حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبِيدَةُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : ذُكِرَ الْخَوَارِجُ , قَالَ : فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ أَوْ مُؤْدَنُ أَوْ مَشْدُونُ الْيَدِ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ , هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَعْدُوا تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ , يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ : يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنْ قَتَلَهُمْ أُجِرَ عِنْدَ اللَّهِ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ذَكَرُوا الْخَوَارِجَ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولُ : وَيَدَاهُ هَكَذَا يَعْنِي تَرْتَعِشَانِ مِنَ الْكِبَرِ : لَقِتَالُ الْخَوَارِجِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قِتَالِ عُدَّتِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : لَمَّا سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ ، بِنَجْدَةَ قَدْ أَقْبَلَ وَأَنَّهُ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَأَنَّهُ يَسْبِي النِّسَاءَ وَيَقْتُلُ الْوِلْدَانَ , قَالَ : إِذًا لَا نَدَعُهُ وَذَلِكَ , وَهَمَّ بِقِتَالِهِ وَحَرَّضَ النَّاسَ , فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ لَا يُقَاتِلُونَ مَعَكَ , وَنَخَافُ أَنْ تُتْرَكَ وَحْدَكَ , فَتَرَكَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ ، غَزَا الْخَوَارِجَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ بَعْدِي أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ , يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , لَا يَعُودُونَ فِيهِ , هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي الْغِفَارِيِّ فَقَالَ : وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللَّهِ نَنْتَظِرُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فَخَرَجَ , فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , وَايْمُ اللَّهِ لَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ , قَالَ : فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ : فَرَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ ، عَنْ أَبِي تَحْيَى ، قَالَ : سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْخَوَارِجِ وَهُوَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ يَقُولُ : {{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }} قَالَ : فَتَرَكَ سُورَتَهُ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا قَالَ : وَقَرَأَ {{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }}
حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُرَيٍّ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءُوا بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُءُوسِ الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دُرْجِ الْمَسْجِدِ , فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : كِلَابُ جَهَنَّمَ , شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ , وَمَنْ قَتَلُوا خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ السَّمَاءِ , وَبَكَى فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ , إِنَّكَ مِنْ بَلَدِ هَؤُلَاءِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : أَعَاذَكَ قَالَ : أَظُنُّهُ قَالَ : اللَّهُ مِنْهُمْ : قَالَ : تَقْرَأُ آلَ عِمْرَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : {{ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }} قَالَ : {{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }} قُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ , إِنِّي رَأَيْتُكَ تَهْرِيقُ عَبْرَتَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , رَحْمَةً لَهُمْ , إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , قَالَ : افْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى وَاحِدَةٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , وَتَزِيدُ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِرْقَةً وَاحِدَةً , كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ ; عَلَيْهِمْ مَا حَمَلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ , وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ; وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ , السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْفُرْقَةِ وَالْمَعْصِيَةِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا أُمَامَةَ , أَمِنْ رَأْيِكَ تَقُولُ أَمْ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ , قَالَ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ حَتَّى ذَكَرَ سَبْعًا
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : نَهَى عَلِيٌّ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْطُوا عَلَى الْخَوَارِجِ حَتَّى يُحْدِثُوا حَدَثًا , فَمَرُّوا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ فَأَخَذُوهُ , فَمَرَّ بَعْضُهُمْ عَلَى تَمْرَةٍ سَاقِطَةٍ مِنْ نَخْلَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ; فَقَالَ بَعْضُهُمْ : تَمْرَةُ مُعَاهَدٍ , فَبِمَ اسْتَحْلَلْتَهَا ؟ فَأَلْقَاهَا مِنْ فِيهِ , ثُمَّ مَرُّوا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَحَهُ بَعْضُهُمْ بِسَيْفِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : خِنْزِيرُ مُعَاهَدٍ , فَبِمَ اسْتَحْلَلْتَهُ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حُرْمَةً مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : أَنَا , فَقَدَّمُوهُ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ أَنْ أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ , فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ : وَكَيْفَ نُقِيدُكَ وَكُلُّنَا قَتَلَهُ , قَالَ : أَوَكُلُّكُمْ قَتَلَهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ , ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْطُوا عَلَيْهِمْ , قَالَ : وَاللَّهِ لَا يُقْتَلُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ وَلَا يَفْلِتُ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ , قَالَ : فَقَتَلُوهُمْ فَقَالَ : اطْلُبُوا فِيهِمْ ذَا الثُّدَيَّةِ , فَطَلَبُوهُ فَأُتِيَ بِهِ , فَقَالَ : مَنْ يَعْرِفُهُ , فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يَعْرِفُهُ إِلَّا رَجُلًا , قَالَ : أَنَا رَأَيْتُهُ بِالْحِيرَةِ , فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : هَذِهِ , وَأَشَارَ إِلَى الْكُوفَةِ , وَمَالِي بِهَا مَعْرِفَةٌ , قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : صَدَقَ هُوَ مِنَ الْجَانِّ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : لَمَّا لَقِيَ عَلِيٌّ الْخَوَارِجَ أَكَبَّ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ , فَوَاللَّهِ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تِسْعَةٌ حَتَّى أَفَنَوْهَمَ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ ، قَالَ : كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ دَعَوْنِي حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فِيهِمْ , فَرَأَتْ أُخْتَ أَبِي بِلَالٍ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهَا رَأَتْ أَبَا بِلَالٍ أَهْلَبَ , فَقُلْتُ : يَا أَخِي , مَا سِنَانُكَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : يَا أُخْتِي , سِنَانُكَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : جُعِلْنَا بَعْدَكُمْ كِلَابَ أَهْلِ النَّارِ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْخَوَارِجِ فَرَأَيْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا كَرِهْتُهُ , فَفَارَقْتُهُمْ عَلَى أَنْ لَا أُكْثِرَ عَلَيْهِمْ , فَبَيْنَا أَنَا مَعَ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِذْ رَأَوْا رَجُلًا خَرَجَ كَأَنَّهُ قَرِعٌ , وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ نَهْرٌ , فَقَطَعُوا إِلَيْهِ النَّهْرَ , فَقَالُوا : كَأَنَّا رُعْنَاكَ ؟ قَالَ : أَجَلْ , قَالُوا : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ , قَالُوا : عِنْدَكَ حَدِيثٌ تُحَدِّثُنَاهُ عَنْ أَبِيكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً , الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ , وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي , فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ فَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ , قَالَ : فَقَرَّبُوهُ إِلَى النَّهَرَةِ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَرَأَيْتُ دَمَهُ يَسِيلُ عَلَى الْمَاءِ كَأَنَّهُ شِرَاكُ مَاءٍ انْدَفَرَ بِالْمَاءِ حَتَّى تَوَارَى عَنْهُ , ثُمَّ دَعَوْا بِسُرِّيَّةٍ لَهُ حُبْلَى فَبَقَرُوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَبَّانَ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، وَفُلَانِ بْنِ نَضْلَةَ ، قَالَا : بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ : لَا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَدْعُوا إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ إِعْطَاءِ رِزْقٍ فِي أَمَانٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ , فَأَبَوْا وَسَبُّونَا
يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ بِالْمَدَائِنِ بِقَنْطَرَةٍ فَقَالَ : قَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ خَارِجَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِيهِمْ ذُو الثُّدَيَّةِ , وَإِنِّي لَا أَدْرِي أَهُمْ هَؤُلَاءِ أَمْ غَيْرُهُمْ , قَالَ : فَانْطَلَقُوا يُلْقِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا , فَقَالَتِ الْحَرُورِيَّةُ : لَا تُكَلِّمُوهُمْ كَمَا كَلَّمْتُمُوهُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ , فَكَلَّمَهُ . . . , قَالَ : فَشَجَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالرِّمَاحِ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ عَلِيٍّ : قَطِّعُوا الْعَوَالِيَ , قَالَ : فَاسْتَدَارُوا فَقَتَلُوهُمْ وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ اثْنَا عَشَرَ أَوْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ , فَقَالَ : الْتَمِسُوهُ , فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ , اعْمَلُوا وَاتَّكِلُوا , فَلَوْلَا , أَنْ تَتَكَلَّمُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ , ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ شَهِدَنَا نَاسٌ بِالْيَمَنِ , قَالُوا : كَيْفَ ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : كَانَ هَدَاهُمُ اللَّهُ مَعَنَا
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ قَالَ سَعْدٌ : لَقَدْ قَتَلَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ جَانَّ الرَّدْهَةِ
يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الْحُكُومَةُ بِصِفِّينَ وَبَايَنَ الْخَوَارِجُ عَلِيًّا رَجَعُوا مُبَايِنِينَ لَهُ , وَهُمْ فِي عَسْكَرٍ , وَعَلِيٌّ فِي عَسْكَرٍ , حَتَّى دَخَلَ عَلِيٌّ الْكُوفَةَ مَعَ النَّاسِ بِعَسْكَرِهِ , وَمَضَوْا هُمْ إِلَى حَرُورَاءَ فِي عَسْكَرِهِمْ , فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ابْنَ عَبَّاسٍ فَكَلَّمَهُمْ فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ مَوْقِعًا , فَخَرَجَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ فَكَلَّمَهُمْ حَتَّى أَجْمَعُوا هُمْ وَهُوَ عَلَى الرِّضَا , فَرَجَعُوا حَتَّى دَخَلُوا الْكُوفَةَ عَلَى الرِّضَا مِنْهُ وَمِنْهُمْ , فَأَقَامُوا يَوْمَيْنِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , قَالَ : فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ رَجَعَتْ لَهُمْ عَنْ كُرْهٍ , فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْغَدُ الْجُمُعَةُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَخَطَبَ فَذَكَّرَهُمْ وَمُبَايَنَتَهُمُ النَّاسَ وَأَمْرَهُمُ الَّذِي فَارَقُوهُ فِيهِ , فَعَابَهُمْ وَعَابَ أَمْرَهُمْ ; قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ تَنَادَوْا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ : حُكْمُ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ , ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُسْكِتُهُمْ بِالْإِشَارَةِ , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى أَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : {{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }} .
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْخَوَارِجُ فَذُكِرَ مِنْ عِبَادَتِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ فَقَالَ : لَيْسُوا بِأَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ثُمَّ هُمْ يُصَلُّونَ .
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَلْقَى الْخَوَارِجُ عِنْدَ الْقُرْآنِ فَقَالَ : يُؤْمِنُونَ عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، قَالَ : سَأَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عَنْ الْخَوَارِجِ ، فَقُلْتُ : هُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ صَلَاةً وَأَكْثَرُهُمْ صَوْمًا غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا خَلَفُوا الْجِسْرَ أَهْرَاقُوا الدِّمَاءَ , وَأَخَذُوا الْأَمْوَالَ , فَقَالَ : لَا سُئِلَ عَنْهُمُ الْأَذَى , أَمَا إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَهُمْ : لَا تَقْتُلُوا عُثْمَانَ , دَعُوهُ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ إِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً لَيَمُوتَنَّ عَلَى فِرَاشِهِ مَوْتًا فَلَمْ يَفْعَلُوا , فَإِنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ نَبِيٌّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ , وَلَمْ يُقْتَلْ خَلِيفَةٌ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، أَنَّ رَجُلًا ، وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَدَعَا لَهُ وَأَخَذَ بِبَشَرَةِ جَبْهَتِهِ فَقَالَ بِهَا هَكَذَا وَغَمَزَ جَبْهَتَهُ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ , قَالَ : فَنَبَتَ شَعْرَةٌ فِي جَبْهَتِهِ كَأَنَّهَا هُلْبَةُ فَرَسٍ , فَشَبَّ الْغُلَامُ , فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْخَوَارِجِ أَحَبَّهُمْ ; فَسَقَطَتِ الشَّعْرَةُ عَنْ جَبْهَتِهِ , فَأَخَذَهُ أَبُوهُ فَقَيَّدَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَلْحَقَ بِهِمْ ; قَالَ : فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَعَظْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ فِيمَا نَقُولُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ بَرَكَةَ دَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ وَقَعَتْ مِنْ جَبْهَتِكَ , فَمَا زِلْنَا بِهِ حَتَّى رَجَعَ عَنْ رَأْيِهِمْ , قَالَ : فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ الشَّعْرَةَ بَعْدُ فِي جَبْهَتِهِ وَتَابَ وَأَصْلَحَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ذُكِرَ الْخَوَارِجُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ : أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَرَكَةَ الصَّائِدِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ ذَا الثُّدَيَّةِ قَالَ سَعْدٌ : لَقَدْ قَتَلَ عَلِيٌّ جَانَّ الرَّدْهَةِ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ ، قَالَ : إِنَّ خَارِجَةً خَرَجَتْ عَلَى حُكْمٍ , فَقَالُوا : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ : لَا إِمْرَةَ , وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ , يَعْمَلُ فِي إِمَارَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَيَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ , وَيُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهِ الْأَجَلَ
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : خَاصَمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخَوَارِجَ , فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ مِنْهُمْ , وَأَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا , فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَجُلًا عَلَى خَيْلٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ حَيْثُ يَرْحَلُونَ , وَلَا يُحَرِّكُهُمْ وَلَا يُهَيِّجُهُمْ , فَإِنْ قَتَلُوا وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْضِ فَاسْطُ عَلَيْهِمْ وَقَاتِلْهُمْ , وَإِنْ هُمْ لَمْ يَقْتُلُوا وَلَمْ يُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ فَدَعْهُمْ يَسِيرُونَ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَتَعَبَّدُونَ , يُحَقِّرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , أَخَذَ سَهْمَهُ فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا , فَنَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا , فَنَظَرَ فِي قَدَحِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا , فَنَظَرَ فِي الْقُذَذِ فَتَمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لَا
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ ، مَعَ أَبِي قِلَابَةَ إِلَى مَكَّةَ , فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : إِنْ لَمْ تَكُنْ حَرُورِيًّا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : الَّذِي تَقْتُلُهُ الْخَوَارِجُ لَهُ عَشْرَةُ أَنْوَارٍ , فُضِّلَ ثَمَانِيَةُ أَنْوَارٍ عَلَى نُورِ الشُّهَدَاءِ
حُمَيْدٌ عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : إِنَّهُمْ عَرَضُوا بِغَيْرِ نَارٍ , لَوْ كُنْتُ فِيهَا وَمَعِي سِلَاحِي لَقَاتَلْتُ عَلَيْهَا يَعْنِي نَجْدَةَ وَأَصْحَابَهُ
حُمَيْدٌ عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُرِئَ عَلَيْنَا : إِنْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَقَطَعُوا السَّبِيلَ فَتَبَرَّأَ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ وَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ
ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ ، قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ , قَالَ : قُلْتُ : فِيمَ فَارَقُوهُ وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ وَفِيمَا دَعَاهُمْ , وَفِيمَ فَارَقُوهُ ثُمَّ اسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ اعْتَصَمَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ بِجَبَلٍ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ بِالْمُصْحَفِ , فَلَا وَاللَّهِ لَا يَرُدُّهُ عَلَيْكَ , قَالَ : فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ يَحْمِلُهُ يُنَادِي : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ }} قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : نَعَمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ , أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ , قَالَ : فَجَاءَتِ الْخَوَارِجُ وَكُنَّا نُسَمِّيهِمْ يَوْمِئِذٍ الْقُرَّاءَ , قَالَ : فَجَاءُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا نَمْشِي إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ , فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ , لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا , وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ , فَجَاءَ عُمَرُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ ؟ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى , قَالَ : فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا , قَالَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ وَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ؟ فَقَالَ : بَلَى قَالَ : أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى , قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ , إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا , قَالَ : فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْفَتْحِ , فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوَفَتْحٌ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ , فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّ هَذَا فَتْحٌ , فَقَبِلَ عَلِيٌّ الْقَضِيَّةَ وَرَجَعَ , وَرَجَعَ النَّاسُ , ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا بِحَرُورَاءَ أُولَئِكَ الْعِصَابَةُ مِنَ الْخَوَارِجِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ , فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَأَتَاهُمْ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَنَاشَدَهُمُ اللَّهَ وَقَالَ : عَلَامَ تُقَاتِلُونَ خَلِيفَتَكُمْ , قَالُوا : نَخَافُ الْفِتْنَةَ , قَالَ : فَلَا تُعَجِّلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ ; فَرَجَعُوا فَقَاتَلُوا : نَسِيرُ عَلَى نَاحِيَتِنَا , فَإِنَّ عَلِيًّا قَبِلَ الْقَضِيَّةَ , قَاتَلْنَاهُمْ يَوْمَ صِفِّينَ , وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ , فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا النَّهْرَوَانَ , فَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ فَجَعَلُوا يُهَدُّونَ النَّاسَ قَتْلًا , فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : وَيْلَكُمْ مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا فَبَلَغَ عَلِيًّا , أَمْرُهُمْ فَقَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَمَا تَرَوْنَ , أَتَسِيرُونَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ أَمْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَفُوا إِلَى ذَرَارِيِّكُمْ , فَقَالُوا : لَا , بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ , فَذُكِرَ أَمْرُهُمْ فَحَدَّثَ عَنْهُمْ مَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ فِرْقَةً تَخْرُجُ عِنْدَ اخْتِلَافِ النَّاسِ تَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ , عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ فِيهِمْ يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ فَسَارُوا حَتَّى الْتَقَوْا بِالنَّهْرَوَانِ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا , فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ لَا تَقُومُ لَهُمْ ; فَقَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِي فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ , وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ فَلَا يَكُنْ هَذَا قِتَالَكُمْ , فَحَمَلَ النَّاسُ حَمْلَةً وَاحِدَةً فَانْجَلَتِ الْخَيْلُ عَنْهُمْ وَهُمْ مُكِبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ , فَقَالَ عَلِيٌّ : اطْلُبُوا الرَّجُلَ فِيهِمْ , قَالَ : فَطَلَبَ النَّاسُ فَلَمْ يَجِدُوهُ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ : غَرَّنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى قَتَلْنَاهُمْ , فَدَمَعَتْ عَيْنُ عَلِيٍّ , قَالَ : فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى وَهْدَةً فِيهَا قَتْلَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَجَعَلَ يَجُرُّ بِأَرْجُلِهِمْ حَتَّى وَجَدَ الرَّجُلَ تَحْتَهُمْ , فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ عَلِيٌّ : اللَّهُ أَكْبَرُ , وَفَرِحَ النَّاسُ وَرَجَعُوا , وَقَالَ عَلِيٌّ : لَا أَغْزُو الْعَامَ , وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقُتِلَ , وَاسْتُخْلِفَ حَسَنٌ فَسَارُوا بِسِيرَةِ أَبِيهِ ثُمَّ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّهْرَوَانِ لَقِيَ الْخَوَارِجَ فَلَمْ يَبْرَحُوا حَتَّى شَجَرُوا بِالرِّمَاحِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا , فَقَالَ عَلِيٌّ : اطْلُبُوا ذَا الثُّدَيَّةِ , فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ , اطْلُبُوهُ , فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ فِي وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْقَتْلَى , فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى يَدِهِ مِثْلُ سَبَلَاتِ السِّنَّوْرِ , قَالَ : فَكَبَّرَ عَلِيٌّ وَالنَّاسُ , وَأُعْجِبَ النَّاسُ وَأُعْجِبَ عَلِيٌّ
وَكِيعٌ ، قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ بَنِي نَضْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرُوا أَهْلَ النَّهْرِ فَسَبَّهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ عَلِيٌّ : لَا تَسُبُّوهُمْ , وَلَكِنْ إِنْ خَرَجُوا عَلَى إِمَامٍ عَادِلٍ فَقَاتِلُوهُمْ , وَإِنْ خَرَجُوا عَلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَلَا تُقَاتِلُوهُمْ , فَإِنَّ لَهُمْ بِذَلِكَ مَقَالًا .
يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ شِهَابٍ الْحَارِثِيِّ ، قَالَ : جَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ , فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ , فَقَالَ : أُحَدِّثُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَرَأَتْ عَيْنَايَ , أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِدَنَانِيرَ فَجَعَلَ يُقَسِّمُهَا وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ , عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ , بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ , وَكَانَ يَتَعَرَّضُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَلَمْ يُعْطِهِ , فَأَتَاهُ فَعَرَضَ لَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا , فَأَتَاهُ مِنْ قِبَلِ يَمِينِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا , ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا , ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ , مَا عَدَلْتُ مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ , فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ عَلَيْكُمْ رِجَالٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ هَدْيُهُمْ هَكَذَا , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ , لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ , فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ثَلَاثًا , هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقُولُهَا ثَلَاثًا
زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ حَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ عَلَى فُوقِهِ
أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَا : جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْنَا : سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا , فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا الْحَرُورِيَّةُ , وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ أَقْوَامٌ تَحْتَقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعِبَادَتَكُمْ مَعَ عِبَادَتِهِمْ , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ ، يُخْبِرُ عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَذَكَرَ ذَا الثُّدَيَّةِ الَّذِي كَانَ مَعَ أَصْحَابِ النَّهْرِ فَقَالَ : شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ الْأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الْأَشْهَبِ عَلَامَةُ سُوءٍ فِي قَوْمٍ ظَلَمَةٍ , فَقَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ حِينَ كَذَّبَ بِهِ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ , قَالَ : وَأَرَاهُ قَالَ : مِنْ دُهْنٍ , يُقَالُ لَهُ الْأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الْأَشْهَبِ
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَتِ الْخَوَارِجُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : تُرِيدُ أَنْ تَسِيرَ ، فِينَا بِسِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ؟ فَقَالَ : مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ , وَاللَّهِ مَا زِدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِمَامًا
ابْنُ عُلَيَّةَ عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ فِي يَدِ الْخَوَارِجِ إِذْ أَتَوْا عَلَى نَخْلٍ , فَتَنَاوَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ تَمْرَةً فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا لَهُ : أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ أَهْلِ الْعَهْدِ , وَأَتَوْا عَلَى خِنْزِيرٍ فَنَفَخَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا لَهُ : قَتَلْتَ خِنْزِيرًا مِنْ خَنَازِيرِ أَهْلِ الْعَهْدِ , قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ , أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقًّا مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : مَنْ ؟ قَالَ : أَنَا , مَا تَرَكْتُ صَلَاةً وَلَا تَرَكْتُ كَذَا وَلَا تَرَكْتُ كَذَا ; قَالَ : فَقَتَلُوهُ , قَالَ : فَلَمَّا جَاءَهُمْ عَلِيٌّ قَالَ : أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ قَالُوا : كَيْفَ نُقِيدُكَ بِهِ وَكُلُّنَا قَدْ شَرَكَ فِي دَمِهِ , فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ وَقَدْ كَانَ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ وَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي بِهِمَا كُلُّ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ
غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، {{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }} أَهُمْ الْحَرُورِيَّةُ ؟ قَالَ : لَا , هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى , أَمَّا الْيَهُودُ فَكَذَّبُوا بِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ; وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا بِالْجَنَّةِ وَقَالُوا : لَيْسَ فِيهَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ , وَلَكِنَّ الْحَرُورِيَّةَ {{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }} وَكَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمُ الْفَاسِقِينَ
وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ ، قَالَ : سَأَلَ أَبِي عَنْ الْخَوَارِجِ ، قَالَ : هُمْ قَوْمٌ زَاغُوا فَأَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ ، أَنَّ شُبِثَ بْنَ رِبْعِيٍّ ، وَابْنَ الْكَوَّاءِ ، خَرَجَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حَرُورَاءَ , فَأَمَرَ عَلِيٌّ النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا بِسِلَاحِهِمْ فَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ , فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ : بِئْسَ مَا صَنَعْتُمْ حِينَ تَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ بِسِلَاحِكُمْ , اذْهَبُوا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمْرِي , قَالَ : قَالَ أَبُو مَرْيَمَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ , فَكُنَّا بِهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ , ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ رَجَعُوا وَأَنَّهُمْ زَاحِفُونَ , قَالَ : فَقُلْتُ : أَنْطَلِقُ أَنَا فَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ , قَالَ : فَانْطَلَقْتُ فَجَعَلْتُ أَتَخَلَّلُ صُفُوفَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى شَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ وَابْنِ الْكَوَّاءِ وَهُمَا وَاقِفَانِ مُتَوَرِّكَانِ عَلَى دَابَّتَيْهِمَا , وَعِنْدَهُمْ رُسُلُ عَلِيٍّ يُنَاشِدُونَهُمَا اللَّهَ لَمَا رَجَعُوا , وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُمْ : نُعِيذُكُمْ بِاللَّهِ أَنْ تُعَجِّلُوا بِفِتْنَةِ الْعَامِ خَشْيَةَ عَامٍ قَابِلٍ , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَى بَعْضِ رُسُلِ عَلِيٍّ فَعَقَرَ دَابَّتَهُ , فَنَزَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ , فَحَمَلَ سَرْجَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ , وَهُمَا يَقُولَانِ : مَا طَلَبْنَا إِلَّا مُنَابَذَتَهُمْ , وَهُمْ يُنَاشِدُونَهُمُ اللَّهَ , فَمَكَثُوا سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْكُوفَةِ كَأَنَّهُ يَوْمُ أَضْحَى أَوْ يَوْمُ فِطْرٍ , وَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُنَا قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ , يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ , عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ , قَالَ : فَسَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا كَثِيرَةً , قَالَ : وَسَمِعَهُ نَافِعٌ : الْمُخْدَعُ أَيْضًا , حَتَّى رَأَيْتُهُ يَتَكَرَّهُ طَعَامَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا سَمِعَهُ مِنْهُ , قَالَ : وَكَانَ نَافِعٌ مَعَنَا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ بِالنَّهَارِ , وَيَبِيتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ , وَقَدْ كَسَوْتُهُ بُرْنُسًا فَلَقِيتُهُ مِنَ الْغَدِ فَسَأَلْتُهُ : هَلْ كَانَ خَرَجَ مَعَنَا النَّاسُ الَّذِينَ خَرَجُوا إِلَى حَرُورَاءَ ؟ قَالَ : خَرَجْتُ أُرِيدُهُمْ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ إِلَى بَنِي فُلَانٍ لَقِيَنِي صِبْيَانٌ , فَنَزَعُوا سِلَاحِي , فَرَجَعْتُ حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَوْلُ أَوْ نَحْوُهُ خَرَجَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ وَسَارَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ , فَلَمْ أَخْرُجْ مَعَهُ , قَالَ : وَخَرَجَ أَخِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَمَوْلَاهُ مَعَ عَلِيٍّ , قَالَ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَلِيًّا سَارَ إِلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا كَانَ حِذَاءَهُمْ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرَوَانِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا , فَلَمْ تَزَلْ رُسُلُهُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَتَلُوا رَسُولَهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَهَضَ إِلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ , ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَلْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَا نَجِدُهُ حَيًّا , وَقَالَ : بَعْضُهُمْ : مَا هُوَ فِيهِمْ ; ثُمَّ إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ وَاللَّهِ وَجَدْنَاهُ تَحْتَ قَتِيلَيْنِ فِي سَاقَيْهِ , فَقَالَ : اقْطَعُوا يَدَهُ الْمُخْدَجَةَ وَأْتُونِي بِهَا , فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا أَخَذَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ رَفَعَهَا ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ .
شَرِيكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّ عَلِيًّا ، لَمَّا أُتِيَ بِالْمُخْدَجِ سَجَدَ
وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، وَكَانَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ , أَيُّ حَدِيثٍ شَابُوا يَعْنِي الْخَوَارِجَ الَّذِينَ قُتِلُوا
ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْأَجْلَحِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نِمْرٍ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْجُمُعَةِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، عَلَى الْمِنْبَرِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , ثُمَّ قَامُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ يُحَكِّمُونَ اللَّهَ فَأَشَارَ عَلَيْهِمْ بِيَدِهِ : اجْلِسُوا , نَعَمْ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , كَلِمَةُ حَقٍّ يُبْتَغَى بِهَا بَاطِلٌ , حُكْمُ اللَّهِ يُنْتَظَرُ فِيكُمْ , الْآنَ لَكُمْ عِنْدِي ثَلَاثُ خِلَالٍ مَا كُنْتُمْ مَعَنَا , لَنْ نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يَذْكُرَ فِيهَا اسْمُهُ , وَلَا نَمْنَعُكُمْ فَيْئًا مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا , وَلَا نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُقَاتِلُوا , ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَسِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَقَالَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ آخَرُ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , فَقَالَ عَلِيٌّ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ فَمَا تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ ؟ يَقُولُونَ : لَا إِمَارَةَ , أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهُ لَا يُصْلِحُكُمْ إِلَّا أَمِيرٌ بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ , قَالُوا : هَذَا الْبَرُّ قَدْ عَرَفْنَاهُ , فَمَا بَالُ الْفَاجِرِ ؟ فَقَالَ : يَعْمَلُ الْمُؤْمِنُ وَيُمْلِي لِلْفَاجِرِ , وَيُبَلِّغُ اللَّهُ الْأَجَلَ , وَتَأْمَنُ سُبُلُكُمْ , وَتَقُومُ أَسْوَاقُكُمْ , وَيُقَسَّمُ فَيْؤُكُمْ وَيُجَاهَدُ عَدُوُّكُمْ وَيُؤْخَذُ الضَّعِيفُ مِنَ الْقَوِيِّ أَوْ قَالَ : مِنَ الشَّدِيدِ مِنْكُمْ .
يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقْسِمُ مَغْنَمًا يَوْمَ خَيْبَرَ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , اعْدِلْ , فَقَالَ : هَاكَ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ , فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْتُلُهُ ; فَقَالَ : لَا , إِنَّ لِهَذَا أَصْحَابًا يَخْرُجُونَ عِنْدَ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ , يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , تَحْقِرُونِ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ , آيَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ الْمَرْأَةِ , وَكَأَنَّهَا بِضْعَةٌ تُدَرْدِرُ , قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَسَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَبَصَرَ عَيْنِي مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَتَلَهُمْ , ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ
أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ زوذي أَبِي كَبِيرٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا عَلِيٌّ يَوْمًا , فَقَامَ الْخَوَارِجُ فَقَطَعُوا عَلَيْهِ كَلَامَهُ , قَالَ : فَنَزَلَ فَدَخَلَ وَدَخَلْنَا مَعَهُ فَقَالَ : أَلَا إِنِّي إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الْأَبْيَضُ , ثُمَّ قَالَ : مَثَلِي مَثَلُ ثَلَاثَةِ أَثْوَارٍ وَأَسَدٍ اجْتَمَعْنَ فِي أَجَمَةٍ : أَبْيَضَ وَأَحْمَرَ وَأَسْوَدَ , فَكَانَ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا مِنْهُنَّ اجْتَمَعْنَ , فَامْتَنَعْنَ مِنْهُ فَقَالَ لِلْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ , إِنَّهُ لَا يَفْضَحُنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلَّا مَكَانُ هَذَا الْأَبْيَضِ , فَخَلِّيَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى آكُلَهُ , ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتُمَا فِي هَذِهِ الْأَجَمَةِ , فَلَوْنُكُمَا عَلَى لَوْنِي وَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكُمَا , قَالَ : فَفَعَلَا , قَالَ : فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ قَتَلَهُ , قَالَ : فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا اجْتَمَعَا , فَامْتَنَعَا مِنْهُ , وَقَالَ لِلْأَحْمَرِ : يَا أَحْمَرُ , إِنَّهُ لَا يُشْهِرُنَا فِي أَجَمَتِنَا هَذِهِ إِلَّا مَكَانُ هَذَا الْأَسْوَدِ , فَخَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى آكُلَهُ , ثُمَّ أَخْلُو أَنَا وَأَنْتَ , فَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ وَلَوْنُكَ عَلَى لَوْنِي , قَالَ : فَأَمْسَكَ عَنْهُ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ قَتَلَهُ , ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ لِلْأَحْمَرِ : يَا أَحْمَرُ , إِنِّي آكُلُكَ , قَالَ : تَأْكُلُنِي , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : أَمَا لَا فَدَعْنِي حَتَّى أُصَوِّتَ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ , ثُمَّ شَأْنُكَ بِي قَالَ : فَقَالَ : أَلَا إِنِّي إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الْأَبْيَضُ , قَالَ : ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ : أَلَا وَإِنِّي إِنَّمَا رُهِبْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ
ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : خَمَّسَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرِ .
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، أَنَّ عَلِيًّا ، قَسَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ رَقِيقَ أَهْلِ النَّهْرِ وَمَتَاعَهُمْ كُلَّهُ
وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ أَمْوَالِ الْخَوَارِجِ ، قَالَ : لَيْسَ فِيهَا غَنِيمَةٌ وَلَا غُلُولٌ
ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : فَزِعَ الْمَسْجِدُ حِينَ أُصِيبَ أَهْلُ النَّهْرِ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي قِتَالِ الْخَوَارِجِ : لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَتْلِ الدَّيْلَمِ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَتِيهُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُمْ
يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا صَنَعَ عَلِيٌّ الْحَكَمَيْنِ قَالَ أَهْلُ الْحَرُورَاءِ : مَا تَزِيدُ أَنْ تُجَامِعَ لِهَؤُلَاءِ , فَخَرَجُوا فَأَتَاهُمْ إِبْلِيسُ فَقَالَ : أَيْنَ كَانَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ فَارَقْنَا مُسْلِمِينَ ؟ لَبِئْسَ الرَّأْيُ رَأْيُنَا , وَلَئِنْ كَانُوا كُفَّارًا لَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُنَادِيَهُمْ , قَالَ الْحَسَنُ : فَوَثَبَ عَلَيْهِمْ أَبُو الْحَسَنِ فَجَذَّهُمْ جَذًّا
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي غُلَامًا لِي أُرِيدُ بَيْعَهُ , قَدْ أُعْطِيتُ بِهِ سِتَّمِائَةِ دِرْهَمٍ , وَقَدْ أَعْطَانِي الْخَوَارِجُ ثَمَانَمِائَةٍ , أَفَأَبِيعُهُ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : كُنْتُ بَايَعَهُ مِنْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ ؟ قَالَ : لَا ; قَالَ : فَلَا تَبِعْهُ مِنْهُمْ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثَنَا مُعْضِلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ , فَسُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهْرِ ، أَهُمْ مُشْرِكُونَ ؟ قَالَ : مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا , قِيلَ : فَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا , قِيلَ لَهُ : فَمَا هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثَنَا مُعْضِلٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَرْفَجَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا جِيءَ عَلِيٌّ بِمَا فِي عَسْكَرِ أَهْلِ النَّهْرِ قَالَ : مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ , قَالَ : فَأُخِذَتْ إِلَّا قَدْرًا , قَالَ : ثُمَّ رَأَيْتُهَا بَعْدُ قَدْ أُخِذَتْ