَانَ ، قَالَ : قُرِّبَ لِأَنَسٍ طَعَامٌ طَيِّبٌ ، وَكَانَ طَيِّبَ الطَّعَامِ مُوسِرًا لِذَلِكَ ، فَبَيْنَا هُوَ يَأْكُلُ إِذَا هُوَ قَدْ رَدَّدَتْ لُقْمَةٌ فِي فِيهِ سَاعَةً ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وُجُوهِ الْقَوْمِ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا مَا لَوْ قَدَرُوا عَلَى مِثْلِ هَذَا الطَّعَامِ لَكَثُرَ صَوْمُهُمْ ، وَقَلَّ فِطْرُهُمْ ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ يَصُومُ فَمَا يَجِدُ إِلَّا الْمَذْقَةَ مِنَ اللَّبَنِ فَيَشْرَبُهَا ، ثُمَّ يَصُومُ عَلَيْهَا

حديث رقم: 211

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنَ امْرِئٍ إِلَّا وَهُوَ يُعَادِيهِ فِي كُلِّ صَبَاحٍ عِلْمُهُ وَهَوَاهُ ، فَإِنْ غَلَبَ عِلْمُهُ هَوَاهُ فَيَوْمٌ صَالِحٌ لَهُ ، وَإِنْ غَلَبَ هَوَاهُ عِلْمَهُ فَيَوْمُ سُوءٍ لَهُ

حديث رقم: 212

حَدَّثَنَا بَعْضُ الْأَشْيَاخِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، رَفَعَهُ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جِهَادُكَ نَفْسِكَ فِي هَوَاكَ

حديث رقم: 213

حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ ، أَنَّ وَاثِلَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْجِهَادِ ، قَالَ : مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ ، وَآثَرَ هَوَى اللَّهِ عَلَى هَوَاهُ

حديث رقم: 214

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي أَعْمَالًا ثَلَاثَةً : زَلَّةُ عَالِمٍ ، وَحَاكِمٌ جَائِرٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ

حديث رقم: 215

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ : اتِّبَاعُ الْهَوَى ، وَطُولُ الْأَمَلِ ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ ، وَارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً ، وَارْتَحَلَتِ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابٌ ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ

حديث رقم: 216

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ ، أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ يَقُودُ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الْهَوَى ، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَقُودُ فِيهِ الْهَوَى الْعَمَلَ