حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَكَانَ سَعْدٌ عَلَى النَّاسِ وَجَاءَ رُسْتُمُ فَجَعَلَ عَمْرَو بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيَّ يَمُرُّ عَلَى الصُّفُوفِ وَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ , كُونُوا أُسُودًا أَشِدَّاءً أَغْنَى شَأْنَهُ , إِنَّمَا الْفَارِسِيُّ تَيْسٌ بَعْدَ إِنْ يَلَقِي نَيْزَكَهُ , قَالَ : وَكَانَ مَعَهُمْ إِسْوَارٌ لَا تَسْقُطُ لَهُ نُشَّابَةٌ , فَقُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا ثَوْرٍ , اتَّقِ ذَاكَ , قَالَ : فَإِنَّا لَنَقُولُ ذَاكَ إِذْ رَمَانَا فَأَصَابَ فَرَسَهُ , فَحَمَلَ عَمْرٌو عَلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ ، ثُمَّ ذَبَحَهُ فَأَخَذَ سَلَبَهُ سِوَارَيْ ذَهَبٍ كَانَا عَلَيْهِ وَمِنْطَقَةً وَقَبَاءَ دِيبَاجٍ , وَفَرَّ رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ فَخَلَا بِالْمُشْرِكِينَ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ فِي هَذَا الْجَانِبِ , وَأَشَارَ إِلَى بَجِيلَةَ , قَالَ : فَرَمَوْا إِلَيْنَا سِتَّةَ عَشَرَ فِيلًا عَلَيْهَا الْمُقَاتِلَةُ , وَإِلَى سَائِرِ النَّاسِ فِيلَيْنِ قَالَ : وَكَانَ سَعْدٌ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ : سَا بَجِيلَةَ , قَالَ قَيْسٌ : وَكُنَّا رُبْعُ النَّاسِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ , فَأَعْطَانَا عُمَرُ رُبْعَ السَّوَادِ فَأَخَذْنَاهُ ثَلَاثَ سِنِينَ , فَوَفَدَ بَعْدَ ذَلِكَ جَرِيرٌ إِلَى عُمَرَ وَمَعَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , فَقَالَ عُمَرُ : أَلَا تُخْبِرَانِي عَنْ مَنْزِلَيْكُمْ هَذَيْنِ ؟ وَمَعَ ذَلِكَ إِنِّي لَأَسْلُكُهَا وَإِنِّي لَأَتَبَيَّنُ فِي وُجُوهِهَا أَيَّ الْمَنْزِلَيْنِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : فَقَالَ جَرِيرٌ : أَنَا أُخْبِرُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَمَّا أَحَدُ الْمَنْزِلَيْنِ فَأَدْنَى نَخْلَةً مِنَ السَّوَادِ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ , وَأَمَّا الْمَنْزِلُ الْآخَرُ فَأَرْضُ فَارِسَ وَعَلَيْهَا وَحَرُّهَا وَبَقُّهَا يَعْنِي الْمَدَائِنَ , قَالَ : فَكَذَّبَنِي عَمَّارٌ فَقَالَ : كَذَبْتَ , قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ أَكْذَبُ , قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : أَلَا تُخْبِرُونَ عَنْ أَمِيرِ هَذَا أَمَجَرِيٌّ هُوَ ؟ قَالُوا : لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِمَجَرِيٍّ وَلَا عَالِمٍ بِالسِّيَاسَةِ فَعَزَلَهُ وَبَعَثَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : كَانَ سَعْدٌ قَدِ اشْتَكَى قُرْحَةً فِي رِجْلِهِ يَوْمَئِذٍ , فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى الْقِتَالِ , قَالَ : فَكَانَتْ مِنَ النَّاسِ انْكِشَافَةٌ , قَالَ : فَقَالَتِ امْرَأَةُ سَعْدٍ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ الْمُثَنَّى بْنِ حَارِثَةَ الشَّيْبَانِيِّ : لَا مُثَنَّى لِلْخَيْلِ , فَلَطَمَهَا سَعْدٌ فَقَالَتْ : جُبْنًا وَغَيْرَةً , قَالَ : ثُمَّ هَزَمْنَاهُمْ
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، إِنَّ امْرَأَةَ سَعْدٍ كَانَ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى بِنْتُ خَصَفَةَ امْرَأَةُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُقَالُ لَهُ الْمُثَنَّى بْنُ الْحَارِثَةِ وَأَنَّهَا ذَكَرَتْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مُثَنَّى فَلَطَمَهَا سَعْدٌ فَقَالَتْ : جُبْنٌ وَغَيْرَةٌ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُتِيَ سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَأَمَرَ بِهِ إِلَّا الْقَيْدَ , قَالَ : وَكَانَ بِسَعْدٍ جِرَاحَةٌ , فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ إِلَى النَّاسِ قَالَ : فَصَعِدُوا بِهِ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ , قَالَ : وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ , فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ : كَفَى حُزْنًا أَنْ تُرْدَى الْخَيْلُ بِالْقَنَا وَأُتْرَكُ مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا فَقَالَ لِابْنَةِ خَصَفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ أَطْلِقِينِي وَلَكِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ أَنْ أَرْجِعَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ , وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ , قَالَ : فَحَلَّتْهُ حِينَ الْتَقَى النَّاسُ , قَالَ : فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا : الْبَلْقَاءُ , قَالَ , ثُمَّ أَخَذَ رُمْحًا ثُمَّ خَرَجَ , فَجَعَلَ لَا يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ إِلَّا هَزَمَهُمْ , قَالَ : وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : هَذَا مَلَكٌ , لِمَا يَرَوْنَهُ يَصْنَعُ , قَالَ : وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ : الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ , وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ , قَالَ , فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوُّ رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَيْهِ فِي الْقَيْدِ , فَأَخْبَرَتْ بِنْتُ خَصَفَةَ سَعْدًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ , قَالَ : فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللَّهِ لَا أَضْرِبُ الْيَوْمَ رَجُلًا أَبْلَى اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى يَدَيْهِ مَا أَبْلَاهُمْ , قَالَ : فَخَلَّى سَبِيلَهُ , قَالَ : فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ : قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا حَيْثُ كَانَ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ فَأَظْهَرُ مِنْهَا , فَأَمَّا إِذَا بَهْرَجَتْنِي فَلَا وَاللَّهِ لَا أَشْرَبُهَا أَبَدًا
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ ثنا حُصَيْنٌ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : جَاءَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ نَزَلَ الْقَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ النَّاسُ , قَالَ : فَمَا أَدْرِي لَعَلَّنَا أَنْ لَا نَزِيدَ عَلَى سَبْعَةِ آلَافٍ أَوْ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ : بَيْنَ ذَلِكَ , وَالْمُشْرِكُونَ ثَلَاثُونَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , مَعَهُمُ الْفُيُولُ , قَالَ : فَلَمَّا نَزَلُوا قَالُوا لَنَا : ارْجِعُوا وَإِنَّا لَا نَرَى لَكُمْ عَدَدًا , وَلَا نَرَى لَكُمْ قُوَّةً وَلَا سِلَاحًا , فَارْجِعُوا , قَالَ : قُلْنَا : مَا نَحْنُ بِرَاجِعِينَ , قَالَ : وَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ بِنَبْلِنَا وَيَقُولُونَ : دُوكْ يُشَبِّهُونَهَا بِالْمُغَازَلِ , قَالَ : فَلَمَّا أَبَيْنَا عَلَيْهِمْ قَالُوا : ابْعَثُوا إِلَيْنَا رَجُلًا عَاقِلًا يُخْبِرُنَا بِالَّذِي جَاءَ بِكُمْ مِنْ بِلَادِكُمْ , فَإِنَّا لَا نَرَى لَكُمْ عَدَدًا وَلَا عُدَّةً , قَالَ : فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : أَنَا , قَالَ : فَعَبَرَ إِلَيْهِمْ , قَالَ فَجَلَسَ مَعَ رُسْتُمَ عَلَى السَّرِيرِ , قَالَ فَنَخَرَ وَنَخَرُوا حِينَ جَلَسَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ , قَالَ : قَالَ الْمُغِيرَةُ : مَا زَادَنِي فِي مَجْلِسِي هَذَا وَلَا نَقَصَ صَاحِبَكُمْ , قَالَ : فَقَالَ : أَخْبِرُونِي مَا جَاءَ بِكُمْ مِنْ بِلَادِكُمْ , فَإِنِّي لَا أَرَى لَكُمْ عَدَدًا وَلَا عُدَّةً , قَالَ : فَقَالَ : كُنَّا قَوْمًا فِي شَقَاءٍ وَضَلَالَةٍ فَبَعَثَ اللَّهُ فِينَا نَبِيَّنَا فَهَدَانَا اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ وَرَزَقَنَا عَلَى يَدَيْهِ , فَكَانَ فِيمَا رَزَقَنَا حَبَّةٌ زَعَمُوا أَنَّهَا تَنْبُتُ بِهَذِهِ الْأَرْضِ , فَلَمَّا أَكَلْنَا مِنْهَا وَأَطْعَمْنَا مِنْهَا أَهْلِينَا قَالُوا : لَا خَيْرَ لَنَا حَتَّى تَنْزِلُوا هَذِهِ الْبِلَادَ فَنَأْكُلُ هَذِهِ الْحَبَّةَ , قَالَ : فَقَالَ رُسْتُمُ : إِذًا نَقْتُلُكُمْ , قَالَ : فَإِنْ قَتَلْتُمُونَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ , وَإِنْ قَتَلْنَاكُمْ دَخَلْتُمُ النَّارَ , وَإِلَّا أَعْطَيْتُمُ الْجِزْيَةَ , قَالَ : فَلَمَّا قَالَ أَعْطَيْتُمُ الْجِزْيَةَ قَالَ : صَاحُو وَنَخَرُوا وَقَالُوا : لَا صُلْحَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ , قَالَ : فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : أَتَعْبُرُونَ إِلَيْنَا أَوْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ , قَالَ : فَقَالَ رُسْتُمُ : بَلْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ , قَالَ فَاسْتَأْخَرَ مِنْهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى عَبَرَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَرَ , قَالَ : فَحَمَلَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ فَقَتَلُوهُمْ وَهَزَمُوهُمْ قَالَ حُصَيْنٌ : كَانَ مَلِكُهُمْ رُسْتُمُ مِنْ أَهْلِ أَذَرْبِيجَانَ , قَالَ حُصَيْنٌ : وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ عُبَيْدُ بْنُ جَحْشٍ : قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَمْشِي عَلَى ظُهُورِ الرِّجَالِ , نَعْبُرُ الْخَنْدَقَ عَلَى ظُهُورِ الرِّجَالِ , مَا مَسَّهُمْ سِلَاحٌ , قَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا , قَالَ : وَوَجَدْنَا جِرَابًا فِيهِ كَافُورٌ , قَالَ : فَحَسِبْنَاهُ مِلْحًا لَا نَشُكُّ فِيهِ أَنَّهُ مِلْحٌ قَالَ : فَطَبَخْنَا لَحْمًا فَطَرَحْنَا مِنْهُ فِيهِ , فَلَمَّا لَمْ نَجِدْ لَهُ طَعْمًا فَمَرَّ بِنَا عِبَادِيٌّ مَعَهُ قَمِيصٌ , قَالَ : فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُعْرِبِينَ , لَا تُفْسِدُوا طَعَامَكُمْ فَإِنَّ مِلْحَ هَذِهِ الْأَرْضِ لَا خَيْرَ فِيهِ , هَلْ لَكُمْ أَنْ أُعْطِيَكُمْ فِيهِ هَذَا الْقَمِيصَ ؟ , قَالَ : فَأَعْطَانَا بِهِ قَمِيصًا , فَأَعْطَيْنَاهُ صَاحِبًا لَنَا فَلَبِسَهُ , قَالَ : فَجَعَلْنَا نُطِيفُ بِهِ وَنَعْجَبُ مِنْهُ , قَالَ : فَإِذَا ثَمَنُ الْقَمِيصِ حِينَ عَرَفْنَا الثِّيَابَ دِرْهَمَانِ , قَالَ : وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَشَرْتُ إِلَى رَجُلٍ وَإِنَّ عَلَيْهِ لَسِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَإِنَّ سِلَاحَهُ تَحَتَّ فِي قَبْرٍ مِنْ تِلْكَ الْقُبُورِ , وَأَشَرْتُ إِلَيْهِ فَخَرَجَ إِلَيْنَا , قَالَ : فَمَا كَلَّمْنَاهُ حَتَّى ضَرَبْنَا عُنُقَهُ , فَهَزَمْنَاهُمْ حَتَّى بَلَغُوا الْفُرَاتَ , قَالَ : فَرَكِبْنَا فَطَلَبْنَاهُمْ فَانْهَزَمُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْمَدَائِنِ , قَالَ : فَنَزَلْنَا كَوْثًا , قَالَ : وَمُسَلَّحَةً لِلْمُشْرِكِينَ بِدَيْرِ الْمِسْلَاخِ فَأَتَتْهُمْ خَيْلُ الْمُسْلِمِينَ فَتُقَاتِلُهُمْ , فَانْهَزَمَتْ مُسَلَّحَةُ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى لَحِقُوا بِالْمَدَائِنِ , وَسَارَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ , وَعَبَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كَلِوَاذِيٍّ مِنْ أَسْفَلَ مِنَ الْمَدَائِنِ فَحَصَرُوهُمْ حَتَّى مَا يَجِدُونَ طَعَامًا إِلَّا كِلَابَهُمْ وَسَنَانِيرَهُمْ , قَالَ : فَتَحَمَّلُوا فِي لَيْلَةٍ حَتَّى أَتَوْا جَلُولَاءَ , قَالَ : فَسَارَ إِلَيْهِمْ سَعْدٌ بِالنَّاسِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ , قَالَ : وَهِيَ الْوَقْعَةُ الَّتِي كَانَتْ , قَالَ : فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ وَانْطَلَقَ فَلُّهُمْ إِلَى نَهَاوَنْدَ , قَالَ : وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا انْهَزَمُوا مِنْ جَلُولَاءَ أَتَوْا نَهَاوَنْدَ , قَالَ : فَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ , وَعَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ مُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ السُّلَمِيَّ , قَالَ : فَأَتَى عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ فَقَالَ لَهُ : أَعْطِنِي فَرَسِي وَسِلَاحَ مِثْلِي , قَالَ : نَعَمْ , أُعْطِيكَ مِنْ مَالِي , قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِي كَرِبَ : وَاللَّهِ لَقَدْ هَاجَيْنَاكُمْ وَقَاتَلْنَاكُمْ فَمَا أَجَبْنَاكُمْ , وَسَأَلْنَاكُمْ فَمَا أَنَجَلْنَاكُمْ , قَالَ حُصَيْنٌ : وَكَانَ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرَّنٍ عَلَى كَسْكَرَ , قَالَ فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ كَسْكَرَ كَمَثَلِ رَجُلٍ شَابٍّ عِنْدَ مُومِسَةٍ تُلَوَّنُ لَهُ وَتُعَطَّرُ , وَإِنِّي أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ لَمَّا عَزَلْتَنِي عَنْ كَسْكَرَ , وَبَعَثْتَنِي فِي جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ , قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ : سِرْ إِلَى النَّاسِ بِنَهَاوَنْدَ فَأَنْتَ عَلَيْهِمْ , قَالَ فَسَارَ إِلَيْهِمْ فَالْتَقَوْا , فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ , قَالَ : وَأَخَذَ سُوَيْدُ بْنُ مُقَرَّنٍ الرَّايَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ وَأَهْلَكَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ , فَلَمْ يَقُمْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ بَعْدُ يَوْمَئِذٍ , قَالَ : وَكَانَ أَهْلُ كُلِّ مِصْرٍ يَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ فِي بِلَادِهِمْ , قَالَ حُصَيْنٌ : لَمَّا هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الْمَدَائِنِ لَحِقَهُمْ بِجَلُولَاءَ ثُمَّ رَجَعَ وَبَعَثَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ , فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الْمَدَائِنَ , قَالَ : وَأَرَادَ أَنْ يَنْزِلَهَا بِالنَّاسِ , فَاجْتَوَاهَا النَّاسُ وَكَرِهُوهَا , فَبَلَغَ عُمَرَ أَنَّ النَّاسَ كَرِهُوهَا فَسَأَلَ : هَلْ يَصْلُحُ بِهَا الْإِبِلُ , قَالُوا : لَا , لِأَنَّ بِهَا الْبَعُوضَ , قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : فَإِنَّ الْعَرَبَ لَا تَصْلُحُ بِأَرْضٍ لَا يَصْلُحُ بِهَا الْإِبِلُ , قَالَ : فَارْجِعُوا , قَالَ : فَلَقِيَ سَعْدٌ عِبَادِيًّا , قَالَ : فَقَالَ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَرْضٍ ارْتَفَعَتْ مِنَ الْبَقَّةِ وَتَطَأْطَأَتْ مِنَ السَّبْخَةِ وَتَوَسَّطَتِ الرِّيفَ وَطَعَنَتْ فِي أَنْفِ التُّرْبَةِ , قَالَ : أَرْضٌ بَيْنَ الْحِيرَةِ وَالْفُرَاتِ
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ : إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ أَهْلَ الْحِجَازِ وَأَهْلَ الْيَمَنِ , فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمُ الْقِتَالَ قَبْلَ أَنْ يَتَفَقَّأُوا فَأَسْهُمٌ لَهُمْ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ ثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أُبَيٍّ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ : اللَّهُمَّ إِنَّ حَدْبَةَ سَوْدَاءُ بَذِيئَةٌ فَزَوِّجْنِي الْيَوْمَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ , قَالَ : فَمَرُّوا عَلَيْهِ وَهُوَ مُعَانِقُ رَجُلٍ عَظِيمٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ ثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ , وَقَدْ قُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ وَهُوَ يُفْحَصُ وَهُوَ يَقُولُ : {{ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }} قَالَ فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ : أَنَا امْرُؤٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : أَمَرَنِي عُمَرُ أَنْ أُنَادِيَ بِالْقَادِسِيَّةِ : لَا يُنْبَذُ فِي دُبَّاءَ وَلَا حَنْتَمٍ وَلَا مُزَفَّتٍ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِالْقَادِسِيَّةِ , وَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ شِبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ فَدَعَا إِلَى الْمُبَارَزَةِ فَذَكَرَ مِنْ عِظَمِهِ , فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ يُقَالُ لَهُ شِبْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ , قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْفَارِسِيُّ هَكَذَا يَعْنِي احْتَمَلَهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَصَرَعَهُ , قَالَ : فَأَخَذَ شِبْرٌ خِنْجَرًا كَانَ مَعَ الْفَارِسِيِّ , فَقَالَ بِهِ فِي بَطْنِهِ هَكَذَا يَعْنِي فَحَصْحَصَهُ , قَالَ : ثُمَّ انْقَلَبَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ , ثُمَّ جَاءَ بِسَلْبِهِ إِلَى سَعْدٍ فَقُوِّمَ بِاثْنَيْ عَشْرَ أَلْفًا فَنَفَلَهُ سَعْدٌ
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ شِبْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : بَارَزْتُ رَجُلًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ مِنَ الْأَعَاجِمِ فَقَتَلْتُهُ وَأَخَذْتُ سَلَبَهُ فَأَتَيْتُ بِهِ سَعْدًا , فَخَطَبَ سَعْدٌ أَصْحَابَهُ ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَلَبُ شِبْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ , وَإِنَّا قَدْ نَفَلْنَاهُ إِيَّاهُ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَمَّنْ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ قَالَ : بَيْنَا رَجُلٌ يَغْتَسِلُ إِذْ فَحَصَ لَهُ الْمَاءُ وَالتُّرَابُ عَنْ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ , فَأَتَى سَعْدًا فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : اجْعَلْهَا فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ
حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَمَّنْ أَدْرَكَ ذَاكَ أَنَّ رَجُلًا ، اشْتَرَى جَارِيَةً مِنَ الْمَغْنَمِ , قَالَ : فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا قَدْ أَخْلَصَتْ لَهُ أَخْرَجَتْ حُلِيًّا كَثِيرًا كَانَ مَعَهَا , قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا أَدْرِي مَا هَذَا , حَتَّى أَتَى سَعْدًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ : اجْعَلْهُ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : بَاعَ سَعْدٌ طَسْتًا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ , فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ هَذَا عَنْكَ فَوَجَدَ عَلَيْكَ , قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَى النَّصْرَانِيِّ حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ الطَّسْتَ وَأَخَذَ الْأَلْفَ
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ ثنا الصَّبَّاغُ بْنُ ثَابِتٍ ، قَالَ ثنا أَشْيَاخُ الْحَيِّ ، قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : لَقَدْ أَتَى عَلَى نَهْرِ الْقَادِسِيَّةِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ مَا تَجْرِي إِلَّا بِالدَّمِ مِمَّا قَتَلْنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ ثنا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ ، قَالَ : قَدِمْنَا مِنَ الْيَمَنِ , نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ فَطَافَ فِي النَّخْعِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ النَّخْعِ , إِنِّي أَرَى الشَّرَفَ فِيكُمْ مُتَرَبِّعًا فَعَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِ وَجُمُوعِ فَارِسَ , فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا بَلْ الشَّامُ نُرِيدُ الْهِجْرَةَ إِلَيْهَا , قَالَ : لَا بَلِ الْعِرَاقُ , فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهَا لَكُمْ , قَالَ : حَتَّى قَالَ بَعْضُنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ {{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }} , قَالَ : فَلَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ , عَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِ , قَالَ : فِيهَا جُمُوعُ الْعَجَمِ وَنَحْنُ أَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةٍ , قَالَ : فَأَتَيْنَا الْقَادِسِيَّةَ فَقُتِلَ مِنَ النَّخْعِ وَاحِدٌ , وَكَذَا وَكَذَا رَجُلًا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ ثَمَانُونَ , فَقَالَ عُمَرُ : مَا شَأْنُ النَّخْعِ , أُصِيبُوا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ النَّاسِ , أَفَرَّ النَّاسُ عَنْهُمْ ؟ قَالُوا : لَا بَلْ وُلُّوا أَعْظَمَ الْأَمْرِ وَحْدَهُمْ
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَرَّتِ النَّخْعُ بِعُمَرَ فَأَقَامَهُمْ فَتَصَفَّحَهُمْ وَهُمْ أَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةٍ , وَعَلَيْهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَرْطَاةُ , فَقَالَ : إِنِّي لَأَرَى الشَّرَفَ فِيكُمْ مُتَرَبِّعًا سِيرُوا إِلَى إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَقَالُوا : بَلْ نَسِيرُ إِلَى الشَّامِ , قَالَ : سِيرُوا إِلَى الْعِرَاقِ , فَقَالُوا : {{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }} , فَقَالَ : سِيرُوا إِلَى الْعِرَاقِ , فَلَمَّا قَدِمُوا الْعِرَاقَ جَعَلُوا يَسْحَبُونَ الْمُهْرَ فَيَذْبَحُونَهُ , فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ : أَصْلِحُوا فَإِنَّ فِي الْأَمْرِ مَعْقِلًا أَوْ نَفْسًا , وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ : كَانَتْ بَنُو أَسَدٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ أَرْبَعمِائَةِ , وَكَانَتْ بَجِيلَةُ ثَلَاثَةَ آلَافٍ , وَكَانَتْ النَّخْعُ أَلْفَيْنِ وَثَلَاثَمِائَةٍ , وَكَانَتْ كِنْدَةُ نَحْوَ النَّخْعِ , وَكَانُوا كُلُّهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ , وَلَمْ تَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَقَلَّ مِنْ مُضَرَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنَّ عُمَرَ فَضَّلَهُمْ فَأَعْطَى بَعْضَهُمْ أَلْفَيْنِ , وَبَعْضَهُمْ سِتَّمِائَةٍ , وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ فِي قَوْلِهِ : {{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }} قَالَ : أَهْلُ الْقَادِسِيَّةِ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أُمَرَاءِ الْكُوفَةِ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَنِي مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَحُلْوَانَ , وَفِي ذَلِكُمْ مَا يَكْفِيكُمْ إِنِ اتَّقَيْتُمْ وَأَصْلَحْتُمْ , قَالَ : وَكَتَبَ : اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ مَفَازَةً
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ ثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَوْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَقَدِ انْتَثَرَ بَطْنُهُ أَوْ قَصَبُهُ , قَالَ لِبَعْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ : ضُمَّ إِلَيَّ مِنْهُ أَدْنُو قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَ : فَمَرَّ عَلَيْهِ وَقَدْ فَعَلَ
حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَصْحَابَ عُبَيْدٍ يَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْقَادِسِيَّةِ وَفِيهِمْ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ
حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ حَسَنٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ بَعْضِ ، أَصْحَابِهِ قَالَ : اشْتَرَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا مِنَ النَّشَاسْتَجُ , نَشَاسْتَجُ بَنِي طَلْحَةَ , هَذَا الَّذِي عِنْدَ السَّيْلَحِينِ , فَأَتَى عُمَرُ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : إِنِّي اشْتَرَيْتُ أَرْضًا مُعْجَبَةً ; فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهَا ؟ أَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ؟ قَالَ : اشْتَرَيْتُهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ ؟ قَالَ عُمَرُ : وَكَيْفَ اشْتَرَيْتَهَا مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ كُلِّهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا , إِنَّمَا هِيَ فَيْءٌ
حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَمَّنْ يَذْكُرُ أَنَّ أَهْلَ الْقَادِسِيَّةِ ، رَغَمُوا الْأَعَاجِمَ حَتَّى قَاتَلُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : اخْتَلَفَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَتَفَاخَرَا , فَقَالَ الْكُوفِيُّ : نَحْنُ أَصْحَابُ يَوْمِ الْقَادِسِيَّةِ وَيَوْمِ كَذَا وَكَذَا , وَقَالَ الشَّامِيُّ : نَحْنُ أَصْحَابُ يَوْمِ الْيَرْمُوكِ وَيَوْمِ كَذَا وَيَوْمِ كَذَا , فَقَالَ حُذَيْفَةُ : كِلَاكُمَا لَمْ يُشْهِدْهُ اللَّهُ , هَلَكَ عَادٌ وَثَمُودُ , وَلَمْ يُؤَامِرِ اللَّهُ فِيهِمَا إِذَا أَهْلَكَهُمَا , وَمَا مِنْ قَرْيَةٍ أَحْرَى أَنْ تَدْفَعَ عَظِيمَةً عَنْهَا يَعْنِي الْكُوفَةَ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُمْ أَصَابُوا قَبْرًا بِالْمَدَائِنِ , فَوَجَدُوا فِيهِ رَجُلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَبِ , وَوَجَدُوا مَعَهُ مَالًا , فَأَتَوْا بِهِ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : أَنْ أَعْطِهِمْ وَلَا تَنْزِعْهُ
حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ السَّائِبَ بْنَ الْأَقْرَعِ عَلَى الْمَدَائِنِ , فَبَيْنَمَا هُوَ فِي مَجْلِسِهِ إِذْ أُتِيَ بِمَالٍ مِنْ صُفْرٍ كَأَنَّهُ رَجُلٌ قَائِلٌ بِيَدَيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَ يَدَيْهِ وَقَبَضَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فَقَالَ : هَذَا لِي , هَذَا مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيَّ , فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ الْمُسْلِمِينَ , فَاجْعَلْهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ حُمَيْدٍ ، أَنَّ عَمَّارًا ، أَصَابَ مَغْنَمًا فَقَسَّمَ بَعْضَهُ وَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ يُشَاوِرُهُ قَالَ : مَانِعِ النَّاسِ إِلَى قُدُومِ الرَّاكِبِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ ثنا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ ، كَانَ مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ مِلْحَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَرْوَانَ ، قَالَ : كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرَ الْمَدَائِنِ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَالَ يَزِيدُ : قُمْ فَذَكِّرْ قَوْمَكَ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ ثنا أَبُو هِلَالٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ عَلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ دِرْعٌ سَابِغٌ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : اخْتَلَفْتُ أَنَا وَسَعْدٌ ، بِالْقَادِسِيَّةِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : فَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ أَوْ مِهْرَانَ أَوْ بَعْضِ تِلْكَ الْمُشَاهَدِ فَأَتَى عُمَرَ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ هَلَكْتُ فَرَرْتُ , فَقَالَ عُمَرُ : كَلًّا أَنَا فِئَتُكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ ثنا الْوَلِيدُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ أَلْفَيْنِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَدْ شَهِدُوا الْقَادِسِيَّةَ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ , وَكَانَ رَايَاتُهُمْ فِي يَدِ سِمَاكٍ صَاحِبِ الْمَسْجِدِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ، قَالَ : سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَأَنَا أَسْمَعُ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ , وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ غَزَوَاتٍ , شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَجَلُولَاءَ وَتُسْتَرَ وَنَهَاوَنْدَ وَالْيَرْمُوكَ وَآذَرْبَيْجَانَ وَمِهْرَانَ وَرُسْتُمَ , فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ وَنَتْرُكُ الْوَدَكَ , فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ فَقَالَ : لَمْ نَكُنْ نَسْأَلُ عَنْهَا يَعْنِي طَعَامَ الْمُشْرِكِينَ
حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ضُرِبَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ لِلْعَبِيدِ بِسِهَامِهِمْ كَمَا ضُرِبَ لِلْأَحْرَارِ
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ ، قَالَ : لَمَّا جَاءَ وَفْدُ الْقَادِسِيَّةِ حَبَسَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ , ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ , قَالَ : يَقُولُونَ : الْتَقَيْنَا فَهَزَمْنَا , بَلِ اللَّهُ الَّذِي هَزَمَ وَفَتَحَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ أَخْبَرَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ ، حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : شَهِدْتُ جَلُولَاءَ فَابْتَعْتُ مِنَ الْغَنَائِمِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا , فَقَدِمْتُ بِهَا عَلَى عُمَرَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : ابْتَعْتُ مِنَ الْغَنَائِمِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا , فَقَالَ : يَا صَفِيَّةُ , احْفَظِي بِمَا قَدِمَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَزَمْتُ عَلَيْكِ أَنْ لَا تُخْرِجِي مِنْهُ شَيْئًا , قَالَتْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ طَيِّبٍ , قَالَ : ذَاكَ لَكَ , قَالَ : فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : أَرَأَيْتَ لَوِ انْطُلِقَ بِي إِلَى النَّارِ أَكُنْتَ مُفْتَدٍ قُلْتُ : نَعَمْ وَلَوْ بِكُلِّ شَيْءٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ , قَالَ : فَإِنِّي كَأَنَّنِي شَاهِدُكَ يَوْمَ جَلُولَاءَ وَأَنْتَ تُبَايِعُ وَيَقُولُونَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَكْرَمُ أَهْلِهِ عَلَيْهِ , وَأَنْتَ كَذَلِكَ قَالَ : فَإِنْ يُرَخِّصُوا عَلَيْكَ بِمِائَةٍ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَغْلُوا عَلَيْكَ بِدِرْهَمٍ , وَإِنِّي قَاسِمٌ , وَسَأُعْطِيكَ مِنَ الرِّبْحِ أَفْضَلَ مَا يَرْبَحُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ , أُعْطِيكَ رِبْحَ الدِّرْهَمِ دِرْهَمًا , قَالَ : فَخَلَّى عَلَى سَبْعَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ دَعَا التُّجَّارَ فَبَاعَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ , فَأَعْطَانِي ثَمَانِينَ أَلْفًا , وَبَعَثَ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى سَعْدٍ فَقَالَ : اقْسِمْ هَذَا الْمَالَ بَيْنَ الَّذِينَ شَهِدُوا الْوَقْعَةَ , فَإِنْ كَانَ مَاتَ فِيهِمْ أَحَدٌ فَابْعَثْ بِنَصِيبِهِ إِلَى وَرَثَتِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَرِّعِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ , لَمَّا فَتَحَ سَعْدٌ جَلُولَاءَ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفٍ , قَسَمَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ آلَافِ مِثْقَالٍ , وَلِلرَّاجِلِ أَلْفَ مِثْقَالٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُتِيَ عُمَرُ بِغَنَائِمَ مِنْ غَنَائِمِ جَلُولَاءَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ , فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا بَيْنَ النَّاسِ , فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اكْسُنِي خَاتَمًا فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيكَ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ , قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُ شَيْئًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ ، صَاحِبَ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , عِنْدَنَا حِلْيَةٌ مِنْ حِلْيَةِ جَلُولَاءَ وَآنِيَةُ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ , فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَأْتِنِي , فَجَاءَ يَوْمًا فَقَالَ : إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ : ابْسُطْ لِي نَطْعًا فِي الْجِسْرِ , فَبَسَطَ لَهُ نَطْعًا , ثُمَّ أُتِيَ بِذَلِكَ الْمَالِ فَصُبَّ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ ذَكَرْتُ هَذَا الْمَالَ فَقُلْتُ : {{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ }} وَقُلْتُ {{ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ }} اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَ لَنَا , اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِي أُنْفِقُهُ فِي حَقٍّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جَعْوَنَةَ الْعَامِرِيِّ ، قَالَ : أَصَبْتُ قَبَاءً مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ مِنْ دِيبَاجٍ يَوْمَ جَلُولَاءَ فَأَرَدْتُ بَيْعَهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَلَى مَنْكِبِي , فَمَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ : تَبِيعُ الْقَبَاءَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ بِكَمْ ؟ قُلْتُ : بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ , قَالَ : إِنَّ ثَوْبَكَ لَا يُسَاوِي ذَلِكَ , وَإِنْ شِئْتَ أَخَذْتَ , قُلْتُ : قَدْ شِئْتُ , قَالَ : فَأَخَذَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : ثنا حِبَّانُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : أُتِيَ عُمَرُ مِنْ جَلُولَاءَ بِسِتَّةِ أَلْفِ أَلْفٍ , فَفَرَضَ الْعَطَاءَ
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ ثنا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمَسْحِ ، عَلَى الْخُفَّيْنِ , قَالَ : اخْتَلَفْتُ أَنَا وَسَعْدٌ ، فِي ذَلِكَ وَنَحْنُ بِجَلُولَاءَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ وِقَاءِ بْنِ إِيَاسٍ الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ فِي غَزَاةٍ إِمَّا فِي جَلُولَاءَ وَإِمَّا فِي نَهَاوَنْدَ قَالَ : فَمَرَّ رَجُلٌ وَقَدْ جَنَى فَاكِهَةً , فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ , فَمَرَّ سَلْمَانُ فَسَبَّهُ , فَرَدَّ عَلَى سَلْمَانَ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ , قَالَ : فَقِيلَ : هَذَا سَلْمَانُ , قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى سَلْمَانَ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : ثَلَاثٌ : مِنْ عَمَاكَ إِلَى هُدَاكَ , وَمِنْ فَقْرِكَ إِلَى غِنَاكَ , وَإِذَا صَحِبْتَ الصَّاحِبَ مِنْهُمْ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِهِ وَيَأْكُلُ مِنْ طَعَامِكَ وَيَرْكَبُ دَابَّتَكَ فِي أَنْ لَا تَصْرِفَهُ عَنْ وَجْهٍ يُرِيدُهُ